من أسرار الصلاه

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (واقيموا الصلاه ) وقال (المقيمين الصلاه )

لا تكاد تجد ذكر الصلاه فى القران الا مقرونا باقامتها فالمصلون فى الناس قليل ومقيم الصلاه منهم اقل وليس من كانت الصلاه ربيع فلبه وحياة له وقرة لعينه وذهاب لغمه كمن كانت قيدا لجوارحه وثقل عليه
قال الامام احمد انما حظهم من الاسلام على قدر حظهم من الصلاه ورغبتهم فى الاسلام على قدر رغبتهم فى الصلاه فارف نفسك يا عبد الله
فالقلب الذى يفرغ لله يقبل الله عليه اولا وبهذا الاقبال يقبل العبد على ربه وينجذب اليه
وهنا تحصل عجيبه لمن تفقه قلبه فى معانى القران عجائب الاسماء والصفات بحيث يرى لكل اسم وصفه موضغ من صلاته فانه اذا انتصب قائما شاهد بقلبه قيوميته واذا قال الله اكبر شاهد كبرياءه وهكذا

ويشهد المصلى مجد الله فى قوله( مالك يوم الدين) واذا قال (اياك نعبد واياك نستعين ) وجد فيها سر الخلق والامر والدنيا والاخره ومتضمنه لاجل الغايات وافضل الوسائل
* ومن اسرار الصلاه عندما يقول( اهدنا الصراط المستقيم) يشهد قلبه شدة فاقته وحاجته اليه

* ومن اسرارها التامين وهو من زينة الصلاه ورفع اليدين زينة الصلاه واتباع للسنه وتعظيم لامر الله وعبودية اليدين وشعار الانتقال من ركن الى ركن

* ومن اسرارها ان هياة القيام خصت بالحمد والثناء والمجد والتلاوه ولهذا نهي عن قراءة القران فى الركوع والسجود لانهما حالتا ذل وخضوع ولهذا شرع فيهما من الذكر ما يناسب هيأتهما وحالة الخضوع تناسب عظمته وكبرياءه
*وسر الركوع تعظيم الرب
*وعند الرفع من الركوع يقول سمع الله لمن حمده اى سمع قبول واجابه

* وعندما يقول ملء السموات وملء الأرض اى ملء العالم العلوى والسفلى والفضاء وما بينهما
فهذا الحمد قد ملا الخلق الموجود وما يخلقه بعد ذلك ويملا بعد ذلك ما يشاء زمان ومكان

*ومن الاسرار ان العبد يخر ساجدا غير رافع يديه لان اليدين تنحطان للسجود كما ينحط الوجه فهما تنحطان لعبوديتهما فاغنى ذلك عن رفعهما

* والسجود سر الصلاة وركنها الاعظم وما قبله من الاركان كالمقدمات له فهو شبه طواف الزياره فى الحج واقرب ما يكون العبد لله فى السجود ولهذا كان الدعاء فيه اقرب للاجابه ويرد الغبد الى السجود لتتمثل له حقيقة التراب الذى خلق منه وهو يضع اشرف شىء على الارض واعلاه وقد صار اعلاه اسفله خضوعا بين يدى ربه الاعلى وتذللا له وهذه الهيءه من تمام السجود

* ومن تمام السجود ان ياخذ كل عضو من البدن حظه من الخضوع فيقل بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه وعضديه عن جنبيه ولا يفرشهما على الارض ليستقل كل عضو منه بالعبوديه

واذلك اذا راى الشيطان ابن ادم ساجدا اعتزل يبكى واثنى الله سبحانه على الذين يخرون سجدا عند سماع كلامه ولما علمت السحرة صدق موسى وكذب فرعون خروا سجدا لربهم فكانت تلك السجده اول سعادتهم وغفران ما افنو فيه اعمارهم من السحر ولذلك اخبر سبحانه عن سجود جميع المخلوقات فقال تعالى (ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) وقال (الم تر ان الله يسجد له من فى السموات ومن فى الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ) فالذى حق عليه العذاب هو الذى لا يسجد

*وتكرار السجود فى الصلاه اكثر من تكرار سائر الاركان وجعله خاتمة الركعه وغايتها وكان وصف الرب بالعلو فى السجود فى غاية المناسبه لحال الساجد

*والتحيات فى وسط الصلاه فيها راحه للمصلى لاستقباله الركعتين بنشاط وقوه

*والدعاء قبل السلام افضل من الدعاء بعد السلام وكانت عامة ادعية الرسول فى الصلاه

فى الاستفتاح والركوع وبعد الرفع منه والسجود وبين السجدتين وفى التشهد وقبل التسليم وكان اذا دعا لقوم جعله فى الصلاه بعد الركوع

*ومن اسرار الصلاه التكبير وهو يتضمن تفاصيل افعال الصلاه واقوالها وهيئاتها فالصلاه من اولها الى اخرها تفصيل لمضمون الله اكبر



اللهم ارزقنا حلاوة الصلاه وخشوعها وقبولها


منقول من كتاب رسالة الصلاه لفضيلة العلامه محمد عبد الرازق حمزه