مرة عزيز
مرة عزيز
ألف ورده الله يعوضك بأخير وأفضل مما فاتك الله كريم
.. خدود بنات ..
.. خدود بنات ..
السلام عليكم خدوده وصلت رحبوا فيها
ها والله بخدوده
واثقه من نفسها:mad::mad::mad: شوفوا هالقصه عساها تعجبكم
قصة جاتنى عالايميل نكدت عليا واحب كمان تنكدوا انتوا كمان معايا

--------------------------------------------------------------------------------

في أوائل السبعينات الميلادية وبالتحديد في 3 اغسطس 1971م عدت إلى المنزل لميكن على كاهلي هموم سوى إرضاء الله والوالدين وإكمال مسيرتي العلمية رحمالله أبي وأطال في عمر والدتي كانت الرياض مدينة صغيرة نسبة كبيرة منشوارعها ترابية لم تلبس الرداء الإسفلتي وحال دخولي إلى المنزل وإذا بأخي الكبير يقابلنيكانت ملامح الرعب تبدوا على محياه وقال لي هل سمعت الخبر قلت له وما لخطبقال فهد صديقك الحميم قتل رجلا ً .. سألته أ أنت جاد قال نعمكان فهد صديقي وأخي وتوأمي أكبره بسنه كان في 24وكنت في 25 بدأت معرفتي به في الصف الأول المتوسط درسناالمرحلة الثانوية سافرنا إلى بريطانيا ثم التحقنا في جامعة برنستاونلدراسة الأدب الإنجليزي وفي ذلك اليوم المشئوم كنا نتمتع بإجازة نقضيهافي الوطن الغالي كنا نقتسم كل شيء الفرح والحزن والجد واللعب حتى الدواءكنا نقتسمه من باب الاشتراك في تحديد المصير لم تكن أمريكا كماهي الآن فقد كانت إحدى الجنان على الأرض كان أشجع مني واجرأ وتعلمتمنه أشياء كثيرة برغم إني أكبره بالعمر هو وحيد أمه وأبيه .
لم نكن في ذلك الوقت نملك سوى سيارة واحدة لعائلتنا الكبيرة التي يفوقعددها الخمسة عشر نفسا ً من أب وأم واخوة وأخوات .
استأذنت والدي بأن آخذ السيارة لأذهب وأستطلع الخبر فرفض خوفا ً علـّيمن إشكالات قد أتعرض لها وألححت عليه ووافق ذهبت إلى والده وكان فيحوالي الخمسين من عمره، أما والدته فكانت تزيد قليلا ً عن الأربعين من عمرهاوعندما طرقت الباب أجابتني أمه لم تكن تخفي وجهها عني بحكم نشأتيوصديقي القريبة جدا ً كانت آثار الدهشة تعتريها كما اعترت كل منحولنا أمسكت بيديّ الاثنتين وتوسلت إلي أن أفعل شيئا ً فأخبرتها إننيسوف أستطلع الخبر سألت عن والده قالوا لقد ذهب إلى الشرطة كان هناك بعضالأقارب وسألتهم كيف حدث ذلك قالوا شجار بسيط تحول إلى جريمةوالمقتول هو ( فلان ) وهو في إسعاف مستشفى الشميسى الآن أعرفه رحمه اللهليس لي به علاقة كان رجلا ً يكبرنا له زوجة وثلاثة أطفال أصغرهم عمرهسنه واحدة كان مشاكسا ً في معظم الأحيان يملك متجرا ً لا يتنازل عن حقه .
دخلت قسم الإسعاف وحاولت أن أستطلع الخبر لم يكن هناك تنظيم كما هوالآن وتشاء الصدف أن أدخل إلى إحدى الغرف وكانت مكتبا ً وعلى أحدالطاولات ملفان كتب على الأول ... اسم القاتل ... نعم وبهذا اللفظ وكان فهدوعلى الثاني اسم المقتول أيقنت إن هناك خطب ٌ جلل فأحسست ثقلابدأ يسري في ساقـّي .
وحالا ً اتجهت إلى قسم الشرطة وجدت أبا فهد حائرا ً لا يدري ماذا يفعلوسألت عن فهد وبعد إصرار وترجي وبعد أن أخذوا هويتي وكانت تلك الهويةدفترا ً صغيرا ً أزرقا ً يسمى تابعية أوقفوني أمامه بيني وبينه بابحديدي به بعض الفتحات تكفي بأن تدخل يدك ويمسكها من هو خلف هذا البابليشعر بطمأنينة مؤقتة .
تسمرت عيناي بعينية لم أرمش لا أدري ما أقول فبادرني بالسؤال قائلاهل مات فلان ؟ فوكزته بسؤالي وقلت ما لذي حصل؟ قال أردت استبدالسلعة فرفض فدخلت إلى متجره وتلفظت عليه فصفعني ثم تناولت مفكا ًصغيرا ً وضربته في صدره لا لأقتله ... ولكن لأنتقم للصفعة وأعاد علـّيالسؤال هل مات ؟ قلت وبكل صعوبة (نعم) قال لا أصدق قلت ليس وقتالتصديق الآن دعني أذهب لأقف مع أهله ونحاول أن نصل إلى شيء إيجابيوقبل أن أودعه سألته هل تريد شيئا ً ؟ قال أمي وأبي أمانة في عنقكفقلت له وهل توصيني بأمي وأبي يا فهد لا عليك سوف أطلب منهم الإكثار من الدعاءوأخبر والدتك بأنك بصحة جيدة وسوف نحاول إعادتك إلى المنزل .
ذهبت إلى عائلة المقتول لم أجد ترحيبا ً كان كل شخص يحاول التهرب منيأيقنت أن الوقت ليس مناسبا ً لوجودي في اليوم التالي وفي الجامع الكبيرصلينا على القتيل وذهبنا إلى منزله لتقديم العزاء وبقيت طوال اليومواليومين التاليين كنا نتحدث عن كل شيء وكنت أتطرق كثيرا ً إلى قصص القضاءوالقدر وانتهت أيام العزاء فذهبت إلى والدي وطلبت منه أن يتدخلوشرحت له القضية كان يفهمها أكثر مني رحمه الله وبدأت المساومات هميريدون القصاص ونحن نريد العفو كان كل يوم يمر كأنه الدهر فمصير فهدمجهول وتدخل كبار القوم وعرضوا المبالغ فكان جوابهم دائما ً نعطيكمضعفها وأعيدوا لنا ابننا وهذه كلمة بحد ذاتها قاتلة .
صدر الحكم الشرعي بالقصاص من فهد على أن يؤجل حتى يبلغ الورثةويعاد طلب العفو نقل فهد إلى السجن العام وهو أكبر سجن بالرياض في ذلكالوقت ووضع في عنبر الدم وهو العنبر الأحمر المخيف كيف لا وعزرائيليتجول داخل أروقته كيف لا ونزلائه لا يعرفون طعم النوم وخصوصا ً ليلةالجمعة حيث يقضونها جالسين صامتين لا يقوون على إخراج الكلمة فقطعيونهم شاخصة ويتنفسون وبلا صوتأقترب موعد الدراسة والعودة إلى الجامعة في أمريكا كنا نذهب إلى بيروتوثم إلى لندن وبعدها إلى نيويورك أوصيت أبي بالقضية فنهرني رحمه اللهبأن لا أوصيه على واجبا ً يقوم به ذهبت إلى هناك وجمعت كل متعلقات فهدواحتفظت بها لأعود بها في السنة القادمةلم تقف محاولات والده ووالدي ومحاولات الآخرين من كبار القوم وصغارهمكل شخص يحاول ولكن الشريعة السماوية هي التي تحكم .
كانت الرسائل تصلني من والدي وكنت أكتب لفهد أوصيه بالصبر وبالأمللم أعد في إجازة العام 1972م محاولة مني بتقليص مدة الدراسة وفي العام
1973م عدت متخرجا ً من هناك أحمل شهادتي وثلاثة حقائب اثنتان ليوواحدة لفهد بها متعلقاته الشخصية لا زلت أحتفظ بها حتى هذا اليوم .
وبعد خمس سنوات توفي والد فهد وهو يمنى نفسه برؤية ابنه حرا ً طليقا ًتوفي أبوه و ترك أما ً مكلومة تصارع الزمن وحيدة حطمت قلوب كل من عرفها.
انقضت السبعة عشر عاما ً وهاهم أبناء القتيل قد تجاوزوا العشرين والابن الأصغريتم الثامنة عشرة ونذهب إلى المحكمة ويسألهم الشيخ بعد أن أحضروافهدا ً وأنا ووالدي كان فهد تجاوز الأربعين من عمره وقد أطال لحيتهوبدأ الشعر الأبيض الكثيف يزاحم الشعر الأسود وبدأ العمر يزاحم المصيرسأل الشيخ الفتيان الثلاثة وكانت نظراته تتجه صوب الفتى ذو الثمانية عشرعاما ً وهو يؤشر على فهد قائلا ً قبل سبعة عشر عاما ً هذا الرجل قتلوالدكم وصدر حكم في حينه يقضي بإنزال الحكم الشرعي علية وهو القصاصوتلا أية القصاص قال الله تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أؤلي الألباب ) صدق اللهالعظيم وأضاف الشيخ لقد تأجل الحكم لقصوركم باتخاذ قرار القصاص أوالعفو وأريد منكم الآن أن تنطقوا بما اتفقتم عليه أو اختلفتم عليهوذكر لهم الشيخ عددا ً من قصص العفو التي حدثت داخل هذه المحكمة وسألهمهل تعفون على من قتل والدكم أريد أن أسمع رأي كل واحد ٍ منكم على حده وصمتالشيخكان من أصعب المواقف التي قد يمر بها بشر خيم السكون على المكان وكلماتالحوقلة يتمتم بها الجميع فقال الابن الأكبر يا فضيلة الشيخ نحنفقدنا عائلنا وواجهنا صعاب الحياة ونحن في سن مبكرة بين اليتم والحرمانولا نتنازل عن الحكم الإلهي بحق من قتل والدنا .
وجدت نفسي أندفع وبلا شعور وأتجه إلى أكبرهم فصدني بكل قوة وقال أرجوكنحن نطلب حقا ً لنا أعذرنا لا نستطيع وخرجوا من مكتب الشيخ كانتكلماتهم هذه كدوامة أدارت المكان بمن فيه أما فهد فلم يستطع الوقوفوأنخرط بالبكاء ومثله فعل والدي وهو يمسك به ويحتضنه حتى سقط الاثنانعلى كرسي حديدي صدئ داخل مكتب الشيخ لم أستطع الكلام من هول الصدمة جاءالجنود و أخذوا فهد وهو يمسك بأبي ولم يتركه أخذوه وهو مقيدا ً بالأرجل والأيديبسلاسل جديدة عائدين به إلى السجن سألت الشيخ وماذا بعد أيها الشيخقال لي سوف ترفع للتصديق قد تأخذ شهرا ً أو تزيد .
وبعد شهرين وفي صباح يوم جمعة وإذا بمكالمة هاتفية من السجن تطلبحضوري العاجل ذهبت مصعوقا ً لا أقوى على التفكير كل ما أريده هو أن أصلإلى السجن وعند دخولي وجدت الضابط المناوب ولديه رجل بملابس مدنيةويحمل دفترا ً ضخما ً ولم أنتظر حيث قال الضابط هذا هو كاتب العدلجاء هنا وكتب فهد وصيته فقد تقرر تنفيذ الحكم اليوم ظهرا وحيث انهأدرجك بوصيته وجب علينا إبلاغك لم أستطع أن أفتح فمي لعبرة أحبسهاعلى مدى 17 عاما ً فخرجت من غرفة الضابط وانزويت بعيدا وبدأتالبكاء بكيت بكاء لم تبكه النساء بكيت بكاء أشد من بكاء أمه عليهفقد تعلقت بالأمل سبعة عشر عاما ً وهاهو يتلاشى وقد أصبح كل شيء يأخذمأخذ الجد .
أوصاني فهد بوالدته وأوصاني فهد بجثته بعد موته وأوصاني بالترحم عليهوأن أبر بوالدته وأن أطلب منها أن تصفح عنه لأنه خذلها .
أصررت على مسئول السجن أن أرافقهم ووافق وركبت في مقدمة السيارة التيبها فهد كنت لا أرى شيئا ً ولا أسمع سوى ً صوت فهد من مؤخرة السيارةيطلب منى أن لا أنساه من الدعاء ... وأن أؤمن بالقضاء والقدر ... وأن أبر بوالدته
... رددها كثيرا ً ... كان في أسمى حالات معنوياته ... التي عرفته بها ... كان يحفظالقرآن ... ويتلوه ... داخل السيارة .
وصلنا إلى الصفاة ... كانت بتصميمها السابق ... كان الشيخ يخطب الجمعة ... وجمهورمن البشر في كل مكان ... لا أحد يعبأ ... لأداء الصلاة ... فالموقف ... لا تشرحهالعبارة .
دخلت السيارة وسط الحشد ... وكان هناك سيارات أخرى ... من كل جهة حكومية ... وهذافهد في المؤخرة ... نزلت من السيارة ... وجلت ببصري ... لأستطلع المنظر ... فوقتعيناي ... على القصـّاص ... وكان رجل ... عادي الجسم ... يمسك بسيف مذهب ... اقتربتمن السيارة التي بها فهد ... فوجدته يصلي ... ونظرت حولي ... وإذا بالقصاص يطلب منالضابط ... أن يزوده برجلين لأنه سوف يذهب إلى الصلاة ... فذهب القصاص ... ومعهرجلين ... بقيت واقفا ً في الشمس المحرقة ... انتهت الخطبة وانتهت الصلاة ... وأنالم أتحرك ... وحضر القصـّاص مرة أخرى ... وقال لهم هل هو جاهز ؟ ... قالوا نعم ...
قال لهم ... اربطوا عينية وأنزلوه .
يا إلهي شيء لا يصدق ... كل هذا يحدث أمام البصر ... وفتح الباب ... ومن سيارةالإسعاف أحضروا ... شريطا ً لاصقا ً ... وكمية من القطن ... خلعوا عنه الغترة ...
ووضعوا القطن على عينيه وأداروا الشريط اللاصق وبطريقة عشوائية .
أجلسوا فهد على ... الأرض ... فكوا رباطه من الأرجل ... وأعادوا رباط يديه من الخلف
... وتقدم إليه ... شخص ولقنه الشهادتين ... ولما أبتعد ... بدأ أحد الرجال يقرأ
... بيان الإعدام الصادر بحق فهد ... من مكبر صوت خاص بسيارة الشرطة ... وكنت أنظرإلى فهد ... وبعد ثواني من بداية قراءة البيان ... رأيت القصـّاص ... يأتي من خلففهد .ويرفع السيف ... فأدرت ظهري وأغمضت عينيّ... وسمعت صوت صدور الجماهير المحتشدة
... بزفير واحد ... فأيقنت أن فهدا ً قد مات فأسرعت إلى سيارة السجن وفتحت البابالخلفي ... وأخذت غترة فهد ... وبدأت أشمها ببكاء كبكاء الطفل .
عدت تعيسا ً إلى المنزل ... وعم الحزن البيت كله وأفراده ... وأحضرنا والدة فهد ...
وبقيت معنا ... في منزلنا ... كوالدة أخرى لنا ... نتقبل التعازي ... بما أصابناوأصابها ... ونونس وحدتها ... حتى وافاها الأجل المكتوب ... في رمضان 1420هـ .
رحمها الله ... ورحم فهد ... ورحم أموات المسلمين
.. خدود بنات ..
.. خدود بنات ..
شوفوا الصوره واحمدوا الله على العافيه وحسن الخلق
زمرديه
زمرديه
شوفوا الصوره واحمدوا الله على العافيه وحسن الخلق
شوفوا الصوره واحمدوا الله على العافيه وحسن الخلق
السلام عليكم ورحمة الله
زمرديه
زمرديه
السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله
خدود لو سمحتي امسحي الصوره ....