ملتقــــــــــى الارامل...(30)ملتقى الصبر والوفاء والذكريات

الأسرة والمجتمع

اللهم اغفر لازواجنا وارحمهم وعافهم واعفو عنهم ووسع مدخلهم واكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وباعد بينهم وبين خطاياه كمابعدت بين المشرق والمغرب
اللهم انك تعلم انهم لوكان ضيفي لكرمته وانه الان ضيفك وانت اكرم الاكرمين اللهم واقر عينه بالحور العين واجمعنا بهم في الفردوس الاعلى مع النبيين والصدقين والشهداء اللهم امين...

استغفر الله الذي لااله الاهو الحي القيوم واتوب وارجع اليه....
اللهم صل وسلم على محمد وعلى ال محمد ....
.................................

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله سبحانه وتعالى جعل الصبر جواداً لا يكبو ، وصارماً لا ينبو ، وجنداً لا يهزم ، وحصناً حصيناً لايهدم ولا يثلم ، فهو والنصر أخوان شقيقان فالنصر مع الصبر ، والفجر مع الكرب والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أن يوفيهم أجرهم بغير حساب
ولما كانت الدنيا دار بلاء وموضع امتحان ، تسعد وتشقي ، تفرح وتحزن ، ولا تدوم على حال ، ذكر الله عز وجل الصبر في كتابه في مواضع كثيرة متنوعة
من الكتاب :
فأخبر الله عز وجل بمعيته للصابرين قال تعالى { وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249 وقال تعالى { وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46 وأخبر أنه يحبهم { وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }آل عمران146 وأنهم الفائزون {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ }المؤمنون111 وأخبر أن الصبر خير لأهله { ِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126 وأخبر أن أهل الصبر هم المهتدون {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24 وعلق الفلاح بالصبر والتقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200 وعن أجرهم وصفه بأنه كبير {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }هود11 وذكر أن أجر الصبر يوفى بغير حساب { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10 وأن الجنة هي دارهم ومستقرهم {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }الرعد24 وقال {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً }الفرقان75 {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً }الإنسان12

ومن السنة :
والأحاديث في فضل الصبر كثيرة ومواضعها عديدة يهمنا منها ماورد لأهل المرض فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر ، عوضته منهما الجنة ) وحبيبتيه عينيه .
وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك إمرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله إني أصرح وإني اتكشف فادع الله لي . قال ( إن شئت صبرت ولكَ الجنة وإن شئت دعوتُ الله تعالى أن يعافيك ) فقالت : اصبر . فقالت : إني اتكشف فادع الله أن لا اتكشف ، فدعا لها .
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين ، فقال : انظرا ماذا يقول لعواده ، فإن هو إذا جاءوه حمد الله وأثنى عليه ، رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم ، فيقول : إن لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شافيته أبدله لحماً خيراً من لحمه ، ودماً خيراً من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته )
وعن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه )
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديداً . قال : فقلت : يارسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً ، قال ( أجل إني لأوعك كما يوعك رجلان منكم ) قلت : ذلك إنّ لك لأجرين . قال ( نعم والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله عنه به خطاياه كما تحطّ الشجرة ورقها )

ومن أقوال السلف :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( وجدنا خير عيشنا بالصبر )
وقال علي بن أبي طالب ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )
وقال عبدالله بن مسعود ( الإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر )
وقال الحسن ( ما جرعتان أحب إلى الله من جرعة مصيبة موجعة محزنة ردها صاحبها بحسن عزاء وصبر ، وجرعة غيظ ردها بحلم )
وقال عمر بن عبدالعزيز ( أما الرضا فمنزلته عزيزة أو منيعة ، ولكن جعل الله في الصبر معولاً حسناً )
وقال حسان بن أبي جبله (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) أي الذي لا شكوى فيه .

ومن الشعر : :
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
إني رأيت وفي الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقلَّ من جد في أمر يطلبه *** فا ستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

وقال محمد بن يسير:
إن الأمور إذا انسدت مسالكها *** فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة *** إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
لا يمنعنك يأس من مطالبة * ** فَضَيِّق السبل يوماً ربما انتهجا

وقال الموصلي:
فالصبر أجمل ثوب أنت لا بسه *** لنازل والتعري أحسن السنن
وهون الوجد إني لا أرى أحداً *** بفرقة الإلف يوماً غير ممتحن

وقال ابن الوردي :
يا نفس صبراً فعقبى الصبر صالحة *** لا بد أن يأتي الرحمن بالفرج

وقال علي بن جهم:
وعاقبة الصبر الجميل جميلة *** وأفضل أخلاق الرجال التفضل
ولا عار إن زالت عن الحر نعمة *** ولكن عار أن يزول التجمل
........................................................................
حيااااكم اخواااااتى فى بينتا الثاااانى عااااالم الاراااامل 30
بروح كلها تفاول وامل حيا الله المتفائلات الصابرات

أم الأمراء
بنت الحنان
عمري شمعة
أم الغالين
أم الشيوخ
أم البررة
عزيزه نفس
ام نايف
وحساسة
وتفاحة
ام كونة
الرومانسية
فاقدة غاليها
رمش المها
غيوض@
الطيورالمهاجرة
فديت عيونه
وردجوري
وأكبرشوشة
وارملة حبيبها
بنت السعودية
عيوني امولة
دنياماتسوى
الأرملة الصغيرة
اهات السنين
همتي لامتي
البندري
عاشقه الروابي
الميارديرة
العاقبه خير
الراسيه
سبايك

واخواتنا الغائبات ومتفائلين برجوعهم
زوجى ملك قلبى
كرزه
ام نواف
توتة ام احلى بنوتة
ام حمد
فلسفه حزن
سحر الاماكن
الاميره شهر زاد
الراجيه رحمه ربها
عيون المها
هايمة بذاتى
عاشقه القلم
ريف تميم
وماننسى اخواتنا الزائرات جزاهن الله عنا خير الجزاء
خاصة رانيا الخبر
ودياري
نوم الظالم عبادة
وليل نجوم
ووقتى


2K
77K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&فديت عيونه&
&فديت عيونه&

كثير من الناس يغفلون دعاء المصيبة في المال أو النفس أو الاهل أو .. أو ..

وقد ورد في سورة عظيمة مباركة سورة البقرة :

" الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون "
ما هو الجزاء يارب ؟

" أولئــــــك عليهم :
1-صلوات من ربهم
2-ورحمة
3-وأولئك هم المهتدون "..
تدبري هذه الكلمات الثلاث العظيمة السابقة ..

أحد السلف مات ابنه ، فلما جاءوا يعزونه .. قال أخذ مني واحد واعطاني ثلاثة ( صلاة علي ، رحمة ، هداية ) .. ! انظري لفقههم رحمهم الله ..

هل تعرفين متى جاءت هذه الاية ؟
بعد قوله تعالى : " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " ثم قال تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " ..

هذه المصائب تخيلي نفسك فيها: جوع - خوف - نقص في الاموال والانفس والثمرات .. كلها اجتمعت في امرأة مؤمنة صالحة اتدرين من هي ؟

انها هــــــــــاجر أم اسماعيل .. عندما أتى بها وولدها إلى مكة وكان وادٍ ( غير ذي زرع ) أخوف مكان .. ولا ماء فيه سوى ما أتت به في سقائها ..فتولى إبراهيم عليه السلام وتركهم .. يعني صار هناك كما في الآية ( نقص في الأنفس ) وفوق هذا نقص في ( الأموال والثمرات )

فالتفتت إليه هاجر ، وقالت : لمن تتركنا يا إبراهيم ؟

فلم يجبها بشيء.

فقالت : آلله أمرك بهذا ؟

قال : نعم .

فماذا قالت المؤمنة الصابرة التقية ؟


قالت بيقين المؤمنة : إذا لا يضيعنا ربنا !!

الله اكبر وهي التي اجتمعت فيها كل المصائب لم تقل خذنا معك أو وفر لنا متع الحياة !! بل ! لن يضيعنا ربنا !

وبصبرها ويقينها واستجـــــــــــــابتها لأمر الله عز وجل ...

وهذا ما نريده من أنفسنا :

( استــــــــــــــــجابة لأوامر الله

صــــــــــبر واحتساب
يقـــــــــــــــين )

فماذا كانت النتيجة مع هاجــــــــــــــر ؟

أصبح هذا المكان ( مكة ) بعد ان كان اخوف مكان اصبح آمن مكان في العالم

قال تعالى :
( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا )
وقال :
( وآمنهم من خوف )
حتى الطيور تأمن فيه ألم تريها في الحرم تسير بجوارك بينما في اي مكان اخر مجرد ان تشعر بقدوم احد تطير !!!
وأصبح بعد الجوع تأتيه كما قال تعالى ( ثمرات كل شيء ) ثمرات الصيف والشتاء في كل وقت !! بل حتى من عليه فديه فعليه ان يطعم مساكين اهل مكة ولا يجوز له ان يذبحها في اي مكان اخر !! لماذا ؟ لئلا يجوع اهل مكة ببركة هذه المرأة التي استجابت لأمر الله ... هذا غير مــاء زمزم الذي هو " طعام طعم وشفاء سقم " ..

وماذا عن الفقر ( الاموال ) ... اغلى ارض في العالم حول الحرم وكلما قربتِ من الصفا والمروة التي مشت فيها هاجر عليها السلام كلما كانت الغرفة اغلى !! اليس كذلك ؟؟


ايضا كان المكان خاليا من البشر لم يكن هناك الا هي وابنها !! ماذا اصبح بعد ذلك ؟

قال تعالى : ( افئدة من الناس تهوي اليهم ) صار أكثر موقع لا نجدي لنفسك فيه مكان من شدة الزحام !!...

لا اله الا الله .. والله أكبر ..

فهيا اختي الحبيبة .. اصبري على المصيبة وارضي بقضاء الله .. واذا ضعفتِ تذكري قصة هاجر عليها السلام فهي أمامك كل يوم في القرآن الكريم .. والقرآن كلام حق وقصصه " أحسن القصص " كما قال ربنا جلّ وعلا ..

وفي واقعنا مئات بل ألوف القصص وكل واحد ينال بحسب صبره ورضاه عن الله بما قضاه عليه .. وبحسب استجابته لأوامر الله ..


والان نعود لبداية الموضوع ما معنى

" إنا لله وإنا اليه راجعون "
حتى تردديه وانتِ فاهمة لمعناه فتشعري بالسكينة والطمأنينة ويزيدك ذلك الدعاء صبرا ..

قال السعدي رحمه الله في تفسيره : ( ( انا لله ) : اي نحن ملك لله مدبَّرون تحت أمره وتصريفه فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء فإذا ابتلانا بشيء منها ، فقد تصرف ارحم الراحمين بمماليكه وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم الذي ارحم بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا عن الله والشكر له على تدبيره لما هو خير لعبده ، وان لم يشعر بذلك ومع اننا مملوكون لله

( فـــانا اليه راجعون )
يوم المعاد فمجازٍ كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا الا السخط وفوات الاجر ، فكون العبد لله وراجع اليه من اقوى اسباب الصبر )وكما نعلم أن السنة النبوية لها ثلاث حالات مع القرآن ..

ومن تلك الحالات أنها

تبين مبهمه
وتفصل مجمله ..

وقد جاء دعاء المصيبة في القرآن

" إنا لله وإنا اليه راجعون "

وجاء مفصلا في السنة كما قال صل الله عليه وسلم : " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول : ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ! أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أخلف الله له خيرا منها . قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صل الله عليه وسلم . ثم إني قلتها . فأخلف الله لي رسول الله صل الله عليه وسلم . قالت : أرسل إلي رسول الله صل الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له . فقلت : إن لي بنتا وأنا غيور . فقال : أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها . وأدعو الله أن يذهب بالغيرة " رواه مسلم

..............................................................
مقال اعجبني
..............
&فديت عيونه&
&فديت عيونه&
كثير من الناس يغفلون دعاء المصيبة في المال أو النفس أو الاهل أو .. أو .. وقد ورد في سورة عظيمة مباركة سورة البقرة : " الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون " ما هو الجزاء يارب ؟ " أولئــــــك عليهم : 1-صلوات من ربهم 2-ورحمة 3-وأولئك هم المهتدون ".. تدبري هذه الكلمات الثلاث العظيمة السابقة .. أحد السلف مات ابنه ، فلما جاءوا يعزونه .. قال أخذ مني واحد واعطاني ثلاثة ( صلاة علي ، رحمة ، هداية ) .. ! انظري لفقههم رحمهم الله .. هل تعرفين متى جاءت هذه الاية ؟ بعد قوله تعالى : " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " ثم قال تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " .. هذه المصائب تخيلي نفسك فيها: جوع - خوف - نقص في الاموال والانفس والثمرات .. كلها اجتمعت في امرأة مؤمنة صالحة اتدرين من هي ؟ انها هــــــــــاجر أم اسماعيل .. عندما أتى بها وولدها إلى مكة وكان وادٍ ( غير ذي زرع ) أخوف مكان .. ولا ماء فيه سوى ما أتت به في سقائها ..فتولى إبراهيم عليه السلام وتركهم .. يعني صار هناك كما في الآية ( نقص في الأنفس ) وفوق هذا نقص في ( الأموال والثمرات ) فالتفتت إليه هاجر ، وقالت : لمن تتركنا يا إبراهيم ؟ فلم يجبها بشيء. فقالت : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . فماذا قالت المؤمنة الصابرة التقية ؟ قالت بيقين المؤمنة : إذا لا يضيعنا ربنا !! الله اكبر وهي التي اجتمعت فيها كل المصائب لم تقل خذنا معك أو وفر لنا متع الحياة !! بل ! لن يضيعنا ربنا ! وبصبرها ويقينها واستجـــــــــــــابتها لأمر الله عز وجل ... وهذا ما نريده من أنفسنا : ( استــــــــــــــــجابة لأوامر الله صــــــــــبر واحتساب يقـــــــــــــــين ) فماذا كانت النتيجة مع هاجــــــــــــــر ؟ أصبح هذا المكان ( مكة ) بعد ان كان اخوف مكان اصبح آمن مكان في العالم قال تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ) وقال : ( وآمنهم من خوف ) حتى الطيور تأمن فيه ألم تريها في الحرم تسير بجوارك بينما في اي مكان اخر مجرد ان تشعر بقدوم احد تطير !!! وأصبح بعد الجوع تأتيه كما قال تعالى ( ثمرات كل شيء ) ثمرات الصيف والشتاء في كل وقت !! بل حتى من عليه فديه فعليه ان يطعم مساكين اهل مكة ولا يجوز له ان يذبحها في اي مكان اخر !! لماذا ؟ لئلا يجوع اهل مكة ببركة هذه المرأة التي استجابت لأمر الله ... هذا غير مــاء زمزم الذي هو " طعام طعم وشفاء سقم " .. وماذا عن الفقر ( الاموال ) ... اغلى ارض في العالم حول الحرم وكلما قربتِ من الصفا والمروة التي مشت فيها هاجر عليها السلام كلما كانت الغرفة اغلى !! اليس كذلك ؟؟ ايضا كان المكان خاليا من البشر لم يكن هناك الا هي وابنها !! ماذا اصبح بعد ذلك ؟ قال تعالى : ( افئدة من الناس تهوي اليهم ) صار أكثر موقع لا نجدي لنفسك فيه مكان من شدة الزحام !!... لا اله الا الله .. والله أكبر .. فهيا اختي الحبيبة .. اصبري على المصيبة وارضي بقضاء الله .. واذا ضعفتِ تذكري قصة هاجر عليها السلام فهي أمامك كل يوم في القرآن الكريم .. والقرآن كلام حق وقصصه " أحسن القصص " كما قال ربنا جلّ وعلا .. وفي واقعنا مئات بل ألوف القصص وكل واحد ينال بحسب صبره ورضاه عن الله بما قضاه عليه .. وبحسب استجابته لأوامر الله .. والان نعود لبداية الموضوع ما معنى " إنا لله وإنا اليه راجعون " حتى تردديه وانتِ فاهمة لمعناه فتشعري بالسكينة والطمأنينة ويزيدك ذلك الدعاء صبرا .. قال السعدي رحمه الله في تفسيره : ( ( انا لله ) : اي نحن ملك لله مدبَّرون تحت أمره وتصريفه فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء فإذا ابتلانا بشيء منها ، فقد تصرف ارحم الراحمين بمماليكه وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم الذي ارحم بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا عن الله والشكر له على تدبيره لما هو خير لعبده ، وان لم يشعر بذلك ومع اننا مملوكون لله ( فـــانا اليه راجعون ) يوم المعاد فمجازٍ كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا الا السخط وفوات الاجر ، فكون العبد لله وراجع اليه من اقوى اسباب الصبر )وكما نعلم أن السنة النبوية لها ثلاث حالات مع القرآن .. ومن تلك الحالات أنها تبين مبهمه وتفصل مجمله .. وقد جاء دعاء المصيبة في القرآن " إنا لله وإنا اليه راجعون " وجاء مفصلا في السنة كما قال صل الله عليه وسلم : " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول : ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ! أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أخلف الله له خيرا منها . قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صل الله عليه وسلم . ثم إني قلتها . فأخلف الله لي رسول الله صل الله عليه وسلم . قالت : أرسل إلي رسول الله صل الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له . فقلت : إن لي بنتا وأنا غيور . فقال : أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها . وأدعو الله أن يذهب بالغيرة " رواه مسلم .............................................................. مقال اعجبني ..............
كثير من الناس يغفلون دعاء المصيبة في المال أو النفس أو الاهل أو .. أو .. وقد ورد في سورة عظيمة...
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: {ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد غيري؟ قالوا: بلى. قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسًا، فضحك، ثم قال: أتدرون مما ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! فقال صلى الله عليه وسلم: عجبت للمؤمن إن الله عز وجل لا يقضي قضاءً إلا كان خيراً له }^.
فليعلم المكروب أن حظَّه من المصيبة ما يحدث له؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
من رضى بقضاء الله جرى عليه، وكان له أجر، ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه، وحبط عمله. فقضاء الله نافذ كالسيف، وأمره واقع لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، ولكن العبد هو الذي يربح أو يخسر بحسب رضاه أو سخطه. جعلنا الله وإياكم من الراضين بقضاء الله وقدره.
........................................................

ويذكر ابن الجوزي -عليه رحمة الله- في عيون الحكايات قال الأصمعي : خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق؛ فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها، فسلمنا؛ فإذا عجوز ترد السلام، ثم قالت: من أنتم؟ قلنا: قوم ضللنا الطريق، وأَنِسْنَا بكم، وقوم جياع. قالت: ولُّوا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل. ففعلنا، وجلسنا على فراش ألْقَتْهُ لنا، وإذا ببعير مقبل، عليه راكب، وإذا بها تقول: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ولدي، وأما راكبه فليس بولدي. جاء الراكب، وقال: يا أم عقيل! السلام عليك.. أعظم الله أجرك في عقيل، فقالت: ويحك! أوقد مات عقيل؟ قال: نعم. قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل، ودفعت له كبشاً، ونحن مدهوشون، فذبحه وأصلحه، وقرَّب إلينا الطعام، فجعلنا نتعجب من صبرها؛ فلما فرغنا قالت: هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله -عز وجل- شيئاً فقلنا: نعم. قالت: فاقرءوا عليَّ آيات أتعزَّى بها عن ابني، قال: قلت: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ^ قالت: آللهِ إنها لفي كتاب الله؟ قلت: والله إنها لفي كتاب الله. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبراً جميلاً، وعند الله أحتسب عقيلاً. اللهم إني فعلت ما أمرتني به؛ فانجزني ما وعدتني، ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
قال: فخرجنا، ونحن نقول: ما أكمل منها ولا أجزل! لما علمت أن الموت لا مدفع له ولا محيص عنه، وأن الجزع لا يجدي نفعاً، وأن البكاء لا يرد هالكاً؛ رجعت إلى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم، فاحتسبت ابنها عند الله -عز وجل- ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.
فما أجمل الرضا بقضاء الله في كشف محن المصاب ومكروباته! هذه سجايا السلف؛ صبرٌ واحتسابٌ، وتجلُّدٌ وتحمُّلٌ، ورضا واسترجاعٌ، وبُعْدٌ عن الجزع والتسخُّط والتذمُّر عند المصاب.
لهم قدرهم باعتبار الرجال وسمعتهم في ذرى الأنجم
أنتم كهُم ومن يشابهْ أبه فما ظلم
...............................................................................


وليُعلم أن البكاء الذي لا صوت معه ولا تسخط لا يعارض الرضا؛ فأشد الناس حرصاً على رضا مولاهم هم الأنبياء، وأرضاهم وأرضى الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكى يوم مات ابنه إبراهيم رأفة ورحمة منه للولد ورقة عليه، وقلبه صلى الله عليه وسلم ممتلئ بالرضا، ولسانه مشتغل بحمد الله وذكره، وهذا هو أكمل هدي وأتم؛ فإنه صلى الله عليه وسلم حملته الرحمة بالطفل على البكاء، ومحبة الله على الرضا، وخير الهدْي هديُه صلى الله عليه وسلم.
ففي الصحيحين : {أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم ، وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله؟! قال: يا بن عوف ! إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لَمحزونون }^. وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم -وأشار إلى لسانه صلى الله عليه وسلم- }^ وفي الصحيح -أيضاً- عن أسامة بن زيد : {أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع إليه ابن ابنته، وهو في الموت نفسه تُقعقع، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة جعلها الله -تعالى- في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء }^.
................................................
يروى عن أنس -رضي الله عنه وأرضاه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { تُنصَبُ الموازين يوم القيامة، فيُؤتى بأهل الصلاة والصيام والزكاة والحج، فيُوَفَّوْن أجورهم بالموازين، ثم يُؤتى بأهل البلاء، فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصبُّ عليهم الأجر صباً بغير حساب، ثم قرأ قول الله جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ^ }^ وفي الترمذي مرفوعاً: {يودُّ أناسٌ لو أن جلودهم كانت تُقرض بالمقاريض لِما يَروْن من ثواب أهل البلاء }^ فسبحان من يرحم ببلائه!
...........................................................

ومما يكشف الكربة عند فقد الأحبة: برد التأسي بأهل المصائب؛ ففي ذلك إطفاء لنار المصيبة، وليعلم أنه في كل قرية ومدينة بل في كل بيت من أصيب؛ فمنهم من أصيب مرة، ومنهم من أصيب مراراً، وليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت، حتى نفس المصاب سيصاب بنفسه يوماً ما، أسوة بأمثاله ممن تقدمه؛ فإن نظر فلن يرى يمنة إلا محنة، ويسرة إلا حسرة.
ذكر ابن الجوزي بإسناده عن عبد الله بن زياد قال: حدثني بعض من قرأ في الكتب: أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها، وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً، فعلم أنه مرض الموت، وأشفق على نفسه، فكتب إلى أمه معزِّياً في ذكاء قائلاً: يا أماه! إذا جاءكِ كتابي فاصنعي طعاماً، واجمعي من قدرت عليه من الناس، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة، واعلمي هل وجدتِ لشيء قراراً. إني لأرجو أن يكون الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعاماً عظيماً، وجمعت الناس، وقالت: لا يأكل هذا من أُصيب بمصيبة، فلم يتقدم أحد للأكل من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها، فقالت: بني! من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت، وعزيتني فتعزيت؛ فعليك السلام حياً وميتاً.
فما من مصيبة أصيب بها مصاب إلا وهناك ما هو أعظم منها عند غيره.
قيل لرجل: كم لك من ولد؟ قال: تسعة. قيل له: إنما نعرف لك ابناً واحداً. فقال: الحمد لله، كان لي عشرة، فقدمت تسعة، أحتسبهم عند الباري الرحيم، وبقى لي واحد لا أدري أنا له أم هو لي؟
لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحداً بعد واحد دليل على ألا يدوم خليل
وهاهي أعرابية اسمها أم غسان -كما في عيون الأخبار - فقدت جميع أبنائها، وفوق ذلك كُفَّ بصرها. مصيبة وأي مصيبة! كانت تعيش بمِغْزَلِها، وتقول: الحمد لله على ما قضى، رضيت من الله ما رضي لي، وأستعين الله على بيت ضيق الفناء قليل الإيواء، ثم تُصاب مصيبة أخرى بموت جارة لها كانت تبثُّها أشجانها وأحزانها، فيقال لها: أين فلانة؟ فتقول: الحمد لله على قضاء الله، والرجعة إلى الله.
تقسم جاراتها بيتها وسارت إلى بيتها الأدلج
وفي العاقبة للإشبيلي يروي أن امرأة من الأعراب حجَّت، ومعها وحيدها، فمرض عليها في الطريق، ومات، فدفنته بمساعدة الركب الذين معها، ثم وقفت بعد دفنه، وقالت: يا بني! والله لقد غذوتك رضيعاً، وفقدتك سريعاً، وكأن لم يكن بين الحالتين مدة ألتذُّ بها بعيشك، وأتمتع فيها بالنظر إلى وجهك، ثم قالت: اللهم منك العدل، ومن خلقك الجور، اللهم وهبتني قرة عين، فلم تمتعني به كثيراً بل سلبتنيه وشيكاً، ثم أمرتني بالصبر، ووعدتني عليه الأجر، فصدقت وعدك، ورضيت قضاءك، فلك الحمد في السَّراء والضَّراء. اللهم ارحم غربته، واستر عورته يوم تُكشف العورات وتظهر السوءات، رحم الله من ترحَّم على من استودعته الردم، ووسدته الثرى. ثم لما أرادت الانصراف قالت: أي بني! لقد تزودت لسفري فيا ليت شعري ما زادُك لسفرك ويوم ميعادك؟! اللهم إني أسألك الرضا عنه برضائي عنه. اللهم إني أسألك الرضا عنه برضائي عنه. أستودعك بني من استودعني إياك جنيناً في الأحشاء، ومن يجازي من صبر في السراء والضراء.
من شاء بعدك فليمُت فعليك كنت أحاذر
كنت السواد لناظري فعمى عليك الناظر
ليت المنازل والديار حفائرُ ومقابر
إني وغيري لا محالة حيث صرت لصائر
وأخرج ابن أبي الدنيا من الاعتبار عن الكندي قال: كانت امرأة من بني عامر لها تسعة من الأولاد دخلت بهم -ذات يوم- غاراً، ثم خرجت لحاجة، وتركتهم في الغار، ولما رجعت سقط الغار عليهم، وانطبق، فجعلت تسمع أنينهم وتتلظَّى بجحيم عويلهم، لا تملك لهم حولاً ولا طولاً، تَئنُّ وتزفر زفرات قطَّعت أحشاءها والذي عانا البلايا عرف، حتى فقدت أنينهم؛ فلم تسمع لهم أنيناً، فعلمت أنهم ماتوا جميعاً تحت هذا الغار، فرجعت وبها من الأسى ما الله به عليم، فكانت تردد وتقول:
ربيتهم تسعة حتى إذا اتسقوا أُفردت منهم كقرن الأعضب الوحدِ
وكل أم وإن سُرَّت بما ولدت يوماً ستفقد من ربَّت من الولدِ
وأخيراً: فلقد حدثني من أثق به من الصالحين -كما أحسبه والله حسيبه- أن هناك رجلاً كان له ثلاثة أولاد صغار وزوجة في هناء وأمان وسعادة وسكينة واطمئنان، وذات يوم جاءهم أضياف، فقام الأب وذبح لأضيافه كبشاً، والأولاد ينظرون، ودخل للجلوس مع أضيافه في انتظار إعداد الطعام، وقامت الأم بتغسيل وتنظيف أصغرهم في وعاء كبير مليء بالماء، أخذ أكبر الأولاد السكين يقلد أباه في ذبح الشياه، وقام على أخيه الأوسط، فأضجعه، ثم ذبحه ذبح الشاه، وجاء لأمه يخبرها فصاحت ورمت بالصغير في ذهول في وعاء الماء، فغرق الصغير في وعاء الماء، وخرجت إلى الأوسط فإذا هو يتشحط في دمه! وهرب أكبرهم إلى الشارع، فاعترضته سيارة، فدهسته! ذُهلت الأم، وثكلت جميع أبنائها، وجاء الأب فإذا بها تترنح، وتخبره الخبر، ثم تسقط ميتة وجداً على أبنائها الثلاثة، ولا إله إلا الله!
صُبَّت عليها مصائب لو أنها صُبت على الأيام عدن لياليا
أما الأب فحمد الله -عز وجل- وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ودخل إلى أضيافه، وطلب منهم أن يحفروا قبوراً، وأخبرهم الخبر، وياله من خبر! ويالها من ضيافة! حفروا القبور، وصلُّوا على الجميع، ودعوا للميت والحي، واستعدَّ كل ضيف منهم أن يقدم ابنته زوجة لذلك الأب الصابر المحتسب، ويختار ابنة واحد منهم ويتزوجها، فيذكر لي من نقل لي هذا أن له -الآن- ثلاثة عشراً ولداً من هذه الزوجة، حدث عظيم وخطب أليم؛ فهلا نظرت لمثل هذا المَصاب أيها المُصاب. فما مصابك مع مثل هذا المصاب؟ ستهون عليك مصيبتك ولا شك، واعلم أن هناك من هو أعظم منه مصاباً؛ فإذا علم المصاب علم اليقين أنه لو فتش العالم كله لم يرَ فيهم إلا مبتلى؛ إما بفوات محبوب، أو بحصول مكروه سُرِّي عنه؛ فسرور الدنيا أحلام نوم إن أضحكت أَبكتْ، وإن سرَّتْ ساءت، وما ملئت دار حبرة إلا مُلئت عبرة، وما حصل للشخص في يوم من سرور إلا وأعقبه شرور؛ فلكل فرحة ترحة، وما كان ضحك قط إلا وكان بعده بكاء. فلتعلم ولتتأمل أحوال المكروبين -أيها المصاب- فما مصيبتك بينهم إلا ذرة في فضاء المصائب، وقطرة في بحار الكروب.
..................................
&فديت عيونه&
&فديت عيونه&

وآخر ما يكشف الكرب: اعلم أن الذي قدَّر عليك الأقدار حكيم خبير عليم، لا يفعل شيئاً عبثاً، ولا يقدر شيئاً سُدى؛ بل هو رحيم تنوَّعت رحمته -سبحانه وبحمده- يرحم العبد فيعطيه، ثم يرحمه فيوفقه للشكر، ثم يرحمه فيبتليه، ثم يرحمه فيوفقه للصبر، ثم يرحمه فيكفر بالبلاء ذنوبه وآثامه، ثم ينمي حسناته ويرفع درجاته، ثم يرحمه فيخفف من مصيبته وطأتها ويهون مشقتها، ثم يتمم أجرها.
فرحمة الله متقدمة على التدابير السارة والضارة، ومتأخرة عنها و: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ^.
أحبتي في الله: هذه الكلمات جمعتها من كتيبات ومن كتب، وصغتها لكم صياغة فقط -بعون من الله وتوفيق منه وتسديد- إن أكن أصبت فذاك الذي أردت، وإن تكن الأخرى فحسبي أن ذاك وسعي وجهدي وحسب معرفتي وقدرتي:
لكن قدرة مثلي غير خافية والنمل يُعْذَر في القدر الذي حملا
عظَّم الله أجر الجميع، وجبر الله كسرهم، وعوَّضهم خيرَيْ الدنيا والآخرة فيما فقدوا، وجعل هذه الكلمات في صحائف الحسنات في يوم تعز فيه الحسنات خالصة لوجه رب الأرض والسماوات.
اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
يا الله! يا حي! يا قيوم! يا من لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم! يا بديع السماوات والأرض! يا فالق الحب والنوى! يا ذا الجلال والإكرام! يا عظيم العفو! يا واسع المغفرة! يا قريب الرحمة! نسألك بعزِّك الذي لا يُرام، وملكك الذي لا يُضام، يا هادي المضلين! ويا راحم المذنبين! يا من عنت له الوجوه، وخضعت له الرقاب، وخشعت له الأصوات، وفاضت له العَبَرَات، ورغمت له الأنوف! انقطع الرجاء إلا منك، وخابت الظنون إلا فيك، وضعف الاعتماد إلا عليك؛ نسألك أن تكفينا ما أهمَّنا وأغمَّنا، وأن تجبر كسرنا، وأن تعظم أجرنا، وأن تعيذنا من شرور أنفسنا، وأن ترحم موتانا، وأن تلطف بمبتلانا، وأن ترحم غربتنا في الدنيا، ومصرعنا عند الموت، ووقوفنا بين يديك، وأن تقينا من ميتة السوء، ومن يوم السوء، وساعة السوء، وليلة السوء، وجار السوء، وصاحب السوء، وأن تعيذنا من النفاق وسوء الأخلاق.
اللهم إنا نسألك فرجاً عاجلاً للمسلمين مما هم فيه وملاقوه، اللهم إنا نسألك فرجاً عاجلاً للمسلمين مما هم فيه وملاقوه، اللهم إنا نسألك فرجاً عاجلاً للمسلمين مما هم فيه وملاقوه.
اللهم اكشف كروبنا، ونفِّسْ همومنا واقضِ حاجاتنا.
اللهم هبْنا عطاءك، ولا تكشف عنا غطاءك، ورضِّنا بقضائك.
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين، وأخصُّ من أُوصيت فيه بالدعاء. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين وأخصُّ من أُوصيت فيه بالدعاء.
اللهم اجعل قبورهم من الجنة رياضاً. اللهم اجعل قبورهم من الجنة رياضاً، اللهم اجعل قبورهم من الجنة رياضاً. اللهم إنهم عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، احتاجوا لرحمتك، وأنت غني عن عذابهم. اللهم زد في حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم؛ اللهم زد في حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم؛ فأنت أرحم بهم من أمهاتهم. لا إله غيرك، ولا معبود سواك، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا. اللهم يا رب:
ومن قد عاش في الدنيا على الأمر بالتقى وعن موبقات الإثم ما زال ناهيا
تغمدْه يا رب عفواً بفضلك ولا زال هطَّالُ من العفو هاميا
على قبره يهني عشياً وبكرة وبوِّأه قصراً من الخلد عاليا
وصلِّ إلهي كلما هبَّت الصِّبَا وما انهلَّت لجُون الغدَاف العواديا
على المصطفى والآل والصَّحْب كلهم وتابعهم والتابعين الهواديا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
....................
من شريط (كشف الكربه عند فقد الاحبه )
للشيخ:عبدالخالق القرني

&فديت عيونه&
&فديت عيونه&
روى الإمام في من حديث -رضي الله عنه- قال: {ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد غيري؟ قالوا: بلى. قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسًا، فضحك، ثم قال: أتدرون مما ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! فقال صلى الله عليه وسلم: عجبت للمؤمن إن الله عز وجل لا يقضي قضاءً إلا كان خيراً له }^. فليعلم المكروب أن حظَّه من المصيبة ما يحدث له؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. من رضى بقضاء الله جرى عليه، وكان له أجر، ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه، وحبط عمله. فقضاء الله نافذ كالسيف، وأمره واقع لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، ولكن العبد هو الذي يربح أو يخسر بحسب رضاه أو سخطه. جعلنا الله وإياكم من الراضين بقضاء الله وقدره. ........................................................ ويذكر -عليه رحمة الله- في قال : خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق؛ فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها، فسلمنا؛ فإذا عجوز ترد السلام، ثم قالت: من أنتم؟ قلنا: قوم ضللنا الطريق، وأَنِسْنَا بكم، وقوم جياع. قالت: ولُّوا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل. ففعلنا، وجلسنا على فراش ألْقَتْهُ لنا، وإذا ببعير مقبل، عليه راكب، وإذا بها تقول: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ولدي، وأما راكبه فليس بولدي. جاء الراكب، وقال: يا أم عقيل! السلام عليك.. أعظم الله أجرك في عقيل، فقالت: ويحك! أوقد مات عقيل؟ قال: نعم. قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل، ودفعت له كبشاً، ونحن مدهوشون، فذبحه وأصلحه، وقرَّب إلينا الطعام، فجعلنا نتعجب من صبرها؛ فلما فرغنا قالت: هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله -عز وجل- شيئاً فقلنا: نعم. قالت: فاقرءوا عليَّ آيات أتعزَّى بها عن ابني، قال: قلت: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]^ قالت: آللهِ إنها لفي كتاب الله؟ قلت: والله إنها لفي كتاب الله. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبراً جميلاً، وعند الله أحتسب عقيلاً. اللهم إني فعلت ما أمرتني به؛ فانجزني ما وعدتني، ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته. قال: فخرجنا، ونحن نقول: ما أكمل منها ولا أجزل! لما علمت أن الموت لا مدفع له ولا محيص عنه، وأن الجزع لا يجدي نفعاً، وأن البكاء لا يرد هالكاً؛ رجعت إلى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم، فاحتسبت ابنها عند الله -عز وجل- ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة. فما أجمل الرضا بقضاء الله في كشف محن المصاب ومكروباته! هذه سجايا السلف؛ صبرٌ واحتسابٌ، وتجلُّدٌ وتحمُّلٌ، ورضا واسترجاعٌ، وبُعْدٌ عن الجزع والتسخُّط والتذمُّر عند المصاب. لهم قدرهم باعتبار الرجال وسمعتهم في ذرى الأنجم أنتم كهُم ومن يشابهْ أبه فما ظلم ............................................................................... وليُعلم أن البكاء الذي لا صوت معه ولا تسخط لا يعارض الرضا؛ فأشد الناس حرصاً على رضا مولاهم هم الأنبياء، وأرضاهم وأرضى الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكى يوم مات ابنه رأفة ورحمة منه للولد ورقة عليه، وقلبه صلى الله عليه وسلم ممتلئ بالرضا، ولسانه مشتغل بحمد الله وذكره، وهذا هو أكمل هدي وأتم؛ فإنه صلى الله عليه وسلم حملته الرحمة بالطفل على البكاء، ومحبة الله على الرضا، وخير الهدْي هديُه صلى الله عليه وسلم. ففي : {أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه ، وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له : وأنت يا رسول الله؟! قال: يا ! إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا لَمحزونون }^. وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم -وأشار إلى لسانه صلى الله عليه وسلم- }^ وفي الصحيح -أيضاً- عن : {أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع إليه ابن ابنته، وهو في الموت نفسه تُقعقع، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له : ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة جعلها الله -تعالى- في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء }^. ................................................ يروى عن أنس -رضي الله عنه وأرضاه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { تُنصَبُ الموازين يوم القيامة، فيُؤتى بأهل الصلاة والصيام والزكاة والحج، فيُوَفَّوْن أجورهم بالموازين، ثم يُؤتى بأهل البلاء، فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصبُّ عليهم الأجر صباً بغير حساب، ثم قرأ قول الله جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]^ }^ وفي مرفوعاً: {يودُّ أناسٌ لو أن جلودهم كانت تُقرض بالمقاريض لِما يَروْن من ثواب أهل البلاء }^ فسبحان من يرحم ببلائه! ........................................................... ومما يكشف الكربة عند فقد الأحبة: برد التأسي بأهل المصائب؛ ففي ذلك إطفاء لنار المصيبة، وليعلم أنه في كل قرية ومدينة بل في كل بيت من أصيب؛ فمنهم من أصيب مرة، ومنهم من أصيب مراراً، وليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت، حتى نفس المصاب سيصاب بنفسه يوماً ما، أسوة بأمثاله ممن تقدمه؛ فإن نظر فلن يرى يمنة إلا محنة، ويسرة إلا حسرة. ذكر بإسناده عن قال: حدثني بعض من قرأ في الكتب: أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها، وبلغ أرض مرض مرضاً شديداً، فعلم أنه مرض الموت، وأشفق على نفسه، فكتب إلى أمه معزِّياً في ذكاء قائلاً: يا أماه! إذا جاءكِ كتابي فاصنعي طعاماً، واجمعي من قدرت عليه من الناس، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة، واعلمي هل وجدتِ لشيء قراراً. إني لأرجو أن يكون الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعاماً عظيماً، وجمعت الناس، وقالت: لا يأكل هذا من أُصيب بمصيبة، فلم يتقدم أحد للأكل من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها، فقالت: بني! من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت، وعزيتني فتعزيت؛ فعليك السلام حياً وميتاً. فما من مصيبة أصيب بها مصاب إلا وهناك ما هو أعظم منها عند غيره. قيل لرجل: كم لك من ولد؟ قال: تسعة. قيل له: إنما نعرف لك ابناً واحداً. فقال: الحمد لله، كان لي عشرة، فقدمت تسعة، أحتسبهم عند الباري الرحيم، وبقى لي واحد لا أدري أنا له أم هو لي؟ لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي واحداً بعد واحد دليل على ألا يدوم خليل وهاهي أعرابية اسمها أم غسان -كما في - فقدت جميع أبنائها، وفوق ذلك كُفَّ بصرها. مصيبة وأي مصيبة! كانت تعيش بمِغْزَلِها، وتقول: الحمد لله على ما قضى، رضيت من الله ما رضي لي، وأستعين الله على بيت ضيق الفناء قليل الإيواء، ثم تُصاب مصيبة أخرى بموت جارة لها كانت تبثُّها أشجانها وأحزانها، فيقال لها: أين فلانة؟ فتقول: الحمد لله على قضاء الله، والرجعة إلى الله. تقسم جاراتها بيتها وسارت إلى بيتها الأدلج وفي يروي أن امرأة من الأعراب حجَّت، ومعها وحيدها، فمرض عليها في الطريق، ومات، فدفنته بمساعدة الركب الذين معها، ثم وقفت بعد دفنه، وقالت: يا بني! والله لقد غذوتك رضيعاً، وفقدتك سريعاً، وكأن لم يكن بين الحالتين مدة ألتذُّ بها بعيشك، وأتمتع فيها بالنظر إلى وجهك، ثم قالت: اللهم منك العدل، ومن خلقك الجور، اللهم وهبتني قرة عين، فلم تمتعني به كثيراً بل سلبتنيه وشيكاً، ثم أمرتني بالصبر، ووعدتني عليه الأجر، فصدقت وعدك، ورضيت قضاءك، فلك الحمد في السَّراء والضَّراء. اللهم ارحم غربته، واستر عورته يوم تُكشف العورات وتظهر السوءات، رحم الله من ترحَّم على من استودعته الردم، ووسدته الثرى. ثم لما أرادت الانصراف قالت: أي بني! لقد تزودت لسفري فيا ليت شعري ما زادُك لسفرك ويوم ميعادك؟! اللهم إني أسألك الرضا عنه برضائي عنه. اللهم إني أسألك الرضا عنه برضائي عنه. أستودعك بني من استودعني إياك جنيناً في الأحشاء، ومن يجازي من صبر في السراء والضراء. من شاء بعدك فليمُت فعليك كنت أحاذر كنت السواد لناظري فعمى عليك الناظر ليت المنازل والديار حفائرُ ومقابر إني وغيري لا محالة حيث صرت لصائر وأخرج من الاعتبار عن قال: كانت امرأة من بني عامر لها تسعة من الأولاد دخلت بهم -ذات يوم- غاراً، ثم خرجت لحاجة، وتركتهم في الغار، ولما رجعت سقط الغار عليهم، وانطبق، فجعلت تسمع أنينهم وتتلظَّى بجحيم عويلهم، لا تملك لهم حولاً ولا طولاً، تَئنُّ وتزفر زفرات قطَّعت أحشاءها والذي عانا البلايا عرف، حتى فقدت أنينهم؛ فلم تسمع لهم أنيناً، فعلمت أنهم ماتوا جميعاً تحت هذا الغار، فرجعت وبها من الأسى ما الله به عليم، فكانت تردد وتقول: ربيتهم تسعة حتى إذا اتسقوا أُفردت منهم كقرن الأعضب الوحدِ وكل أم وإن سُرَّت بما ولدت يوماً ستفقد من ربَّت من الولدِ وأخيراً: فلقد حدثني من أثق به من الصالحين -كما أحسبه والله حسيبه- أن هناك رجلاً كان له ثلاثة أولاد صغار وزوجة في هناء وأمان وسعادة وسكينة واطمئنان، وذات يوم جاءهم أضياف، فقام الأب وذبح لأضيافه كبشاً، والأولاد ينظرون، ودخل للجلوس مع أضيافه في انتظار إعداد الطعام، وقامت الأم بتغسيل وتنظيف أصغرهم في وعاء كبير مليء بالماء، أخذ أكبر الأولاد السكين يقلد أباه في ذبح الشياه، وقام على أخيه الأوسط، فأضجعه، ثم ذبحه ذبح الشاه، وجاء لأمه يخبرها فصاحت ورمت بالصغير في ذهول في وعاء الماء، فغرق الصغير في وعاء الماء، وخرجت إلى الأوسط فإذا هو يتشحط في دمه! وهرب أكبرهم إلى الشارع، فاعترضته سيارة، فدهسته! ذُهلت الأم، وثكلت جميع أبنائها، وجاء الأب فإذا بها تترنح، وتخبره الخبر، ثم تسقط ميتة وجداً على أبنائها الثلاثة، ولا إله إلا الله! صُبَّت عليها مصائب لو أنها صُبت على الأيام عدن لياليا أما الأب فحمد الله -عز وجل- وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ودخل إلى أضيافه، وطلب منهم أن يحفروا قبوراً، وأخبرهم الخبر، وياله من خبر! ويالها من ضيافة! حفروا القبور، وصلُّوا على الجميع، ودعوا للميت والحي، واستعدَّ كل ضيف منهم أن يقدم ابنته زوجة لذلك الأب الصابر المحتسب، ويختار ابنة واحد منهم ويتزوجها، فيذكر لي من نقل لي هذا أن له -الآن- ثلاثة عشراً ولداً من هذه الزوجة، حدث عظيم وخطب أليم؛ فهلا نظرت لمثل هذا المَصاب أيها المُصاب. فما مصابك مع مثل هذا المصاب؟ ستهون عليك مصيبتك ولا شك، واعلم أن هناك من هو أعظم منه مصاباً؛ فإذا علم المصاب علم اليقين أنه لو فتش العالم كله لم يرَ فيهم إلا مبتلى؛ إما بفوات محبوب، أو بحصول مكروه سُرِّي عنه؛ فسرور الدنيا أحلام نوم إن أضحكت أَبكتْ، وإن سرَّتْ ساءت، وما ملئت دار حبرة إلا مُلئت عبرة، وما حصل للشخص في يوم من سرور إلا وأعقبه شرور؛ فلكل فرحة ترحة، وما كان ضحك قط إلا وكان بعده بكاء. فلتعلم ولتتأمل أحوال المكروبين -أيها المصاب- فما مصيبتك بينهم إلا ذرة في فضاء المصائب، وقطرة في بحار الكروب. ..................................
روى الإمام في من حديث -رضي الله عنه- قال: {ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد غيري؟ قالوا: بلى....
وهذي الضيافه

وهذي بعد

&فديت عيونه&
&فديت عيونه&
وهذي قهوه وتمر