فكر رجل سعودي من عامة الناس أن يتمثل الديموقراطية في عقر داره فقرر الجلوس مع زوجته على الطاولة المستديرة ويبحث معها كل ما ينغص عيشهما فافتتح النقاش بأن حمد وهلل ثم صلى على النبي المختار وكبر ثم أعطى مقدمة حول حسنات مشروعه الجديد وأنه من الآن سوف تسير الأمور وفق ديموقراطيته وبعد أن انتهى أشار إليها قائلا والآن يا حليلتي تفضلي بشكواك التي لن تنتهي...
تعجبت الزوجة من حديث زوجها لكنها لم تعلق وقررت التمتع بهذه الفرصة حتى آخر قطرة فقالت:
يا زوجي ويا مالك أمري أنا لا أشعر بأنك تقدر قيمتي كإنسانة
هنا قاطعها بحدة قائلا: نعم؟!!
فقالت عفوا أعني أنك تقدر قيمتي ولكن ليس كما أحب...
فأنا شريكة حياتك ومع ذلك أنت وحدك من يقرر كل شيء بدءاً بأسماء الأبناء وانتهاء بأين أصرف راتبي.
أنت تستهين بإسهاماتي فقد أسهر طوال الليل إذا كان أحد الأبناء مريضاً وبعيدا عن غرفتك حتى لا تنزعج ثم أستيقظ باكرا لأعدهم للمدرسة وأعود من العمل منهكة أعتني بكل شيء حتى أنت، بينما لا تكلف نفسك عناء الجلوس معهم لساعة لآخذ بعض الراحة، بل تطالب بوجبة غداء ساخنة ثم تخلد للنوم كالطفل الهانئ لتستيقظ بعد المغرب وترتدي أجمل ثيابك للقاء الشلة تاركا إياي مع المذاكرة وصراخهم وتجهيز دروسي للغد، وحتى عندما نخرج للمطعم لنتحدث بهدوء تلتهم أطباقك بسرعة حتى إن الدخان يكاد يخرج من فمك دون إعطائي فرصة لأعبر عن ما بداخلي لكن فيما يخصك فيجب عليّ ترك كل ما في يدي لأتفرغ لك ساعات وأنت تحكي صولاتك وجولاتك في الحياة.
تعاملني بفظاظة..... عفوا أقصد بلا نعومة بينما عندما تتصل بك زبونة تتحدث بمنتهى اللباقة والرقة وكأنها مديرك بحجة رضا العملاء.
أخيرا دائما التعليق على وزني ومقارنتي ببنات الفيديو كليب وتنسى نفسك وأنت لديك بطن تجذب الأنظار من أول وهلة. وبعد هذا كله عندما أشكو من عدم الإنصاف تغضب وتهددني بزواجك وهذا يجرحني ويفقدني الشعور بالأمان.
حقيقة أنا لم أكن أرغب أن أبوح بما في داخلي لولا أنك تكرمت وتلطفت وسألتني وأنا الآن في غاية السعادة لأن الديموقراطية ستحل في بيتنا وستتساوى الحقوق بالواجبات...
صمت زوجها طويلا من هول الصدمة فقد أراد أن يكون ديموقراطيا ولكن ليس ديموقراطياً لهذا المستوى، فقال بصوت متحشرج...
عزيزتي أولا الديموقراطية لا تعني أن تنسي أنك امرأة وأني أنا الرجل واليد العليا في هذا المنزل...
ثم أنت لا تقدرين النعمة التي تعيشين فيها ولا نعمتي كزوج، فأنا لم يسبق أن ضربتك كما يفعل أخوك مع زوجته ولا حتى شتمتك أو أطلقت عليك النعوت كما يفعل الرجال، مدرك لطبيعتك العوجاء حيث لا أمل بإصلاحك وحتى عندما أهددك بأني سأتزوج أذكرك بأن ذلك من حقوقي فيجب أن تكوني منطقية ولا تغضبي من شخص يمارس حقوقه.
و أيضا لا تنسي أني تزوجتك مطلقة فأحسنت إليك وضممتك تحت ظلي، لم أقف أمام تعليمك حتى حصلت على الشهادة بامتياز بفضلي وليس كما فعل من تعرفين، ومع عملك فأنا لا آخذ منك ريالا واحداً لجيبي واكتفيت بأن تساهمي في إيجار بيتك وتتحملي مسؤولية نفسك ومدارس الأولاد الخاصة وبرامج الترفيه التي تحبين أن يتمتعوا بها. أما عندما تمرضين أنت أو أبناؤك أسارع بكم للمستشفى وأسأل الطبيب عن التشخيص أيضا، لم أقف يوما واحداً ضد زيارتك لأمك العجوز أو منعت أخواتك من زيارتهن لك. ومن فترة لفترة آخذك أنت وأبناءك لتتنزهوا وتقضوا وقتا ممتعا على البحر، متخليا عن سهراتي مع أصدقائي وجلسات الحوار والثقافة معهم.
عزيزتي أولاً أنا عندما قلت لك سنتحدث بديموقراطية أعني أن تتحدثي في أشياء مهمة وليس كل ما هب ودب.
ثانيا أن أفضالي عليك لا تعد ولا تحصى ولكن أنتم النساء تكفرن العشير، لذا فسأكون ديموقراطياً وسأكتفي بأن أتجاهل كل ما قلته دون غضب أو حتى تذكيرك بأن هناك من تتمنى أن أكون زوجها ولو مسياراً.

fooz5 @fooz5
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️