زهره البيلسان
ثاني أيام الحج
أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة
(الحج عرفة)


(*) إذا صليت الفجر.. وطلعت عليك الشمس فانطلق إلى عرفة وأنت تلبي قائلاً «لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وتكبر قائلاً: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» ترفع بذلك صوتك.
(*) يكره لك صيام هذا اليوم حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم مفطراً إذ أرسل إليه بقدح لبن فشربه.
(*) من السنة أن تنزل في نمرة إلى الزوال(70) إن أمكن.
(*) ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلي الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين لا يجهر فيهما بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين. ولا تصلي بينهما ولا قبلهما شيئاً من النوافل.
(***) ثم تدخل عرفة وتتأكد أنك داخل حدودها(71) لأن وادي عرنة ليس من عرفة.
(*) وتتفرغ للذكر والتضرع إلى الله عز وجل والدعاءء بخشوع وحضور قلب(72).
(*) عرفة كلها موقف .. وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسفل الجبل – الذي يسمى جبل الرحمة وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل.
(*) وليس من السنة صعود الجبل، كما يفعله بعض الجهلة.
(*) أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعاً يديك تدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب. ولا تنشغل بالضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هو حال الغافلين . نسأل الله السلامة.
(*) وتكثر من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، كذلك تقول التلبية وتزيد عليها «إنما الخير خير الآخرة» وتكثر أيضاً من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
(**) لا تخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس(73).
(*) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «ما ُرئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أُريَ يوم بدر ...» الموطأ.
(*) وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل الله سبحانه: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} .
(**) بعد الغروب تنطلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة، وإذا وجدت متسعاً فأسرع قليلاً لأنها السنة، وتستغفر الله وتذكره.
(*) قال الله تعالى: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} .
(**) حين تصل إلى مزدلفة تصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، والسنة أن تجعل المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين، ولا تصل بعدهما شيئاً إلا أن توتر، فإن كنت تخشى أن لا تصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره فإنه يجب عليك أن تصلي ولو في الطريق، والمهم في ذلك أن تصلي الصلاة قبل أن يخرج عليك وقتها.
(**) ثم تنام حتى الفجر.. أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل والأحوط بعد غيبوبة القمر.
(**) وجوب المبيت في مزدلفة لقوله صلى الله عليه وسلم : «خذوا عني مناسككم» ولقوله تعالى:
{ فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} . فهذا الأمر القرآني الصريح يدل على أنه لابد من ذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات ومزدلفة كلها موقف، تدخل في مسمى المشعر الحرام، أما المعذور فله أن يذكر الله ليلاً.

من مخالفات اليوم التاسع

1- بعض الحجاج يقف خارج حدود عرفة، ومن حصل منه هذا ولم يستدرك نفسه بالوقوف ولو قبل طلوع فجر يوم النحر بلحظات فقد فسد حجه ولزمه إتمامه أولاً وكذا إعادته إن كان فرضاً السنة القادمة.
2- صيام هذا اليوم من بعض الحجاج، ومن صام يخشى عليه الإثم.
3- التكلف بالذهاب إلى ما يسمى بـ«جبل الرحمة» وصعوده.
4- الانشغال يوم عرفة بالضحك والمزاح وفضول الكلام، وإضاعة الوقت بالنوم عن الدعاء والذكر.
5- يلاحظ أن بعض الحجاج – هداهم الله – يلتقطون لهم صوراً «فوتوغرافية» ويسمونها صوراً تذكارية وهذا منكر.
6- يرى من كثير من الحجاج الإسراع والمسابقة بالسيارات حين الإفاضة، علماً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في هذا الموضع: «السكينة السكينة».
ولا يقتصر الأمر على سائق السيارة بل كل من في السيارة ينشغل معه ويترك التلبية.
7- عدم تحري جهة القبلة عند الصلاة في مزدلفة.
8- لا ينبغي لأحد أن يدع المبيت في مزدلفة لأنه واجب من واجبات الحج، ومن ترك المبيت وهو ليس من أهل الأعذار الشرعية فعليه دم.
زهره البيلسان
ثالث أيام الحج
أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر «العيد»


(**) لابد من صلاة الفجر لجميع الحجاج في مزدلفة إلا الضعفاء والنساء؛ يجوز لهم الذهاب بعد غيبوبة القمر.
(*) بعد صلاة الفجر والانتهاء من الأذكار عقب الصلاة تستقبل القبلة: فتحمد الله، وتكبره، وتهلله، وتدعوه حتى يسفر الصبح جداً.
(*) ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً، وعليك السكينة.
(*) إذا مررت بوادي مُحسِّر(74) تسرع السير إن أمكن.
(*) تلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريقك من مزدلفة إلى منى، أو من منى، وتستمر في التكبير والتلبية ولا تقطع التلبية إلا مع بداية الرمي.
ثم عليك ما يلي:
(**) ترمي جمرة العقبة(75) بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة.
(**) تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع على الفقراء قال الله تعالى: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} ، والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط. وتقول عند الذبح والنحر: «بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني».
(**) ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله، والحلق أفضل مبتدئاً باليمين، وهذا الحلق فيه كمال الخضوع والذل والإنقياد لله عز وجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة، وهي طرف الأصبع؛ وبذلك تتحلل التحلل الأول، فتلبس ثيابك وتتطيب، ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء، ولا يحل لك الجماع إلا بعد طواف الإفاضة والسعي إن كان عليك سعي. أما إذا جامع الرجل زوجته بعد رمي جمرة العقبة, فحجه صحيح، وعليه دم شاة توزع على فقراء الحرم.
(***) بعد ذلك تذهب إلى مكة وتطوف طواف الإفاضة بدون رمل وهو: الإسراع في المشي مع تقارب الخطى أثناء الطواف ثم تصلي ركعتي الطواف ولقد طاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم متطيباً لابسا الملابس المعتادة.
(***) ثم تسعى. والسعي على المتمتع، وكذا على القارن والمفرد اللذين لم يسعيا مع طواف القدوم؛ وبذلك تتحلل التحلل الكامل.
(*) إن قدّمت بعض هذه الأمور على بعض فلا حرج.
(*) وتشرب من ماء زمزم. وتصلي الظهر(76) في مكة إن أمكن.
(**) ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي.

من مخالفات اليوم العاشر

1- بعض الحجاج يصلون الفجر ليلة مزدلفة قبل دخول الوقت، وهذا خطأ عظيم وتعدٍ على حدود الله عز وجل والصلاة قبل دخول الوقت محرمة، وغير مقبولة.
2- يتساهل كثير من الحجاج فيرمي جمرة العقبة من خلفها؛ مما يحول بينه وبين إيقاع الحصى داخل الحوض لأن الحوض نصف دائري.
3- من الحجاج من يعتقد أثناء رميه جمرة العقبة أنه يرمي (الشيطان)، وهذا من الجهل والخطأ؛ حيث إن الرمي وضع اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامة لذكر الله عز وجل كما بيِّن ذلك معلم البشرية عليه الصلاة والسلام، واقتداءً بأبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
4- يعمد كثير من الحجاج بعد رمي الجمرة إلى حلق لحيته، وهذه معصية في وقت ومكان فاضلين.
5- عدم تعظيم هذا اليوم بذكر الله تعالى وعمل القربات من النوافل كالصدقة وإفشاء السلام على المسلمين وطلاقة الوجه لهم وإدخال السرور عليهم؛ حيث إن هذا اليوم يوم عيد.
قال صلى الله عليه وسلم : « إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القرِّ». . ويوم القر هو اليوم الأول من أيام التشريق، وهو اليوم الذي يلي يوم النحر، وهو أفضل أيام التشريق، وسمي يوم القر لأن أهل منى يستقرون فيها.
6- بعض الحجاج يذبح ولا يتحرى ما يشترط في الهدي، حيث جاء في فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه: «يشترط في الهدي ما يشترط في الأضحية، فلا تجزئ العوراء البيِّن عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء البين عرجها، ولا الهزيلة التي لا تنقي(77)، وأدنى سن في الشاة ستة شهور، وفي المعز سنة، وفي البقر سنتان، وفي الإبل خمس سنين، فما كان أقل من ذلك لا يجزئ هديا ولا أضحية»(78). وقال الله تعالى: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هدأكم وبشر المحسنين} .
7- يقوم بذبح الهدي من لا يصلي، وهذا لا تقبل منه وتعتبر ذبيحته خبيثة(79).
ومن السنة أن تذبح ذبيحتك بيدك؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولقد قال الله تعالى: { فصل لربك وانحر} .
8- الذبح خارج حدود الحرم كعرفات وجدة، وغيرهما، وهذا لا يجزئ ولو وزع لحمه في الحرم، فمن فعل ذلك يجب عليه هدي آخر يذبحه داخل حدود الحرم المعروفة ويوزعه (سواء فعل ذلك جاهلاً أو عالماً) (80).
9- للذبح أيام محددة وهي يوم العيد وثلاثة أيام بعده فلا تتجاوزها.
10- على كل شاب أعطاه الله القوة أن يسارع في تطبيق أعمال الحج في أول وقتها لحصول الأجر العظيم، وتشجبع الناس ليقتدوا به، ولا يُسَوَّف ويجعل نفسه من أهل الأعذار.
زهره البيلسان
رابع أيام الحج
أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة
«أيام التشريق»


(*) اعلم أن هذه الأيام تسمى أيام التشريق. وهذا هو اليوم الأول منها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله». .
(*) رمي الجمار شرع لإقامة ذكر الله.
(*) من ذكر الله المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة(81).
(*) ويسن كثرة التكبير بعد الصلاة، وأن تكبر الله في كل حال وزمان في الأسواق والطرقات وغيرها، لفعل ابن عمر رضي الله عنهما.
(*) ويبدأ رمي الجمرات الثلاث بعد الظهر أي بعد الزوال حيث تجمع إحدى وعشرين حصاة من أي مكان من منى.
(**) فتبدأ برمي الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التي تسمى «العقبة».
(**) ترمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة.
(*) والأفضل في رمي الجمرة الصغرى والوسطى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمرة بين يديك. ثم تتقدم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام فتستقبل القبلة وتدعو طويلاً، تجعل الجمرة الصغرى عن يسارك، والوسطى عن يمينك أثناء الدعاء لفعله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة(82).
فليحرص المسلم على الوقوف للدعاء ولو قلّ. لأن السنة كلما ضيعت كان فعلها أوكد، وليجمع العامل بها بين فضيلة العمل وإحياء السنة.
(*) وترمي جمرة العقبة مستقبلها جاعلا الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك ثم تذهب ولا تقف للدعاء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقف بعدها.
(*) لا يجوز أن يوكل في الرمي إذا كان صحيحاً بل يجب عليه أن يرمي بنفسه ما دام قادراً على الرمي. لكن لو فرض أنه عاجز ولا يمكنه الرمي بنفسه لا في النهار ولا في الليل فهنا يجوز له التوكيل، ولا يشترط للموكل أن يلتقط الحصى بنفسه ويعطيها من وكله، ولأن رمي الجمار عبادة أفردت لها سبع مسائل في الصفحات القادمة نظراً للأهمية.
(**) ثم عليك المبيت بمنى.

سبع مسائل في رمي الجمرات(83)

* المسألة الأولى: حكم الرمي: الرمي واجب من واجبات الحج وهو أطول زمن يقضيه الحاج في منى أيام حجه حيث يستغرق من وقته ثلاثة أيام أو أربعة.
وهل يجبر الواجب؟ نعم يجبر بدم.
* المسألة الثانية: حجم الحصى: يكون مثل حصى (الخذف) (84) وقد حددها بعض الفقهاء بأنها: أكبر من الحمص وأصغر من البندق. وفي سنن ابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته ألقط لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول: «أمثال هؤلاء فارموا» ثم قال: «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
* المسألة الثالثة: عدد الحصى ومكان لقطه: تَرمى الجمرة الواحدة بسبع حصيات، ومجموع الحصى الذي يرمي به الحاج الجمرات طوال أيام الحج سبعون حصاة. أو تسع وأربعون حصاةً لمن تعجل.
حيث يجب على كل حاج أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصيات، يسن له أن يلتقط الحصى من مزدلفة أو من طريقه إلى منى.
أما أيام التشريق يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث كل جمرة بسبع حصيات، يجوز له أن يلتقط الحصى من أي مكان من منى.
* المسألة الرابعة: شروط الرمي:
أ- أن يكون المرمي به حصى فلا يصح أن يرمي بأسمنت أو طين أو حجر كبير أو غيره، لأنه لا يطلق عليه اسم الحصى.
ب- أن تقع الحصاة في الحوض الدائري على الجمرتين الصغرى والوسطى، أما جمرة العقبة فالحوض نصف دائرة فينتبه لذلك لأن الكثير يرميها من الخلف ولا تقع في الحوض وهذا الرمي غير صحيح, إلا إذا رماها من فوق الجسر جاز له ذلك.
ج- تفريق الرميات أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة.
د- ترتيب رمي الجمرات: يرمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
المسألة الخامسة: وقت رمي جمرة العقبة يبتدئ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، وإنه لا يرمي يوم النحر غيرها، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم ممن يشق عليهم مزاحمة الناس ومن يرافقهم كالسائق أو المحرم أو المساعد فإنهم ينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها وآخر وقت لرمي جمرة العقبة ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم.
أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق: فيبدأ الرمي من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر.
والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله: «خذوا عني مناسككم».
المسألة السادسة: جواز الرمي ليلاً أيام التشريق، فمن كان له عذر جاز له مثل الرعاة والسقاة وكبار السن وكل ضعيف والنساء عموماً لمنع اختلاطهن بالرجال وخوف التكشف.
ولا يجوز التوكيل إلا لمن لا يستطيع الرمي ليلاً أو نهاراً مثل الحامل التي تخشى على ولدها أو المريضة أو لعذر نحوهما، ولا يجوز أن يتولى الرمي إلا من كان حاجاً.
المسألة السابعة: سنن الرمي:
أ- من السنّة للحاج عند دخوله منى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة وهي تحية منى.
ب- يستقبل جمرة العقبة حيث يجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره ثم يرمي ويقطع التلبية.
جـ- يكبر مع كل حصاة (الله أكبر).
د- يسن أيام التشريق أن يذهب إلى الجمرات الثلاث ماشياً.
هـ- يسن أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والتي تسمى الصغرى يجعلها على يساره بعيداً عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة(85).

من مخالفات اليوم الحادي عشر

1- الرمي قبل الزوال ومن رمى قبل الزوال فعليه دم إلا أن يعيده بعد الزوال فلا شيء عليه.
2- من الخطأ رمي الجمار بالعكس حيث يبدأ برمي الكبرى ثم الوسطى، ثم الصغرى, فمن فعل ذلك فيجب عليه إعادة رمي الوسطى ثم الكبرى.
3- من ترك الرمي في اليوم الثاني عشر ظنّاً منه أن هذا هو التعجل وغادر ولم يطف للوداع فما حكم حجه؟
فالجواب: (حجه صحيح؛ لأنه لم يترك فيه ركناً من أركان الحج، ولكن ترك فيه ثلاث واجبات إن كان لم يبت ليلة الثاني عشر بمنى.
الواجب الأول: المبيت بمنى ليلة الثاني عشر.
والواجب الثاني: رمي الجمار في اليوم الثاني عشر.
والواجب الثالث: طواف الوداع.
ويجب عليه لكل واحد منها دم يذبحه في مكة ويوزعه على الفقراء، لأن الواجب في الحج عند أهل العلم إذا تركه الإنسان وجب عليه دم يذبحه في مكة ويفرقه على الفقراء) من كتاب (فتاوى أركان الإسلام، لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى-).
زهره البيلسان
خامس أيام الحج
أعمال اليوم الثاني عشر من ذي الحجة
ثاني أيام التشريق


(**) يلزمك المبيت بمنى هذه الليلة.
(*) عليك أن تستغل وقتك بفعل الخيرات وذكر الله والإحسان إلى الخلق.
(**) وبعد الظهر ترمي الجمرات الثلاث وتفعل كما فعلت في اليوم الحادي عشر فترمي بعد الظهر الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
(*) وتقف للدعاء بعد الصغرى والوسطى.
(*) وبعد أن تنتهي من الرمي إن أردت أن تتعجّل في السفر جاز لك.
(**) إن نويت التعجل فيلزمك الانصراف من منى قبل غروب الشمس وتطوف طواف الوداع. ولا شيء عليك إذا تأخرت بسبب الزحام.
(*) لكن التأخُّر للحاج أفضل لقول الله تعالى: { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } . ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنيل فضيلة الرمي.
(*) إذا أمكنك أن تصلي أثناء بقائك في منى أيام التشريق في مسجد الخيف كان أفضل؛ لأنه «صلى في مسجد الخيف سبعون نيباً»(86).


--------------------------------------------------------------------------------

سادس أيام الحج
أعمال اليوم الثالث عشر من ذي الحجة
ثالث أيام التشريق


(**) بعد المبيت بمنى ليلة الثالث عشر.
(**) ترمي الجمرات الثلاث بعد الزوال وقت دخول صلاة الظهر وتفعل كما فعلت في اليومين السابقين.
(**) فإذا عزمت الرجوع إلى بلدك فطف طواف الوداع، أما الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع، إلا إذا طهرتا قبل السفر فوجب عليهما.
قال الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله }(87).
وبذلك تمت مناسك الحج ولله الحمد والمنة(88).

من مخالفات يومي الثاني عشر والثالث عشر

1- عدم المحافظة على نظافة المكان وتركه متسخاً دون أي مبالاة وهذا ليس من أدب الإسلام في شيء.
2- كثير من الناس يغفل عن حسن الخلق وإنما الأعمال بالخواتيم.
قال صلى الله عليه وسلم : «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن» .
3- الالتزام بزيارة المسجد النبوي؛ حيث يعتقد بعض الحجاج أن لها علاقة بالحج، أو أنها من مكملاته وهذا خطأ، والصحيح أن زيارة المسجد النبوي سنة قبل الحج أو بعده، وليست من مكملاته. والصلاة فيه بألف صلاة، فيكون مقصد السفر للصلاة فيه لا لزيارة القبر، وبعد الصلاة يستحب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – والسلام عليهم ثم زيارة مسجد قباء للصلاة فيه، ثم زيارة بقيع الغرقد حيث قبور الصحابة رضي الله عنهم، والسلام عليهم، والدعاء لهم، ثم قبور الشهداء في أحد والدعاء لهم.
وأحذر من دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم، لكونه شركاً أكبر ومحبطاً للعمل.
زهره البيلسان
ومن أهم الآداب الدعاء بجوامع الأدعية

وإليك بعض الأذكار والأدعية
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»(96).
* وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»(97).
* وقال صلى الله عليه وسلم : «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»(98).
* وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم»(99).
* وكان عليه الصلاة والسلام يقول: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري،وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»(100).
* وكان يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»(101).
* «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك»(102).
* عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من خير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً»(103).
وعليك أن تكثر من الاستغفار وتتوب إلى الله توبة صادقة، وتسأل الله من خيري الدنيا والآخرة، وتكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أكثر دعاء النبي(104) صلى الله عليه وسلم : «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». متفق عليه. وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هين، وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة، فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة(105).


--------------------------------------------------------------------------------

الدعاء الذي جمعه سماحة الشيخ
عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في منسكه(106)


ويختار جوامع الذكر والدعاء ومن ذلك:
«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».
«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
«لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون».
«لا حول ولا قوة إلا بالله».
{ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر».
«أعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماة الأعداء».
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال».
«أعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام».
«اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة».
«اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
«اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني».
«اللهم اغفر جدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي».
«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير».
«اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك علام الغيوب».
«اللهم ربِّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأعذني من مضلات الفتن ما أبقيتني».
«اللهم ربِّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين واغنني من الفقر».
«اللهم أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».
«اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر».
«اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك أن تضلني لا إله إلا أنت. أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون».
«اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها».
«اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء».
«اللهم ألهمني رشيدي وأعذني من شر نفسي».
«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك».
«اللهم إنِّي أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى».
«اللهم إني أسألك الهدى والسداد».
«اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ».
«اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً».
«لا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير».
«سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
«ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم من الأذكار والأدعية وما كان في معناها من الذكر والدعاء والصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم ، ويلح في الدعاء، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذا دعا كرر الدعاء ثلاثاً فينبغي التأسي به في ذلك عليه الصلاة والسلام.
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتاً لربه –سبحانه – متواضعاً له، خاضعاً لجنابه منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه ويجدد توبة نصوحاً، لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير، يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته ويكثر فيه العتق من النار، وما يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رؤي يوم بدر، وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟.
فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيراً، وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا، ولا يزال الحجاج في هذا الموقف مشتغلين بالذكر والدعاء والتضرع إلى أن تغرب الشمس.
فإذا غربت الشمس انصرفوا إلى مزدلفة بسكينة ووقار وأكثروا من التلبية. انتهى كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.