السلام عليكم
بنات ممكن تساعدوني ، مطلوب على ولدى عمل مشروع في الإجازه ، والمشروع عباره عن عمل نموذج لأحد الموضوعات التالية في مادة العلوم ، مع العلم إن ولدي يدرس منهج بريطاني:
pull &push ( السحب والدفع)
light &dark(الضوء والظلام)
warning sound( أصوات تحذيرية)
shinythings(moon-stars( الأشياء المضيئة التي تعكس الإضاءة)
وجزاكم الله خير
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لارا2
•
حول الضوء
8
هل يمكن للضوء أن يطبِّع مع الظلام ؟!
وهل يمكن للضوء والظلام أن يتعايشا في ذات المحتوى ؟ أن يتجاورا مثلاً !
وهل يمكن تخيُّلُ معادلة خطية مجموع الضوء والظلام فيها قيمة تشارك؟!
الضوء يمكنهُ أن يسمح بالظلامِ خلفه تماماً
الظلام خلف الضوء ،هو ظلام معترف بظلاميته وغير منكر لها وهو ظلام محايد
الظلام أمام الضوء، هو ظلام منكرٌ لظلمتهِ أو متحدٍ لنورانية الضوء وفي الحالين هو جاحد
الظلام والضوء تعايشا منذ الخليقة كما تعايش الخير والشر ولكن على سطحين مختلفين
السطح النوراني دائما تقدَّم على السطح الظلامي
السطح الظلامي دائما اشتاق لموعد يسمح به السطح النوراني
الدوران حقَّق هذا التعايش النوعي
والنتيجة...... أن السطوح هي التي تعايشت مع الضوء والظلام وتعاقبهما لحكمة
أما النور نفسه فلا يتعايش إلا مع نفسه.....!
المعادلة الخطية لمجموع النور والظلام لا تكون معادلة مشاركة إلا
إذا كان النور كاذباً
أو كان النور صورةً
أو كان النور سطحاً
أو كان النور شحاباً مثلما يكون الماءُ سراباً
وفي كل الأحوال يكون النورالمظنون ليس نوراً
وتكون المعادلة تشارك ظلامي على سطح ربما مرّض عليه النور في يوم ما ...!!!
والمحصلة أن السطوح قد تطبّع أما عداها فلا .....
الظلام الخامد طبيعته واحدة
ما تتيحه التجربة الجاهلة
والظلام الجاحد طبائعه جاحدة
وفيه طبائع
طبائع الظلام هي طبائع استبداد المجهول
طبائع الظلام هي طبائع استحكام الخلل والانحرافات
طبائع الظلام هي طبائع الانتهازية القبيحة
طبائع الظلام هي طبائع الخوف والرعب والجبن والنكوص
طبائع الظلام هي طبائع التخريب
طبائع الظلام ما يتيحه نادي السقوط
أما طبيعة النور فهي طبيعة الحكمة العادلة
ولا مكان لاجتماع بين فضيلة الحكمة والتجربة الجاهلة أو الطبيعة الجاحدة....!
مع تحية متجددة وإلى لقاء....
المحرر الثقافي
8
هل يمكن للضوء أن يطبِّع مع الظلام ؟!
وهل يمكن للضوء والظلام أن يتعايشا في ذات المحتوى ؟ أن يتجاورا مثلاً !
وهل يمكن تخيُّلُ معادلة خطية مجموع الضوء والظلام فيها قيمة تشارك؟!
الضوء يمكنهُ أن يسمح بالظلامِ خلفه تماماً
الظلام خلف الضوء ،هو ظلام معترف بظلاميته وغير منكر لها وهو ظلام محايد
الظلام أمام الضوء، هو ظلام منكرٌ لظلمتهِ أو متحدٍ لنورانية الضوء وفي الحالين هو جاحد
الظلام والضوء تعايشا منذ الخليقة كما تعايش الخير والشر ولكن على سطحين مختلفين
السطح النوراني دائما تقدَّم على السطح الظلامي
السطح الظلامي دائما اشتاق لموعد يسمح به السطح النوراني
الدوران حقَّق هذا التعايش النوعي
والنتيجة...... أن السطوح هي التي تعايشت مع الضوء والظلام وتعاقبهما لحكمة
أما النور نفسه فلا يتعايش إلا مع نفسه.....!
المعادلة الخطية لمجموع النور والظلام لا تكون معادلة مشاركة إلا
إذا كان النور كاذباً
أو كان النور صورةً
أو كان النور سطحاً
أو كان النور شحاباً مثلما يكون الماءُ سراباً
وفي كل الأحوال يكون النورالمظنون ليس نوراً
وتكون المعادلة تشارك ظلامي على سطح ربما مرّض عليه النور في يوم ما ...!!!
والمحصلة أن السطوح قد تطبّع أما عداها فلا .....
الظلام الخامد طبيعته واحدة
ما تتيحه التجربة الجاهلة
والظلام الجاحد طبائعه جاحدة
وفيه طبائع
طبائع الظلام هي طبائع استبداد المجهول
طبائع الظلام هي طبائع استحكام الخلل والانحرافات
طبائع الظلام هي طبائع الانتهازية القبيحة
طبائع الظلام هي طبائع الخوف والرعب والجبن والنكوص
طبائع الظلام هي طبائع التخريب
طبائع الظلام ما يتيحه نادي السقوط
أما طبيعة النور فهي طبيعة الحكمة العادلة
ولا مكان لاجتماع بين فضيلة الحكمة والتجربة الجاهلة أو الطبيعة الجاحدة....!
مع تحية متجددة وإلى لقاء....
المحرر الثقافي
لارا2
•
أسرار ربانية فى عيون الكائنات الحية
بقلم الدكتور محمد السقا عيد
استشاري أمراض العيون وجراحتها
إذا تأملت مخلوقات الله على اختلاف أشكالها وأنواعها ، وجدت أن الخالق المبدع قد هيأها لما قدر لها من شأنها ، فأودع فيها من القدرات ما تتم به مصلحة معاشها.
ومن عجائب الخلق أن جهز الخالق المبدع الحيوانات تجهيزاً محكماً يحفظ حياتها ويحقق مآربها. ففي مجال النظر مثلاً أمد الله سبحانه مخلوقاته بعيون توافق الحاجة الدقيقة لكل صنف منها. فجعل فى الطائر ما لم يجعل فى السابح وفى الزاحف ما ليس فى الماشي وفى الليلي غير ما فى النهاري فكانت الأعين مختلفة أشكالها وأعدادها ومواضعها وألوانها وأحجامها وحركاتها. أغرب العيون ولا أحسنها .... بل فى الكائنات الحية عيوناً أقدر من عين الإنسان.
• فمنها ما حباها الله تعالى بنظارات شمسية كالطيور والجمال.
• ومنها ما حباها الخالق سبحانه بتلسكوب مركب على عينيها.
• ومنها ما زوده جلت حكمته بفرشاة لإزالة ما يهبط عليها من غبار، كما حباها بعيون مركبة مشكلة من مئات الوحدات المتشابهة المتراصة بحيث ترى كل واحدة نقطة من الشئ المرئي وتجتمع النقط فيجتمع الشئ المرئي كما هو الحال فى الذباب المنزلي.
• ومنها ما يرى الأشعة فوق البنفسجية ولو غابت الشمس كالنحل.
• ويرى البوم الفأر فى الظلام الدامس بواسطة الأشعة الحرارية التى تشع من جسمه الدافئ.
• كما أن عيون بعض الحشرات فى أرجلها.
• ويرى دود الأرض تحت التراب بحلد مبصر.
• وهناك بعض الحيوانات تنظر فى اتجاه واحد إلى الأمام ولكنها مزودة بعينين إحداهما أمامية والأخرى خلفيه فتستطيع أن ترى الاتجاهين فى وقت واحد.
• وعين الضفدع محددة فى عالم ذي حركات معينة لا تستجيب لغيرها وفقاً لمتطلبات حياتها.
كما أن الإنسان أكثر ما تكون حساسية في وسط الشبكية ، لذا فإن الإنسان ينظر مباشرة إلى الشئ الذي يود رؤيته ، أما حساسية عين الحيوان فهي موزعة بطريقة أكثر توازناً فهي ترى بطريقة أكثر توازناً فهي ترى جيداً كل شئ يقع في حقل رؤيتها.
وهكذا فإن عين الإنسان ترى مدركات ... فى البر والبحر والفضاء لكنها لا ترى مدركات كالذرة وجسيماتها والضوء وأمواجه والصوت وأمواجه والكهرباء .... الخ.
فالبوم يرى عالماً مشعاً والنحل يرى عالماً كله أمواج قصيرة الضفدع يرى عالماً كله قفزات لأن عيونه لا تستجيب لشئ ساكن أو متحرك حركة متواصلة ... ولا يصيد إلا أشياء تقفز.
إنها عوالم حاضرة تستغرب تبيانها .... عوالم ترى وعوالم لا ترى ... لغاية وهدف وضرورة واحتياج وإكمال دور.
"فتبارك الله أحسن الخالقين. وسبحان من خلق فسوي وقدر فهدى"
نظر ... فى النظر
تعد العين ُتعد بحق من أعجب الأعضاء وأدقها فى جسم الإنسان وجميع الكائنات الحية ، وتختلف أوضاع العيون فى الأجسام باختلاف أجناس المخلوقات وطبقاً للغرض منها والتى جعلها البارئ لتتم بها مصلحة المخلوقات وكيفها حسب حاجة كل مخلوق منها.
فعيون الإنسان جعلت فى وضعها المعروف ليبصر بها ما أمامه.
وعيون بعض الزواحف مركبة فى رؤسها على ساق متحركة تستطيع رفعها وخفضها بما يتناسب مع وضع المرئيات.
وهناك أنواع من الحيوانات تتخذ عيونها أوضاعاً تمكنها من رؤية ما يحيط بها من جميع الجهات دون أن تضطر إلى الالتفات إلى الوراء.
ولعل أعجب الأوضاع بالنسبة للعيون هو الوضع الذي تتخذه عيون نوع من السمك يعيش فى المناطق الاستوائية ، حيث تسبح السمكة فى الماء والنصف العلوي من عينيها فوق سطحه في حين أن النصف الأدنى فى الماء.
وقد أوجد الخالق الكائنات بقدرته ، وأتقنها بحكمته ، وأمدها على كثرة أجناسها واختلاف أشكالها بما فيه قوامها ، فخلق لذلك مالا يحصى من الأدوات والآلات العجيبة ودبر لكل كائن ما يناسبه.
والبصر من هذه الأدوات العجيبة التى جعلها البارئ لتتم به مصلحة المخلوقات وكيفها حسب حاجة كل مخلوق منها ، ولنلق نظرة على عيون بعض الأسماك لنرى ما تنطوي عليه من الآيات المحكمة والأسرار المدهشة.
عيون الأسماك :
- هناك أسماك ترى فى اتجاهين فى وقت واحد.
- وبالنسبة لنا فإن أعيننا لا ترى فى الظلام ولكن الأسماك فى البحار المظلمة مزودة بمصابيح (مرآة مرعبة) تضئ لها ما تريد ، وذلك لأنها تحمل أعيناً متوهجة سطحها الداخلي مبطن بطبقة لامعة تشبه المرآة تسمى (الطراز المتألق) تعكس الضوء الذي يسقط عليها جيداً، وهى قادرة حتى على تركيز نور النجوم الخافت أو القمر أو النيران البعيدة، ولهذا السبب أيضاً تضئ أعين القطط والنمور ليلاً.
ووجود مثل هذه المرآة يجعل العين قادرة على الاستخدام التام ولأقصى حد بأي قدر من الضوء لرؤية الأشياء، ويحاول الإنسان تقليد هذه الأعين لتطوير أجهزة الرؤية فى الظلام.
وتلجأ أسماك الأعماق إلى كشافات ضوئية تضعها فوق رأسها ، ووسيلتها فى هذا السبيل أن تحمل بعض الطفيليات المضيئة من نباتات أو حيوانات ، كما أن بعضها مزود بقوة كهربائية غريبة لم يكشف عن سرها بعد.
وما دمنا نتجول فى عالم البحار وجب علينا أن نتعرف على أكبر الأعين على الإطلاق ، وهى أعين رخويات المياه العميقة التي يصل قطرها إلى 40 سم.
وهذه واحدة من عجائب الله تعالى فى كائنات المياه العميقة فكثير منها تمتلك أعيناً تلسكوبية الشكل وحدقة كبيرة جداً ، وجميع هذه التحورات موجهة لتجميع أكبر كمية من الأشعة الضوئية داخل العين وتركيزها على الخلايا المستقبلة للضوء التي تتميز بالحساسية الشديدة له.
ذوات الأربع عيون :
هناك نوع من السمك أيضاً يسمى ذوات الأربع عيون فإذا عام فوق سطح الماء شاهد ما فوقها، فى حين تبحث عيونه السفلى فى الماء عن فريسة يلتهمها.
عيون الحيتان :
نلاحظ أن وضع العين فى جسم الحيوان يوسع نطاق الرؤية أو يجده ، فأنت ترى الأمام والجانبين، ولكن موقع (عين الحوت) يسمح له برؤية ما يجرى خلفه أيضاً بعين كما يرى ما هو أمامه بالعين الأخرى.
ولكن ما تراه عين لا تراه الأخرى ، فكل منهما ثابتة فى موضعها واتجاهها. فإذا أراد الحوت مهاجمة فريسة له اتجه إليها من الأمام مباشرة وإذا أراد استطلاع ما حوله وقف فى الماء ودار بكل جسمه.
وللعيون فى الأحياء المائية تطورات غريبة فتولد بعض أسماكها بعيون عادية على الجانبين ولكنها لا تلبث أن تنمو حتى تزحف العينان وتستقر فى ناحية واحدة وعندئذ تتحول السمكة كلها وتسبح فى الماء وعيناها إلى فوق. ويشاركها فى اتجاه العيون أسماك فى أعماق البحار فهي غالباً ما تجد غذاءها فى العالم العلوي.
قال تعالى:" فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ " (الروم – 50)
تختلف الرؤية فى الماء عن الرؤية فى الهواء لأن الماء أقل شفافية من الهواء وكلما زاد عمق الماء نقصت شفافيته تدريجياً حتى يصبح معتماً ، لذلك تستطيع عين البشر أن ترى فى النور على بعد كيلو مترات أما عيون الأسماك فليس بمقدورها أن ترى أبعد من 15 متراً ، هذا إذا كان الماء صافياً والأشياء المنظورة فى نفس مستواها.
وإذا كان الماء عكراً فلا تزيد رؤيتها على مترين. بيد أن عيون الأسماك تفوق عين البشر فى حدة الرؤية فى الماء لأنها أبدعت على غاية الكمال لتناسب الرؤية فى الوسط الذي تسكنه.
ومع هذه القدرة الفذة على الرؤية فى الماء لا تزيد عيون الأسماك فى تركيبها عما فى عيون سائر الفقاريات من ثدييات وزواحف وطيور. لكن الخالق ببالغ حكمته وعظيم قدرته تصرف فى بعض أجزائها لتستطيع الرؤية فى الماء : فلم يجعل بلورة عينها مثل حبة العدس كما عند الإنسان ، بل جعلها على شكل كرة، ولم يجعلها خلف الحدقة كما عند الإنسان ، بل جعلها تدخل إلى الحدقة وتبرز من خلالها فوق سطح الرأس ، وتلك طرق يشهد علماء المرئيات بحسن ملاءمتها للرؤية الواضحة فى الماء وجعل العين كلها بارزة على سطح الرأس كهيئة فص الخاتم ليتمكن السمك من سبر مجال للرؤية أوسع لأنه عدم الرقبة.
ومما يميز عين السمك أن تكيف الإبصار مع المسافات (ويسمى التبئير)(1) يتم لديها بإبعاد أو تقريب البلورة من الشبكية ، بينما يكون فى سائر العيون بزيادة أو إنقاص تحدب البلورة ، ولو تأملنا فى سر هذه الخاصية لأخذنا العجب كل مأخذ.
فالإبقاء على الشكل الكروي للبلورة ضروري للرؤية الواضحة فى الماء ، سواء أكانت العين تنظر إلى شئ قريب أم بعيد ، ولو قامت البلورة بتغيير تحدبها كما يتم ذلك فى عيون سائر الحيوانات ، لفقدت شكلها الكروي ولتشوشت الرؤية فى الماء ، ولذا فإن الخالق جعل بلورة عين السمك مشدودة بعضلات تتحكم فى تحريكها بحيث يكون التبئير لديها بزيادة أو إنقاص المسافة بين البلورة والشبكية ، من غير أن يتبدل شكل البلورة الكروي فتبارك الله الذي أحسن كل شئ خلقه.
" مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ " (الأنعام – 46)
ومن أشد الأمور إثارة للدهشة أن من السمك ما عدم البصر لكن ليس فيه ما هو أصم ، لأن السمع أعظم الحواس وأنسبها لمن كان يعيش فى الماء ، ذلك أن السمع يتم بواسطة الصوت ، والصوت ينتقل فى الماء أسرع وأبعد وأفضل منه فى الهواء بعكس الضوء فكان الاعتماد على السمع فى إدراك المحسوسات أساسياً لدى الأسماك.
وإنه ليأخذك العجب فى قدرة آذان الأسماك على التقاط أخفت صوت وأدنى حركة فى الماء، حتى إن بعضاً منها، كالدلفين والبال، يستعمل الأذن لتحديد مواقع الفرائس وليهتدي سواء السبيل بواسطة جهاز "سونار" (2)يفوق فى دقته أقوى "سونار" اصطناعي.
ومن حكمة الباري أن جعل فى السمك خاصية تعينه على الاهتداء لأن الرؤية محدودة فى الماء فجهزه بحاسة سادسة حيرت الإنسان طويلاً ولم يفهمها إلا أخيراً، وهى حاسة اللمس عن بعد، وهذا الإحساس يحصل عن طريق عضو دقيق جداً يظهر على شكل خط فى جنبي السمك ويلتقط كل حركة اهتزازية فى الماء وتبلغ حساسيته درجة كبيرة بحيث تمكن السمك من التوجه إلى ما يريد حتى لو فقئت عيناه.
ومما يسترعى النظر أن عيون الأسماك عاطلة من الأجفان، وما ذلك إلا من حسن التدبير.
لأن الخالق لما أسكنها الماء أغناها عن عملية ترطيب العين، فتظل مفتوحة العين حتى وهى نائمة.
"يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء" (فاطر – 1)
ومن الغريب أن هناك سمكاً فريداً فى نوعه يعيش فى المستنقعات الاستوائية المالحة فى غرب افريفيا وفى أقصى الشرق ويقضى نصف حياته فى الماء والنص*9" له عينان جاحظتان جحوظاً كبيراً ، وهما عاطلتان من الأجفان لكنهما رطبتان على الدوام وإن لم يكن السمك فى الماء فقد جعل الله فيه خاصية عجيبة إذ تغور عيناه داخل رأسه فى تجاويف ندية تحفظهما من الجفاف.
ولعل أشد العيون غرابة هي عيون سمك "الأنبلابس" الذى يعيش فى أنهار أمريكا الوسطي والجنوبية فإن هذا السمك يرى على السواء ما يجرى فى الماء والهواء فى الوقت نفسه بعينين تنقسم كل واحدة منهما إلى جزئين : جزء سفلى فيه عدسة سميكة تجعل السمك يرى فى الماء كسائر الحيتان ، وجزء علوي رقيق يجعله يرى فى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء، وهذا من بديع الصنع لأن الضوء ينكسر مساره عند انتقاله من الماء إلى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء الضوئية فيتطلب الإبصار فى الماء عدسة ذات بعد بؤري طويل بينما يتطلب الإبصار فى الهواء عدسة ذات بعد بؤري قصير ، ولذلك فإنه لما يطفو هذا السمك على سطح الماء يستعمل الحدقة العليا لرصد ما يجرى فوق الماء لاقتناص ما يقتات به من الحشرات ولاجتناب آكلات الأسماك من الطيور ، ويستعمل الحدقة السفلى لمراقبة أعدائه من الأسماك.
وبهذه العطية الغريبة يضاعف سمك "الأنبلابس" من حظه فى العثور على قوته ، وفى الهروب من أعدائه وليس بإمكان أي عين بشرية أو أي عين حيوان آخر أن تفعل مثل ذلك.(3)
" الَّذِي خَلَقَ فسوي " (الأعلى – 2)
ومما يبعث على العجب أن نوعاً آخر من السمك يتغذى على الحشرات الجوية له قدرة مدهشة على تسديد نظره إلى ما يراه فى الهواء عبر الماء ، ذلك أن الضوء كما ذكرت آنفا ينحرف عند انتقاله من وسط شفاف إلى وسط آخر شفاف مختلف عنه ، فعندما تنظر أيها القارئ إلى ملعقة فى كأس ماء يخيل إليك أنها انكسرت ، وإذا نظرت إلى شئ ما تحت الماء بدا لك مرتفعاً عن موضعه الحقيقي ، لذلك إذا أردت أن ترمى هدفاً تحت الماء فإن عليك القيام بحساب معقد لتصويب نظرك وسمك "النبال" تعترضه نفس المشكلة لكن فى اتجاه مضاد فحين يرى حشرة على غصن متدل يقترب من سطح الماء ويرمى الحشرة بقذفة مائية دقيقة قلما تخطئها.
وبوسع سمك (النبال) أن يصيب هدفه على بعد يقارب المترين ولا أحد يدرى كيف اهتدى هذا السمك إلى معرفة قانون انكسار الضوء ولا كيف استطاع أن يصوب رميته تصويباً يعجز الإنسان عنه .. إنما هي قدرة الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
وقضت حكمة الخلاق العليم إعطاء الأحياء على اختلاف أصنافها وأجناسها كل ما تحتاج إليه من أعضاء ، وما يناسبها ويلائم بيئتها من المؤهلات اللازمة للحياة. فأنشأ لها ما لا يحصى من الأعضاء وأبدع من العضو الواحد ضروباً مختلفة تبعاً لظروف حياة كل موجود.
والعين من هذه الأعضاء التي ابتدعها الخالق وعدلها تعديلاً يناسب صاحب العين فكانت آية فى الصنع والإتقان وقد رأينا بعض ما أبدع الخالق من أعاجيب فى عيون الزواحف وبعض الأسماك ، ونتابع الآن النظر فى أسرار عيون أصناف أخرى من أحياء عالم البحار.
" ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " (فصلت – 12)
من حكمة الخالق أن أسماك القاع، كسمك موسى والشفنين، لها عيون يختلف موقعها من الرأس عن عيون الأسماك، فإنه سبحانه لما جعلها لا تجيد السباحة خلقها على صورة فريدة ، فجعل لها جسماً مفلطحاً بحيث تستطيع ملازمة قعر البحر والانبطاح فيه ، وجعل عينيها فى ظهرها حفظاً لبصرها، وجعلهما بارزتين لتستطيع الرؤية وهى مختبئة فى الرمل.
ومن الغريب أن هذه الأسماك المسطحة الجسم تبدو كأترابها عند خروجها من البيضة. فلها جانبان متناظران لا يختلف أحدهما عن الأخر ، وعين فى كل جانب ، لكن سرعان ما يتغير شكلها فيتفلطح جسمها تدريجياً ، وتقترب العين اليسرى من اليمنى فى بعض الأنواع ، واليمنى من اليسرى فى البعض الآخر حتى تصبح العينان فى الجانب الأعلى من الرأس.
ويتجلى حسن الصنعة فى عيون سمك القرش المطرقى فهذا السمك الغريب الشكل له رأس عريضة ممتدة من الجانبين كأنها مطرقة ، وتوجد كل عين على جانب من هذه المطرقة فلولا هذا الموقع لم يتمكن من رؤية ما أمامه أو ما وراءه.
" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ " (الحجر – 86)
وإذا نظرنا إلى الرخويات مثل الإخطبوط والحبار، وجدنا أن أجسامها لما كانت هشة لا تحميها أصداف، وهبها الخالق عيوناً كبيرة إلا أن بصرها حسير ، فهي لا ترى بوضوح إلا وهى على بعد متر واحد، ولا يضرها ألا ترى رؤية واضحة وهى أدنى من ذلك ، لأن فريستها تكون عندئذ فى متناول مجساتها القوية العديدة. ولا ضير فى عدم رؤيتها أبعد من ذلك لأن الذى شمل مخلوقاته بعنايته ، قد خصها بقدرة فذة على التحرك المباغت للتخلص من أعدائها والانقضاض على فرائسها مع القدرة على تغيير لونها. وعلاوة على ذلك فقد زودها سبحانه بسلاح عجيب تدرؤ به عن نفسها الخطر. فكلما شعرت بما يؤذيها ضخت فى الماء سائلاً أسود كالحبر واندفعت حي لا يراها عدوها.
ومن عجيب ما يلاحظ فى الأحياء البحرية بالنسبة للعيون ، عين السرطان (أبو جلمبو). فقد رفعها الخالق فوق قرن دقيق فى مقدمة رأسه. والحكمة فى ذلك أنه حيوان رخو أعزل. ليس له صدفة تحميه ، فأُعين على مراقبة كل ما يدب حوله بعينين كشافتين. فإذا أحس بالخطر توارى بنفسه فى الرمل ثم نصب عينيه فوق الرمل مثل منظار الغواصة لاستكشاف ما حوله ، وله من حدة الرؤية ما يمكنه من رؤية جسم طوله 1.80 متراً من مسافة 18 متراً.
" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " (المؤمنون – 14)
ولنحاول الآن أن تنزل إلى أعماق البحر لنرى كيف خص الخالق بعضاً من مخلوقاته بقدرة خارقة على الرؤية فى أشد ظلمات البحر ظلمة.
من المعروف أن درجة الإضاءة فى قاع البحر تختلف عنها فى سطحه لأن الضوء يتناقص تدريجياً كلما غار فى الأعماق ، فإذا نزلنا فى الماء 100 متر لم نجد من الضوء إلا قليلاً.
وإذا نزلنا مسافة 800 متر فما تحتها لم نجد للضوء أثراً. ولذلك قسمت البحار إلى ثلاث طبقات حسب درجة الإضاءة ، طبقة سطحية مضاءة ، وطبقة عميقة مظلمة بينهما طبقة وسطي ليس فيها غير بصيص من نور. وإنه لعجيب أن يكون لكل طبقة منها أجناس وأنواع من الأسماك مقسومة وأعجب من ذلك أن تتمايز عيون الأسماك بين طبقة وأخرى ، فعيون أسماك الطبقة العليا صغيرة إذ أن مقدار ما يصل إليها من الضوء كبير ، وعيون أكثر أسماك الطبقة الوسطي بالغة الكبر إذ أن كمية النور النافذة إليها ضئيلة ، فأعينت على التقاط مزيد من الضوء بكبر العيون ، ولو كانت عيونها صغيرة للاقت عناء عظيماً فى أن تبصر (4)ولما كانت الإشعاعات الزرقاء هي الإشعاعات الضوئية الوحيدة التى تستطيع أن تنفذ إلى أعمق من 100 متر داخل الماء ، فقد زود سبحانه وتعالى عيون أسماك هذه الطبقة بشبكية تحوى عناصر حساسة للأشعة الزرقاء من دون الأشعة الأخرى ، ومن حكمة الخالق أن جعل عيون هذه الأسماك أشد عيون الفقريات حساسية للنور.
" يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء " (فاطر – 1)
والآن هل خطر ببالك كيف يتسنى لمخلوقات قيعان البحار والمحيطات اللجية أن ترى ما دامت الرؤية لا تتم بواسطة النور وما دام نور الشمس لا يلج أبعد من عمق 800 متر ؟ لقد جهز القادر المدبر بعضاً منها بغدد جلدية يشع منها ضياء يبدد الظلام الدامس فى الأعماق السحيقة. (5)أما البعض الآخر فقد جعل له بكتيريات تعشش فى أماكن من جسمه تولد له بصيصاً من نور يهتدي به فى سبحه.
وإذا فحصت الغدد المضيئة وجدتها مبدعة إبداعاً عجيباً ، وهذه المصابيح الفسفورية الطبيعية كروية الشكل وتتركب من ثنايات عديدة منتظمة على شكل أشعة الدولاب ، تحتوى كل ثنية منها على خلايا مخاطية مضيئة ، ويحيط بالغدة غشاء باطنه مفضض وظاهره فيه صبغة سوداء بحيث يعمل تماماً كالمرآة العاكسة ، وفى مقدمة الغدة توجد عدسة محدبة تلم الأشعة الضوئية فتجعلها أك ثر إشعاعاً.
وهذه المصابيح عجيبة فى مواقعها وأعدادها وأحجامها ففي بعض أنواع السمك تكون كثيرة ودقيقة ، وتنظم فى صفوف على جانبى السمكة وعلى بطنها كأنها عقود فى اللآلئ وقد تكون زوجاً مستقراً على كتفي السمكة كأنه منارة سيارة كما فى "السمكة الفانوس" وقد تكون واحدة كالتي عند السمك المصنر (أبو الشص) وهو سمك غريب له شوكة طويلة تشبه إلى حد بعيد قصبة الصيد تنبت فوق خطمه وفى نهايتها نفاخة كبيرة مضيئة ، وله قدرة على إدارة هذه الشوكة وتلويحها إلى الأمام حتى إذا اقتربت منه الأسماك الصغيرة المنجذبة بضوء النفاخة فغرفاه الكبير وسفطها سفطة واحدة.
ولا تنس السمك الذى يستعين فى الرؤية بنور الجراثيم المضيئة المعششة تحت لحافه فقد وظفها الخالق لخدمته مقابل نصيب مفروض من الأكسجين والغذاء تأخذه منه.
" وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ " (الذاريات -20)
وأخيراً دعنا نلق نظرة على أسماك الكهوف حيث لا أثر للنور فيها ، ومن بينها الكهوف المنتشرة فى العراق وإيران واندونيسيا والمكسيك وأستراليا ، فإننا نجد فيها مجارى مياة جوفية تعيش فيها أسماك عجيبة غريبة أخذ الله بصرها وطمس أعينها لكن عماها لا يصدها عن أن تهتدي إلى سبيلها فقد أوتيت من قوة الشم والسمع ومن "حس اللمس عن بعد" ما لا يدانيها فيه أي سمك آخر فسبحان الذى وهب لها تلك القوة عوضاً لها عما فقدته من نور البصر.
كذلك أسماك المياة العكرة والموحلة ، لما كانت رؤيتها محدودة ، زودها الخالق بمولدات تبعث بموجات كهربائية ضعيفة تنعكس على كل ما تصطدم به فتُمكن السمكة أن تكشف عما يحيط بها وأن تهتدي سواء السبيل.
عيون فى عين :
لعلك شاهدت (فرس النهر) أو بعض تلك الديدان التي نراها فوق سطح الماء فإن عينها الواحدة مقسمة عدة عيون بحواجز إلى عدة اتجاهات ، وفى عينيها أصباغ خاصة تقسم حدقة العين ، ففي الوقت ذاته فى إمكان العين الواحدة أن تنظر فوقها وتحتها ، كما أن بعض الحشرات تشاهد ما تحت أرجلها وما فوق رأسها فى وقت واحد.
ترى بدون عيون :
وتعال معي إلى بعض الديدان التي لا تجد فيها عيوناً على الإطلاق وألق عليها ظل أى ضوء تجد أنها تهرب وتنزوي لأن جسمها شديد الحساسية يشعرها بأي اختلاف فى الضوء ومن يدرى لعلها ترى بجلدها ما لا تراه بعينك.
عيون النمل :
ومن الأمثلة البارزة أيضاً (النمل) الذي نراه كل يوم ، فعيناه لا ترى الأشياء ولكنها تفرق فقط بين الضوء والظلام ، وله حواس قوية جداً مثل الراديو تنقل إليه مظاهر العالم البعيدة والقريبة.
عيون الطيور :
أنت تستخدم النظارة الطبية لتقي بها عينيك وهج الشمس ولكن عيون الطيور مزودة بنظارات طبيعية تغطى بها عدسات عيونها ، ثم تحدق فى وهج الشمس فترى كل ما أمامها دون أن تتأثر. هذا الغطاء الشفاف يقي عيونها أيضاً من الغبار والتراب فيوفر عليها عناء الذهاب إلى طبيب العيون للعلاج من أمراض اللحمية والحبوب وغيرها .... فسبحان من هذا خلقه.
عيون الصقر :
إن عيني الصقر هما أقوى عضوين للإبصار فى جميع المخلوقات.
يقول العلماء : يستطيع الصقر أن يلمح فريسته من بعد يزيد على كيلو مترين ، وترجع قوة الإبصار فى الصقر إلى ضخامة مقلتيه ، كما أن سمك شبكية عينيه (وهى الأنسجة التى تسقط عليها صور المرئيات خلف العين) يبلغ ضعف سمك شبكية عين الإنسان.
وعلاوة على هذا نرى أن شبكية عين الصقر تحتوى على ملايين من خلايا الضوء ولمعانه ، وذلك لأنها مبطنة بنقط صغيرة من الزيت لونها أصفر وهذه النقط تؤدى الوظيفة نفسها التي يؤديها مرشح (فلتر) آلة التصوير مع فارق التشبيه ، فهذا للتقريب فقط.
وعلى هذا فإن الإنسان يعد قصير النظر إذا ما قورن بمثل هذه الحيوانات وهذه فى حد ذاتها تعد نعمة من الله تعالى ، لأن الإنسان بذلك يستطيع قراءة وتمييز الحروف التى يستخدمها فى الكتابة وتبادل المعلومات فلسنا فى حاجة إلى هذه القدرة المعجزة على الإبصار فالله سبحانه وتعالى خلق لنا عينين مناسبتين تماماً للأنشطة التي خلقنا لها ، ووهب كل نوع من الكائنات على هذه الأرض الأعين المثلي للرؤية فى الوسط الذي يعيش فيه.
عين البومة :
وما دمنا نتكلم عن حدة الإبصار فلا يمكننا أن نتجاهل ذلك الكائن الغامض الذى نطلق عليه اسم (البوم).
إن البوم يرى الأشياء على مقدار من الضوء يقل مائة مرة عما يحتاج إليه الإنسان للرؤية ، فعيناه المتجهتان للأمام خُلقتا للتحديق إلى ظلمة دامسة ، وعلى غرار البشر يتمتع البوم بنظر مزدوج.
تقول الأساطير :إنك إذا أردت أن تقتل بومة على شجرة فما عليك إلا أن تدور حول الشجرة لأن البومة فى هذه الحالة ستظل تتابعك بعينها وهى تدير رأسها حتى تتم دورة كاملة فينقطع عنقها ، وهذا ليس صحيحاً ، إلا أن حركة الارتداد لدى البوم سريعة خاطفة ، ولذلك يبدو وكأن رأسها دارت دورة كاملة ، والبوم يرى أمواج الأشعة الحرارية تحت الحمراء.
ذبابة بأربع عشرة عيناً :
توصل فريق مشترك من الباحثين البلجيكيين والسويسريين برئاسة البروفيسور (وولتر غيرسرينغ) مدير المختبر البيولوجى الحكومي فى جامعة بال لاكتشاف ذبابة تحتوى على أربع عشرة عيناً متموضعة فى أماكن مختلفة ، فمنها على الأجنحة وبعضها على القائمين وأخرى على قرون الاستشعار ، وذلك بعد أربع سنوات من الأبحاث والتجارب.
وقد يصاب المرء لأول وهله بالدهشة والاستغراب لهذا النبأ ، إلا أن الأمر يصبح عادياً عندما يعلم أن خلايا الكائنات الحية ، سواء منها الإنسان أو الذبابة أو دودة الأرض تمتلك فى نواتها جميع الجينات التي تسمح بنمو كائن مشابه ، وهى لا تقوم بهذا العمل لأنها تبقى فى حالة سبات.
فخلية البنكرياس على سبيل المثال لا تنشط فيها سوى الجينات المخصصة لأجلها وهى الجينات التى تشترك فى إنتاج الأنسولين والجلوكاجون ، فى حين تبقى الجينات الأخرى فى حالة سبات.
ولقد ركز هذا الفريق أعماله على الجينة الرئيسية التى تقود عملية تشكيل العين والرؤية ، وهذه الجينة لا تؤدى عملها بشكل طبيعي سوى فى الخلايا المتواجدة فى مكان العيون وقد توصل
بقلم الدكتور محمد السقا عيد
استشاري أمراض العيون وجراحتها
إذا تأملت مخلوقات الله على اختلاف أشكالها وأنواعها ، وجدت أن الخالق المبدع قد هيأها لما قدر لها من شأنها ، فأودع فيها من القدرات ما تتم به مصلحة معاشها.
ومن عجائب الخلق أن جهز الخالق المبدع الحيوانات تجهيزاً محكماً يحفظ حياتها ويحقق مآربها. ففي مجال النظر مثلاً أمد الله سبحانه مخلوقاته بعيون توافق الحاجة الدقيقة لكل صنف منها. فجعل فى الطائر ما لم يجعل فى السابح وفى الزاحف ما ليس فى الماشي وفى الليلي غير ما فى النهاري فكانت الأعين مختلفة أشكالها وأعدادها ومواضعها وألوانها وأحجامها وحركاتها. أغرب العيون ولا أحسنها .... بل فى الكائنات الحية عيوناً أقدر من عين الإنسان.
• فمنها ما حباها الله تعالى بنظارات شمسية كالطيور والجمال.
• ومنها ما حباها الخالق سبحانه بتلسكوب مركب على عينيها.
• ومنها ما زوده جلت حكمته بفرشاة لإزالة ما يهبط عليها من غبار، كما حباها بعيون مركبة مشكلة من مئات الوحدات المتشابهة المتراصة بحيث ترى كل واحدة نقطة من الشئ المرئي وتجتمع النقط فيجتمع الشئ المرئي كما هو الحال فى الذباب المنزلي.
• ومنها ما يرى الأشعة فوق البنفسجية ولو غابت الشمس كالنحل.
• ويرى البوم الفأر فى الظلام الدامس بواسطة الأشعة الحرارية التى تشع من جسمه الدافئ.
• كما أن عيون بعض الحشرات فى أرجلها.
• ويرى دود الأرض تحت التراب بحلد مبصر.
• وهناك بعض الحيوانات تنظر فى اتجاه واحد إلى الأمام ولكنها مزودة بعينين إحداهما أمامية والأخرى خلفيه فتستطيع أن ترى الاتجاهين فى وقت واحد.
• وعين الضفدع محددة فى عالم ذي حركات معينة لا تستجيب لغيرها وفقاً لمتطلبات حياتها.
كما أن الإنسان أكثر ما تكون حساسية في وسط الشبكية ، لذا فإن الإنسان ينظر مباشرة إلى الشئ الذي يود رؤيته ، أما حساسية عين الحيوان فهي موزعة بطريقة أكثر توازناً فهي ترى بطريقة أكثر توازناً فهي ترى جيداً كل شئ يقع في حقل رؤيتها.
وهكذا فإن عين الإنسان ترى مدركات ... فى البر والبحر والفضاء لكنها لا ترى مدركات كالذرة وجسيماتها والضوء وأمواجه والصوت وأمواجه والكهرباء .... الخ.
فالبوم يرى عالماً مشعاً والنحل يرى عالماً كله أمواج قصيرة الضفدع يرى عالماً كله قفزات لأن عيونه لا تستجيب لشئ ساكن أو متحرك حركة متواصلة ... ولا يصيد إلا أشياء تقفز.
إنها عوالم حاضرة تستغرب تبيانها .... عوالم ترى وعوالم لا ترى ... لغاية وهدف وضرورة واحتياج وإكمال دور.
"فتبارك الله أحسن الخالقين. وسبحان من خلق فسوي وقدر فهدى"
نظر ... فى النظر
تعد العين ُتعد بحق من أعجب الأعضاء وأدقها فى جسم الإنسان وجميع الكائنات الحية ، وتختلف أوضاع العيون فى الأجسام باختلاف أجناس المخلوقات وطبقاً للغرض منها والتى جعلها البارئ لتتم بها مصلحة المخلوقات وكيفها حسب حاجة كل مخلوق منها.
فعيون الإنسان جعلت فى وضعها المعروف ليبصر بها ما أمامه.
وعيون بعض الزواحف مركبة فى رؤسها على ساق متحركة تستطيع رفعها وخفضها بما يتناسب مع وضع المرئيات.
وهناك أنواع من الحيوانات تتخذ عيونها أوضاعاً تمكنها من رؤية ما يحيط بها من جميع الجهات دون أن تضطر إلى الالتفات إلى الوراء.
ولعل أعجب الأوضاع بالنسبة للعيون هو الوضع الذي تتخذه عيون نوع من السمك يعيش فى المناطق الاستوائية ، حيث تسبح السمكة فى الماء والنصف العلوي من عينيها فوق سطحه في حين أن النصف الأدنى فى الماء.
وقد أوجد الخالق الكائنات بقدرته ، وأتقنها بحكمته ، وأمدها على كثرة أجناسها واختلاف أشكالها بما فيه قوامها ، فخلق لذلك مالا يحصى من الأدوات والآلات العجيبة ودبر لكل كائن ما يناسبه.
والبصر من هذه الأدوات العجيبة التى جعلها البارئ لتتم به مصلحة المخلوقات وكيفها حسب حاجة كل مخلوق منها ، ولنلق نظرة على عيون بعض الأسماك لنرى ما تنطوي عليه من الآيات المحكمة والأسرار المدهشة.
عيون الأسماك :
- هناك أسماك ترى فى اتجاهين فى وقت واحد.
- وبالنسبة لنا فإن أعيننا لا ترى فى الظلام ولكن الأسماك فى البحار المظلمة مزودة بمصابيح (مرآة مرعبة) تضئ لها ما تريد ، وذلك لأنها تحمل أعيناً متوهجة سطحها الداخلي مبطن بطبقة لامعة تشبه المرآة تسمى (الطراز المتألق) تعكس الضوء الذي يسقط عليها جيداً، وهى قادرة حتى على تركيز نور النجوم الخافت أو القمر أو النيران البعيدة، ولهذا السبب أيضاً تضئ أعين القطط والنمور ليلاً.
ووجود مثل هذه المرآة يجعل العين قادرة على الاستخدام التام ولأقصى حد بأي قدر من الضوء لرؤية الأشياء، ويحاول الإنسان تقليد هذه الأعين لتطوير أجهزة الرؤية فى الظلام.
وتلجأ أسماك الأعماق إلى كشافات ضوئية تضعها فوق رأسها ، ووسيلتها فى هذا السبيل أن تحمل بعض الطفيليات المضيئة من نباتات أو حيوانات ، كما أن بعضها مزود بقوة كهربائية غريبة لم يكشف عن سرها بعد.
وما دمنا نتجول فى عالم البحار وجب علينا أن نتعرف على أكبر الأعين على الإطلاق ، وهى أعين رخويات المياه العميقة التي يصل قطرها إلى 40 سم.
وهذه واحدة من عجائب الله تعالى فى كائنات المياه العميقة فكثير منها تمتلك أعيناً تلسكوبية الشكل وحدقة كبيرة جداً ، وجميع هذه التحورات موجهة لتجميع أكبر كمية من الأشعة الضوئية داخل العين وتركيزها على الخلايا المستقبلة للضوء التي تتميز بالحساسية الشديدة له.
ذوات الأربع عيون :
هناك نوع من السمك أيضاً يسمى ذوات الأربع عيون فإذا عام فوق سطح الماء شاهد ما فوقها، فى حين تبحث عيونه السفلى فى الماء عن فريسة يلتهمها.
عيون الحيتان :
نلاحظ أن وضع العين فى جسم الحيوان يوسع نطاق الرؤية أو يجده ، فأنت ترى الأمام والجانبين، ولكن موقع (عين الحوت) يسمح له برؤية ما يجرى خلفه أيضاً بعين كما يرى ما هو أمامه بالعين الأخرى.
ولكن ما تراه عين لا تراه الأخرى ، فكل منهما ثابتة فى موضعها واتجاهها. فإذا أراد الحوت مهاجمة فريسة له اتجه إليها من الأمام مباشرة وإذا أراد استطلاع ما حوله وقف فى الماء ودار بكل جسمه.
وللعيون فى الأحياء المائية تطورات غريبة فتولد بعض أسماكها بعيون عادية على الجانبين ولكنها لا تلبث أن تنمو حتى تزحف العينان وتستقر فى ناحية واحدة وعندئذ تتحول السمكة كلها وتسبح فى الماء وعيناها إلى فوق. ويشاركها فى اتجاه العيون أسماك فى أعماق البحار فهي غالباً ما تجد غذاءها فى العالم العلوي.
قال تعالى:" فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ " (الروم – 50)
تختلف الرؤية فى الماء عن الرؤية فى الهواء لأن الماء أقل شفافية من الهواء وكلما زاد عمق الماء نقصت شفافيته تدريجياً حتى يصبح معتماً ، لذلك تستطيع عين البشر أن ترى فى النور على بعد كيلو مترات أما عيون الأسماك فليس بمقدورها أن ترى أبعد من 15 متراً ، هذا إذا كان الماء صافياً والأشياء المنظورة فى نفس مستواها.
وإذا كان الماء عكراً فلا تزيد رؤيتها على مترين. بيد أن عيون الأسماك تفوق عين البشر فى حدة الرؤية فى الماء لأنها أبدعت على غاية الكمال لتناسب الرؤية فى الوسط الذي تسكنه.
ومع هذه القدرة الفذة على الرؤية فى الماء لا تزيد عيون الأسماك فى تركيبها عما فى عيون سائر الفقاريات من ثدييات وزواحف وطيور. لكن الخالق ببالغ حكمته وعظيم قدرته تصرف فى بعض أجزائها لتستطيع الرؤية فى الماء : فلم يجعل بلورة عينها مثل حبة العدس كما عند الإنسان ، بل جعلها على شكل كرة، ولم يجعلها خلف الحدقة كما عند الإنسان ، بل جعلها تدخل إلى الحدقة وتبرز من خلالها فوق سطح الرأس ، وتلك طرق يشهد علماء المرئيات بحسن ملاءمتها للرؤية الواضحة فى الماء وجعل العين كلها بارزة على سطح الرأس كهيئة فص الخاتم ليتمكن السمك من سبر مجال للرؤية أوسع لأنه عدم الرقبة.
ومما يميز عين السمك أن تكيف الإبصار مع المسافات (ويسمى التبئير)(1) يتم لديها بإبعاد أو تقريب البلورة من الشبكية ، بينما يكون فى سائر العيون بزيادة أو إنقاص تحدب البلورة ، ولو تأملنا فى سر هذه الخاصية لأخذنا العجب كل مأخذ.
فالإبقاء على الشكل الكروي للبلورة ضروري للرؤية الواضحة فى الماء ، سواء أكانت العين تنظر إلى شئ قريب أم بعيد ، ولو قامت البلورة بتغيير تحدبها كما يتم ذلك فى عيون سائر الحيوانات ، لفقدت شكلها الكروي ولتشوشت الرؤية فى الماء ، ولذا فإن الخالق جعل بلورة عين السمك مشدودة بعضلات تتحكم فى تحريكها بحيث يكون التبئير لديها بزيادة أو إنقاص المسافة بين البلورة والشبكية ، من غير أن يتبدل شكل البلورة الكروي فتبارك الله الذي أحسن كل شئ خلقه.
" مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ " (الأنعام – 46)
ومن أشد الأمور إثارة للدهشة أن من السمك ما عدم البصر لكن ليس فيه ما هو أصم ، لأن السمع أعظم الحواس وأنسبها لمن كان يعيش فى الماء ، ذلك أن السمع يتم بواسطة الصوت ، والصوت ينتقل فى الماء أسرع وأبعد وأفضل منه فى الهواء بعكس الضوء فكان الاعتماد على السمع فى إدراك المحسوسات أساسياً لدى الأسماك.
وإنه ليأخذك العجب فى قدرة آذان الأسماك على التقاط أخفت صوت وأدنى حركة فى الماء، حتى إن بعضاً منها، كالدلفين والبال، يستعمل الأذن لتحديد مواقع الفرائس وليهتدي سواء السبيل بواسطة جهاز "سونار" (2)يفوق فى دقته أقوى "سونار" اصطناعي.
ومن حكمة الباري أن جعل فى السمك خاصية تعينه على الاهتداء لأن الرؤية محدودة فى الماء فجهزه بحاسة سادسة حيرت الإنسان طويلاً ولم يفهمها إلا أخيراً، وهى حاسة اللمس عن بعد، وهذا الإحساس يحصل عن طريق عضو دقيق جداً يظهر على شكل خط فى جنبي السمك ويلتقط كل حركة اهتزازية فى الماء وتبلغ حساسيته درجة كبيرة بحيث تمكن السمك من التوجه إلى ما يريد حتى لو فقئت عيناه.
ومما يسترعى النظر أن عيون الأسماك عاطلة من الأجفان، وما ذلك إلا من حسن التدبير.
لأن الخالق لما أسكنها الماء أغناها عن عملية ترطيب العين، فتظل مفتوحة العين حتى وهى نائمة.
"يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء" (فاطر – 1)
ومن الغريب أن هناك سمكاً فريداً فى نوعه يعيش فى المستنقعات الاستوائية المالحة فى غرب افريفيا وفى أقصى الشرق ويقضى نصف حياته فى الماء والنص*9" له عينان جاحظتان جحوظاً كبيراً ، وهما عاطلتان من الأجفان لكنهما رطبتان على الدوام وإن لم يكن السمك فى الماء فقد جعل الله فيه خاصية عجيبة إذ تغور عيناه داخل رأسه فى تجاويف ندية تحفظهما من الجفاف.
ولعل أشد العيون غرابة هي عيون سمك "الأنبلابس" الذى يعيش فى أنهار أمريكا الوسطي والجنوبية فإن هذا السمك يرى على السواء ما يجرى فى الماء والهواء فى الوقت نفسه بعينين تنقسم كل واحدة منهما إلى جزئين : جزء سفلى فيه عدسة سميكة تجعل السمك يرى فى الماء كسائر الحيتان ، وجزء علوي رقيق يجعله يرى فى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء، وهذا من بديع الصنع لأن الضوء ينكسر مساره عند انتقاله من الماء إلى الهواء لاختلاف الكثافة الضوئية للماء عن كثافة الهواء الضوئية فيتطلب الإبصار فى الماء عدسة ذات بعد بؤري طويل بينما يتطلب الإبصار فى الهواء عدسة ذات بعد بؤري قصير ، ولذلك فإنه لما يطفو هذا السمك على سطح الماء يستعمل الحدقة العليا لرصد ما يجرى فوق الماء لاقتناص ما يقتات به من الحشرات ولاجتناب آكلات الأسماك من الطيور ، ويستعمل الحدقة السفلى لمراقبة أعدائه من الأسماك.
وبهذه العطية الغريبة يضاعف سمك "الأنبلابس" من حظه فى العثور على قوته ، وفى الهروب من أعدائه وليس بإمكان أي عين بشرية أو أي عين حيوان آخر أن تفعل مثل ذلك.(3)
" الَّذِي خَلَقَ فسوي " (الأعلى – 2)
ومما يبعث على العجب أن نوعاً آخر من السمك يتغذى على الحشرات الجوية له قدرة مدهشة على تسديد نظره إلى ما يراه فى الهواء عبر الماء ، ذلك أن الضوء كما ذكرت آنفا ينحرف عند انتقاله من وسط شفاف إلى وسط آخر شفاف مختلف عنه ، فعندما تنظر أيها القارئ إلى ملعقة فى كأس ماء يخيل إليك أنها انكسرت ، وإذا نظرت إلى شئ ما تحت الماء بدا لك مرتفعاً عن موضعه الحقيقي ، لذلك إذا أردت أن ترمى هدفاً تحت الماء فإن عليك القيام بحساب معقد لتصويب نظرك وسمك "النبال" تعترضه نفس المشكلة لكن فى اتجاه مضاد فحين يرى حشرة على غصن متدل يقترب من سطح الماء ويرمى الحشرة بقذفة مائية دقيقة قلما تخطئها.
وبوسع سمك (النبال) أن يصيب هدفه على بعد يقارب المترين ولا أحد يدرى كيف اهتدى هذا السمك إلى معرفة قانون انكسار الضوء ولا كيف استطاع أن يصوب رميته تصويباً يعجز الإنسان عنه .. إنما هي قدرة الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
وقضت حكمة الخلاق العليم إعطاء الأحياء على اختلاف أصنافها وأجناسها كل ما تحتاج إليه من أعضاء ، وما يناسبها ويلائم بيئتها من المؤهلات اللازمة للحياة. فأنشأ لها ما لا يحصى من الأعضاء وأبدع من العضو الواحد ضروباً مختلفة تبعاً لظروف حياة كل موجود.
والعين من هذه الأعضاء التي ابتدعها الخالق وعدلها تعديلاً يناسب صاحب العين فكانت آية فى الصنع والإتقان وقد رأينا بعض ما أبدع الخالق من أعاجيب فى عيون الزواحف وبعض الأسماك ، ونتابع الآن النظر فى أسرار عيون أصناف أخرى من أحياء عالم البحار.
" ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " (فصلت – 12)
من حكمة الخالق أن أسماك القاع، كسمك موسى والشفنين، لها عيون يختلف موقعها من الرأس عن عيون الأسماك، فإنه سبحانه لما جعلها لا تجيد السباحة خلقها على صورة فريدة ، فجعل لها جسماً مفلطحاً بحيث تستطيع ملازمة قعر البحر والانبطاح فيه ، وجعل عينيها فى ظهرها حفظاً لبصرها، وجعلهما بارزتين لتستطيع الرؤية وهى مختبئة فى الرمل.
ومن الغريب أن هذه الأسماك المسطحة الجسم تبدو كأترابها عند خروجها من البيضة. فلها جانبان متناظران لا يختلف أحدهما عن الأخر ، وعين فى كل جانب ، لكن سرعان ما يتغير شكلها فيتفلطح جسمها تدريجياً ، وتقترب العين اليسرى من اليمنى فى بعض الأنواع ، واليمنى من اليسرى فى البعض الآخر حتى تصبح العينان فى الجانب الأعلى من الرأس.
ويتجلى حسن الصنعة فى عيون سمك القرش المطرقى فهذا السمك الغريب الشكل له رأس عريضة ممتدة من الجانبين كأنها مطرقة ، وتوجد كل عين على جانب من هذه المطرقة فلولا هذا الموقع لم يتمكن من رؤية ما أمامه أو ما وراءه.
" إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ " (الحجر – 86)
وإذا نظرنا إلى الرخويات مثل الإخطبوط والحبار، وجدنا أن أجسامها لما كانت هشة لا تحميها أصداف، وهبها الخالق عيوناً كبيرة إلا أن بصرها حسير ، فهي لا ترى بوضوح إلا وهى على بعد متر واحد، ولا يضرها ألا ترى رؤية واضحة وهى أدنى من ذلك ، لأن فريستها تكون عندئذ فى متناول مجساتها القوية العديدة. ولا ضير فى عدم رؤيتها أبعد من ذلك لأن الذى شمل مخلوقاته بعنايته ، قد خصها بقدرة فذة على التحرك المباغت للتخلص من أعدائها والانقضاض على فرائسها مع القدرة على تغيير لونها. وعلاوة على ذلك فقد زودها سبحانه بسلاح عجيب تدرؤ به عن نفسها الخطر. فكلما شعرت بما يؤذيها ضخت فى الماء سائلاً أسود كالحبر واندفعت حي لا يراها عدوها.
ومن عجيب ما يلاحظ فى الأحياء البحرية بالنسبة للعيون ، عين السرطان (أبو جلمبو). فقد رفعها الخالق فوق قرن دقيق فى مقدمة رأسه. والحكمة فى ذلك أنه حيوان رخو أعزل. ليس له صدفة تحميه ، فأُعين على مراقبة كل ما يدب حوله بعينين كشافتين. فإذا أحس بالخطر توارى بنفسه فى الرمل ثم نصب عينيه فوق الرمل مثل منظار الغواصة لاستكشاف ما حوله ، وله من حدة الرؤية ما يمكنه من رؤية جسم طوله 1.80 متراً من مسافة 18 متراً.
" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " (المؤمنون – 14)
ولنحاول الآن أن تنزل إلى أعماق البحر لنرى كيف خص الخالق بعضاً من مخلوقاته بقدرة خارقة على الرؤية فى أشد ظلمات البحر ظلمة.
من المعروف أن درجة الإضاءة فى قاع البحر تختلف عنها فى سطحه لأن الضوء يتناقص تدريجياً كلما غار فى الأعماق ، فإذا نزلنا فى الماء 100 متر لم نجد من الضوء إلا قليلاً.
وإذا نزلنا مسافة 800 متر فما تحتها لم نجد للضوء أثراً. ولذلك قسمت البحار إلى ثلاث طبقات حسب درجة الإضاءة ، طبقة سطحية مضاءة ، وطبقة عميقة مظلمة بينهما طبقة وسطي ليس فيها غير بصيص من نور. وإنه لعجيب أن يكون لكل طبقة منها أجناس وأنواع من الأسماك مقسومة وأعجب من ذلك أن تتمايز عيون الأسماك بين طبقة وأخرى ، فعيون أسماك الطبقة العليا صغيرة إذ أن مقدار ما يصل إليها من الضوء كبير ، وعيون أكثر أسماك الطبقة الوسطي بالغة الكبر إذ أن كمية النور النافذة إليها ضئيلة ، فأعينت على التقاط مزيد من الضوء بكبر العيون ، ولو كانت عيونها صغيرة للاقت عناء عظيماً فى أن تبصر (4)ولما كانت الإشعاعات الزرقاء هي الإشعاعات الضوئية الوحيدة التى تستطيع أن تنفذ إلى أعمق من 100 متر داخل الماء ، فقد زود سبحانه وتعالى عيون أسماك هذه الطبقة بشبكية تحوى عناصر حساسة للأشعة الزرقاء من دون الأشعة الأخرى ، ومن حكمة الخالق أن جعل عيون هذه الأسماك أشد عيون الفقريات حساسية للنور.
" يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء " (فاطر – 1)
والآن هل خطر ببالك كيف يتسنى لمخلوقات قيعان البحار والمحيطات اللجية أن ترى ما دامت الرؤية لا تتم بواسطة النور وما دام نور الشمس لا يلج أبعد من عمق 800 متر ؟ لقد جهز القادر المدبر بعضاً منها بغدد جلدية يشع منها ضياء يبدد الظلام الدامس فى الأعماق السحيقة. (5)أما البعض الآخر فقد جعل له بكتيريات تعشش فى أماكن من جسمه تولد له بصيصاً من نور يهتدي به فى سبحه.
وإذا فحصت الغدد المضيئة وجدتها مبدعة إبداعاً عجيباً ، وهذه المصابيح الفسفورية الطبيعية كروية الشكل وتتركب من ثنايات عديدة منتظمة على شكل أشعة الدولاب ، تحتوى كل ثنية منها على خلايا مخاطية مضيئة ، ويحيط بالغدة غشاء باطنه مفضض وظاهره فيه صبغة سوداء بحيث يعمل تماماً كالمرآة العاكسة ، وفى مقدمة الغدة توجد عدسة محدبة تلم الأشعة الضوئية فتجعلها أك ثر إشعاعاً.
وهذه المصابيح عجيبة فى مواقعها وأعدادها وأحجامها ففي بعض أنواع السمك تكون كثيرة ودقيقة ، وتنظم فى صفوف على جانبى السمكة وعلى بطنها كأنها عقود فى اللآلئ وقد تكون زوجاً مستقراً على كتفي السمكة كأنه منارة سيارة كما فى "السمكة الفانوس" وقد تكون واحدة كالتي عند السمك المصنر (أبو الشص) وهو سمك غريب له شوكة طويلة تشبه إلى حد بعيد قصبة الصيد تنبت فوق خطمه وفى نهايتها نفاخة كبيرة مضيئة ، وله قدرة على إدارة هذه الشوكة وتلويحها إلى الأمام حتى إذا اقتربت منه الأسماك الصغيرة المنجذبة بضوء النفاخة فغرفاه الكبير وسفطها سفطة واحدة.
ولا تنس السمك الذى يستعين فى الرؤية بنور الجراثيم المضيئة المعششة تحت لحافه فقد وظفها الخالق لخدمته مقابل نصيب مفروض من الأكسجين والغذاء تأخذه منه.
" وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ " (الذاريات -20)
وأخيراً دعنا نلق نظرة على أسماك الكهوف حيث لا أثر للنور فيها ، ومن بينها الكهوف المنتشرة فى العراق وإيران واندونيسيا والمكسيك وأستراليا ، فإننا نجد فيها مجارى مياة جوفية تعيش فيها أسماك عجيبة غريبة أخذ الله بصرها وطمس أعينها لكن عماها لا يصدها عن أن تهتدي إلى سبيلها فقد أوتيت من قوة الشم والسمع ومن "حس اللمس عن بعد" ما لا يدانيها فيه أي سمك آخر فسبحان الذى وهب لها تلك القوة عوضاً لها عما فقدته من نور البصر.
كذلك أسماك المياة العكرة والموحلة ، لما كانت رؤيتها محدودة ، زودها الخالق بمولدات تبعث بموجات كهربائية ضعيفة تنعكس على كل ما تصطدم به فتُمكن السمكة أن تكشف عما يحيط بها وأن تهتدي سواء السبيل.
عيون فى عين :
لعلك شاهدت (فرس النهر) أو بعض تلك الديدان التي نراها فوق سطح الماء فإن عينها الواحدة مقسمة عدة عيون بحواجز إلى عدة اتجاهات ، وفى عينيها أصباغ خاصة تقسم حدقة العين ، ففي الوقت ذاته فى إمكان العين الواحدة أن تنظر فوقها وتحتها ، كما أن بعض الحشرات تشاهد ما تحت أرجلها وما فوق رأسها فى وقت واحد.
ترى بدون عيون :
وتعال معي إلى بعض الديدان التي لا تجد فيها عيوناً على الإطلاق وألق عليها ظل أى ضوء تجد أنها تهرب وتنزوي لأن جسمها شديد الحساسية يشعرها بأي اختلاف فى الضوء ومن يدرى لعلها ترى بجلدها ما لا تراه بعينك.
عيون النمل :
ومن الأمثلة البارزة أيضاً (النمل) الذي نراه كل يوم ، فعيناه لا ترى الأشياء ولكنها تفرق فقط بين الضوء والظلام ، وله حواس قوية جداً مثل الراديو تنقل إليه مظاهر العالم البعيدة والقريبة.
عيون الطيور :
أنت تستخدم النظارة الطبية لتقي بها عينيك وهج الشمس ولكن عيون الطيور مزودة بنظارات طبيعية تغطى بها عدسات عيونها ، ثم تحدق فى وهج الشمس فترى كل ما أمامها دون أن تتأثر. هذا الغطاء الشفاف يقي عيونها أيضاً من الغبار والتراب فيوفر عليها عناء الذهاب إلى طبيب العيون للعلاج من أمراض اللحمية والحبوب وغيرها .... فسبحان من هذا خلقه.
عيون الصقر :
إن عيني الصقر هما أقوى عضوين للإبصار فى جميع المخلوقات.
يقول العلماء : يستطيع الصقر أن يلمح فريسته من بعد يزيد على كيلو مترين ، وترجع قوة الإبصار فى الصقر إلى ضخامة مقلتيه ، كما أن سمك شبكية عينيه (وهى الأنسجة التى تسقط عليها صور المرئيات خلف العين) يبلغ ضعف سمك شبكية عين الإنسان.
وعلاوة على هذا نرى أن شبكية عين الصقر تحتوى على ملايين من خلايا الضوء ولمعانه ، وذلك لأنها مبطنة بنقط صغيرة من الزيت لونها أصفر وهذه النقط تؤدى الوظيفة نفسها التي يؤديها مرشح (فلتر) آلة التصوير مع فارق التشبيه ، فهذا للتقريب فقط.
وعلى هذا فإن الإنسان يعد قصير النظر إذا ما قورن بمثل هذه الحيوانات وهذه فى حد ذاتها تعد نعمة من الله تعالى ، لأن الإنسان بذلك يستطيع قراءة وتمييز الحروف التى يستخدمها فى الكتابة وتبادل المعلومات فلسنا فى حاجة إلى هذه القدرة المعجزة على الإبصار فالله سبحانه وتعالى خلق لنا عينين مناسبتين تماماً للأنشطة التي خلقنا لها ، ووهب كل نوع من الكائنات على هذه الأرض الأعين المثلي للرؤية فى الوسط الذي يعيش فيه.
عين البومة :
وما دمنا نتكلم عن حدة الإبصار فلا يمكننا أن نتجاهل ذلك الكائن الغامض الذى نطلق عليه اسم (البوم).
إن البوم يرى الأشياء على مقدار من الضوء يقل مائة مرة عما يحتاج إليه الإنسان للرؤية ، فعيناه المتجهتان للأمام خُلقتا للتحديق إلى ظلمة دامسة ، وعلى غرار البشر يتمتع البوم بنظر مزدوج.
تقول الأساطير :إنك إذا أردت أن تقتل بومة على شجرة فما عليك إلا أن تدور حول الشجرة لأن البومة فى هذه الحالة ستظل تتابعك بعينها وهى تدير رأسها حتى تتم دورة كاملة فينقطع عنقها ، وهذا ليس صحيحاً ، إلا أن حركة الارتداد لدى البوم سريعة خاطفة ، ولذلك يبدو وكأن رأسها دارت دورة كاملة ، والبوم يرى أمواج الأشعة الحرارية تحت الحمراء.
ذبابة بأربع عشرة عيناً :
توصل فريق مشترك من الباحثين البلجيكيين والسويسريين برئاسة البروفيسور (وولتر غيرسرينغ) مدير المختبر البيولوجى الحكومي فى جامعة بال لاكتشاف ذبابة تحتوى على أربع عشرة عيناً متموضعة فى أماكن مختلفة ، فمنها على الأجنحة وبعضها على القائمين وأخرى على قرون الاستشعار ، وذلك بعد أربع سنوات من الأبحاث والتجارب.
وقد يصاب المرء لأول وهله بالدهشة والاستغراب لهذا النبأ ، إلا أن الأمر يصبح عادياً عندما يعلم أن خلايا الكائنات الحية ، سواء منها الإنسان أو الذبابة أو دودة الأرض تمتلك فى نواتها جميع الجينات التي تسمح بنمو كائن مشابه ، وهى لا تقوم بهذا العمل لأنها تبقى فى حالة سبات.
فخلية البنكرياس على سبيل المثال لا تنشط فيها سوى الجينات المخصصة لأجلها وهى الجينات التى تشترك فى إنتاج الأنسولين والجلوكاجون ، فى حين تبقى الجينات الأخرى فى حالة سبات.
ولقد ركز هذا الفريق أعماله على الجينة الرئيسية التى تقود عملية تشكيل العين والرؤية ، وهذه الجينة لا تؤدى عملها بشكل طبيعي سوى فى الخلايا المتواجدة فى مكان العيون وقد توصل
لارا2
•
هؤلاء الباحثون إلى تحريضها على العمل فى أماكن أخرى من الجسم ، وذلك بالمداخلة فى المرحلة الجينية كذبابة الخل ، ولكن يبرز السؤال الهام التالى :-
هل هذه العيون المستشكلة بهذه الطريقة تقوم بعمل العين الطبيعية أم لا؟
هذا ما يحاول العلماء معرفته ، خاصة وأنه يستوجب على هذه العيون لتقوم بعملها أن تكون متصلة الدماغ عن طريق الأعصاب البصرية.
ويقول البروفيسور (وولتر غير سرينغ) أن لهذه التجربة تطبيقات تخص بعض الحالات المرضية فى الإنسان ، حين يصاب بعض الأشخاص بالعمى أو ببعض التشوهات الوظيفية
الجمل أول من عرف النظارات :
قبل أن يعرف الإنسان النظارات الشمسية بمدة طويلة عرفها الجمل ، ففي عينيه جفن ثالث شفاف يسدله عليها فيقيهما وهج الشمس.
عيون الزواحف
وتعال لننظر إلى دقة الخالق العظيمة ، وروعة الهندسة الحكيمة ، وعجائب الصنعة فى عيون بعض الزواحف .
"يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء" (فاطر – 1)
إذا نظرت إلى الحرباء مثلاً ، وجدت أن البارئ خلقه بطئ الحركة ، فأعطاه مع القدرة على التلون والسكون عينين بارزتين كبيرتين تدوران إلى كل جهة من الجهات ليتسع مجال رؤيته ، بالإضافة إلى القدرة على تحريك كل عين على حدة. فيستطيع أن يرصد كل ما يحيط به فى زاوية 180 درجة عمودياً و90 درجة أفقياً دون أن يتحرك قيد شعرة وهذه لعمري قدرة مدهشة لا يدانيه فيها أي حيوان.
وإذا لمحت عين من العينين فريسته ، تأبرت (6) العينان معاً لتحديد موقعها ، بينما يدور الرأس فى اتجاهها بحيث يكون فى متناول لسان الحرباء الطويل اللزج الذى ينطلق فى ربع ثانية نحو الفريسة فيخطفها ويرتد بمنتهى السرعة إلى داخل الفم.
وإذا نظرت إلى الحيات رأيتها تحدق دائماً تحديقاً منوماً ، ويرجع ذلك إلى أنها لا تملك أجفاناً، لكن الخالق جعل على سطح مقلتها قشوراً صلبة شفافة كأنها العدسات البلاستيكية اللاصقة، تغطيها لتقيها أذى الغبار والأعواد وهى تسعى على الأرض أو تنساب بين أغصان الشجر.
ومن العجب أن الحية إذا انسلخت من غشائها لتجديده ، تتخلق لها عدسات جديدة مكان العدسات البالية التي تطرح مع الغشاء القديم.
"وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" (الفرقان -2)
وهناك أنواع من السحالي جهزها الخالق بنظارات شفافة كالتي عند الثعابين ووهبها لساناً طويلاً تستعمله لتنظيفها ، ومن السحالي ما يملك جفنين معهما غشاء شفاف رامش يقي العين من شدة الحر والضوء ، ومنها ما له جفنان ، جفن أعلى وجفن أسفل يحتوى فى وسطه على شباك شفاف.
وتتكيف الغدد الدمعية بمقتضى حاجة الزواحف ، فالحيات بخلاف الزواحف الأخرى ، لها غدد دمعية ضامرة أو معدومة تماماً بما أن الخالق كفاها مؤونة تنظيف العين بأن جعل لها تلك القشرة الشفافة أما سلاحف البحر فلها غدد دمعية عظيمة لكن ليس لها قناة دمعية تصرف الدمع من الأنف كما عند التماسيح والسحالي وعند الإنسان ، لذلك ترى أعينها تفيض من الدمع وقد ظلت هذه الخاصة تحير العلماء إلى أن تبينوا أخيراً أن سلحفاة البحر تتخلص فى دمعها من كميات كبيرة من الملح تزيد زيادة مفرطة عن حاجة جسمها. (7)
وفى كل شئ له أية
وإذا نظرنا إلى شكل حدقة العين فى الزواحف وجدناه يختلف اختلافاً كبيراً بين نوع وآخر ، ففي الزواحف التى تنشط فى النهار تكون الحدقة دائرية. أما الزواحف الليلية فلها حدقة مستطيلة ، وذلك من حسن التقدير.
فالحدقة ، (وهى الثقب الذى يعبر منه النور إلى داخل العين) ، تضيق وتتسع حسب درجة الإضاءة ، فإذا كان الضوء باهتاً انفتحت ، وإذا كان باهراً انقبضت حتى لا يدخل العين إلا ما يلزم من الضوء لرؤية أفضل ، وإنقباض الحدقة مهم أيضاً لكي لا يؤذى النور الباهر عصيات الشبكية ، (وهى نهايات عصبية حساسة تمكن من الإبصار فى الضوء الخافت أو فى الليل) وبما أن الزواحف ، بخلاف الطيور والثدييات ، حيوانات ذوات دم بارد لا تنشط إلا فى الحر ، ولا ترتفع حرارتها إلا إذا اصطلت بأشعة الشمس التى تتعرض لها طويلاً لخزن الحرارة ، ولما كان الشكل المستطيل أنسب من المستدير لتضييق الحدقة ولحد كمية النور الداخلة فقد جعله الخالق فى الزواحف الليلية.
"صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ " (النمل – 88)
ومن أغرب أشكال الحدقات عند الزواحف ، تلك التي عند وزغ "الجيكو" وعند بعض ثعابين الأشجار.
أما وزغ "الجيكو" فله حدقة بشكل شق عمودي به فتحات دقيقة مستديرة ، والصور المتفرقة المتكونة عبر كل فتحة تجتمع على قاع العين لتكون صورة واحدة أوضح من تلك التى تتكون لو كانت هناك فتحة واحدة مساحتها مجموع مساحات الفتحات الدقيقة ، وبهذه الكيفية يحافظ الوزغ على حدة إبصاره حتى لو قلل إلى حد بعيد كمية النور الداخلة عبر البؤبؤ.
وأما الثعابين الشاجرة فإن لبعضها حدقات مستطيلة أفقياً فى شكل قفل ، وهذا الشكل فى غاية الإبداع فأوسع فتحتي القفل واقعة فى الجانب الخارجي من العين بحيث تكون هي وحفرة الخطم الجانبية وقاع العين على خط مستقيم واحد ، مما يزيد مجال الرؤية
عيون البرمائيات :
ومما يلاحظ أن البرمائيات ، وهى الحيوانات التى تعيش تارة فى البر وتارة أخرى فى الماء كالضفدع والتمساح لها عينان جاحظتان وفى السطح العلوي من الرأس ، تعينها على الرؤية خارج الماء وهى غاطسة ، فالتمساح مثلاً يترصد فريسته وهو ساكن تحت الماء حتى يبدو وكأنه خشبة طافية ولا يظهر منه إلا عيناه وفتحتا أنفه فإذا اقتربت منه فريسته انقض عليها.
والضفدع عيناه بارزتان عن رأسه وتتحركان فى كل الاتجاهات ليتمكن من رؤية "بانورامية" لأنه عُدم الرقبة ، والملاحظ أن عين الضفدع مغطاة بجفنين ، الأعلى جلدي ، والأسفل رقيق شفاف لا يكاد يكف عن الرمش ليرطب العين باستمرار. (8)
عين .. أم شاشة تليفزيون ؟
ولتقف الآن أمام آية أخرى من آيات الإبصار الباهرة هي تكيف عين الضفادع حسب ما يلائم حياتها فى الماء ثم فى الهواء ذلك أن الضفدعة تضع بيضها فى الماء ثم تخرج منه حيوانات دقيقة لا تشبهها ولا تعيش إلا فى الماء لكن سرعان ما تكبر بقدر معلوم وتتحول إلى ضفادع فتية فتترك الماء لتعيش فى اليابسة هذا الانتقال من الحياة فى الماء إلى الحياة فى البر تسبقه تغيرات عجيبة فى صورة الضفدع ، من أعجبها تلك التى تطرأ على الجهاز البصري ، فالرؤية فى الماء غير الرؤية فى الهواء ولعلك لاحظت أيها القارئ ، أن عينك التى خلقت لتبصر فى الهواء ، تنقص قدرتها على الرؤية حين تكون فى الماء ، حتى إنك لا تستطيع عد أصابع يدك وذراعك ممدودة.
لذلك تتكيف عين الضفدع بحيث تكون قادرة على الرؤية الواضحة فى الهواء فيتبدل تحدب عدسة العين وتنقص المسافة بين العدسة والشبكية بقدر مناسب ، وتبرز العين ويخلق لها عضلات تحركها إلى أعلى حتى تكون الرؤية واسعة كما يخلق لها جفنان لتقيها ، وغدد دمعية لتطهرها بعد أن كانت فى غنى عن ذلك وهى منغمسة فى الماء.
ومن أغرب الأساليب ذلك الأسلوب الذي تعمل به عين الضفدعة ، فالعالم الذي تشاهده الضفادع فى منتهى الغرابة ، عالم لا يظهر فيه إلا كل ما هو متحرك ، أما ما هو ساكن فلا وجود له فى عالمها ، فكأن الضفدعة جالسة أمام شاشة تلفاز مظلمة فإذا تحرك شئ من حولها ظهر على الشاشة حتى يقف عن الحركة ، وعندئذ تظلم الشاشة مرة أخرى.
وهذه العين العجيبة مناسبة جداً لحياة الضفدعة فهي لا تأكل إلا الحشرات الحية وتستطيع بها أن تكتشف مكان ذبابة متحركة على مرمى لسانها ، فالذبابة عندما تقف على فرع حشيشة تهتز صورتها فى الحال على (شاشة) الضفدعة ، وكيف لا تلحظها وهى الوحيدة على الشاشة من العالم كله ، لذلك لا تفلت أية فريسة من مثل هذه الأعين اليقظة. وفى استطاعتك أن تحيط الضفدعة بعدد من الذباب الميت الذى لا يتحرك ، وعندئذ لن تعرف الضفدعة أبداً أن الذباب الميت موجود حولها وذلك لأن عينيها لا تبلغا المخ كل ما تراه بل تخطره فقط بما تحتاج إلي رؤيته من أجل البقاء.
تلك لمحات سريعة لما تنطوي عليه أعين بعض الكائنات الحية من أسرار عرضتها عليك لتعلم كيف يدبر الله لكل نوع ما يليق به. فسبحان الخالق جل جلاله.
كلمة أخيرة :
إننا لو درسنا عين كل كائن حي فسنرى فيها مميزات غريبة وإعجازات ربانية تفوق الوصف واختلافات متباينة تتناسب مع البيئة التى تعيش فيها مما ييسر له سبل الحياة مع باقي الكائنات الحية الأخرى المتباينة.
وكما رأينا فإن كل مخلوق على هذه الأرض ميسر لما خلق له ، وكل عضو فى كل كائن صممه الخالق المبدع جل وعلا بحيث يؤدى المهمة المطلوبة منه ليسير كل شئ بقدر معلوم.
فالجرثومة فى أمعاء الإنسان لا ترى الإنسان ولا تعرف له شكلاً ، والبوم يرى الفأر فى الظلام الدامس بواسطة الأشعة الحرارية التى تشع من جسمه الدافئ ، ويرى النحل الأشعة فوق البنفسجية ولو غابت الشمس ، وعين الضفدع محددة فى عالم ذي حركات معينة لا تستجيب لغيرها وفقاً لمتطلبات الحياة الخاصة بها.
د. محمد السقا عيد
ماجستير وأخصائى جراحة العيون
عضو الجمعية الرمدية المصرية
جمهورية مصر العربية
دمياط – المياسرة ( 34731 )
ت : 851395 عيادة
854754 منزل
Dr_mohamed_60@hotmail.com
المصادر:
1- سحر العيون ... بين الجمال والحب والغزل – سيد صديق عبد الفتاح – الدار المصرية اللبنانية
2- مجلة "المجاهد" المصرية – العدد (188) – السنة السادسة عشرة – ذو الحجة 1416هـ - أبريل مايو 1996م.
3 مجلة "الكويت" الكويتية – العدد (149) شوال 1416 هـ - مارس 1996م.
4- مجلة "منار الإسلام" الظبيانية – العدد السادس – السنة الحادية عشرة – جمادي الآخرة 1406هـ -فبراير1986م.
5- "المجلة العربية" السعودية – عدد جمادي الثانية 1406هـ - مارس 1989م.
6- مجلة "البصريات" المصرية – العدد الثامن – جمعية البصريين المصرية.
هل هذه العيون المستشكلة بهذه الطريقة تقوم بعمل العين الطبيعية أم لا؟
هذا ما يحاول العلماء معرفته ، خاصة وأنه يستوجب على هذه العيون لتقوم بعملها أن تكون متصلة الدماغ عن طريق الأعصاب البصرية.
ويقول البروفيسور (وولتر غير سرينغ) أن لهذه التجربة تطبيقات تخص بعض الحالات المرضية فى الإنسان ، حين يصاب بعض الأشخاص بالعمى أو ببعض التشوهات الوظيفية
الجمل أول من عرف النظارات :
قبل أن يعرف الإنسان النظارات الشمسية بمدة طويلة عرفها الجمل ، ففي عينيه جفن ثالث شفاف يسدله عليها فيقيهما وهج الشمس.
عيون الزواحف
وتعال لننظر إلى دقة الخالق العظيمة ، وروعة الهندسة الحكيمة ، وعجائب الصنعة فى عيون بعض الزواحف .
"يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء" (فاطر – 1)
إذا نظرت إلى الحرباء مثلاً ، وجدت أن البارئ خلقه بطئ الحركة ، فأعطاه مع القدرة على التلون والسكون عينين بارزتين كبيرتين تدوران إلى كل جهة من الجهات ليتسع مجال رؤيته ، بالإضافة إلى القدرة على تحريك كل عين على حدة. فيستطيع أن يرصد كل ما يحيط به فى زاوية 180 درجة عمودياً و90 درجة أفقياً دون أن يتحرك قيد شعرة وهذه لعمري قدرة مدهشة لا يدانيه فيها أي حيوان.
وإذا لمحت عين من العينين فريسته ، تأبرت (6) العينان معاً لتحديد موقعها ، بينما يدور الرأس فى اتجاهها بحيث يكون فى متناول لسان الحرباء الطويل اللزج الذى ينطلق فى ربع ثانية نحو الفريسة فيخطفها ويرتد بمنتهى السرعة إلى داخل الفم.
وإذا نظرت إلى الحيات رأيتها تحدق دائماً تحديقاً منوماً ، ويرجع ذلك إلى أنها لا تملك أجفاناً، لكن الخالق جعل على سطح مقلتها قشوراً صلبة شفافة كأنها العدسات البلاستيكية اللاصقة، تغطيها لتقيها أذى الغبار والأعواد وهى تسعى على الأرض أو تنساب بين أغصان الشجر.
ومن العجب أن الحية إذا انسلخت من غشائها لتجديده ، تتخلق لها عدسات جديدة مكان العدسات البالية التي تطرح مع الغشاء القديم.
"وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" (الفرقان -2)
وهناك أنواع من السحالي جهزها الخالق بنظارات شفافة كالتي عند الثعابين ووهبها لساناً طويلاً تستعمله لتنظيفها ، ومن السحالي ما يملك جفنين معهما غشاء شفاف رامش يقي العين من شدة الحر والضوء ، ومنها ما له جفنان ، جفن أعلى وجفن أسفل يحتوى فى وسطه على شباك شفاف.
وتتكيف الغدد الدمعية بمقتضى حاجة الزواحف ، فالحيات بخلاف الزواحف الأخرى ، لها غدد دمعية ضامرة أو معدومة تماماً بما أن الخالق كفاها مؤونة تنظيف العين بأن جعل لها تلك القشرة الشفافة أما سلاحف البحر فلها غدد دمعية عظيمة لكن ليس لها قناة دمعية تصرف الدمع من الأنف كما عند التماسيح والسحالي وعند الإنسان ، لذلك ترى أعينها تفيض من الدمع وقد ظلت هذه الخاصة تحير العلماء إلى أن تبينوا أخيراً أن سلحفاة البحر تتخلص فى دمعها من كميات كبيرة من الملح تزيد زيادة مفرطة عن حاجة جسمها. (7)
وفى كل شئ له أية
وإذا نظرنا إلى شكل حدقة العين فى الزواحف وجدناه يختلف اختلافاً كبيراً بين نوع وآخر ، ففي الزواحف التى تنشط فى النهار تكون الحدقة دائرية. أما الزواحف الليلية فلها حدقة مستطيلة ، وذلك من حسن التقدير.
فالحدقة ، (وهى الثقب الذى يعبر منه النور إلى داخل العين) ، تضيق وتتسع حسب درجة الإضاءة ، فإذا كان الضوء باهتاً انفتحت ، وإذا كان باهراً انقبضت حتى لا يدخل العين إلا ما يلزم من الضوء لرؤية أفضل ، وإنقباض الحدقة مهم أيضاً لكي لا يؤذى النور الباهر عصيات الشبكية ، (وهى نهايات عصبية حساسة تمكن من الإبصار فى الضوء الخافت أو فى الليل) وبما أن الزواحف ، بخلاف الطيور والثدييات ، حيوانات ذوات دم بارد لا تنشط إلا فى الحر ، ولا ترتفع حرارتها إلا إذا اصطلت بأشعة الشمس التى تتعرض لها طويلاً لخزن الحرارة ، ولما كان الشكل المستطيل أنسب من المستدير لتضييق الحدقة ولحد كمية النور الداخلة فقد جعله الخالق فى الزواحف الليلية.
"صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ " (النمل – 88)
ومن أغرب أشكال الحدقات عند الزواحف ، تلك التي عند وزغ "الجيكو" وعند بعض ثعابين الأشجار.
أما وزغ "الجيكو" فله حدقة بشكل شق عمودي به فتحات دقيقة مستديرة ، والصور المتفرقة المتكونة عبر كل فتحة تجتمع على قاع العين لتكون صورة واحدة أوضح من تلك التى تتكون لو كانت هناك فتحة واحدة مساحتها مجموع مساحات الفتحات الدقيقة ، وبهذه الكيفية يحافظ الوزغ على حدة إبصاره حتى لو قلل إلى حد بعيد كمية النور الداخلة عبر البؤبؤ.
وأما الثعابين الشاجرة فإن لبعضها حدقات مستطيلة أفقياً فى شكل قفل ، وهذا الشكل فى غاية الإبداع فأوسع فتحتي القفل واقعة فى الجانب الخارجي من العين بحيث تكون هي وحفرة الخطم الجانبية وقاع العين على خط مستقيم واحد ، مما يزيد مجال الرؤية
عيون البرمائيات :
ومما يلاحظ أن البرمائيات ، وهى الحيوانات التى تعيش تارة فى البر وتارة أخرى فى الماء كالضفدع والتمساح لها عينان جاحظتان وفى السطح العلوي من الرأس ، تعينها على الرؤية خارج الماء وهى غاطسة ، فالتمساح مثلاً يترصد فريسته وهو ساكن تحت الماء حتى يبدو وكأنه خشبة طافية ولا يظهر منه إلا عيناه وفتحتا أنفه فإذا اقتربت منه فريسته انقض عليها.
والضفدع عيناه بارزتان عن رأسه وتتحركان فى كل الاتجاهات ليتمكن من رؤية "بانورامية" لأنه عُدم الرقبة ، والملاحظ أن عين الضفدع مغطاة بجفنين ، الأعلى جلدي ، والأسفل رقيق شفاف لا يكاد يكف عن الرمش ليرطب العين باستمرار. (8)
عين .. أم شاشة تليفزيون ؟
ولتقف الآن أمام آية أخرى من آيات الإبصار الباهرة هي تكيف عين الضفادع حسب ما يلائم حياتها فى الماء ثم فى الهواء ذلك أن الضفدعة تضع بيضها فى الماء ثم تخرج منه حيوانات دقيقة لا تشبهها ولا تعيش إلا فى الماء لكن سرعان ما تكبر بقدر معلوم وتتحول إلى ضفادع فتية فتترك الماء لتعيش فى اليابسة هذا الانتقال من الحياة فى الماء إلى الحياة فى البر تسبقه تغيرات عجيبة فى صورة الضفدع ، من أعجبها تلك التى تطرأ على الجهاز البصري ، فالرؤية فى الماء غير الرؤية فى الهواء ولعلك لاحظت أيها القارئ ، أن عينك التى خلقت لتبصر فى الهواء ، تنقص قدرتها على الرؤية حين تكون فى الماء ، حتى إنك لا تستطيع عد أصابع يدك وذراعك ممدودة.
لذلك تتكيف عين الضفدع بحيث تكون قادرة على الرؤية الواضحة فى الهواء فيتبدل تحدب عدسة العين وتنقص المسافة بين العدسة والشبكية بقدر مناسب ، وتبرز العين ويخلق لها عضلات تحركها إلى أعلى حتى تكون الرؤية واسعة كما يخلق لها جفنان لتقيها ، وغدد دمعية لتطهرها بعد أن كانت فى غنى عن ذلك وهى منغمسة فى الماء.
ومن أغرب الأساليب ذلك الأسلوب الذي تعمل به عين الضفدعة ، فالعالم الذي تشاهده الضفادع فى منتهى الغرابة ، عالم لا يظهر فيه إلا كل ما هو متحرك ، أما ما هو ساكن فلا وجود له فى عالمها ، فكأن الضفدعة جالسة أمام شاشة تلفاز مظلمة فإذا تحرك شئ من حولها ظهر على الشاشة حتى يقف عن الحركة ، وعندئذ تظلم الشاشة مرة أخرى.
وهذه العين العجيبة مناسبة جداً لحياة الضفدعة فهي لا تأكل إلا الحشرات الحية وتستطيع بها أن تكتشف مكان ذبابة متحركة على مرمى لسانها ، فالذبابة عندما تقف على فرع حشيشة تهتز صورتها فى الحال على (شاشة) الضفدعة ، وكيف لا تلحظها وهى الوحيدة على الشاشة من العالم كله ، لذلك لا تفلت أية فريسة من مثل هذه الأعين اليقظة. وفى استطاعتك أن تحيط الضفدعة بعدد من الذباب الميت الذى لا يتحرك ، وعندئذ لن تعرف الضفدعة أبداً أن الذباب الميت موجود حولها وذلك لأن عينيها لا تبلغا المخ كل ما تراه بل تخطره فقط بما تحتاج إلي رؤيته من أجل البقاء.
تلك لمحات سريعة لما تنطوي عليه أعين بعض الكائنات الحية من أسرار عرضتها عليك لتعلم كيف يدبر الله لكل نوع ما يليق به. فسبحان الخالق جل جلاله.
كلمة أخيرة :
إننا لو درسنا عين كل كائن حي فسنرى فيها مميزات غريبة وإعجازات ربانية تفوق الوصف واختلافات متباينة تتناسب مع البيئة التى تعيش فيها مما ييسر له سبل الحياة مع باقي الكائنات الحية الأخرى المتباينة.
وكما رأينا فإن كل مخلوق على هذه الأرض ميسر لما خلق له ، وكل عضو فى كل كائن صممه الخالق المبدع جل وعلا بحيث يؤدى المهمة المطلوبة منه ليسير كل شئ بقدر معلوم.
فالجرثومة فى أمعاء الإنسان لا ترى الإنسان ولا تعرف له شكلاً ، والبوم يرى الفأر فى الظلام الدامس بواسطة الأشعة الحرارية التى تشع من جسمه الدافئ ، ويرى النحل الأشعة فوق البنفسجية ولو غابت الشمس ، وعين الضفدع محددة فى عالم ذي حركات معينة لا تستجيب لغيرها وفقاً لمتطلبات الحياة الخاصة بها.
د. محمد السقا عيد
ماجستير وأخصائى جراحة العيون
عضو الجمعية الرمدية المصرية
جمهورية مصر العربية
دمياط – المياسرة ( 34731 )
ت : 851395 عيادة
854754 منزل
Dr_mohamed_60@hotmail.com
المصادر:
1- سحر العيون ... بين الجمال والحب والغزل – سيد صديق عبد الفتاح – الدار المصرية اللبنانية
2- مجلة "المجاهد" المصرية – العدد (188) – السنة السادسة عشرة – ذو الحجة 1416هـ - أبريل مايو 1996م.
3 مجلة "الكويت" الكويتية – العدد (149) شوال 1416 هـ - مارس 1996م.
4- مجلة "منار الإسلام" الظبيانية – العدد السادس – السنة الحادية عشرة – جمادي الآخرة 1406هـ -فبراير1986م.
5- "المجلة العربية" السعودية – عدد جمادي الثانية 1406هـ - مارس 1989م.
6- مجلة "البصريات" المصرية – العدد الثامن – جمعية البصريين المصرية.
جزاك الله خير إختي ، لكن مش هذا المطلوب ، ولدي صف أول ومطلوب عمل نموذج كوسيلة لشرح الموضوع
الصفحة الأخيرة
تعد تقنية "الدفع" من أكثر التقنيات الرائجة على الانترنيت اليوم. وبخلاف تقنية "السحب" الموجودة على الويب حيث يقوم المستخدمين بطلب المعطيات من برنامج أو حاسب عن طريق متصفح الويب، فإن تقنية "الدفع" تمكن من برمجة الخدمات ليتم توجيهها إلى الزبائن، بدون الحاجة لأن يقوموا ببدء أي نشاط معلوماتي، فالمعلومات تصل إليهم، عوضاً عن قيامهم بالبحث عنها. بكلام آخر، يتم استخراج المعلومات من الانترنيت، أو من شبكات معلومات خاصة، أو من مواقع التجارة الإلكترونية، ويتم بعد ذلك إرسالها تلقائياً إلى المستخدم لتصل إليه بشكل شخصي.
تتيح تقنية "الدفع" للشركات أن تكون جزءً من الحياة اليومية لزبائنها، وذلك من خلال فرض، أو "دفع" اسمها وخدماتها مباشرة إلى هؤلاء الزبائن، وبشكل يومي. وبالإمكان توجيه الرسائل الشخصية، والمعلومات المخصصة التي قام الزبون بطلبها، وإيصالها مباشرة إلى شاشة سطح المكتب، أو شاشة التوقف، أو جهاز الهاتف الخليوي، أو بريد الزبون الإلكتروني، وما إلى ذلك. تعمل تقنية "الدفع" على تضخيم وجود الشركة على الانترنيت وتوسيع رقعة انتشارها، وتوفر بنفس الوقت خدمات حديثة وقيمة، حيث يتم إعادة توجيه الزبون إلى موقع الشركة على الويب لمزيد من المعلومات. إن هذه التقنية تلغي الحاجة إلى انتظار زيارة الزبائن لموقع الشركة، بل تسهل على الشركة القيام بزيارة زبائنها وعرض خدماتها عليهم في منازلهم أو مكاتبهم.
لاستخدام هذه التقنية، تطلب الشركات من زبائنها القيام بتنزيل جزء من برمجيات الزبون وتثبيته على حواسبهم. يقوم البرنامج بالاتصال بالويب، ويقدم الواجهة التي يتم من خلالها عرض المحتويات الموافقة للمعلومات المطلوبة.
شركة Infogate هي شركة مختصة ببرمجيات الويب، ولها عشر سنوات من الخبرة في ايصال محتوى المعلومات الخاصة إلى زبائنها، بالنيابة عن شركات أخرى، وتقول الشركة بأن هذا يتيح للشركات الحفاظ على زبائنها، وهذا بدوره يساعد على زيادة الإيرادات.
www.infogate.com
مثال آخر على تقنية "الدفع" هو برنامج PointCast الإخباري الذي يقوم ببث الأخبار السياسية، والرياضية، وحالة الطقس، وأية مواضيع يختارها المستخدم إلى سطح مكتب الزبون، حيث يتم عرضها من خلال برمجيات شاشة توقف خاصة وجذابة.
www.pointcast.com
تستخدم الشركات التي تقوم "بدفع" المعلومات بروتوكول HTTP، ومع أن هذه التقنية تسمى "دفع"، إلا أن الزبون هو الذي يقوم ببدء الحوار مع المخدم من خلال أوامر وتعليمات بروتوكول HTTP.
شركة BackWeb هي مثال آخر عن الشركات التي تقدم خدمات تقنية "الدفع"، غير أن برمجياتها لاتستخدم بروتوكول HTTP لنقل المعلومات، بل مجموعة بروتوكولات خاصة قامت بتطويرها، حيث يتم الحوار بين "الزبون-والمخدم" عن طريق تطبيق خاص يمكن تنزيله من موقع الشركة على الويب.
www.backweb.com
هناك أسلوب آخر لإنشاء مخدم "لدفع" المعلومات، وذلك ببرمجة "محطة البث" حسب الحاجة. وهناك برمجيات خاصة لتطوير هذا النوع من "الدفع"، كبرنامج شركة Marimba واسمه Castanet، حيث يقوم هذا البرنامج "بدفع" برمجيات Java Applets ورسوميات Shockwave متحركة، ومواضيع ترفيهية، ووسائط متعددة إلى زبائن محددين. وقد تم تصميم برمجيات مخدم Marimba Server Management ليكون متكاملاً مع برنامج مخدم الويب IIS الذي تنتجه مايكروسوفت (Internet Information Server)، وتسمح هذه الميزة لبرمجيات Marimba بتوزيع التطبيقات الأكثر استخداماً على IIS كتطبيقات مخدم مايكروسوفت Commerce Server 2000 وبرنامج ColdFusion من انتاج شركة Allaire.
بالإمكان الحصول على أسعار البرمجيات التي تنتجها Marimba باتباع التعليمات الموجودة تحت بند "About Us" في موقع الشركة على الويب، حيث قامت الشركة بوضع نماذج "فلاش"، ومستندات تقنية، ومواصفات، وبرامج ويب تعليمية يمكن تنزيلها من الويب باتباع رابط "Product" الموجود في الموقع.
www.marimba.com