بالأمس كانوا يعددون لأن التعدد كان سائداً بين العرب في الجاهلية، ولما جاء الإسلام قلص العدد إلى أربع، وترك الأمر على الإباحة.. واليوم يجعله بعض الناس وكأنه على الوجوب!.
بالأمس كانوا يعددون ليعفوا هم وليحصنوا النساء.. واليوم يعددون رغبة بالتجديد، أو ليكيدوا الزوجة الأولى ويقهروها، أو ليستكثروا بضم أموال النساء إلى أموالهم، أو لأسباب دنيوية أخرى!.
بالأمس كانوا يختارون ذات الدين، ويبحثون عن الخلق والالتزام، ويتبركون بزوجات الشهداء لفضلهن، ويتكفلون بأولادهن ليكون لهم أجر رعاية اليتيم، وكانوا يتسابقون إلى الأرملة والمطلقة حتى ليكاد أحدهم يعجز عن الإكنان في نفسه فيعرض بالخطبة قبل انتهاء العدة.. واليوم يأنفون من الثيب ويتراكضون إلى البكر الجميلة ذات الحسب والنسب والمال!.
بالأمس كانوا يراعون ظروفهم فيختار الواحد منهم امرأة كبيرة ناضجة إن كان من ورائه أيتام، لأن الصغيرة غرّة لا تصلح لرعايتهم.. واليوم لا يخطبون إلا الصغيرة مهما ارتفعت أعمارهم، وكثر عدد أولادهم!.
بالأمس كان التعدد ظاهرة عامة في المجتمع فلا يحيد أغلب الرجال عنه، وكان الزوج يجهر بزواجه الجديد.. ثم تغيرت الدنيا وصار التعدد محصوراً فيسود في بعض المناطق ويكاد ينعدم في أماكن أخرى..
واليوم تتزوج البنت رجلاً خالياً ومن بيئة لاتعدد، على أساس أن يكون لها وحدها "والمعروف عرفاً كالمنصوص شرعاً" لتفاجأ ذات يوم بأن زوجها متزوج بأخرى خفية، وأن له أولاداً منها وهي لا تدري فتنشأ المشكلات الكبيرة.
بالأمس كانت الزوجات تبقى في عصمة زوجهن ما دام حياً.. واليوم تستفرغ الجديدة صفحة القديمة بطلاقها، أو تطلب المظلومة المخالعة، أو تموت المعلقة قهراً! وفي كلا الأحوال ينتفي التعدد ولا يبقى للرجل إلا زوجة واحدة عملياً! وتصبح زوجاته الآخريات بائسات بلا أزواج!!.
بالأمس كانوا يخشون الله ويتقونه فيعدلون قدر استطاعتهم ولا يجورون أو يظلمون.. واليوم تبقى الزوجة القديمة (أو الزوجات) كالمعلقة أو مطلقة وأولادها كاليتامى، وربما يتعرضون جميعاً للأمراض النفسية، في حين تحاط الجديدة بالرعاية والعناية وتستحوذ على المال، وتستأثر وحدها بالزوج.
بالأمس أنتج التعدد أولاداً صالحين وعلماء فاهمين.. واليوم بسبب لهو الآباء وإهمالهم ينتج التعدد أولاداً منحرفين فاسقين..
إن بين الأمس واليوم اختلافاً كبيراً، ونسأل الله السلامة
thinsation @thinsation
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الله يعطيك العافيه
@@@@@@@@@@
:27: :27: :27: :27: