هذا -والله- من أجمل المعاني و أدقّها للإمام ابن تيمية رحمه الله
في (ألّا يُجادِل الإنسانُ عن نفسه إذا علم كونها ليست على الحق، أو علمَ كونها خائنة أو مُخطئة في أمر ما ) ، قال :
(( وَدَلَّ قَوْلُهُ: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْجِدَالُ عَنْ الْخَائِنِ
وَلَا يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُجَادِلَ عَنْ نَفْسِهِ إذَا كَانَتْ خَائِنَةً: لَهَا فِي السِّرِّ أَهْوَاءٌ وَأَفْعَالٌ بَاطِنَةٌ تَخْفَى عَلَى النَّاسِ فَلَا يَجُوزُ الْمُجَادَلَةُ عَنْهَا قَالَ تَعَالَى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}.. " .
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَبْغَضُ الرِّجَالِ إلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ} ؛ فَهُوَ يُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهِ بِالْبَاطِلِ ، وَفِيهِ لَدَدٌ: أَيْ مَيْلٌ وَاعْوِجَاجٌ عَنْ الْحَقِّ .
وَهَذَا عَلَى نَوْعَيْنِ:
أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ مُجَادَلَتُهُ وَذَبُّهُ عَنْ نَفْسِهِ مَعَ النَّاسِ .
و"الثَّانِي" : فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ؛ بِحَيْثُ يُقِيمُ أَعْذَارَ نَفْسِهِ ، وَيَظُنُّهَا مُحِقَّةً ، وَقَصْدُهَا حَسَنًا ؛ وَهِيَ خَائِنَةٌ ظَالِمَةٌ ، لَهَا أَهْوَاءٌ خَفِيَّةٌ قَدْ كَتَمَتْهَا ، حَتَّى لَا يَعْرِفَ بِهَا الرَّجُلُ ، حَتَّى يَرَى وَيَنْظُرَ قَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ: إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ قَالَ أَبُو دَاوُد: هِيَ حَبُّ الرِّيَاسَةِ .."
فَالِاعْتِذَارُ عَنْ النَّفْسِ بِالْبَاطِلِ ، وَالْجِدَالُ عَنْهَا : لَا يَجُوزُ؛ بَلْ إنْ أَذْنَبَ سِرًّا ـ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ ـ : اعْتَرَفَ لِرَبِّهِ بِذَنْبِهِ ، وَخَضَعَ لَهُ بِقَلْبِهِ ، وَسَأَلَهُ مَغْفِرَتَهُ ، وَتَابَ إلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ تَوَّابٌ .
وَإِنْ كَانَتْ السَّيِّئَةُ ظَاهِرَةً : تَابَ ظَاهِرًا .
وَإِنْ أَظْهَرَ جَمِيلًا وَأَبْطَنَ قَبِيحًا : تَابَ فِي الْبَاطِنِ مِنْ الْقَبِيحِ .
فَمَنْ أَسَاءَ سِرًّا : أَحْسَنَ سِرًّا ، وَمَنْ أَسَاءَ عَلَانِيَةً : أَحْسَنَ عَلَانِيَةً؛ {إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} " .
الإمام ابن تيمية
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
¤الصبر الجميل¤
•
جزيتي خيرا
الصفحة الأخيرة