أن الأشخاص الذين يؤمنون بالله، يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون مدة أطول، من نظرائهم الملحدين، الذين لا يعتقدون بوجود الخالق.هذا ما أظهرته دراسة جديدة نشرت مؤخرا، ووجد باحثون في جامعة آيوا الأمريكية، أن مدة حياة الأشخاص الذين يواظبون على الذهاب إلى دور العبادة، كالمساجد والكنائس، كانت أطول بحوالي 35 في المائة، مقارنة بالذين لا يلتزمون بالعبادات أبدا.
أن ارتياد أماكن العبادة باستمرار وبصورة منتظمة، ينشط جهاز المناعة عند كبار السن، ويجعلهم أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين. وفسّر الخبراء حسب صحيفة الزمان ، هذا الأمر بأن هذه الظاهرة قد ترجع إلى عدة أسباب منها، أن حضور طقوس العبادة، والتواصل مع الأفراد الآخرين، والتعمق في الدين، وحركات الصلاة، التي تعتبر نوعا من الرياضة البدنية، خصوصا مع الجماعة، أو لمجرد الخروج من المنزل، وتجنب الشعور بالوحدة والعزلة عن العالم، تساعد في تحسين الصحة النفسية، ومن ثم تخفيف التوتر والضغط العصبي، الأمر الذي يساهم في تنشيط المناعة لمقاومة الأمراض الناتجة عن التوتر والمشكلات المصاحبة للشيخوخة.
وأوضح الأطباء أن الزيارات الروحية المنتظمة لأماكن العبادة يقلل مستويات مادة (انترلوكين-6) في الدم، وهي المادة المسؤولة عن تلف الشرايين، عند زيادتها عن الحد الطبيعي، وترتبط بالأمراض المصاحبة للشيخوخة، مشيرين إلي أن الأشخاص المتدينين يلتزمون بآداب العقيدة، التي تدعو إلي اتباع أنماط الحياة الصحية، وتجنب الأطعمة والمشروبات المؤذية، أكثر من غيرهم.
هذا ومن جانب أخر فقد أظهرت دراسة اجريت على مجموعة من الرهبان البوذيين تنشرها الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم أن ممارسة التأمل لمدة طويلة تحدث تغييرات فيسيولوجية في الدماغ.
وقارن فريق من الباحثين في جامعة ويسكنسن في ماديسون، بين مجموعة من عشرة طلاب متطوعين مبتدئين في مجال التأمل يبلغ متوسط اعمارهم 20 عاما، ومجموعة من الرهبان التيبيتيين الذي مارسوا خلال حياتهم بين عشرة آلاف وخمسين الف ساعة من التأمل ومعدل اعمارهم 45 عاما.
وبينما تسعى مجموعتا المتأملين الى بلوغ حالة من الرحمة ومحبة القريب، لاحظ الباحثون بواسطة اجهزة تخطيط الدماغ ، وجود ارتفاع كبير في موجات (غاما) ذات الترددات المرتفعة لدى الرهبان البوذيين فيما بدا وجود هذه الموجات قليلا عند الطلاب.
ويربط بين هذه الموجات التي يعتقد انها تدل على نشاط العصبونات (خلايا الدماغ) والنشاط الفكري الكبير في الدماغ. وبينّت جميع الاختبارات أن النشاط الفكري الدماغي أعلى بكثير لدى الرهبان مقارنة بالطلاب الجدد. وفحص الباحثون النشاط الدماغي بواسطة الرنين المغناطيسي الامر الذي بيّن ايضا نشاطا كثيفا لدي الرهبان.
وكان النشاط الدماغي في الجزء الامامي الايسر من الدماغ مرتفعا عند الرهبان، وهذه المنطقة في الدماغ مسؤولة عن المشاعر الايجابية. وقد هيمن نشاط الجهة اليسري على اليمني المسؤولة بدورها عن المشاعر السلبية والقلق.
وتظهر هذه الدراسة أن الدماغ كباقي الجسم، تحدث التمارين فيه تغييرات فيزيولوجية، تماما كما تؤدي التمارين الرياضية الى زيادة حجم العضلات في جسم الانسان.
وللأشخاص الذين لا يملكون أي فكرة عن كيفية التأمل نقول أن العملية بسيطة جدا، اجلسي في وضعية مريحة وابدئي بأخذ أنفاس عميقة بحيث تريحين عضلاتك.
ثم فكري بكلمة أو جملة قصيرة لها مدلول ديني تؤدي بك إلى الشعور بالراحة، قومي بتكرار هذه الكلمة أو الجملة لمدة عشرين دقيقة لتجدي نفسك بعدها تشعرين بالراحة وبتركيز افضل.
وإذا ما تعلمنا فن الاسترخاء استطعنا أن نحافظ على صحتنا بعيدا عن المرض مع ضرورة الاهتمام أيضا بنمط التغذية وتناول الأطعمة المتنوعة والتقليل من تناول المنبهات والامتناع عن التدخين وتنظيم ساعات العمل والنوم والراحة، من أجل تحقيق الصحة والسعادة.
وكالات

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
:24:
:24:
:24: