ملف الخطوبة

الأسرة والمجتمع

الكاتبة :وئام المديفع....... «نحو خطوبة ناجحة».>>

لا يستطيع أحد أن يغلق قلبه.. ولا يملك أحد أن يصادر حقه في الحب.. وفي المقابل لا يمكن أن نحصل على وعود مؤكدة بالسعادة في هذا الحب، الاحتمالات التي نخافها والمفاجآت غير السارة، والأحلام غير الممكنة هي التي تحول إحساسنا بالحب إلى النقيض، وتجعلنا ندور في دوامة هائلة من الخوف.
فماذا نفعل إذا استيقظت هذه المخاوف في صدورنا؟ وكيف نخرج من المتاهة إذا تساقطت أوراق شجرة الحب ورقة وراء أخرى؟

البعض يهرب مخلفاً وراءه كل شيء! والبعض الآخر يبالغ في تصوير الأزمة، ويرفع درجات استعداده القصوى معتقداً انه في حرب، ورافضاً أي حلول وسط، إنه يريد ما يحلم به، ولا يقبل التنازل أو حتى التفاوض. والبعض الثالث لدية المهارة والذكاء ما يجعله في مناورة دائمة مع التحديات التي تكاد تعصف بأحلامه الجميلة.

ويمكن أن نقول أن المرأة لم تعد تبحث عن رجل يعولها جسدياً بقدر ما تحتاج إلى رجل يعولها عاطفياً.. رجل يبادلها الرغبة في تواصل الحب والرغبة في العطاء.. رجل يدخل شغاف القلب دون عنف ودون اقتحام.

وبالمثل لم يعد الرجل يبحث عن امرأة تنتظره في البيت لتكون دميته أو حليته آخر النهار.. انه يريد شريكة بمفهوم المشاركة الأصلي.. انه يريد رفيقة.. صديقة.. انه يسعى إلى امرأة تهبه إحساساً متجدداً بقيمة وجوده مع نفسه ومعها.

هذا البحث هو محاولة متواضعة للدخول بين طرفي علاقة جديدة.. علاقة بين رجل وامرأة.. يبدءون بخطيبين مقبلين بحماسة على فكرة الزواج وهنا سعيت للفت انتباه كل من الرجل والمرأة إلى أشياء عديدة غفلا عن رؤيتها أو إدراكها بقصد أو دون قصد.

والآن نبدأ خطوة بخطوة نتعلم كيف نصل خطوة بخطوة نحو حياة زوجية سعيدة وأسرة ناجحة.

الأهداف:


يمكن أن نقول أن المرأة لم تعد تبحث عن رجل يعولها جسدياً بقدر ما تحتاج إلى رجل يعولها عاطفياً.. رجل يبادلها الرغبة في تواصل الحب والرغبة في العطاء.. رجل يدخل شغاف القلب دون عنف ودون اقتحام


إن الهدف من هذه الموضوع هو من أجل تحقيق الأمان الاجتماعي، وذلك بتقوية العلاقات الأسرية والحد من المشاكل الزوجية.

وقد كان الباعث على أن نبحث هذا الموضوع الهام «نحو خطوبة ناجحة» هو مساعدة المقبلين على الخطوبة بالاختيار المناسب لكل طرف من الأطراف والتقليل من نسبة الأخطاء والمشاكل التي تحدث أثناء فترة الخطوبة، بالإضافة أن نسبة عالية من الطلاق تحصل بين الزوجين في السنة الأولى من الزواج حيث إنه تم عمل إحصائية في الخليج على الخمس سنوات الماضية وقد بلغت نسبة 30% من حالات الطلاق هي في السنة الأولى بعد إن كانت هذه النسبة 12% تقريباً وتعتبر هذه النسبة عالية جداً ومن أكبر أسبابها سوء الاختيار أو عدم معرفة كل طرف الآخر.

إن فترة الخطوبة غالباً ما تحدث من سن 18 سنة وحتى 28 سنة وقد تكون خبرة الطرفين متواضعة في هذا المجال، بحيث تؤثر عليهم عوامل ثانوية كالمظاهر الخارجية مثلاً، فهم بحاجة إلى من يوجههم ويعلمهم التجارب والخبرات خاصة وإن هذا المجال أصبح يسده عوامل قد لا تتناسب مع ديننا الحنيف ثقافتنا وعاداتنا وتقاليد ومن هذه الشريحة المسلسلات والأفلام والأغاني والمجلات وغير ذلك، وهي ثقافة هشة وضعيفة لا يستفيد منها الجيل الصاعد في الأغلب إلا الجوانب السلبية أما الجوانب الإيجابية فهي قليلة ولذلك عمدنا إلى تبيان الأسس الصحيحة والمعايير المناسبة لمرحلة الخطوبة وأساليب التعرف على شريك الحياة وماذا يجب عليك صنعه في السنة الأولى من الزواج.

وبالطبع فإن لأي بحث أهداف وقد حددنا أهم أهداف هذا الموضوع بالتالي:

1- تعريف المقبلين على الزواج بمرحلة الخطوبة وخطواتها.
2- تعليم المقبلين على الخطوبة أساليب اتخاذ القرار السليم والتقييم لشريك الحياة.
3- إطلاع المقبل على الخطوبة على تجارب الآخرين والاستفادة منها وبالتالي وضعهم على أول الطرق لنجاح حياتهم الزوجية.

ونعلم جيداً إن نجاح أي مشروع للزواج والتي تبدأ بالخطوبة كأول مرحلة من مراحله يجب أن تتمتع بالتالي لجني نتائج ناجحة منه:

1- سلامة التفكير.
2- حسن التدبير.
3- اتخاذ القرارات الصائبة.

قال تعالى ﴿ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ﴾ (البقرة / 187). ومن هذا المنطلق أكتسب هذا الموضوع أهميته فأحببت البحث فيه.. وإنني على يقين بالفائدة التي سوف يخرج منها كل متابع لهذه السطور.

أسس الاختيار:

1- النية: وهي إخلاص الأمر لله عز وجل بقلب صادق وبرغبة حقيقة ثم البدء في البحث عن شريكة الحياة.. قال رسول الله «ثلاثة حق على الله تعالى عونهم.. المجاهد في سبيل الله - والمكاتب يريد الأداء - والناكح يريد العفاف»، فطالما الرجل عزم ونوى طالباً العفاف وصون النفس فإن الله تعالى يسهل له في ذلك ويعينه على إتمام مشروعه الذي أراد به صون نفسه وتكوين عائلة كريمة على أسس إسلامية رصينة.

2- يبدأ الشاب أو الشابة في مرحلة البحث وغالباً في مجتمعاتنا الخليجية من يبدأ بالبحث الفعلي هو الشاب وعلى الفتاة أن تنتظره على العكس في الأيام القديمة أيام رسول الله وأهل البيت من أن يقوم الأب باختيار الرجل المناسب لابنته.. أما الآن فالآباء سلبيون وينتظرون طرق الباب لخاطب يطلب يد ابنتهم.

وأول ما يشعر الشاب بأنه بحاجة للارتباط يخبر والدته أو أخواته ليبحثوا له عن الزوجة المناسبة وإلى أن يقع الاختيار يتقدم الشاب لخطبة البنت بشكل رسمي وبالتالي يحددون موعد ليكون لقاء أول شرعياً بين الخاطب والمخطوبة والذي يجب أن يكون حواراً بناءً.. ولكن على أي أساس تم الاختيار وهذا الأمر يفرض علينا طرح السؤال التالي:

• من تختار؟! ولماذا هذا الإختيار؟! وكيف نحكم بالرفض أو القبول؟!

الخاطب يتمنى زوجة صالحة يعيش معها سعيداً ويكون أسرة ناجحة ويكون مستقراً فيها مودعاً حياة العزوبية.. والمخطوبة كذلك تتمنى رجلاً يكون سنداً وعوناً لها تعيش معه بسلام وسعادة يهتم بها ويعوضها ويوفر لها الرخاء النفسي والروحي.. قال رسول الله «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة» لذلك كلا الطرفين هما تحت أهم قرارات الحياة الذي يجب أن يكون اختيارهم فيها موفقاً.. وكما هو معروف أن أهم قرارين في حياة الرجل والمرأة هما:

• تحديد العمل الوظيفي.
• إختار شريك / شريكة الحياة المناسبين.

• أدوات الحكم:

هناك ثلاثة معايير لو طبقها الخاطب في مرحلة الخطوبة لكان اختياره موفقاً وصحيحاً وهذه المعايير هي:

1- العين.. قال رسول الله : «إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل».. وفي رواية أخرى «فإنه أحرى أن يؤدم بينكما» ويدل هذا على أهمية النظر حيث كلمة يؤدم بينكما أي يقرب بينكما.

2- العقل.. حيث أن موضوع الخطوبة يحتاج إلى تفكير من ناحية هل تلك البنت التي رآها تناسبه ويبدأ يخطط ويحلم ويرسم ويفكر إلى أن يصل إلى قرار مناسب بحيث لا يخطو خطوة إلا وقد شاور عقله فيها فيكون خيارة على أساس قويم.

3- القلب.. إن العواطف والمشاعر أمر هام للغاية بعد النظرة الأولى والتفكير بعمق يشعر الإنسان بميلان روحي وتناسب نفسي وتألف بين الروحين وهذا ما يسمى بالقبول النفسي فإن وصل إلى هذه المرحلة تكون أول إشارة للقبول وإن حصل خلاف ذلك فغالباً ما يحدث الرفض.

العوامل التي تؤثر على قرار الاختيار:

هناك عدة عوامل تؤثر في قرار الاختيار لدى كل من الخاطب والمخطوبة ومن أهمها:

1- الدين.
2- الوالدين.
3- الأصدقاء.
4- العادات والتقاليد.
5- وسائل الإعلام.

معايير الاختيار الأفضل:

هناك 6 معايير أساسية للاختيار الأمثل وهي:

1- الأخلاق الحسنة.
2- المنبت الحسن.
3- التقارب في السن بحيث أن لا يزيد الفارق العمري بينهما عن 5 سنوات.
4- الحسب والمال والجمال.
5- نضج الشخصية والقدرة على تحمل المسئولية.
6- التشابه في الثقافة والخلفية الدينية.
قال رسول الله «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»، فهذا الصفات الأربعة ليست للحصر وإنما هي أهم الأمور التي تختار لأجلها المرأة ولا يمنع أن نضيف إليها أكثر من ذلك وقد لا يتوفر في فتاه إحدى هذه الصفات ومع ذلك يكون الزواج ناجحاً بإذن الله ولكننا لا نتنازل عن الدين بأي حال من الأحوال.

وأما ما يختص بالرجال فإنه يوافق علية لاثنين لخلقه ودينه وهذا ما وضحه رسولنا الكريم بقوله «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» ويجب على البنت أن لا تتنازل عن هذه الصفتين في الرجل لتظمن أنه يستطيع الحفاظ عليها وعلى بيتها.

وهنا لا بأس أن نذكر قصة لطيفة حدثت في قديم الزمان.. عندما أراد «نوح بن مريم» قاضي مرو أن يزوج ابنته، فاستشار جاراً له وكان مجوسياً، فقال له المجوسي:

سبحان الله إن الناس يستفتونك، وأنت تستفتيني؟!
فقال القاضي: لابد أن تشير علي.
قال المجوسي: إن رئيسنا كسرى كان يختار المال.
ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب.
ورئيسكم محمد كان يختار الدين.. - ويقصد هنا بنبينا محمد -.

فانظر أنت بأيهم تقتدي...

• سؤال يتردد على ألسنه الكثيرين لماذا وافقت فلانه على فلان ولماذا هو اختارها؟!

هناك عدة أمور تفسر لماذا تمت الموافقة بين الخطيبين وممكن تلخيصها في (4) جوانب:

1- التشابه: يشعر الخطيبان أحياناً أن هناك تشابهاً كبيراً بين الطرفين سواء في الصفات أو الطباع أو المستوى التعليمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وهذا مما يقوي قرار الموافقة ويؤكده فيتفق الطرفان على الزواج.

2- التكامل: يشعر أحد الطرفين في هذا الاتجاه أن الطرف الثاني يكمله في الصفات والطباع فمثلاً لو كان هو يفتقد في شخصه للعطف والحنان لكنه يشعر أن الطرف الآخر لدية العطف والحنان.. أو أن يكون متسلطاً حاد المزاج ويجد عند الآخر اللين والسهولة فيتفق الطرفان على الزواج.

3- المقارنة: وفي هذه الحالة يجد أحد الطرفين أن الطرف الآخر شبيه بوالده أو والدته من حيث الصفات والطباع فيحب الارتباط به، لأن الخاطب يجد في مخطوبته إنها تشبه أمه مثلاً فيعجب بشخصيتها حيث يحب هو شخصية والدته أو العكس مع الفتاه ووالدها.

4- الجاذبية الجسمية: وهذا هو أكثر الاتجاهات شيوعاً وتطبيقاً بين الخاطبين فمجرد أن يكون الإعجاب بالشكل والجسم فإنه يهون عندهم كل شيء ويوافق على الزواج وبعد الزواج والعشرة يكتشف أنه كان مخطئاً في قراره الذي بناه على الجاذبية الجسمية، وبناء على ذلك نقول: نعم إن للجاذبية الجسمية أثراً، إلا أنه ينبغي ألا تكون على حساب معايير جوهرية يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار.

• وأفضل نظرية من هذه النظريات هي نظرية التكامل حيث يكون كلا الطرفيين يكمل بعضهما بعضاً.. بعد إتباع حديث الرسول حيث تخطب المرأة لأربعه أمور والرجل لأمرين ورد ذكرهم سابقاً.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,....................................,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفترة التي تلي عقد النكاح وقبل الزفاف فترة جميلة جداً. ولها طعمها الخاص الذي يختلف عن كل مراحل العمر. فإذا أحسن الرجل والفتاة الاستفادة من هذه الفترة عاد ذلك بالنفع عليهم طوال عمرهما. وإذا أساءا التعامل مع هذه الفترة انعكس ذلك سلباً عليهم وقد تكون النتيجة هي الطلاق. من هذا المنطلق ينبغي لكل رجل وفتاة في هذه الفترة أن يتعلما فن الحياة والتعامل المثالي لتدوم بينهما عجله الحياة ويستقر حبهما وليس هناك أجمل من المرونة في التعامل.. هكذا علمتني الحياة..
استكمالا لما بدئت به في الجزء الأول من هذا الموضوع أتركم بين أيديكم الطريق الأسهل لخطوبة سعيدة وناجحة بإذن الله..

• كيف يتعرف الخطيبان على بعضهما؟!

إن التعرف بين الخطيبين من أصعب المراحل الزوجية وذلك لأن أغلب الشباب والفتيات لا يعرفون الأساليب الصحيحة في التعارف أو قد يكون الخجل والتردد أحياناً وهناك نوعين من التعارف:

1- تعارف قبل الخطبة: ونعني به أن الخاطب عندما ينوي الزواج فإنه يبدأ بالبحث والسؤال عن شريكة حياته، ولهذا ينبغي أن فيمن يسأله الخاطب أن تتوفر فيه عده صفات حتى تكون المعلومات صحيحة وبالتالي يكون القرار صحيحاً ولذلك يجب أن تتوفر في ناقل المعلومات الصفات التالية: «العدل، الأمانة، العلاقة الطيبة، العشرة».

وتأتي هذه المرحلة بعد الموافقة المبدئية على الخطيب وهذه المرحلة هامة جداً حيث يعتمد عليها القرار على الموافقة النهائية وهنا سوف نطرح أسئلة يتمكن من خلالها كل من الخاطب والمخطوبة طرحهما على الطرف الآخر لتعرف على جوانب شخصيتهما كأحد الجوانب المساعدة وتشكل الإجابة الدقيقة على هذه الأسئلة 50% من الخطوبة الناجحة والـ 50% المتبقية تتم من خلال التحري كل منهما عن الآخر عن طريق الأهل وخلافة وهناك من هذه الأسئلة ماهو أساسي يختص بكلى الطرفين وهناك ماهو خاص فقط للمخطوبة وهناك ماهو خاص للخاطب وهناك أسئلة فردية ثانوية لكلاً منهما يفضل أن يتعرفا عليها.

الأسئلة الأساسية التي يجب أن يسألها كلى الطرفين للآخر وهي:

• ماهو تصورك عن مفهوم الزواج؟
• ماهدفك في الحياة وماهو طموحك المستقبلي؟
• ماهي الصفات التي تأمل توافرها في شريك حياتك؟
• هل تعاني من مشاكل صحية أو عيوب خلقيه؟
• هل من الضروري إنجاب الأطفال في السنة الأولى؟
• كيف هي علاقتك بوالديك وأهلك؟
• هل أنت إجتماعي؟ ماذا تعني لك الصداقة؟
• ماهي هواياتك وكيف تقضي وقت فراغك؟
• هل لديك نشاط خيري أو تطوعي؟ مامدى مساهمتك في المجتمع؟
• هل تحب السفر؟
• ماهي طبيعة عملك؟ وكم راتبك؟
• هل خطبت أو تزوجت من قبل؟ وهل لديك أولاد؟
• ما الذي عجبك بي يدعوك للموافقة على الخطبة؟
• أين سنسكن بعد الزواج؟
• هل تعارض على وظيفتي؟
• حدثني عن شخصيتك؟
• هل تؤيدين ترك الأولاد مع الخادمة في المستقبل؟
• ماذا تعني لك المرأة؟ وماذا يعني لك الرجل؟
• كيف هو التزامك بالدين الإسلامي؟
• لو حصلت مشكله بيننا في المستقبل كيف تتم معالجة الأمور؟

هذه أسئلة تساعد على فهم كلى الطرفين على بعضهما البعض ومن أحب أن يزيد على هذه الأسئلة فليزيد.

فلكل سؤال من هذه الأسئلة مغزى خاص ولكل سؤال أهميته فقد يستغرب البعض السؤال هل تؤيدين ترك الأولاد مع الخادمة في المستقبل؟ ولكن هذا السؤال مهم فهناك من بنات اليوم غير متعودة أن ترتب حاجياتها بنفسها وترتب وتنظف بل تعودت عن أن والدتها تترك إخوانها وأخواتها مع الخادمة أو قد تكون هي نفسها كانت تتركها والدتها مع الخادمة وهي صغير وترى أن الأمر عادياً جداً والزوج يكون ضد هذه الأفكار تماماً وضد وجود الخادمة من الأساس في المنزل وتحصل هنا مشكله من أمر قد يكون تافهاً عن الكثيرين.. وهكذا إذا الأسئلة هذه على درجة كبيرة من الأهمية.

أخطاء يقع فيها المخطوبين:

هناك بعض الأخطاء قد يقع فيها الخطيب أو الخطيبة قد يكون بقصد أو دون قصد وهنا أذكر أهمها:

1- تجاهل الفحص الطبي: لا يخفي على أحد منا أهمية الفحص الطبي قبل الزواج حيث يوفر عليك عناء المستقبل في حالة لو كانت هناك أمراض تعيق الحياة الصحية لأحد منكما أو كليكما أو لأطفالكما كحاله أمراض الدم الو راثية وغيرها فالفحص أمر هام جداً لا ينبغي إغفاله.

2- كثرة التوقعات المستقبلية: إن أكبر مشكلة نفسية تواجهه المخطوبين هي إن في مرحلة الخطوبة أو ما قبلها يحلمون ويخططون ويبنون آمال ولكنهم بعد ذلك يصطدمون بالواقع وتحصل الصدمة وذلك بسبب عدم تمكنهما من التعرف على شخصيات بعضهما جيداً لذلك أشيد على أهمية الأسئلة السابقة فهي تمحي الغموض وتجعلكما على معرفة كبيرة ببعض.

3- مفهوم التدين: كثيراً ما يساء إلى مفهوم التدين الصحيح فقد يعتقد البعض إن الرجــــل الملتحي مثلاً أو الذي يجلس مع المشايخ أو يتكلم في الدين هو رجل متدين فلتدين ليس بهذا الشكل فلا الشكل ولا الكلام يحددان ملامح الرجل المتدين.. ولكن الالتزام بالشرائع الدينية كلها قلباً وقالباً وتطبيقها عملياً والخوف من الله تعالى في نفسه وفي الآخرين.. فكم من رجل غير ملتحي وغير متدين ولكنه يحسن إلى زوجته.. وكم من ملتحي ويحج إلى بيت الله تعالى كل سنة ولكنه لا يقوم بواجباته العائلية ويؤذيهم وتعاملاته سيئةً.. إذن التدين بالجوهر في القلب والسلوك والأخلاق.

4- التركيز على القشور وترك اللب من الأمور: وهناك بعض الفتيات عندما يتقدم إلى خطبتها شخص ما تهتم بالأمور السطحية ولا تسأل عن أهم الأمور الأساسية في حياتها المستقبلية.. كأن تسأل مثلاً هل توافق لو قلت لك أن تمر على صديقتي عندما نكون معزومين عن الصديقة الأخرى؟!

وتترك أن تسأل عن كيف علاقته بوالديه وأهله!!

وفي النهاية يختلفان على أمور تافه أو يشعر الطرف الآخر بتفاهة في نوع التفكير يشعرة بالسطحية فيبعد..أو يتزوجان وهما لم يتفقا على أهم الأمور وتحدث الاختلافات فيما بعد.

5- طول أو قصر فترة الخطوبة: يجب أن يتفقان على الفترة الزمنية التي سوف ستغرق فيها فترة الخطوبة فإن تطويل فترة الخطوبة بشكل يزيلان كل الحواجز بينهما أمر خاطئ.. وإن القصر الكثير في فترة الخطوبة كذلك أمر خاطئ.. فخطوبة شهر خاطئة وغير كافية ليتعرفا على طباع بعضهما وفي المقابل خطوبة سنتين كثيرة يدخل الملل إلى حياتهما وإلى نفسيهما ولا يبقى شيء للحياة الزوجية.. فالاعتدال أمر مطلوب.

6- عدم الجدية في الأمور: للأسف كثير من الفتيات يعتقدن إن الزواج كالنزهة فيهيأ لها إن الزواج هو مطاعم وهدايا ورفاهية فقط وتكون غارقة في الأحلام والأوهام وعندما تصطدم بالواقع تجد نفسها غير قادرة على تحمل المسئولية أو تجد صعوبة في الاستمرار.. وكذلك بالنسبة للرجل الذي يعيش وكأنه أعزب ولا يأخذ الأمر على محمل الجد فهو خطب بناء على إلحاح من أهله أو ليتباهى بخطيبته وهكذا يجد كل منهم في دوامة لا يعلمان كيف المخرج منها.. لذلك يجب أن ينتبهان على قدر ما يعطين ويكونان على قدر من المسئولية سيأخذن سعادة.

7- طريقة حل المشاكل: لا يوجد بيت وأسرة يخلوان من سوء التفاهم والخلافات ولو سارت وتيرة الحياة دون أي خلاف لشعرنا بالملل وتلاشت المشاعر تدريجياً من جراء الوقوع في روتين ممل.. ولكن الخلافات نستطيع تشبيهها ببهارات الحياة التي تضفي طعماً على الحياة يعقبها تفاهم ويعم الوئام مرة أخرى الحياة فيتجدد الحب وتكثر التجارب ولكن يجب علينا التعامل مع هذه المشاكل بشيء من الصبر والحكمة والوعي وترك العصبية والإصرار على الآراء فالمرونة جميله في مثل هذه المواقف فإذا شد الرجل يجب على المرأة أن ترخي والعكس صحيح.

8- اللامبالاة: إن عدم الاهتمام بمشاعر وطلبات وشخصية الطرف الآخر والتعامل معها بلا مبالاة ولا حسبان ولا اعتبار هو بداية لسقوط الحب في مشكلة لو لم تتدارك بالتفاهم ستذب المشاكل في العلاقة الزوجية خاصة وإن بطبع البنت تعشق الاهتمام والكلمات اللطيفة وأن يحسسها الرجل بأنوثتها في كل لحظة.. إذن الاهتمام أمر هام للغاية ومن وجهه نظري الشخصية إنه بداية لأسر القلوب بهالة من الحب الرائع تظهر ثماره كل يوم وتحت أي تصرف.

9- عدم الصدق والصراحة: كثير ما تحدث المجاملات في فترة الخطوبة فتظهر الفتاه أجمل ما عندها ويظهر الرجل أفضل ما يملك ويبدوان لبعضهما وكأنهما ملاكان ولكن بعد مده تنكشف الأقنعة وتظهر الحقائق وتذب المشاكل ويبدأ كل طرف يذكر الآخر بما قاله وبما وعد به.. أو أن يبهر الرجل بجمال البنت ويوافق على كل طلباتها وبعد الزواج تتغير الأمور.. أو أن تعجب الفتاه بمنصب أو ثروة الرجل فلا تسأل عن الأمور البقية فتوافق علية وتكتشف بعد الزواج أمور لا تحبها فيه.. فالصراحة ضرورية للسعادة الزوجية.

10- المبالغة في الطلبات: هذا البند خاص بالخطيبة فإن كثرة الطلبات أو أن تحملي خطيبك ما لا طاقة له عليه وقد يضطر أن يقترض مبالغ فقط لتلبية حاجياتك هذا الأمر يقلل من ارتياحه وسعادته فقد أثقلتي كاهله بالديون والمصاريف المتراكمة عليه فكيف سيكون سعيداً معك بالشكل المطلوب وهذا يؤثر على حياتكما المستقبلية لذلك أشيد على عدم المبالغة في الطلبات ولا تنسي المثل القائل مد رجليك على قد لحافك.

11- بعدين يتغير: إن الرضا على وضع شريك الحياة دون قناعة داخلية وعلى أساس إنه ربما يحدث تغير بعد الزواج أمر غير صحيح خاصة إذا كان الأمر يتعلق بشئون أساسية في الحياة كتلك التي فيها خدش للحياء العام أو القنا عات الدينية أو السلوكيات الغير منطقية.. فيجب على كل الطرفين الرضا عن الآخر بقناعة تامة أما تغير الأمور البسيطة والغير أساسية لقيام حياة زوجية سعيدة أمر مقبول.

12- قسمة ونصيب: بالتأكيد لا أحد يستطيع الاعتراض على القدر ولكن يجب علينا أن لا نضع القدر على إنه مسلمات بالنسبة لنا ونقف مكتوفي الأيدي بل يجب عرض الأسباب وأن نفكر بجدية في الأمور لكي نصل إلى نتائج إيجابية ونتجنب السلبيات ونتوكل على الله عز وجل.

فترة التطبيق الحاسمة:

ها قد تمت الخطبة.. يلف البنصر الأيمن لكل منكما خاتماً جديداً.. هوية من نوع جديد تعطي إحساساً عذباً للطرفين بأن «حياتي الآن مختلفة».. وهي بمثابة إعلان للملأ من نوع خاص: انظروا! إننا مخطوبان وسرعان ما سنعزز هذا الوفاق بالتزام آخر أكثر ديمومة من فترة الخطوبة وهو «الزواج».

ومع هذا لا يستطيع أي منكما إلا أن يعترف – على الأقل بينة وبين نفسه – بأن الأمور ليست مشرقة على الدوام وبأن فترة الخطوبة لا تعني بالضرورة وعوداً يومية بحياة تفيض حبا وهناء، فعلى هذا الأساس تدخل بعض المخاوف إلى نفوس المخطوبين من هل سوف يفي كل طرف بما قاله ووعد به أم لا؟!

فدعونا نتوقف قليلاً عند تلك الهواجس والمخاوف وكيف نتجنبها ونصل إلى بر الأمان..

هناك عدة أسئلة تسأل المخطوبة نفسها نتيجة القلق الذي قد يتسلل إلى نفسها ومن هذه الأسئلة هي:

1- هل أشعر بجاذبية خاصة إزاء الطرف الآخر؟
2- هل أشعر بمتعة من نوع ما حين أتحدث إلى خطيبي أو أسمع صوته؟
3- هل أثق به بحيث أرى من اللائق أن أبوح له بأشياء كثيرة دقيقة وحساسة في حياتي؟
4- هل أقبل به كما هو أم أرغب في تغييره؟
5- هل أستطيع أن أتسامح مع الأشياء التي أرفضها في شخصيته؟
6- هل يجب أن أطلعة على نقاط الضعف في شخصيتي؟
7- هل الخلافات التي تطرأ بيننا من حين لآخر هامشية بحيث يمكن غض النظر عنها أم أساسية قد تدمر علاقتنا؟
8- هل يمنحني وجودة في حياتي شعوراً بالراحة والاستقرار ورغبة في تكوين أسرة خاصة بي؟
9- هل أنا فخورة به أمام الناس؟
10- هل أحبه حقاً؟
أسئلة كثيرة لا تنظر إجابة عاجلة وفورية وإنما تلح علينا كي نبحث عن أجوبتها في لقاءاتنا اليومية وفي حواراتنا وجلساتنا ونزهاتنا معاً.. أسئلة تطالبنا بأن نكون منصفين إزاء أنفسنا أولاً ثم إزاء الطرف الآخر.

أسأل اللهم أن أكون قد أضفت ولو معلومة نافعة تفيد كل المقبلين على الزواج لنضيف إلى مجتمعنا أسرة سعيدة وناجحة ونقلل من حجم الكوارث الأسرية التي باتت شبحاً يهدد كيان الأسر والمجتمع.


دائماً يا سيدي أنت في المقدمة فبك تزدهر أيامي، ومعك أعيش أجمل أيام عمري، فأنا لا أعرف كيف أصف شعوري فإحساسي يفيض بالسعادة لصدفة خطها القدر، فما أروع أول لقاء كان بيننا كانت دقات قلبي متسارعة والجميع لاحظ خجلي وتعثر كلماتي، شعور قوي يجذبني نحوك تمنيت أن يتوقف الزمن كي لا تذهب لحظات السعادة التي عادة ما تكون سريعة وخاطفة ولكن الأجمل فيها عندما يصبح الحلم حقيقة.
استكمالا لما بدئت به من موضوعي هذا من الجزء الأول والجزء الثاني أعرض عليكم الآن الجزء الثالث والأخير..

يمكن القول إن هناك 5 مراحل تمر بها الخطوبة الفعلية ويجب على الطرفين تفهما تماماً وهي:

1- الجاذبية:

يعد الشعور بالجاذبية «أي الانجذاب للطرف الآخر في علاقة ما» أول مرحلة من مراحل الخطوبة الفعلية أي بعد الموافقة وعادة ما تكون سابقة أو ممهدة من قبل.. والجاذبية شعور لا نستطيع أن نفهمه أو نحدد معالمه بدقة لكننا نشعر به وهذه الجاذبية عنصر حيوي لتدعيم تبادل الحب بين الخطيبين.. لكن التحدي الذي يواجهه الخطيبان عادة في بداية مشروعيهما يتمثل في كيفية دعم هذا الإحساس بالجاذبية وإعطائه الفرصة لينمو ويتطور ويترسخ أكثر فأكثر.

• دور الرجل:

للأسف لا يستطيع معظم الرجال أن يعرفوا ما لذي تريده المرأة وما لذي تبحث عنه فحين يبدي رجل ما اهتمامه بامرأة تراه في العادة يعاملها تماماً كما يجب أن يعامل هو وفي معظم الأحيان ليس هذا ما تسعى له المرأة.

على سبيل المثال: بدلاً من استغلال فترة الخطبة للاستماع إلى خطيبته ومحاولة فهم شخصيتها أكثر لتعزيز عنصر الجاذبية المتبادلة بينهما، يميل الرجل إلى التحدث عن نفسه طوال الوقت وعن فلسفته في الحياة معتقداً انه بذلك سيثير إعجابها به.. وحين يمنحها الفرصة للتحدث يفترض خطأً إنها تطلب نصيحته فيبدأ بتقديم الحلول لمشكلاتها والأجوبة لأسئلتها كشخص مطلع، الأمر الذي يجعله أشبه بالناصح أو الواعظ مما يجرد شخصيته من عنصر جاذبيتها.

يجب أن يدرك الرجل أن المرأة ستشعر بانجذاب أكثر تجاهه إذا استمع إليها باهتمام بدلاً من التحدث عن نفسه أو التبرع بإسداء النصائح والتوجيهات لها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه إذا كان يتعين على المرأة أن تولي اهتماما خاصاً باحتياجات خطيبها وأن تظهر له حساسية مفرطة عند التعامل معه بحيث تحرص على ألا تؤذي مشاعره، فإن ذلك سيجعله أقل جاذبية في نظرها، إن المرأة تحتاج إلى رجل لا يجعلها تقلق بشأنه وإنما تستمتع بحقيقة أنه يهتم بها كي تشعر بانجذاب أكبر نحوه.

• دور المرأة:

تسيء الكثير من النساء أيضاً فهم الرجل، فغالباً ما تفترض المرأة انه إذا كان هذا الرجل الذي ارتضته خطيباً لها هو الرجل المناسب، فسوف يعرف ما الذي تريده على الفور ويحرص على تلبية احتياجاتها ويقوم بنفس الأشياء التي تقوم بها ليبرهن لها على اهتمامه بها.

على سبيل المثال ترتكب المرأة خطأً فادحاً حين تظهر اهتمامها بخطيبها من خلال توجيه العديد من الأسئلة له وبينما يتكلم تواصل الاستماع له بصبر، حيث تفترض إنها إذا استمعت إليه باهتمام عظيم سيكون هو أيضاً أكثر اهتماما بها، إن هذا الافتراض إذا صح بالنسبة للمرأة فقد لا يكون كذلك فيما يتعلق بالرجل، فكلما تحدث الرجل كلما أصبح أكثر اهتماما بالموضوع الذي يناقشه الأمر الذي يجعله يتحول بعيداً عن خطيبته ويفقد تدريجياً انجذابه إزاءها، لذا يتعين على المرأة هنا إذا أرادت أن تحافظ على عنصر الجاذبية الحيوي أن تشارك في الحديث والنقاش بصورة أكثر إيجابية، وعادة ما ينصح الخبراء المرأة بأن تتجنب الخوض في المشكلات التي تواجهها في حياتها أو ألا تسرف في التعبير عن أحاسيسها السلبية كي لا يشعر خطيبها بأنه أمام امرأة من الصعب إرضاؤها وإدخال البهجة إلى قلبها.

كما تنجذب المرأة للرجل الذي يظهر اهتماما بالغاً بها، ينجذب الرجل أيضاً للمرأة التي تشعر بأنه يمكنه إرضاؤها وإسعادها بسهولة ويسر، أضف إلى ذلك أن أي حديث بينهما يجل أن يكون في البداية عذباً وخفيفاً، يتناول الأحداث الراهنة في العالم وفي حياتهما بعيداً عن أي تعقيدات لا معنى لها، ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن تكون المرأة تافهة أو مزيفة فالجدية والصدق أساس جاذبية الإنسان، لكن بداية العلاقة بين أي خطيبين تقتضي التركيز على الجانب المشرق من الأمور قبل الانتقال فيما بعد إلى جوانب أخرى مظلمة أو أقل مرحاً، أي أن المسألة مسألة وقت فقط.

وهنا يجب أن نذكر المرأة بأنها يجب أن لا تعامل خطيبها كما تحب هي أن تعامل.. وأن لا تشبع مشاعره مرة واحدة ولا تعطيه إحساساً بالرضا المطلق.. اجعليه يفكر فيك ليل نهار.. واجعليه يبدع في البحث عن كافة السبل لإسعادك وإرضائك.. احرصي على أن تكون هناك مسافة ما بينكما.. مسافة تغريه بأن يحاول استكشافها بنفسه دون أن تقدمي أي معلومات تسهل عليه المهمة.. فالغموض في شخصية المرأة أحد عوامل جاذبيتها.

2- الشك:

بعد فترة من الوقت، وحين تتوثق أواصر العلاقة بين الخطيبين بحيث يرغب كل منهما في معرفة الآخر أكثر فأكثر، يتسلل داخل كل منهما لا إرادياً شعور خفي بالشك من حيث عدم تيقن أحد الخطيبين أو كليهما بمشاعر الآخر وهل فعلاً هذا الارتباط صائباً أم لا.. ولسوء الحظ يفشل معظم الخطاب في إدراك إن هذا الإحساس مرحلة أساسية من مراحل الخطبة ويفترضون خطأً أنهم إذا لم يكونوا واثقين تماماً في مشاعرهم فمعنى ذلك أن الشخص الذي أختاره الواحد شريكاً للحياة ليس هو بالشخص المناسب أو الذي يبحث عنه من البداية.

• دور الرجل:

حين ينتقل الرجل إلى المرحلة الثانية يقوده تفكيره إلى الاعتقاد بأنه إذا لم يكن واثقاً من اختياره يتعين علية حينئذ أن يتوقف قليلاً ويعيد النظر في مشروع الخطبة، ولا مانع من البحث من جديد عن امرأة أخرى تناسبه أكثر، وهو اعتقاد خاطئ بالطبع لأن أي امرأة في العالم لن تناسبه طالما إنه لا يستطيع أن يفهم أن مشاعر المحب قد تشهد تذبذباً أو تشككاً من حين لأخر وهو تشكك مبعثه في الأساس تخوف من الإقدام على تجربة جديدة خاصة إذا كانت هذه التجربة مصيرية، كما أن الشك يتسرب في العادة إلى قلب الرجل نظراً لأن معظم الرجال لا يستطيعون أن يفهموا النساء وبالتالي يظنون أنهم غير قادرين على إسعادهن، على الرجل في هذه المرحلة أن يتعامل مع الأمور بحذر ويدرك تماماً أن الشك إحساس عادي.. والمشكلة أيضاً إن الرجل عادة ما تكون في ذهنه صورة مثالية عن المرأة التي في ذهنه ويصدم بعد فترة حين يكتشف بعض التناقضات بين الصورة التي رسمها وشريكة حياته على أرض الواقع.

فعلى الرجل أن يدرك حقيقة بديهية وهي أنه لا يوجد شيء مثالي في هذا العالم وأن اكتشاف بعض العيوب أو الصفات السلبية في المرأة التي اختارها شريكة لحياته لا يعني نهاية العالم كما إنه لا يستطيع العثور على امرأة خالية من العيوب تماماً.. علية أن ينظر دائماً للوجه المشرق وبالتأكيد سيجد الكثير من المزايا الإيجابية الذي ينجذب إليها بالدرجة الأولى.

• دور المرأة:

في مرحلة الشك تشعر المرأة بفطرتها بأن خطيبها بدأ يشح عنها نوعاً ما، لكنها لا تستطيع أن تفهمه أو تفهم دوافعه، لذا تشعر بالخوف والذعر، فأثناء مرحلة الجاذبية كان شديد الارتباط بها كما لو كانت هي كل شيء في عالمة، وها هو ذا الآن يبتعد عنها.. وتبدأ أسئلة كثيرة تغزو أفكارها:

1- هل فعلت ما أغضبة؟
2- هل هنالك امرأة أخرى في حياته؟
3- ألا يزال يحبني ويريدني زوجة له؟
4- لما لم يتصل بي كعادته؟ هل نسيني؟
5- هل أقوم بالأشياء التي ترضيه؟
6- ماذا بوسعي أن أفعل لاستعادة حبه واهتمامه بي كالسابق؟

للأسف عادة ما تدفع مثل هذه الأسئلة المرأة إلى المضي في الطريق الخطأ، فتبدأ بملاحقة خطيبها والاتصال به وإظهار المزيد من الاهتمام والحب له.

على المرأة هنا إذا شعرت بخفوت عواطف خطيبها تجاهها وإنه لم يعد يصر على لقاءها يومياً أن تقاوم بدورها رغبتها العارمة لملاحقته ومعرفة ما الذي حدث.

يجب أن تكون مرحلة الشك للمرأة فرصة للتأمل والتفكير فيما إذا كان هذا الرجل الذي أرتضيه خطيباً ومن ثم زوجاً هو الرجل المناسب حقاً، عليها أن تلجأ إلى نصيحة الأصدقاء المقربين والمخلصين وخبرتهم وألا تتسرع في إطلاق الأحكام على مشروع الخطبة.. ويجب أن تتذكري أيتها المرأة إن «البعد يذكي نار القلب ويولد الاشتياق» ولكن ليس معنى هذا أن يصل الأمر إلى حد التغلي كما يقال بل الذكاء مطلوب هنا.

3- الملكية:

حين نتجاوز مرحلتي الجاذبية والشك ونتوصل إلى قناعة أكيدة بأن الخطيب سيكون شريك العمر، ننتقل بعدها إلى مرحلة الملكية إذ يتنامى لدينا ودون وعي كبير شعور بأن الطرف الأخر قد أصبح لنا أو ملكاً مقتصراً علينا وفي هذه المرحلة لا نفكر إلا في الزواج، فيفتح كل منا قلبه للآخر متجاوزين مرحلة الاختبارات والتساؤلات، ويحظى كل خطيب هنا بالفرصة للعطاء والأخذ بكل راحة وحرية.

• دور الرجل:

قد يقوم الرجل بأي شيء يخطر في البال للفوز بقلب امرأته وما أن يعتاد عليها تنطفئ كل المشاعر فجأة ويطمئن نفسه بأن هذه المرأة هي ملكة ولا يمكنه أن يخسرها.. وهذا أمر خاطئ إذ يجب على الرجل أن يزيد من اهتمامه بخطيبته.

ويعتقد معظم الناس انه يتعين على الرجل القيام ببعض الأشياء الرومانسية لكسب ود خطيبته إلى أن يتمكن من قلبها ثم بعدها يستطيع أن يرتاح تماماً ويلقي بأسلحته، إن الرجل لا يدرك بغريزته أن اهتمامه الرومانسي هو الذي يوقد جاذبية المرأة إزاءه، فإذا استرخى الرجل واطمئن كثيراً لن تحصل المرأة حينئذ على الوقود اللازم للاستمرار والتواصل معه كما كان علية في الوضع السابق.
يجب أن يتذكر الرجل انه حتى لو أصبح كل من الخطيبين ملكاً للأخر فإن المطاردة بينهما ما تزال قائمة وعليه أن يسعى ويبذل قصارى جهده ليبرهن لخطيبته إن مشروعيهما ليس ناجحاً فقط بل ويتحسن للأفضل.

• دور المرأة:

إن أكبر خطأ ترتكبه المرأة في هذه المرحلة هو الاعتقاد بأن خطيبها قد أصبح ملكاً لها وسوف يقوم بأي شيء تريده، فيجب على المرأة أن تدرك إنها سوف تكون مرغوبة أكثر إذا عبرت عن رغباتها، عليها ألا تنتظر منه أن يعرف ما لذي تريده وإلا سوف تنتظر طويلاً، على المرأة أن تسأل وتطلب وعلى الرجل أن يجيب ويلبي طلباتها.

وتعد هذه المرحلة في الخطوبة مرحلة مثالية تكون فيه المرأة مثالية وصريحة مع خطيبها بحيث تطلب منه الدعم والحب دون تردد فهذا النوع من الطلبات يمنح الرجل إحساساً بأهميته ودورة في الحياة.

وتفشل العديد من النساء في إدراك أن الرجل على استعداد دوماً لتلبية رغبات الواحدة فقط بإشارة منها، فترى الواحدة منهن تؤجل التعبير عما تريده على أمل أن يكتشف خطيبها ذلك بنفسه، أو تقوم بالضغط على مشاعرها بحجة إن كبريائها لا يسمح لها بالتعبير عن حقيقة دواخلها.

للأسف الشديد إن المرأة مضحية بطبعها بل أن البعض يشعرن بسعادة غامرة وهن يقدمن تضحيات تلو الأخرى للرجل، ورغم إن هذا يعد دليلاً على الحب ولكن مقابل ذلك يدل إن علاقة المرأة بخطيبها ليست متكافئة، يجب أن تعلم المرأة حين تضحي كثيراً من جانبها وتعطيه أكثر مما يعطيها فقد يعتقد الرجل إن خطيبته ليست بحاجة إلية أو إن ما يعطيها إياه يكفيها.

إذن على المرأة ألا تكف عن السؤال والطلب من خطيبها، فإذا مضى وقت مثلاً دون أن يخرجا للعشاء معاً أو زيارة معينة فلا تنتظر منه أن يعرض عليها ذلك وإنما تطلب ذلك منه مباشرة لتشعر بأهمية الخروج خاصة برفقته.. على المرأة أن تعي تماماً إنه مهما بلغت علاقتها بخطيبها من القوة والعمق والشفافية، لن تملكه أبدا ولن تفهمه إلا إذا عرفت كيف تجعله يشعر بأنها تحتاج إليه ليل نهار.. كي تتحول هذه الرغبة للعيش طوال العمر معاً.. وأود الإشارة هنا أن الطلبات التي أقصدها من خلال حديثي ليس العطايا المادية وإن كانت هي مهمة بل العطايا المعنوية، فاعلمي سيدتي أن الضغط على خطيبك بطلبات لا طاقه له عليها خاصة طلبات مراسيم الزواج الباتت مكلفة للغاية قد تجعله ينفر منك بعد الزواج لأنه أصبح مثقل بالديون والمبالغ المادية التي تشغل تفكيره في كيفيه سدادها ويرى داخل نفسه أنت السبب فيها فيقل حبه لك، وقد لا يلبي رغباتك بعد الزواج كما تفضلين أنت ويظل يردد على مسامعك ألا يكفيك ما صرفناه في الزواج.. لذلك عليك بالحذر من الوقع في هذا المطب والاعتدال مطلوب دائماً.

4-الحميمة:

حين نشعر بوجود كيميائية من نوع خاص تربطنا بالطرف الأخر على كافة الأصعدة الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية، نكون في هذه المرحلة قد دخلنا المرحلة الرابعة من الخطبة وهي الحميمة ويمكن توضيح مستويات الحميمة الأربعة على النحو التالي:

• الكيميائية الجسدية وتوقظ فينا الرغبة.
• الكيميائية العاطفية وتثير المودة والثقة بين الخطيبين.
• الكيميائية العقلية وتثير الاهتمام والانفتاح على الآخر وتقبله.
• الكيميائية الروحية التي تفتح قلوبنا وتوفر الحب والتقدير والاحترام والقيم الدينية.
إن المراحل الأربعة يكون للرجل والمرأة دور في تحديد معالمهم بالتودد والمحبة.

5-الالتزام:

بعد النجاح في تجاوز المراحل الأربعة السابقة نتوصل هنا إلى المرحلة الأخيرة إلى قرار نهائي وقطعي بشأن استمرارية الخطوبة والمضي قدماً نحو الزواج. هنا نكتشف أن ما يربطنا بالطرف الأخر ليس الحب وحده كفكرة وإنما الحب بالفعل وإننا سوف نقضي باقي عمرنا بجانب كلينا.. ولا يعود مبرراً تطويل فترة الخطوبة أكثر من ذلك فما أن تتجاوز كافه المراحل السابقة وما أن تتأكد حقيقة المشاعر نسارع بالتحضير للزواج.. إن الالتزام يعني قفزة أخيرة نحو مشروع العمر.. ألا وهو مشروع الزواج.

همس الرجل - همس المرأة:

في الختام:



الشكر الجزيل لكل من قرأ موضوعي، ومن منحني دقائق من وقته ووضع تعليقاً أدخل السرور إلى قلبي لأنه بالنهاية هدفي إدخال السعادة على قلوب جميع المقبلين على الزواج بل على قلوب كل الأسر.
0
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️