سيدة الوسط
سيدة الوسط
أشارت أحدث الدراسات الطبية في بريطانيا أن الهواتف الجوالة تؤثر في كهربائية الدماغ لفترة زمنية قد تطول أو تقصر حسب المدة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان للأمواج القصيرة (الميكروويف)، وعلى أساس هذه الدراسة منعت بعض الشركات استخدام الهواتف الجوالة لدى المهن التي تحتاج إلى تركيز ذهني مستمر.

كما أكدت ذلك دراسة أمريكية أخرى قام بها الباحث (هنري لي) من جامعة واشنطن إلى أن الأمواج القصيرة جداً تزيد من إفراز هرمون داخلي من زمرة الكورتيزول، كما يمكن أن تطلق المورفين الداخلي، وهي بذلك تؤيد الدراسة السابقة حول تأثير الهواتف الجوالة على كيميائية الخلايا الحية، كما تشرح الدراسة لماذا تجد حيوانات التجارب صعوبة في التعلم لأن إفراز هذا الهرمون مرتبط مع التعرض لنوع من التأزم الداخلي سواء عن طريق ارتفاع درجة الحرارة أو الألم.

وجدير بالذكر أنه حدث تضارب شديد في الآراء حول تأثيرات الهواتف الجوالة على الجسم في الفترة الأخيرة، فقد فشلت ثلاث دراسات جديدة أجريت على الفئران في إثبات وجود علاقة بين سرطانات الدماغ واستخدام الهواتف الجوالة، رغم أن إحدى هذه الدراسات أوضحت سابقاً، أن نسبة حدوث السرطانات تزداد بمعدل الضعف لدى حيوانات التجارب، وقد شجعت النتائج الجديدة بعض العلماء على التحدث عن دراسات وأبحاث سابقة لم تنشر بعد.. فقد زعم فريق بحثي يقوده (وليام روز) من مركز الطب في لوما ليندا بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن الأمواج القصيرة يمكن أن تقلل نسبة حدوث السرطانات، لكن الدراسات أثبتت أنها نتائج خاطئة، بل أشارت هذه الدراسات إلى أن نسبة حدوث السرطانات اللمفاوية والدماغية يمكن تزداد بشكل واضح لدى الذين يستخدمون الهاتف الجوال لأكثر من 20 دقيقة دفعة واحدة عند كل اتصال.

ومن الملاحظ أن تباين النتائج بين الدراسات يؤدي إلى تكهنات كثيرة، منها الخطأ العلمي أو الإحصائي أو استخدام عدد قليل من الحيوانات، حيث لا تظهر صوره واضحة للنتائج أو يمكن أن تقود ببساطة إلى نتائج موجهة وخاصة أن بعض الدراسات تتم من قبل وتشجيع الشركات المصنعة للهواتف الجوالة، فقد بينت أحدث الدراسات في المعهد الوطني للعلوم الفيزيائية في بريطانيا، أن تأثير الهواتف الجوالة في الدماغ يختلف من جهاز إلى آخر، وكذلك يختلف حسب وضعية الهوائي المعلق في الهاتف فتكون التأثيرات أقل إذا كان الهوائي مرفوعاً. وأشارت الدراسة أن استخدام سماعة الآذان التابعة للهاتف الجوال قد تقلل وصول الأمواج إلى الدماغ بمعدل 90%، لذلك ينصح الباحثون باستخدام السماعة.

وأشارت الدراسة البريطانية من جامعة بريستول والتي قادها (آن بروك) إلى أن تعرض الإنسان للهواتف الجوالة لفترة زمنية محدودة يزيد من سرعة استعادة المعلومات من الدماغ على المدى القصير. وكانت النتيجة غير المتوقعة إذ وجد أن استجابة الناس لأسئلة مطروحة على الكمبيوتر أفضل لدى مستخدمي الهواتف الجوالة بنسبة 4%، وعلق الأطباء على نتائج هذه الدراسة لا تسقط احتمال أن يقود استخدام الهواتف الجوالة إلى الأعراض الجانبية المذكورة سابقاً، فسرعة استدعاء المعلومات تعود إلى سرعة السيالة العصبية أو التيار الكهربائي في القشرة الدماغية خاصة في المناطق المسؤولة عن اللف والإبصار.

ومن الدراسات غير المتوقعة حول تأثير الأمواج القصيرة على الجسم دراسة قام بها (ديفيد بومبرابا) وفريقه العلمي من جامعة نوتنغهام البريطانية، الذي سلط الأمواج القصيرة جداً على نوع من الديدان الصغيرة المعروفة للعلماء من الناحية الفسيولوجية والتشريحية، ووجد أن الأمواج تزيد من نموها بمعدل 5% مقارنة مع الديدان الأخرى وهذا يعني ويؤكد أن الهواتف الجوالة يمكن أن تزيد من الانقسام الخلوي، وبالتالي مخاوف الإصابة بالسرطان.