ممرضات عربيات يشهد لهن التاربخ

ممرضات الوطن العربي من الألف إلى الياء


الأربعاء، 7 فبراير 2018


ممرضات عربيات يشهد لهن التاريخ


للمرأة العربية دور مهم وأساسي وفعال في تطوير الأمم والارتقاء بها، وذلك لأنها تملك المقدرة على تنشئة الأجيال وغرس القيم، وهي تبرع في أي شيء وفي أي وقت وفي أي موقع كان.
وبالنظر إلى مهنة التمريض في الوطن العربي، فإن المرأة العربية قد قامت بدور أساسي فيها، فقد مارست المهارات التمريضية المبنية على دراسة وثقافة مستقلة بشكل متقن جدا منذ القدم...ولدينا الحق نحن ممرضات الوطن العربي أن نفتخر بهذا....فقد سجل التاريخ أسماء وأدوار الممرضات العربيات بفخر واعتزاز منذ قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الآن، وخاصة في مصر والعراق لأنها عرفت الطب والجراحة والتمريض قبل عام 2100 قبل الميلاد وهذا يظهر واضحا جليا من الرسومات والمجسمات الموروثة عبر الأجيال.


وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ظهرت رفيدة الأسلمية ، وهي السيدة رفيدة بنت سعد الأسلمية الخزرجية الأنصارية.
اسمها رفيدة، وهو مشتق من الإعانة والصلة والعطاء، وهي من قبيلة بني أسلم إحدى قبائل الخزرج، في المدينة المنورة، التي كان يطلق عليها يثرب.
استهوتها حِرْفة التمريض ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى عُرفت بين الناس.
كان لها صحبة مع رسول الله في غزواته، وكانت تداوي الجرحى في ميادين القتال. وقد تعلمت التمريض على يد أبيها، وكانت طبيبة وممرضة ولها مكانة عند الرسول الذي كان يجلّها ويحترمها.
وهي صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ حيث أنها ، وهي من الصحابيات، بايعت الرسول بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر. وكانت قارئة وكاتبة، وصاحبة ثروة واسعة، وكانت تنفق على عملها من مالها وثروتها.
كانت صاحبة أول مستشفى ميداني، وعرفت بمهارتها في الطب والعقاقير والأدوية وتصنيعها، والجروح وتضميدها والكسور وتجبيرها. وتعاونت مع مجموعة من الفتيات تعلّمن التمريض على يديها.
عُرف مستشفاها المتنقل باسم "خيمة رفيدة". وكانت أول انطلاقة لها عندما عاد المسلمون من غزوة بدر إلى المدينة منتصرين، ومعهم الجرحى، فقامت بعلاج المصابين.


فلورانس الإمارات
تعد سلمى سالم الشرهان، أو «فلورنس الإمارات» أول ممرضـة إماراتية في الدولة بدأت ممارسة المهنـة في عام ،1955 وظلت على رأس عملها نحو 52 عاماً قضت منها ما لا يقل عن أربعـة عقـود في العمل في مستشفى النخيل، الذي تأسس في عام ،1961 ليكون أول مستشفى في إمارة رأس الخيمة.
وقد بدأت عملها في التمريض المعروف بـ«مهنة الرحمة» في مساعدة طبيب صيدلاني كان يعمل في الصيدلية الوحيدة التي كانت في رأس الخيمة، حتى انتقلت إلى العمل في مستشفى النخيل.
يشاهد كل من يدخل ردهة الاستقبال في المستشفى صورة لسلمى تعلو الجدار الذي تقف أمامه الممرضات المناوبات خلف منصة الاستقبال، وكُتب تحت الصورة «سلمى الشرهان أول ممرضة إماراتية في الدولة».
تعلّمت سلمى المبادئ الأولية لمهنة التمريض من زوجة طبيب جاء إلى البلاد ضمن البعثة الطبية البريطانية في خمسينات القرن الماضي، وكانت حسب ما تروي ابنة أخيها منى الشرهان، تطوف على قدميها المنازل لتطعيم الأطفال في الأحياء القريبة. وكانت رحلاتها في أثناء حملة تطعيم الأهالي ضد الملاريا تمتد إلى أسبوع وأكثر تقضيها بالتنقل بين مناطق مختلفة.
وقد انقذت حياة طفل ولد في الشهر السابع ماتت أمه خلال ولادته،حيث أنها جهّزت حاضنة من الكرتون وجعلت في جدرانها ثقوباً للتهوية، وفرشتها ببطانية لتدفئة المولود، وبدأت تطعمه بتقطير الحليب الممزوج بعصارة التمر في فمه، من خلال ما كان يُعرف في ذلك الوقت بـ«الملهية».
وقد عاش هذا الطفل وكبر وتعلّم واحتل منصبا مرموقا وهو يزور منقذته سلمى باستمرار.


وفي عام 2012 م أصدر وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة قراراً هو الأول من نوعه في تاريخ الوزارة بتعيين الدكتورة منيرة العصيمي في وظيفة وكيل مساعد لشؤون الخدمات الطبية المساعدة في وزارة الصحة.
التحقت منيرة بنت حمدان العصيمي بالتمريض بعد تخرجها من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في عام 1984م، وهي تعتبر من أوائل المتخرجين بهذه الدرجة العلمية. وعملت في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات قبل أن تتبوأ عضوية استشارية في منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بعدها ساهمت بدراسة مع تلك المنظمة لوضع احتياجات التمريض في المملكة العربية السعودية، فكانت أول من قام بتأسيس إدارة تمريض بوزارة الصحة في المناطق والمحافظات حين أسست ورأست قسم إدارة التمريض في محافظة جدة. وبعدها ترأست عدة لجان وإدارات وأقسام قبل أن تصبح مديراً عاماً للتمريض بوزارة الصحة.
كما كانت منيرة أول من ساهم في تأليف أول كتاب عن التمريض في المملكة تحت عنوان (التمريض في المملكة العربية السعودية)، وتمت طباعته باللغتين العربية والإنكليزية، ثم ألفت كتابا آخر تحت عنوان (التمريض في المملكة العربية السعودية.. مسيرة وإنجاز) وكتاب (الممرضة الأولى 2004)، والذي تمت ترجمته للإنكليزية والهندية أيضا، بالإضافة إلى عدد من الكتيبات عن التمريض في المملكة العربية السعودية وإنجازاته.


مريم الرقــــم : أول ممرضة كويتية عملت في مهنة التمريض ثلاثين عاما حتى صارت مرجعا لهذا العمل الإنساني في الكويت وحيت بحب وتقدير مرضاها لها.
فبعد المرحلة المتوسطة في المدرسة رافقت مريم زميلتها للعمل في التلفزيون فعملت بعض الوقت به وكانت صديقتها ملتحقة بمعهد التمريض فرافقتها ذات يوم وبينما مريم معها في المعهد شجعتها المدرسات اللاتي كن يدرسن في معهد التمريض من خلال حديثهن عن مهنة التمريض وانها مهنة انسانية ونبيلة ويطلق عليهن ملائكة الرحمة.
ومن تأثيرهن عليها وافقت ووافق والدها كذلك.
وبعد أن أنهت دراستها في المعهد عملت في مستشفى الصباح حتى أصبحت مساعدة رئيسة الممرضات فيه.
أخذت تطالب في حقوق زميلاتها واعطاء الممرضة حقها المهني فهي تعمل مع الطبيب وليس تحت امره بل زميلة مشاركة له في المهنة وهناك فرق بين الامرين وكانت زميلاتها الممرضات يعانين من هذا الامر، لذلك كانت تقول للاطباء نحن «جروب واحد» نعمل مع بعض في مستشفى حكومي وفريق واحد.
خلال عملها ودراستها والدورات التي التحقت بها هي وزميلاتها ابرزن دور الممرضة الانساني النبيل للناس التي كانت لا تعي هذا الامر وإن التمريض خدمة انسانية ووطنية للبلد وأهله.
وفي سنة 1987 أصبحت مديرة ادارة الخدمات التمريضية التي هي الهيئة التمريضية وكانت اول كويتية تتسلم هذا المنصب ادارة الخدمات التمريضية. وقد تعلمت الكثير من منصبها في الادارة.
وبعد التقاعد اتجهت للعمل الخاص واستثمرت خبرتها فيه وهو يتناول الرعاية الطبية المنزلية والاستشارات الفنية.
جمعية التمريض كانت أحد اعضائها اللاتي وضعن النظام الاساسي لها واصبحت رئيسة الجمعية. وأثناء وجودها كرئيسة لجمعية التمريض توجوا وجود الكويت في مجلس التمريض الدولي سنة 1993 واصبحت عضوة في المجلس والكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي ظلت موجودة في هذا المجلس.


وفي النهاية نجد بأن النجاح تتدرج به الممرضة العربية من ممرضة ومسؤولة إلى مساعدة رئيسة ممرضات إلى رئيسة إلى مديرة الادارة وهذه المحطات الوظيفية تجعلها ملمة في واجباتها الوظيفية وفي معرفة المسؤولية وحجم كل موقع تكون فيه وهذا التسلسل يجعل عندها القدرة على التفاهم والقدرة على احتواء الامور وحل المشاكل وايجاد الحلول، فالتسلسل يرسخ الخبرة والالمام بالمعرفة.


من مدونة ممرضات الوطن العربي من الألف إلى الياء