
بسم الله الرحمنالرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخواتي أحببت أن أقدم لكم هذا الموضوع و فيه خلاصة ما قرأت على النت و ما مررت به من تجارب و المعلومات التي حصلت عليها أثناء بحثي في هذا الشأن و قد قمت بجمعها و تصحيحها و تنقيحها و الاختصار فيها بما لا يخل بالمعلومة و رتبتها بالشكل الذي وجدت أنه الأنسب
و الهدف من ذلك مساعدة الأخوات اللواتي قررن إتباع هذه الطريق من أجل ترجيح جنس مولودهن الجديد على إيجاد ملف متكامل و أن لا يتهن في متاهة البحث عبر النت و ما يوجد فيه من معلومات قد تكون متناقضة أو خاطئة في أحيان عديدة
وهذا الموضوع مختص بترجيح جنس الجنين بالطرق الطبيعية و لا علاقة لنا هنا بأطفال الأنابيب و التلقيح الصناعي
و أرجو أن تكون كل المشاركات من الأخوات و اعتذر عن الرد عن مشاركة الأخوة على هذا الموضوع
"يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا..."،
"و جعلنا لكل شيء سببا "
إن عملية مراقبة الاباضة من اجل ترجيح جنس المولود لا تحدد الجنس و إنما تعمل على زيادة احتمال أن يكون جنس المولود هو المرغوب به و قد تكون الطرق الأخرى التي تعتمد التلقيح الصناعي أكثر دقة لكن المفضل في حال عدم وجود مشكلة تمنع الحمل أن نعمد للمراقبة فقط و التي يكون فيها عملية الالقاح طبيعية و ليس فيها تدخل خارجي لما قد تترتب عليه وسائل الانجاب الصناعي من سلبيات ليس لها داع
http://www.lahaonline.com/index.php?option=content§ionid=1&id=10415&task =view
وسائل الإنجاب الاصطناعية .. والحاجة إلى توجيه البحث العلمي فيها دون إهمال التبعات السلبية
http://www.themwl.org/Fatwa/default.aspx?d=1&cidi=100&l=AR&cid=12
فتوى حول التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب
يتبع ===
مجيء الجنين ، ذكراً أو أنثى ، له سبب بعد إذن اللهتعالى الذي هو جل جلاله المسبب لكل شيء و جاعل الأسباب ، وهذا السبب الآخر معلق بالرجل والمرأة معاً ، وليس بأحدهما دون الآخر .
وقدورد في هذا أحاديث منها:
الأول : عن أنس رضي الله عنه بلفظ : (( إذا سبق ماءالرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة نزعت )) .
الثاني : عن ثوبان رضي الله عنه بلفظ : (( ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله ، وإذا علا منيالمرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله ))
الثالث : عن عائشة رضي اللهعنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل تغتسل المرأة إذا احتلمتوأبصرت الماء ) فقال : (( نعم )) فقالت لها عائشة : تربت يداك وألَّت . قالت فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دعيها ، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك ، إذاعلا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله ، وإذا علا ماء الرجل ماءها ؟ أشبه أعمامه ))
الرابع : عن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ : (( يلتقي الماءانفإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ، وإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت ))
وقد طرحت هذه الأحاديثمسألتين :
الأولى : التذكير والتأنيث .
الثانية : الشبه
وذكرتالأحاديث بشأن هاتين المسألتين الألفاظ التالية :
العلو ، السبق ، النـزع
فأما لفظة (( علا )) فلها معنيان :
المعنى الأول : العلو المادي ، أي : نطفة فوق نطفة .
والمعنى الثاني : العلو ، بمعنى : الغلبة والقهر .
و(( السبق )) لها معنيان :
المعنى الأول : الغلبة والقهر .
المعنى الثاني : التقدمالزماني أو المكاني .
ومعنى (( نزع الولد )) : أي كان الشبه له .
ومن مجموعهذه الروايات وغيرها ، يظهر للناظر : أن المعنى المشترك بين هذه الألفاظ ، وهوالمقصود : الغلبة والإحاطة ، فإذا غلب ماءُ الرجل ماءَ المرأة ، وأحاط به ، كانالذكر . وعند العكس يحدث العكس .
ولا يحتمل أن يكون المقصود سبق الإنزال ، أيإذا سبق إنزال الرجل كان ذكراً ، وإذا سبق إنزال المرأة كان أنثى ، لأن هذا المعنىلا يتوافق مع لفظة (( علا )) من جهة ، ولا يؤيده الواقع المتيقن من جهة ثانية .
ثم وجدت للحافظ كلاماً مشابهاً لما قدمته : من أن المقصود هو الإحاطة ، قال : (( وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة ، بحيث يصير الآخر مغموراًفيه ، فبذلك يحصل الشبه ))
وقال ابن القيم في كتابه ( تحفةالمودود بأحكام المولود ) :
الأمر الثاني : إنّ سَبْقَ أحدِ الماءينسببٌ لشبه السابق ماؤه ، وعلو أحدهما سبب لمجانسة الولد للعالي مـاؤه ، فها هناأمران : سبق ، وعلو ، وقد يتفقان ، وقد يفترقان ، فإن سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأةوعلاه ، كان المولود ذكراً ، والشبه للرجل ، وإن سبق ماءُ المرأة وعلا ماءَ الرجل ،كانت أنثى ، والشبه للأم ، وإن سبق أحدُهما ، وعلا الآخر ، كان الشبه للسابق ماؤه ،والإذكار ، والإيناث ، لمن علا مـاؤه )) . انتهى كلامه رحمه الله
وقال الحافظ : (( قال القرطبي : يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق . قلت : والذييظهر ما قلته ، وهو تأويل العلو في حديث عائشة ، وأما حديث ثوبان ، فيبقى العلو فيهعلى ظاهره ، فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث ، والعلو علامة الشبه ، فيرتفعالإشكال ، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة ، بحيث يصير الآخرمغموراً فيه ، فبذلك يحصل الشبه ، وينقسم ذلك ستة أقسام : الأول أن يسبق ماء الرجل، ويكون أكثر ، فيحصل له الذكورة ، والشبه ، والثاني عكسه ، والثالث أن يسبق ماءالرجل ، ويكون ماء المرأة أكثر ، فتحصل الذكورة ، والشبه للمرأة ، والرابع عكسه ،والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فذكر ولا يختص بشبه ، والسادس العكس )) . انتهىكلامه رحمه الله .
وذكر السبب في هذا ، من باب : الأسباب التي خلقالله ، كما هو شأن معظم مخلوقاته سـبحانه ، كما لو قيل : إن النبات يكون طيباً ،إذا سقي بماء طيب ، ويكون غير مستساغ إذا سقي بماء مالح ، وإن الثمر لا يكون إلابشجر ، والشجر إن طُعَّم ( أي لقح ) بلون ثمر أحمر ، خرج أحمرا وأن طعَّم بلون أصفرخرج أصفر ، وإن كان الأمر كله بيد الله ، وللمسألة تفصيل أكثر ، ليس هاهنا محله .
وفي الحديث تقرير بكون صفات الكائن تتعلق بعوامل محمولة في ماء الأب و ماء الأم ، و هذا بحد ذاته إعجاز و إنجاز خارق ، فنحن نعلم أن العلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي و البويضة و اشتراكهما في الخلق الجديد إلا حديثاً بعد اكتشاف المجهر وبعد اكتشاف و زرع الصبغيات ( الكروموسومات ) .
ومن غير الممكن أن يكون معنى ذلك سبق الرِّعشة الجنسية ، فقد تتفق في الزوجين في وقت واحد و لا تسبق إحداهما الأخرى ، و لعل المعنى يكون أن الماءين بما يحملانه من الصفات يتسابقان في تقرير مواصفات الكائن الجديد ، فالمواصفات التي استطاعت مُوَرِثات المرأة تقريرها استلمتها ونفَّذتها ، و وقفت المورثات المشابهة من الرجل دون عمل لأنها قد سبقت إلى ذلك ، أما المواصفات التي تستطيع مورثات الرجل تقريرها فإنها تستلمها و تنفذها و تبقى المورثات المشابهة من المرأة دون عمل لأنها سبقت إلى ذلك .
المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم
يتبع ===