📌من أدب التّعامل مع القرآن الكريم.

ملتقى الإيمان

-
من أدب التّعامل مع القرآن الكريم، ألا يُستشهد بآياته في غير محلها، أو تُستخدم صوره ومفرداته للتعريض أو السخرية أو لمز الناس وهجائهم..
مما ينتشر بيننا: أن واحدةً تغضب من صديقتها التي كذبت عليها مثلًا فتكتب: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام.."، وهذه الآية نزلت في المنافق الأخنس بن شريق، وله بعدها وصفٌ بالإفساد في الأرض ووعيدٌ بجهنم وبئس المهاد.
وغيرها تكتب: "في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضًا"، وهي في تقريع المنافقين المفسدين كذلك، وتتمّتها: "ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون"، فلا يصحّ أن يُستشهد بها في موضع خصومةٍ عابرةٍ بين مسلمَين، أو حتى تستخدم لغايات "تسميع الحكي" كما يقولون.
وممّا نسمعه وفيه قلة توقيرٍ لآيات الله وقرآنه أن يمازح أحدٌ أحدًا فيشتمه مستخدمًا كلمات الله، فيقول: "وانظر إلى حمارك"، أو "بقرةٌ صفراء فاقع لونها" ولكن لا تسر الناظرين، أو "كالحمار يحمل أسفارًا"، "خمسةٌ سادسهم كلبهم"، "والخيل والبغال والحمير لتركبوها"، ... ووجه الحرمةِ في هذا بيّن.
كثيرٌ منا قد يقع كذلك في استخدام آياتٍ نزلت في تقريع الكافرين وتوبيخهم في مقام خطابه إلى المؤمنين لترهيبهم، فيقول: "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم"، "ذلك بأنهم أخلفوا الله ما وعدوه"، "صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون"، "ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا"، إشارةً إلى ذنوب الناس ومعاصيهم وغفلتهم، وهذا كذلك خطأ بيّن؛ لأن الآيات وردت في عتاة الأرض وظلمتهم وجبابرتهم والكفرة منهم، أمّا المؤمنون فلا ينزل بهم وعيد الكافرين، ولا يُخاطبون بمستوى مماثل من الترهيب على صغائر المعاصي -وحتى كبائرها- بآياتٍ نزلت في غيرهم.

تحسّسوا مواضع ذكركم كلام الله، لئلا تحرّفوه عن مواضعه بغير علم..
1
164

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
بارك الله فيكِ
ويعطيكِ العافية