من أتاني مشيا .. أتيته هرولة

من أتاني مشيا أتيته هروله


بسم الله الرحمن الرحيم

سبب إختياري لهذا العنوان لهذه القصة أن هذا حقا ما حدث معي. أنا شاب في السادسة و العشرين من عمري, الحمد لله حياتي كانت و لا زالت خالية من الكبائر,

و لكني مع الأسف لم أكن أصلي, و كان لي نصيب لا بأس به من الذنوب. و عندما اقترب شهر رمضان الكريم لهذه العام, قررت بمشيئة الله أن اطلب إجازة من عملي في العشر الأواخر لكي أقيم الليل و اتهجد في المسجد. و فعلا قدمت طلب الإجازة و ووفق عليه, و هنا كانت البداية. سبحان الله مغير القلوب.

أول يوم من رمضان كان يوم جمعة, و قد لا تتخيلون أني استيقظت من النوم و في قلبي شوق شديد لصلاة الجمعة, فاغتسلت و توجهت الى المسجد و لله الحمد صليت. و منذ اذن و قلبي يتقطع شوقا للصلاة بعد الصلاة. و لله الحمد لم تفتني صلاة منذ اذن. و طبعا و لله الحمد و فقني الله لقيام العشر الأواخر من رمضان, و ختم القرآن خلال الشهر الفضيل.

فكان رمضان الفائت خير و أجمل رمضان أعيشه في حياتي. و قد زادني الله تبارك و تعالي من خيره الكثير, فشرح قلبي للقرآن, و الحمدلله لا زلت الى الآن لا انام حتى اقرأ 10 صفحات منه, بالإضافة الى أني بدلا من ان استمع الى اغاني ال (هيفي ميتال) كما كانت عادتي, ابدلني إياها الله بالاستماع الى التلاوة الرائعة للشيخ الحصري جزاه الله عنا كل خير, مما ساعدني على حفظ الكثير من القرآن الكريم و تحسين تلاوتي. بالإضافة الى الدعاء و الذكر المستمر لله عز و جل. قد تتخيل

و انت تقرأ قصتي اني قد تحولت الى انسان (كشر) و متزمت. بل العكس تماما. الحمدلله علاقاتي بحميع الناس من حولي تحسنت بشكل كبير, و كأن الله فتح علي بابا آخر من خيره. و لا زلت حتى الآن امارس هواياتي بلعب كرة السلة و كرة قدم 3 مرات اسبوعيا, كل هذا عدا عن الخير الوفير الذي غمرني الله تبارك و تعالى به بفضله, فترقيت بعملي, و فرج الله عني الكثير من الكرب التي كانت تملأ حياتي (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا). قد اطيل الحديث كثيرا اذا ان اردت ان اذكر ما انعم الله علي منذ شهر رمضان الكريم الى الآن,

و لكني اعتقد ان سبب اختياري لعنوان القصة قد اصبح واضحا الآن أن الله تبارك و تعالى قد لاقى خطوتي الصغيرة اليه برحمة و فضل و خير كبير.

فلا تترددوا اخواني و اخواتي بان تخلصوا النية و تتجهوا الى الله, و ان شاء الله يتقبلنا الله جميعا برحمته و هو اهل للرحمة و المغفرة (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) هدانا و اياكم وفقنا الله الى حسن عبادته و طاعته

منقول