

رغبة مني فى إفادتكن وإن كنت اتمنى لو استطيع ان أشارك معكن فى حلقات الذكر والحفظ لكتاب الله وان شاء الله ربنا ييسر لي هذا الامر , فأحببت ان افيدكن عسى يكتب لي الأجر واقدم لكِ أختي الفراشة هذا الملف الشامل لكل ما يفيدك ويعينك على حفظ كتاب الله عز وجل ويعطيك الدافع لتجتهدي فى حفظ دروسك ..
متمنية ان ينول إعجابكن جميعا إن شاء الله ..

كيف تحفظِ القرآن الكريم
لنية الصادقة و النية الصالحة
ولتكن نيتك في حفظك لكتاب الله عز وجل ابتغاء وجه الله ورجاء مرضاته والرفعة في الجنات لا لتصيب به شيئا من أمور الدنيا من مال أو سمعه أو شرف منزلة. قال تعالى (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) الزمر1
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعنى ريحها ( صحيح الجامع 6159
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ' ولا لتماروا به السفهاء ' ولا تخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار) ( صحيح الجامع 7370
وتذكر حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ
ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب .قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال كنت أقوم به آناء الليل و آناء النهار ، فيقول الله له : كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله : بل أردت أن يقال أن فلانا قارئ فقد قيل ذاك ............) الحديث
وفى رواية مسلم (ولكنك قرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار). صحيح مسلم واللفظ لغيره
الدعاء والإلحاح فيه
قال الله تعالى ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ( القمر 17
قال ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل
وقال مطر الوراق :في قول الله تعالى ( فهل من مدكر ) أي فهل من طالب علم فيعان عليه
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( سنقرئك فلا تنسى ) فهو وحده سبحانه القادر على أن يجعل العبد يقرأ فلا ينسى .فإذا أردت حفظه فالجأ إلى الله عز وجل داعيا متضرعا في الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء كجوف الليل وأدبار الصلوات كأن تقول
(اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا )
أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك وترزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عني
الاستغفار وترك المعاصي
قال النووي : وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
(صحيحي البخاري و مسلم)
أخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفا قال: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه لأن الله يقول ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) الشورى30
ثم قال الضحاك :وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن
الصبر و العزيمة القوية
فكلما داومت على الحفظ وصبرت على ما تجده من المشقة في أول الأمر وجدت تيسيرا وهذه سنة الله عز وجل ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) الشرح 5-6
( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) الطلاق 7 ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) يوسف90
وتذكر حديث عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران
(صحيحي البخاري ومسلم)
فمع الصبر على شدة الحفظ يضاعف الأجر
( وما يلقاها إلا الذين صبروا ) (فصلت 35) والله المستعان
تفريغ الأوقات
قال تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) واعلم أن ما ستنصرف إليه من أمور الدنيا لا يعدل آية من كتاب الله ولعل هذا هو المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الصفة (وهم مجموعة من فقراء المسلمين) (آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل (صحيح مسلم)
قلة الانشغال بالدنيا
قال الحافظ في شرح حديث أسيد بن حضير ونزول الملائكة والسكينة لقراءته : (فائدة ) التشاغل بشيء من أمور الدنيا ولو كان من المباح قد يفوت الخير الكثير فكيف لو كان بغير الأمر المباح
قلت : أي لما انشغل أسيد بولده وهو من أمور الدنيا ومن المباح حرم من استمرار نزول السكينة والملائكة واستماعها لقراءته للقرآن
الورد اليومي للحفظ والورد اليومي للقراءة
قال النبي صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل). (صحيح البخاري
قال الحافظ : أخرج ابن أبي داود عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يقرئ القرآن خمس آيات خمس آيات
وقد ورد عن السلف أنهم كانوا يستقرءون القرآن خمسا خمسا وأيضا عشرا عشرا
فلذلك ينبغي لمن أراد أن يحفظ كتاب الله أن يجعل لنفسه قدرا من الآيات يحفظه كل يوم ويحرص عليه كحرصه على الطعام والشراب ولكن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص فيجب عليك أن تعرف ما تطيق حفظه في اليوم الواحد وأن لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها
نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم
الاستذكار والتعاهد ومداومة التلاوة والدراسة
عن ابن عمر رضى الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) وعن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت ، بل نُسِّيَ ، واستذكروا القرآن ، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم ) ( الصحيحين
وقوله ( بل هو نُسِّيَ ) قال القرطبي : التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره ، قال : ومعنى التخفيف أن الرجل تركه غير ملتفت إليه وهو كقوله تعالى (نسوا الله فنسيهم) أي تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة
البكور
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لأمتي في بكورها) (صحيح الجامع 1300)
فعليك أن تبكر بوردك من القراءة والحفظ بعد صلاة الفجر
* ليشملك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة
* وقبل انشغالك بأمور الدنيا التي تعوق الحفظ وتعطل عن القراءة
* ولصفاء ذهنك وراحة بدنك في تلك الساعة المباركة
ولتحظى بتلك المثوبة العظيمة المذكورة في حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
مصاحبة أهل القرآن ، وقراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُبي بن كعب (إن الله أمرني أن أقرأ عليك : (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) قال : (وسماني) قال : (نعم ) فبكى ) ( البخاري ومسلم
قال النووي : واختلفوا في الحكمة في قراءته صلى الله عليه وسلم على أُبي ، والمختار أن سببها أن تستن الأمة بذلك في القراءة على أهل الإتقان والفضل
فصاحب أهل القرآن ، واعرض عليهم ما حفظت من كتاب الله واستمع منهم ما يعرضونه عليك ففي ذلك من الفوائد ما لا يحصى : منها المواظبة و المداومة فإن العبد قد يمل منفردا ، فإذا اجتمع مع أقرانه وإخوانه حصل له من النشاط والمواظبة مالا يحصل لو انفرد
ومنها المحافظة على الأوقات . فإن العبد قد يشرد ذهنه إذا انفرد ، وقل أن يحدث هذا إذا عرض القرآن على أحد
ومنها تصحيح الأخطاء وتصويب التجويد
الإكثار من القراءة في الأوقات الفاضلة
الإكثار من القراءة في رمضان وفى العشر الأخير آكد ، وليالي الوتر منه آكد . ومن الأوقات التي يستحب الإكثار فيها من قراءة القرآن العشر الأول من ذي الحجة ، ويوم عرفة ، ويوم الجمعة ، وبعد الصبح ، وفي الليل
الصلاة
وإني أنصح لكِ في هذا المقام بثلاث
( أولا ) :- قيام الليل بما تحفظِ من القرآن وإن قل
قال تعالى ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) (آل عمران 113 ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ، وإذا لم يقم به نسيه
( صحيح مسلم )
ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل : مازال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال : ( بال الشيطان في أذنه ) ( البخاري ومسلم ) قال الحافظ : يراد به صلاة الليل أو المكتوبة
(ثانيا ) :- صلاة النوافل
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ) قلنا : نعم . قال : ( فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان) ( صحيح مسلم
( ثالثا ) :- أما صلاة الفريضة فاقتد فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن سمرة قال ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ق والقرآن المجيد وكان صلاته بعد تخفيفا ) ( صحيح مسلم

تابعوني
لا شك ولا ريب أن أول الأمور في طلب العلم بل هو أعظمها وأجلّها ( حفظ القرآن الكريم ) والناظر إلى سير علمائنا السابقين واللاحقين يجد أنهم أول ما يهتمون بحفظ القرآن الكريم فيحفظونه منذ نعومة أظفارهم قبل البلوغ ذلك لأنه أساس العلوم وقوامها ومنه أولاً تستمد الأحكام والأدلة ، ثم بعد ذلك يتدرجون في سلم العلوم الشرعية .
قال الميموني : سألت أبا عبدالله ( يعني الإمام أحمد ) أيهما أحب إليك أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث ؟ قال : لا بالقرآن ،قلت : أعلمه كله ؟ قال : إلا أن يعسر ، فتعلمه منه . ( الآداب الشرعية لابن مفلح ( 2/ 33 )
وقال الخطيب البغدادي : ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل إذ كان أجل العلوم وأولاها بالسبق والتقديم . ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/106 ).
وقال الحافظ النووي رحمه الله : وأول ما يبتدئ به حفظ القرآن العزيز فهو أهم العلوم ، وكان السلف لا يُعلِّمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن . ( مقدمة المجموع شرح المهذب )
وقال شيخ الإسلام : وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علما وهو إما باطل أو قليل النفع ، وهو أيضا مقدم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع ، فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين .( الفتاوى الكبرى 2/235)
والذي يشاهد واقع الشباب اليوم يجد أن بعضهم يُغفل جانب حفظ القرآن بل بعضهم يبدأ بالحفظ قليلاً ثم لا يلبث أن ينقطع مع أنه ربما يكون مجتهداً في حضور الدروس العلمية الشرعية .
وبما أن الله منّ عليّ بتدريس وتعليم القرآن سنوات عديدة - أسأل الله أن لا يحرمني أجرها – فقد جمعت بعض الأسباب من خلال الواقع التي يعتذر بها بعض الشباب عن مواصلة الحفظ ثم أردفت كل سبب بالحلول المناسبة له من وجهة نظري .
وقبل البدء لابد من معرفة حقيقة عظيمة هي أن هذا القرآن سهل الحفظ لسهولة ألفاظه وسلاسة أسلوبه قال الله تعالى : (( ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهل من مّدَّكر )) قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره : ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ، ومعانيه للفهم والعلم لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً ، فكل من أقبل عليه يسّر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهّله عليه .. ثم يقول : ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلّها على الإطلاق وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه ، وقال بعض السلف عند هذه الآية : هل من طالب علم فيُعان عليه ؟ ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله : (( فهل من مدّكر )) انتهى كلامه رحمه الله .
إذاً فالأصل في القرآن أنه سهل الحفظ ميسوره لكن الخلل منا نحن الذين تشاغلنا عن الإقبال عليه حفظاً وتفهماً بأعذارٍ بعضها يوجد لها حل وكثير منها من تلبيس إبليس على الشباب .
وقد رأيت أن هذه الأسباب تجتمع في ثلاثة أسباب رئيسية هـي :
1) الاعتذار بكثرة المشاغل سواء كانت مشاغل الوظيفة أو الأهل أو نحو ذلك ، ولا شك أن الناس جميعاً في انشغالات لا تنتهي بل حتى أهل القبور دخلوا قبورهم ولمّا تنقضي مشاغلهم!! لكن شتان بين من ينشغل في الدنيا وطلب الرزق ويجعل هذا همه الأكبر وبين من ينشغل بالإقبال على القرآن والعلم وما يفيده في آخرته .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم القدوة فهو القائد والإمام ورب الأسرة والمربي والعابد الزاهد ولم يمنعه كل ذلك صلى الله عليه وسلم من إعطاء كل ذي حق حقه . فالحل لمثل هذا الأمر يكمن في تنسيق وتنظيم الوقت فلا يطغى جانب على جانب قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك وضيفك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه . فقال صلى الله عليه وسلم ( صدق سلمان ) رواه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما . ثم لو علم الإنسان عظمة كلام الله عز وجل حق العلم لاستحى أن يُعطيه فاضل وقته .
2) الاعتذار بطلب العلم ، وهذا لا شك أمر مردود لأن كتاب الله جل وتعالى أول ما ينبغي على طالب العلم الإقبال عليه فهو أهم المهمات كما تقدم . قال الخطيب البغدادي رحمه الله : والعلم كالبحار المتعذّر كيلها والمعادن التي لا ينقطع نيلها فاشتغل بالمهم منه فإنه من شغل نفسه بغير المهم أضـرّ بالمهم . انتهى
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه *** حِمل فأبصر أيّ شيءٍ تحمـل
وإذا علمتَ بأنه متفاضـل *** فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل
فاحرص يا أخي على البدء بكتاب الله حفظاً وتفهماً ، ولا بأس مع تنظيم الوقت المذكور آنفاً أن تأخذ من العلوم بعد ذلك ما أردت .
3) الاعتذار بتفلّت القرآن ونسيانه ، وهذا مدخل شيطاني خطير والدليل على ذلك أنه يعالج الداء بداء آخر فيعالج النسيان بترك الحفظ والمراجعة ، وهذا خطأ بلا شك . سألت أحد الشباب
ممن ابتدأ في حفظ القرآن ثم انقطع عن سبب انقطاعه فقال : لأنني نسيت ما حفظت فقلت له : وهل انقطاعك يذكرك ما نسيت أو يزيد في حفظك ؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بهذه الحقيقة أي أن القرآن شديد التفلّت لكنه أرشدنا إلى الحل الأمثل في ذلك بل أنه قدم الحل قبل بيان المشكلة كما في الحديث المتفق عليه ( تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) فأمرنا بتعاهده والتعاهد هو كثرة المراجعة ولا شك أن المتعاهد للقرآن سينشط بعد ذلك في مواصلة الحفظ .
هــذا وإن هناك أسباباً حقيقية تصـد الشـاب عن حفظ القـرآن والإقبال عليه أذكر منها :
1) الوحدة : وذلك بأن يريد الشاب أن يحفظ القرآن لوحده بجهده الخاص ولا ريب أن هذا الفعل فيه عدة سلبيات منها أنه قد يعتريه الفتور سريعاً فيقعد عن مواصلة الحفظ ، وكذلك فإنه قد لا يكتشف أخطاءه إذا كان يقرأ لوحده ، وعلى كل حال فقد قال عليه الصلاة والسلام ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) رواه الحاكم . فعليك يا أخي أن تتواصى مع غيرك من إخوانك في حفظ القرآن الكريم أو الالتحاق بحِلق تحفيظ القرآن المنتشرة ولله الحمد وذلك لتحفظ على الوجه الصحيح ويتبيّن لك مدى إتقانك لما تحفظ .
2) استطالة طريق الحفظ : فقد يبدأ الشاب في الحفظ ويريد أن يختم القرآن في أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين ثم ما يلبث أن يستطيل المدة فيفتر والسبب في ذلك الحماس غير المنضبط . فعليك أن تعلم يا أخي أن حفظ القرآن لا بد له من وقت طويل يُقدر بثلاث سنوات تقريباً في الغالب وكلٌ على حسب طاقته وجهده وتفرغه فلا تُحمِّل نفسك فوق طاقتها ولا تستعجل في أمرٍ لك فيه أناة قال صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) متفق عليه .
3) المعاصي : وهذا بلا شك سبب رئيس في الحرمان من كل خير فلا يُحرَم العبد خيراً إلا بسبب ما كسبته نفسه من المعاصي والآثام قال صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) رواه الإمام أحمد ، ولا شك أن حفظ القرآن الكريم من أعظم وأجل النعم على العبد ، فاجتهد يا أخي في تحرير نفسك من ذلّ المعصية وشؤمها لينفتح لك باب المعونة من الله عز وجلّ .
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته ، وأن يجعلنا من الذين يقيمون حروف القرآن كما يُقيمون حدوده وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تابعوني