..أخيتي الغاليه..
هي همساتٍ تلقائيّة....لم تعرف للتكلّف طريقاً...همس بها قلب ...أخت...لكِ محِبّة..
ولنهجِكِ طريق الصلاح...مؤمِّلة....فأرعيها سمعكِ..ولتطرق أحرفها قلبكِ...
وليصدِّق أثرها فِعلُك...
عنونت همساتي....بـ(لباسكِ...دليل تُقاكِ )..وهي تقول:
الناظر لحال المجتمع...يرى خطوات التغييربتسارع..
فمحذور الأمس ....غدا مسنونا...
وممنوع الماضي...أصبح مقبولا...
وما أنا بصدد الحديث عنه..هو ذلك التغيّر السريع...في لباس بنات الإسلام...
الذي أضحى لايخضع لعُرف...ولايحكمه شرع...بل الهوى..والهوى وحده..
من يرسم حدوده...وموضات التغريب تخُطّ خطوطه...ونتاج
الأمر...تغريب...وغربة...
تغريب... يجر ويلاته على الأمّه...لمن إنساقت وراء رغبات النفس..وتكشّفت..
وغربة تختصّ بأهل الستر والعفّاف....يُنظر إليهم كالمتأخّرين المتزمّتين...الذين لم
يستطيعوا مجاراة العصر..
فاالله المستعان...
همستي الأولى...(ينزِع عنهمالباسهما)
في قصّة آدم...وحوّاء...عبرعظيمة...أكلا من الشجرة التي نهوا عنها...فبدت
لهماسوءاتهما...
وبعدها يقول تعالى(يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كماأخرج أبويكم من الجنّة ينزع
عنهما لباسهما)سورة الأعراف آية(27)
يقول الشيخ المغامسي في تفسير هذه الآيات...لما تعرّى القلب من التقوى في تلك
الحادثة..وخالف الأبوين أمر الرب سبحانه وتعالى..كان النتاج عُريّ
الظاهر...فعُري الظاهر..له دلالة على عُري الباطن من التقوى..
وهذا يدل على أن الظاهر والباطن متلازمين...فالبعض إذا نوصح علىلباسه...أشار
بيده نحو صدره وقال:
التقوى هاهنا...وهم بهذاأنزلوا حديث (التقوى هاهنا) في غير موضعه...
ويذكر الشيخ المغامسي...أن السوءة ..سمّيت بذلك..لأن غاية مايسوء المرء أن
تظهر عورته...فإذا ظفر الشيطان من إبن آدم..بتهاونه في كشف عورته...فظفره
بما هو دونه أهون...
فهل يعي قلبكِ....هذه الآيات...وماتحتويه من عِبر...فتلزمي الستر...ولا تُظفري
الشيطان منك بأمر...أم أنّ داعي الهوى..ومجاراة الآخرين..سيصمّ الآذان...ويُحرِّك
الأقدام..نحو درج التغريب الذي أثبتت الأيّام أنها لن تقف عند حد....
همستي الثانية...(كسوتك يوم القيامة..)
في الحديث ..( أوّل من يُكسى يوم القيامةإبراهيم عليه السلام)المصدر :<صحيح
النسائي > وفي تعليل ذلك أنّ إبراهيم عليه السلام..هو أوّل من خاط السراويل
ولبسها لستر العورة المغلّظة وأيضا قيل /لأنه ألقي في النار عريانا...فكان جزاءه
أن كان أوّل من يستر يوم القيامة..
وعليها يقول أهل العِلم..أنّه على قدر ستر المرء في الدّنيا يكون ستره يوم
القيامة...
فلا تستهيني أخيتي بشهوة حاضرة...على حساب نعيم باقٍ...
ولاتتهاوني بالتكشّف هنا أمام عشرة أو عشرين...فتُجازين بالتكشّف غداً أمام
الخلائق أجمعين..
همستي الثالثة...(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
تتعلّل بعض الفتيات بأن الكثير من النّاس على هذا النّهج...وأن فلانة وفلانة من
الناس وهم من بيت صلاح يلبسون مثل هذه الألبسة...وكأن فعل الناس حجّة...لنا...
فياأخياتي..حجّتنا هما القرآن والسنّة فقط...والحيّ من النّاس لاتؤمن عليه الفتنة..
فكم عرفنا من سلك الطريق..وإلتزم النهج...ومالبث أن تغيّر أمره..وضلّ
الطريق..نسأل الله الثبات
ثمّ أنّه بنصّ القرآن أنّ أكثر أهل الأرض ضالين وليسوامهتدين...يقول تعالى...(وإن
تُطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله )سورة الانعام آية(116)بمعنى أن أكثر
أهل الأرض ضالين...فلا يكون فعل النّاس مُبرّرلأفعالنا...
همستي الأخيرة...قد وضع الله في قلوب الرجال ماوضع...فاحذري..
مشهد يتكرّر داخل البيوت:
تتحرّك بالبيجاما داخل المنزل...ثمّ تستبدلها تارة بالبنطال وتارة بالقصير....وتطوّر
الأمر فأصبح البنطال...شورتاً..ولا حول ولا قوّة إلا بالله...وإذا سألتِ...
ماشعوركِ وأنتِ تتحرّكي بهذه الملابس أمام الأب والأخ ..والعمّ والخال..ومحارم
الرضاعة؟؟!!
نظرت اليك نظرة المستنكر للسؤال...هذاأبوي..وأخوي..عمّي.. خالي.!!.وش فيه
اللباس عندهم؟؟
مشهد يتكرّر داخل الغُرف..
تبدّل ملابسها أمام أمّها...وأمام أُختها...وتبدي من الجسد ما تبدي..دون مراعاة
لحرام...ودون إعتبارلحياء...وإذا ذكّرتها بسوءالفعلة...فتحت عينيها على أقصى
إتّساع قائلة أمّي..أختي..؟
مابيننا شئ يخفى!
فتاوى أهل العِلم لاتُجيز للمرأة أن تبدّل ملابسها..أو تلبس مايكشف عن مفاتنها..إلا أمام زوجها فقط..
والباقي (حتّى أبناءها المدركين) فلا يجوز هذه الألبسةأمامهم..
تذكر لي زميلة العمل أنّ زوجها قاضٍ في المحكمة منذ ثلاثين سنة...ويذكر لها أن
طيلة تواجده في عمله لم تأته شكاية من تحرّش المحارم إلا في الثلاث سنوات
الأخيرة...ويقول عند تحقيقي في الأمر يُرجع المَحْرَم المتّهم أن لباس البنت
هو الذي أجّج نار الشهوة...في جسده...فغاب عندئذٍالعقل...
<<ومع تأكيدي الدّائم...على أنّ الخطألايُبرّر...والزلل لايُعذر>>
فبودي أن أنبّه أخياتي الغافلات...أن الله قدوضع في النفوس شهوات ..فإيّاكِ أن
تعرّضي نفسكِ للإفتتان من قبل أحد قريب كان أوبعيد...وما أجمل ياغاليتي لباس
الحياء...الذي يسترك من الظاهر...والباطن....
هذه ياغالياتي....بعض همساتٍ أختلجت في النفس...بعضها إستطعتُ ترْجَمتها...فكتبتها..إليك...والبعض الآخر..
مازادت على أن تكون...آهاااات...خرجت من صدري...ومااستطاع أن يخُطّهاقلمي...لواقع الحال..
آسفة إن كنت أطلتُ فيهافموضوعها يستحق...فالله أسأل أن تنفع..كما أردّتها أن تنفع...وتبلغ في النفوس المبلغ الذي أمّلتُ لها أن تبلغ...
حرصت أن أبثكم إيّاها قبل أن يشد العزم لإختيار ملابس الصيف...ومناسبات الضيف...
لكي يُراعى خُلق الحياء في الإختيار...ويوضع لحدود الشرع..في إختياراللباس..إعتبار...
منقول