ملحمة الشهاده

شارون ُسجِّلْ بالهوانِ سُطورا

وانشُد أماناً لليهودِ قُبورا

أشعلْ جمارك أحرقتك وفجَّرت

فيها انتفــاضةُ شَعبنا التحريرا

همهمْ وهزَّ الرَّأسَ حانَ قِطَافه

واقرأ نعيَّك لا نَطَقْتَ حَسيرا

واجمعْ مَتاعَك لا مقامَ بأرضنا

غَمغم وتمتم ما عَرفت زَبورا

كلَّا ولا معنى لحرمةِ حرمةٍ

غَمغم وتمتم ما عَرفت زَبورا

ألِّفْ فصولَ الموت قصةَ مجرمٍ

تحكي المجازرَ خُضتها مَوتورا

تصفُ المذابح تقشعر لها الورى

وولغت فيها بالدما خنزيرا

وبنيتَ مجداً بالجَّماجمِ صَرحه

صبرا تئن وأنكرتك نكيرا

هذي فلســــطين الذبيــحةُ أبحـــــــــــرٌ

فيها الدماءُ تفجَّرت تفجيرا

فيها البطولةُ حلَّقت ببسالَةٍ

فيها الكَرامَةُ تَسْتَحيلُ هديرا

فيها الإباءُ على محيَّا وجهها

صـرحٌ أشمُ جـــلا رؤاه النُّورا

فيــها وفيــها والعيــونُ كـــما اللَّـظى

تغـــلي وتقــــدَحُ تَســتطـيرُ شُــــــرورا

انظر نتنيا كالجحيمِ حُصُونُها

والنَّارُ تَعلو الغَاصبين قُصورا

أمَّا نَهريا فالكَمَائِنُ فَوقها

والرُّعبُ هزَّ كيانها مَذعورا

في عتصمونا زَغرَداتٌ تَعْتَلي

لمَّا تَسَربل جَمعهم مَقْهُورا

يا للعُفولَةِ والشَّهيدُ كجَحْفَلٍ

يمضي عزيزاً للعلا مَنصورا

يا غَـــــــزَّةَ الأبطال يا رامَ الفــــــــــــدا

يا خــــانَ يونـــسَ ياجنــــــــــينُ نذورا

يالــــــــدُّ ياحيفـــــــا ويايافــــــــــا السُّرى

ياأمَّ نــــــــــورٍ كبـــــــــِّري تكبـــــــــــــيرا

والقدسُ ترجُمُ بالعدوِّ جممارهـا

هـــامٌ تـأبَّى أن يـكـون أســـــيرا

شارونُ ذقْ مثلَ الرُّعود قُصُوفها

ستجيءُ أُخرى لا نعمتَ قريرا

واهنأ بعشرٍ سوف يأتي غيرها

وهناكَ ألفٌ كالبروق صدورا

ارحلْ وغادرْ فالسَّرايا أقسمت

سيسوءُ وجهَكَ ما يكونُ خطيرا

واغربْ عن المبكى ستـبـكي دائماً

فالقدسُ تأبى مثلَكم تحقيرا

والطُّهر يَلفُظُ عُصْبَةً أفَّاكَةً

من أين أنتم يا عُداةُ جُذورا ؟!

من أينَ جئتم يا يهود لأرضنا؟؟

ماذا ادعيتم وافتريتم زورا ؟!

وأذَقتم الشَّعبَ الأبيَّ مرارةً

قسماً سنجعل صَفوكم تَكديرا

قسماً ستلقونَ المآسي والرَّدى

وأمانَكم تتجرَّعونَ سَعيرا

قسماً سنجعلها حميماً فيكمُ

ومع الثــــبورِ الويـــلَ والتَّبتيرا

بشراكَ أقصى فالكتائب هاهنا

تضعُ النُّفوسَ مع الجسومُ جُسُورا

هذي انتفاضةُ شعبنا قُدْسيَّةً

تجلو الرُّؤى وتُشَعْشِعُ الدَّيجورا

روحٌ أطــلَّ على البلادِ بعزَّةٍ

عزمٌ تمرَّدَ لا يندُّ جَسُورا

أُفُقٌ تألَّقَ والمدى متوهِّجٌ

نورٌ ونارٌ كالشموس مسيرا

يا للبطـــــولةِ والشــــــــَّهادةُ فيــــــــــــــلقٌ

يا للمــــــــــلاحِمِ للجنـــــــانِ عُبُـــــــــــــورا

ياأيُّها التـــَّــاريخ ســــــــطِّرْ هاهنـــــــــا

مجــــــــــداً تألَّقَ في الأنـــــــام مثـــــــــــيرا

ســـــــفراً بمـــاء المــــــــكرمات بيانُهُ

عـــــزَّاً ينــــــالُ الفــــرقــــــديـــــن نفــــــيرا



دوِّي فلسطينُ العزيزةُ مزِّقي

وجهَ الظَّلامِ وفجِّريهِ بُكُورا

دكِّي معاقِلَهُم أبيدي جمعهم

بحماكِ نلقى للأسودِ زَئيرا

بسماكِ يشتعلُ الفداء كأنجمٍ

زُهْرٍ يحيلُ الحالكاتِ بُدُورا

فرباكِ مِسْكُ الانتفاضةِ رَيُّهُ

ويعـــــانقُ التُّــــربُ الدِّمَــــــاءَ طـــهورا

سيزيل ليلَ الظُّلم جيلُ كرامَةٍ

ويُزيحُ إعصارُ الفداءِ كُفورا

والمســـجدُ المحزونُ يـــنعُمُ بالهــــدى

ليعودَ صــــــــرحُ الأنبــــــيـــــــــــاء منــــــيرا

د. محمد إياد العكاري