*هبة
*هبة
التوبة فى ضوء سورة التوبة

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم ...
علمنا شيخنا رحمة الله تعالى عليه الشيخ محمد متولى الشعراوى أننا إذا اردنا أن نعرف معنى الشئ فلنبحث عنه فى مواضعه المختلفة فى القرءان لأن القرءان يفسر بعضه بعضا



أول و أهم مبحث عن التوبة يكون سورة كاملة تسمى سورة التوبة ( الله أكبر ) و هل هناك سورة تسمى الرحمة او المغفرة او الاحسان او العمل الصالح .... لكن الله تبارك و تعالى يوجه المؤمنين إلى ما يحب و يرضى

تساءلت كيف تكون سورة التوبة هى السورة الوحيدة التى لا تحمل البسملة كيف و هى سورة التوبة ( هذا ترغيبا و ترهيبا ) و فى هذا بيان فى نهاية السورة فالسورة للمؤمنين توبة و على الكافرين براءة من الله و رسوله و سيوف وامر بالجهاد و الغلظة ( لماذا هى كذلك للكافرين و المنافقين ) .... هذا هو الجواب

قوله تعالى: "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون . وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون . أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون"

اللهم اجعلنا ممن زادتهم ايمانا و هم يستبشرون .... يفرحون بما فى هذه السورة من البشرى بالتوبة من الله و الرحمة

اما الذين فى قلوبهم مرض فلماذا زادتهم رجسا إلى رجسهم ؟ لأنهم يفتنون ثم لا يتوبون .... فكيف هى التوبة من الاهمية بحيث تفرق بين المؤمن المستبشر و المنافق الذى يموت على كفره

سورة التوبة فى معظمها تتكلم عن المنافقين و الكفار و ما يجب على المؤمنين تجاههم حتى تصل إلى نهايات السورة فتتكلم عن توبة المؤمنين

اولا : فى بدايات السورة يقول الله تعالى : " ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين، ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم"

فتوقفت عند الآية لأن سياق الحديث جعلنى اتساءل من هو المقصود بالآيه فالآيات السابقة تتحدث عن المؤمنين يوم حنين حيث و لوا مدبرين ثم عن الكافرين ....و فى القرطبى : أي على من انهزم فيهديه إلى الإسلام

اما الآية فواضحة :"ثم يتوب الله على من يشاء" فتكون التوبة مطلقة للمؤمنين الذين تولوا يوم حنين ثم تاب الله عليهم و ثبتهم و من الكفار الذين هداهم الله للاسلام ....و الله اعلم

و فى السورة ينهى الله تعالى الرسول صلى الله عليه و أصحابه أن يستغفروا للمنافقين او يصلوا على ممن مات منهم و ان يتبرأوا منهم .... نتسأءل أين التوبة...و لكن الله تعالى يوضح أنهم كفروا بالله و رسوله و انهم ماتوا و هم فاسقون ... فلا توبة و لا استغفار بلا إيمان

ثانيا :ثم نجد شيئا رائعا عن التوبة فى قوله تعالى :
"التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين"

بدأ الله تعالى بالتوبة قبل العبادة و الحمد و جميع العبادات الجسدية و النفسية و الاقوال و الاعمال فقدم الله تعالى التوبة على جميع العبادات لإنها أصل صلاح القلب و صلاح العمل و لأنها تصحح ما قد يقع فيه المؤمن من أخطاء فى العبادة و ترفع عنه ذنوب المعاصى فيعينه الله تعالى على طاعته و على عباداته و يرفع عنه سخطه بما اقترفت يداه من الذنوب و الخطايا فيسمح له بالعبادة ....و الله اعلم

و يقول القرطبى : التائبون هم الراجعون عن الحالة المذمومة في معصية الله إلى الحالة المحمودة في طاعة الله. والتائب هو الراجع. والراجع إلى الطاعة هو أفضل من الراجع عن المعصية لجمعه بين الأمرين

ثالثا:ثم يذكر الله تعالى توبته على صفوة المسلمين ....فقال تعالى :

"لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم"

ففى القرطبى "ثم تاب عليهم" قيل: توبته عليهم أن تدارك قلوبهم حتى لم تزغ، وكذلك سنة الحق مع أوليائه إذا أشرفوا على العطب، ووطنوا أنفسهم على الهلاك أمطر عليهم سحائب الجود فأحيا قلوبهم

فهذه أحد أنواع التوبة و هى التثبيت و الربط على القلب و هذه من أعظم درجات التوبة ليست عن المعصية و إنما تثبيت للهداية و هى للصفوة من المؤمنين

رابعا :ثم ذكر الله تعالى الفئة الاخرى و هى فئة المؤمن الذى يخطئ فتكون التوبة نوع آخر...فى قوله تعالى :

"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"

يقول القرطبى :"ثم تاب عليهم ليتوبوا" فقيل: معنى "ثم تاب عليهم" أي وفقهم للتوبة ليتوبوا. وقيل: المعنى تاب عليهم؛ أي فسح لهم ولم يعجل عقابهم ليتوبوا. وقيل: تاب عليهم ليثبتوا على التوبة. وقيل: المعنى تاب عليهم ليرجعوا إلى حال الرضا عنهم. وبالجملة فلولا ما سبق لهم في علمه أنه قضى لهم بالتوبة ما تابوا

و المعنى أن التوبة هبه خالصة من الله تعالى فلا توبه إلا إذا تاب الله على العبد فوفقه للتوبة ... مثل توبته تعالى على سيدنا آدم فقال تعالى ....

" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه .إنه هو التواب الرحيم "
فما كان ليتوب سيدنا آدم عليه السلام لولا أن يتوب الله عليه و يلقنه كلمات

و التساؤل ما هى الكلمات الموجبة للتوبة التى تلقاها آدم ؟

قد سكت الله تعالى عنها فى سورة البقرة ... و ذكر قول سيدنا آدم عليه السلام فى سورة الأعراف إذ قال تعالى

:" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين " ... فهذه و الله أعلم من هداية الله لآدم ليتوب عليه




أما مفتاح التوبة فهو الصدق

الذى ذكره الله تعالى فى سورة التوبة بعد قوله تعالى " ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم "

فقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "

فيقول القرطبى : "وكونوا مع الصادقين" هذا الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة حين نفعهم الصدق وذهب بهم عن منازل المنافقين


فنسأل الله تعالى أن نكون مع الصادقين و أن يتوب تعالى علينا لينتوب و أن يجعلنا من التوابين

وما أصبت فمن الله تعالى و ما أخطئت فمن نفسى و من الشيطان ... غفر الله تعالى لنا جميعا و تاب علينا
*هبة
*هبة
*هبة
*هبة
غاية القلب
غاية القلب
يزاج الله خير ... الله يهدينااا يارب العالمين ..ويتقبل منا الدعاء وخالص التوبة .. موضعج جميل وماشاء الله ماخليتي شي الا ماطريتييييه .. =>

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
الحايره 2009
الحايره 2009
جزاك الله خير