الشماتة: داء يفتك بصاحبه ..😇
الشعور بالشماتة، أي الفرح بمصيبة الآخرين، هو أحد أخطر الأمراض القلبية التي تصيب الإنسان. إنه سلوك ينبع من نفس ضعيفة مليئة بالحقد والحسد، ويظهر في أبشع صوره حينما يتجاوز الإنسان حدود الإنسانية ويجد في آلام غيره متعة وشعورًا بالانتصار. هذا السلوك لا يضرّ فقط من يتعرض للسخرية والاستهزاء، بل يفتك بصاحبه قبل أي شخص آخر، وله عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.
💎الجزاء في الدنيا
في هذه الحياة، الجزاء من جنس العمل، ومن يزرع شوكًا لا يحصد إلا وخزًا. الإنسان الذي يستهزئ بمصائب الآخرين يعرض نفسه لعقوبات متعددة:
✨ فقدان البركة: تُنزع البركة من حياته، ومن رزقه، ومن صحته. فكيف يمكن أن تبارك حياة شخص يتلذذ بآلام غيره؟
✨ الوحدة والعزلة: يبتعد عنه الناس. من يرغب في مصادقة شخص لا يرحم ولا يواسي، بل يستهزئ ويسخر؟ يُصبح وحيدًا، لا يجد من يشاركه أفراحه أو يواسيه في أحزانه، لأن الناس يعلمون أن مصيبته ستكون مادة للسخرية في نظر الشامتين.
✨التعرض لنفس المصائب: من يضحك على سقوط غيره، غالبًا ما يُبتلى بنفس السقوط أو بما هو أشد منه. إنه قانون كوني لا مفر منه. المصائب أقدار، والله يبتلي عباده ليم***م، فإذا فرحت بابتلاء أخيك، فاعلم أن الدور سيأتي عليك لا محالة.
✨ قسوة القلب: تتحول الشماتة بمرور الوقت إلى قسوة في القلب، فيفقد صاحبها القدرة على التعاطف والرحمة، ويتحول إلى إنسان بارد المشاعر، لا يتأثر بآلام الناس، مما يجعله بعيدًا عن الفطرة الإنسانية السليمة.
الجزاء في الآخرة
الشماتة ليست مجرد صفة سيئة في هذه الدنيا، بل هي ذنب عظيم في ميزان الأعمال.
✨ الحساب على السخرية: سيسأل الإنسان عن كل كلمة قالها، وعن كل فعل قام به. والاستهزاء بالآخرين، خاصة في مصائبهم، هو ظلم عظيم. قال تعالى: "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" (الهمزة: 1). فكيف بمن يتجاوز الهمز واللمز إلى الاستهزاء العلني؟
✨ حجب الرحمة: من لم يرحم في الدنيا، لا يُرحم في الآخرة. رحمة الله واسعة، ولكنها تستوجب رحمة الإنسان لأخيه الإنسان. من يستكثر على غيره النجاة من المصيبة، قد يُحرم هو نفسه من رحمة الله وعفوه.
✨ سوء الخاتمة: قد تكون الشماتة سببًا في سوء الخاتمة، لأنها تدل على قلب مريض بعيد عن الله. المؤمن الحقيقي هو من يحمد الله على العافية، ويدعو لأخيه بالصبر والعافية، لا أن يشمته.
الرحمة سبيل النجاة
في المقابل، فإن الشخص الذي يتعاطف مع مصائب الآخرين، ويسعى لمواساتهم ومساعدتهم، هو من يرحمه الله ويرزقه السكينة والطمأنينة. الرحمة والتراحم هما أساس المجتمع السليم، وهما سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
فلنتذكر دائمًا أن الدنيا دار ابتلاء، وأن ما يصيب غيرنا قد يصيبنا في لحظة. بدلاً من الشماتة، يجب أن ندعو لأنفسنا ولغيرنا بالعافية، وأن نكون سندًا لبعضنا البعض، فبالرحمة نجد الأمان، وبالإحسان نجد السعادة، وبالتعاطف ننال رضا الله.
زائرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تاليا1190
•
جزاك الله خير حبيبتي 🤍🤍
الصفحة الأخيرة