مللت النُسخ .. اريد ريشة .

ـــــــــــــــ




على مكتب مهترئ تراكمت عليه آلاف الأوراق حتى نُسي بعض من اهدافها ، و قد رُكنت بحذر لوحات ملونة بعيدا كأنما خَشي أحدهم ان تهرب الألوان الى اوراقه المهترئة .. شابٌ يقبع فيما بينهم قد بدا عليه شيب لم يلائم ذلك الوجه المفعم بالحياة .. يمسك حبرا ثم يدخله الى تلك الآلة التي بدت أكثر اهتراءً من اوراقه تلك.. ربما لم تكن اوراقه ! يضغط على الأزرار حتى بدأت النُسخ بالظهور من جديد و قد سكنه شعورٌ بالاشمئزاز من كل تلك النسخ التي تملؤه دون أن يدرك ذلك الشعور حتى ..

تستمر الآلة بالنسخ و على مدار الآيام تمتلئ الحياة برتابة مزعجة ، اختلس ذات يوم نظرة على تلك اللويحات على استحياء كأنما هو مقبل على فعل إحدى المحرمات ليزجره زميل ما بجانبه عن النظر..
تستمر النظرات -المحرمة على ما يبدو- و يزداد شغفا و حبا لتلك الألوان !
و في ذات يوم مليء بالرتابة.. و بين زجر عنيف من زميل و نبرة عتاب من آخر
تقدم بما بدا كالجنون ليمسك بتلك الريشة ! ليغمرها بتلك الألوان و يصبغ شعره الذي ملئ شيبا بالأسود من جديد !
غمر يديه بمرح بالألوان و ركض بريشته عبر تلك المكاتب الكئيبة ليملأ الكون بهجة و حياة من جديد و قد رافقه أحدهم و ذاك آخر يتبعه ! .. و بين كل ذلك أتاه صوت من بعيد قد بدا يتيما بعدما كان صداه يملأ الأرجاء أن توقف ! ليصرخ و عيناه تلتمعان : مللتُ النسخ ي هذا.. فأعطني ريشة !



*مللت النُسخ ي هذا ؟ انظر حولك عالم قد ملئ نسخا مقززة ! نسخ اتت من الماضي و بعضها من الحاضر اي جنون قد لبسه ذلك العالم !
اتعلم ؟
انا قد مللت النسخ .. فأعطني ريشة ! و اتبعني حاملا معك اوراقا و الوانا ! و انت امسك بيدي و ارتدي معطفا و بيدك الأخرى قلما او ربما حلق بخيالك بعيدا و اجعلها قطعا من نجوم !
مللت النُسخ ي هذا !
ما بال أحلاما قد اصبحت كَروتين قد عرف و رسم من آلاف السنين !
ما بال آمالنا يحكمها شبحٌ لم يعد قادرا على تحامل نفسه حتى !
مللت النُسخ ي هذا.. لا تعطيني ريشة فأنا سآخذها.. سأرسم لوحة ملئت بأحلامي و سأبقى هنا بانتظارك.


كتبته : سكاكر وردية
6/7/2014
4:08 AM


*ملاحظة
لك حرية فهم تلك الجمل و تلك الأحرف فأنت كما بقيتنا مختلف و مميز . افهمها كما شئت و تذكر : لا تكن نسخا .