في صحبة الانبياء (4) :-
في ظلال اية :-
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [ الأنبياء : 35]
ويكون الابتلاء بالخير وبالشر
لأن المقصود منه هو معرفة النتيجة بشكل مختصر،
ولذلك فإن الله -سبحانه وتعالى-
يقول: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
وأضاف، أن الابتلاء بالغنى والفقر، هما سواء،
ولذلك كان عمر -رضي الله عنه- يقول: "الغنى والفقر مطيتان والله ما أبالي أيهما ركبت"،
وهو ما ينطبق مثلاً على الصحة والمرض، أو الشهرة والخمول، أو الغنى والفقر.
وأضاف، أن الصحة والمرض هما مطيتان ولا يدري العبد أيهما أقرب إلى الله تعالى زلفى،
مستشهدا بنبي الله أيوب -عليه الصلاة والسلام- الذي كان نموذجاً للإصابة بالمرض
وقد مكث حوالي عشرين سنة وهو مريض مبتلى
وقد وصفه الله تعالى بقوله: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
(من محاضرة للدكتور سلمان لعودة)
وفيما جاء عن الابتلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،
وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.)) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل،
يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه،
وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء
بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)).
أخرجه الإمام أحمد وغيره.
ولعلَّ الله في سورة الانبياء قدَّم ذكر الشرِّ في الآية لظهور الابتلاء به ووضوح معناهْ،
وأخَّر ذكر الخير لخَفاء الابتلاء به وغُموض فحواهْ؛
إذ أوَّلُ ما يتبادرُ إلى الأذهان حين يُذكر الابتلاء ما ظاهرُه شرٌّ وغُرمْ،
على حين يغفُل المرء غالبًا عن البلاء المستتر في طيَّات ما ظاهرُه خيرٌ وغُنمْ،
ومن هنا أُتِيَ كثيرون!
والسعيد مَن وفَّقه الله لالتزام الصبر في العُسرْ، والشكر له تعالى في اليُسرْ؛ ليكونَ فيمَن أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله: (عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له) [صحيح مسلم].
اللهم جمِّلنا بالإيمانْ، وكمِّلنا بالإحسانْ، وأعذنا من شرور أنفسنا، يا كريم يا رحمانْ.
(كتاب ثلاثون مجلسًا في التدبُّر الصادر عن مركز تدبُّر للدراسات والاستشارات بالرياض)
في صحبة الانبياء (4) :-
في ظلال اية :-
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ...
جدا جدا مؤثرة ..
قد ايش احنا مقصرين في حق القرآن ...