يقول فضيلة الشيخ هذه قصة واقعية يرويها أحد الأشخاص في احدى المواقع في الانترنت يقول ذلك المكلوم :
نبرتي حزينة .. وملامحي منكسرة .. حينما أتحدث إليكم لأروي واقعاً أعيشه .. تجرعت مرارته .. خمسة عشر عاماً مضت .. ولا زلت أدفع ثمن جريمتي .. سأظل أدفع ما بقي من عمري ثمناً لها ..
الألم يفتت كبدي .. والألم يعتصرني .. لن يخلصني شي .. حينما ارتكبت الجريمة التي غيرت مجرى حياتي .. لم يراني أحد إلا الله تعالى .. فعجل لي العقوبة في الدنيا قبل الآخرة .. لم يقم علي حد شرعي إلى هذا اليوم .. أسأل الله أن يتوب علي .. وأن يتجاوز عن خطيئتي .. كان عقاباً ربانياً مضاعفا ..
ارتبكت جريمتي قبل خمسة عشر عاماً تقريبا .. كنت وقتها متزوج .. ورزقني الله بطفلة ملأت حياتي سعادة وبهجة وسروراً .. كنت أحبها أكثر من أمها .. بل أحبها أكثر من كل شي في هذه الدنيا ..
كنت سائق سيارة .. أعبئ للناس الماء في منازلهم .. ولما بلغت ابنتي الثالثة من العمر .. وكنت أسعد إنسان بها حينما أراها ..
وفي أحد الأيام .. ذهبت إلى أحد المنازل لتفريغ الماء .. وبينما كنت منهمكاً في عملي .. إذ خرجت صاحبة الدار .. وكانت امرأة جميلة بل غاية في الجمال .. مرتدية ملابس تزيدها جمالا وحسنا وفتنة .. وطلبت مني إحضار الماء مجدداً .. وفي كل يوم أتردد عليهم .. وكررت زيارتي .. أحضر الماء وأنا كالمسحور أنظر إلى جمالها .. أمشي على غير هدى .. عدت وقد حدثتني النفس الأمارة بالسوء حديثا أخذ يجذبني بقوة إلى الرذيلة والفاحشة .. عدت وبدأت تجاذبني حديثاً .. فيه ميل وخضوع وطمع .. طمع قلبي في اللذة معها .. انطلق لساني .. وانطلق ونطق بما لو لم أنطق به لكان خيراً لي ..
كانت الجريمة .. مكنتني من نفسها .. زنيت بها .. لحظة وثانية وساعة ودقيقة استمتعت بها ثم عدت بعد ذلك .. خرجت قد احترقت نفسي .. كيف خنت حرم بيت .. وكيف خنت زوجتي المصونة المسكينة التي كانت تنتظرني على أشد من اللهب ..
رجعت إلى بيتي متأخراً .. وأخذ يؤنبني ضميري .. وأنا في الطريق إلى منزلي .. وما أن وصلت إلى المنزل .. حتى بادرتني زوجتي الصالحة صارخة وهي تبكي : أين كنت يا رجل ؟ .. لقد أدخلت ابنتك الصغرى يدها في مفرمة اللحم وحملها الجيران إلى المستشفى فقطّعت يدها .. وقد زال كفها .. فسوّدت الدنيا في وجهي .. وركضت بوزري .. كمن به مس من الجنون .. اختلطت أفكاري ببعضها .. إثمي .. ندمي .. ألمي ..
وعندما وصلت إلى المستشفى .. وجدت ابنتي .. زهرة حياتي .. قد بترت لها أصابعها اليمنى عدا الإبهام .. واليوم بلغت بنيتي ثمانية عشر عاماً ..
عشت معها يوم بيوم .. وكلما نظرت إلى يدها أو رأيتها تشير إلي بإبهامها .. تذكرت جريمتي .. لقد بقي ذلك الإبهام .. ناقوساً يدق ليذكرني بخطيئتي الماضية .. عمرها عمر ابنتي .. وثمنها باهض .. لقد بكيت كثيراً حتى نفذت أدمعي .. ندمت كثيراً .. ولكن لا مناص من العقاب .. ما زلت أجلد أحمل سر جريمتي وعقابي في وقت واحد .. سأظل أدفع الثمن ما بقيت ..
هذه القصة للعبرة .. فكثير من المسلمين يقعون في المعاصي .. وكثير من المسلمين يلهثون وراء الشهوات .. هناك من يسافر للفاحشة والزنا وشرب الخمر … وينسون بل يتناسون أن الله مطلع عليهم ..
الحمد لله الدنيا سموم قاتلة .. والنفوس عن مكائدها غافلة .. كم من نظرة تحلو في العاجلة .. ومرارتها لا تطاق في العاقبة والآجلة .. يا ابن آدم .. يا ابن آدم .. عينك مطلوقة .. ولسانك يجلي الآثام .. وجسدك يتعب في كسب الحطام ..
كم من نظرة محتقرة .. زلت بها الأقدام .. قال الحسن ( من أطلق طرفه كثر ألمه )
أسأل الله تعالى أن يتوب عليه ..
قال الله تعالى ( ولا تقربوا الزنى ) ما قال لا تزنوا .. بل قال لا تقربوا الزنى .. لا تروح للشقق .. لا تروح للمزارع .. لا تسافر للخارج .. لاتعرض نفسك لمتاهات يدفعك إلى تلك الجريمة .. لا تخالط النساء ..
( لا تقربوا الزنى ) يعني لا تســــــلـــــــــــــــك كل مسلك يؤدي بك إلى الزنا .. وهذا إلى أتينا إلى التدابير الواقية منه لعلمنا أن الله تعالى وضع حواجز ووضع موانع تحول دون الإنسان أن يقع في الزنا ..
فمنع الخلوة بالمرأة ومنع ملامسة المرأة الأجنبية منع الضحك والكلام معها منعها من التكسر والتغنج في الكلام ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) أمرها بالحجاب والستر والعفة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعجيل في زواج الشباب وأمر بتخفيض المهور وسمح بالتعدد ومنع من سفر المرأة لوحدها .. كل هذه تدابير تقي الزنا وهذا كله من الله تعالى ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روى البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم بالرؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص .. وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان .. وإنهما ابتعثاني .. وإنهما قالا لي : انطلق .. انطلق ..( كلام طويل حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم ) …. الشاهد قال :
انطلقنا .. فأتينا على مثل التنور .. فإذا به لغط وأصوات .. فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم .. فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضو .. قال :
قلت لهما : ما هؤلاء ؟ .. قال لي : انطلق انطلق ..
قال ( في تنور ضيق من أعلاه واسع من أسفله .. تأتيهم نار كلما جاءت النار ارتفعوا إلى أعلى وصاحوا وصرخوا ثم هدأت النار .. ثم أحرقتهم من جديد ) ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( .. ثم سألتهم عن هؤلاء الناس ؟ قال الرسول : وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني .. )
هؤلاء الزناة والزواني .. أصحاب الشقق .. أصحاب المزارع .. أصحاب الروحات ألي ما عنده إلا بالليل ينزل إلى الأسواق ويبحث عن صاحبة وفريسة جديدة .. ألي ما عندها إلا أن تبيع عرضها وشرفها مقابل دراهم ودنانير .. أو مقابل يصلحون لها سيارتها .. أو .. أو .. هؤلاء جزاؤهم أن يحرقوا في نار جهنم في برزخهم قبل أن يصيروا إلى الله تعالى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي حديث حسن صححه ابن خزيمة كما في صحيحه عن أبو أمامة الباهلي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم .. إذا أتاني رجلان .. فأخذا بضبعي .. حملاني وأرسلاني .. فأخرجاني .. فأتياني بي إلى جبل وعر .. وقالا لي اصعد .. اصعد إلى هذا الجبل الوعر !! .. فقلت إني لا أطيقه !!
فقالا سنسهله لك .. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل ( يعني في وسط الجبل ) .. إذا أنا بأصوات مديدة فقلت : ما هذه الأصوات !! .. قالوا هذا عواء أهل النار .. هذا عواء أهل النار .. ثم أُنطلق بي !! .. فإذا أنا بفوج أشد شي انتفاخاً .. وأنتنه ريحاً .. ( مجموعة من الناس منتفخة البطون وريحتهم كريهة ) .. وأسوأهم منظراُ .. فقلت : من هؤلاء ؟
قالا : هؤلاء قتل الكفار ..
ثم أُنطلق بي ثانية .. فإذا أنا بفوج أشد منهم انتفاخاً .. وأنتن ريحاً .. وكأن ريحهم المراحيض أعزكم الله .. فقلت : من هؤلاء !! .. قالوا هؤلاء الزناة والزواني .. أو قال هؤلاء الزانون والزواني ..
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا معشر المسلمين إياكم والزنا ؟ فإن فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة :
أما خصال الزنا في الدنيا : ذهاب البهاء ودوام الفقر وقصر العمر ..
وأما في الآخرة : سخط الله تعالى وسؤ الحساب ودخول النار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن القيم : والزنا يجمع خلال الشر كلها مع قلة الدين وذهاب الورع وفساد المرؤة وقلة الغيرة ( ليس معه ورع ما يقول هذا حلال وهذا حرام يقول اترك هذا أفضل ) لا تجد زانيا فيه ورع ولا وفاء بعهد ولا محافظة على صديق ولا غيرة
على أهله .. فالغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء وعدم المراقبة وعدم الأنفة للحرم وذهاب الغيرة من القلب من شعبه ومن موجباته ..
ومن موجبات الزنا عاذنا الله من ذلك غضب الله بإفساد حرمه وعياله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه ) .. يعني إذا اقتربت من محارم الله تعالى فقد اقتربت من حمى الملك ..
قال ومنها سواد الوجه وظلمته وما يعلوه من الكآبة و المقت الذي يبدو عليه للناظرين ..
ومنها ظلمة القلب وطمس نوره وهو الذي أوجب طمس نور الوجه وغشيان الظلمة له ..
ومنها الفقر اللازم ومنهــا وقد ورد في الأثـــر ( أنا الله مهلك الطغاة ومفقر الزناة ) ومنها أن يذهب حرمة فاعله ويسقط من عين ربه ومن أعين العباد .. ومنها أن الله يسلبه أحسن الأسماء وهو اسم العفة فقد كان عفيفا ومسلما وبرا وعدلا فيعطيه الظل فيصير فاجر وفاسق وزاني .. ومنها أنه يعرض نفسه لسكنى التنور الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم ..
ومنها أنه يفارقه الطيــــــــب الذي وصف الله به أهل العفــاف ويستبدله بالخبث ويصير خبيثا كما قال الله تعالى ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطبيات .. )
ومنها أن يصيب بضيق الصدر وحرج فإن الزناة يعاملون بضد قصدهم فإن من طلب لذة العيش وطيبه بما حرم الله عليه عاقبه الله تعالى بنقيض قصده فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ..
ولو علم الفاجر ما في العفاف .. من اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش لرأى أن لذة قد فاتته عظيمة وأضعاف ما حصل له من هذا الزنا والعياذ بالله ..
وإذا كان الله تعالى قد عاقب لابس الحرير في الدنيا بحرمانه من أن يلبسه في الجنة وعاقب شارب الخمر في الدنيا بحرمانه من أن يشربه في الجنة فكذلك من تمتع بالصور المحرمة والزنا فإن الله تعلى سيحرمه يوم القيامة من أن يتمتع بالحور العين ..
تفنى اللذاذة ممن ذاق صفوتها ……… من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سؤ في مغبتها ………. لا خير في لذة من بعدها النار
وقاكم الله من شر الأمور وأسأل الله أن يهدينا إلى كل ما فيه خير لنا وأن يبعدنا عن كل ما هو شر لنا وأن يحبب لنا فعل الخيرا وترك المنكرات .. آمين
الموضوع من شريط ( دقة بدقة ) لفضيلة الشيخ طارق الطواري

زهـرة الخليج @zhr_alkhlyg_1
محررة فضية
من أبشع ما سمعت من القصص( الألم يفتت كبدي . والألم يعتصرني..لن يخلصني شي..حينما .. )
18
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


قصة مؤثرة أختاه , وفقك الله للسير في طريق الدعوة مسلحة بالعلم الشرعي آآآآآآمين .
مشكوووورة عزيزتي :26:
مشكوووورة عزيزتي :26:


جزاااااااااااك الله خيرا اختي الحبيبة
زهرة الخليج
وبارك الله فيك
اختك المحبة في الله
:26: :26: :26: :26: :26:
زهرة الخليج
وبارك الله فيك
اختك المحبة في الله
:26: :26: :26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة
موضوع مؤثر
اللهم اني اعوذ بك من شر الفتن والشهوات والمعاصي
وكل ما حرمته سبحانك اني كنت من الظالمين فاغفر لي ولجميع المسلمين