من أقوال الدكتور خالد الحداد

الملتقى العام


*هيبقى فهم ناقص إذا آمنت بأن الدعاء يُغَيِّرُ القدر من غير ما (تستوعب) أنّ الله وضع في الحياة نواميس (قوانين)..
مثال :
لديك مثلي أحبال صوتية ملتهبة في كثير من أيام السنة لأنني (أنا) الذي أُجهِدُها كثيراً مع وعي تام بذلك.
فمكثت تدعو الله أن يرزقك بأحبال صوتية من الذهب الخالص لا تبلى
وفي نفس الوقت ما زلت مُصِرّاً على الاستعمال السيء لها !
لازم تضع المفهومَيْن في بالك حتى لا تظلم الدعاء.
(إن الله لا يُغَيِّرُ ما بقوم...حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفُسِهِم).


*هناك إفراط وتفريط في موضوع (منظرنا قدام الناس).
فلا يستطيع الواحد منا العيش مع قوم ضد ما اعتادوا عليه من عادات معيشية..وإلا سوف يصبح منبوذا منهم.
وعلى النقيض..لما حياته تبقى لجامها هو (منظري قدام الناس) سوف يفقد طعم حياته ويصبح متوترا معظم الوقت.
التوازن هنا جيد.


*لن يستطيع الواحد منا إدراك (كل) ما يتمناه في الحياة الدنيا...
حتى لو ما يتمناه ليس له شأن بالأمور المادية.

حتى لو كان معاملة طيبة ممن يحيطون به جزاء وفاقا لما يعاملهم به من معاملة طيبة خلوقة.
هذه حقيقة صعبة...وتحملها ليس بالأمر الهين خاصة أن قلبك وعقلك وروحك يحدثونك كل يوم...أنا أستحق ذلك..ويدخل ثلاثتهم في معارك نفسية مختلطة عصيبة عنوانها...
ولم لا ؟

ولماذا أنا؟
وكيف الصبر على ما لم أحط به خبرا!
والصبر مر...
وحصاده متأخر يوم الدين لو كنت صدقت الاحتساب.
ويتعب جسمك ساعيا لنيل ما تتمناه...
ولكن الله لا يقدر لك.
إذن...مستوى الإيمان بالمقسوم والمكتوب والمقدر هو الشيء الوحيد الذي يحدد مستوى معاركك ومدى شراستها.
فلنجتهد جميعا للعمل عليه...
هو صعب ولكنه الحل الوحيد لتهدئة النفس العاملة التي لم تنل حظا تعتقد استحقاقه في الدنيا.


*(قطعُ) العلاقات مع أحدِهِم بسبب عدم مباركته أو عزائه لك أو عيادتك وأنت مريض أو مشاركته في تعليقات منشورٍ لك كنت تشكو فيه ألَماً...ينُمُّ عن ضعف رُشدك وصِغَرْ عقْلك وتحكّم العاطفة بأفعالِك..
أنت لا تدري ما به هو...قد يكون به أضعاف أضعاف ما تمُرُّ به ولكنه لا يكتب ذلك مثلك كل ربع ساعة...ولا يخبرك بمن فقده ولا بأحوال صحّته.
ولعلّه أساساً لا يعرف...لأنه لا يُدمِن تصفّح منصات التواصُل مثلك أيضاً.
*وقالوا أنّ الارتباط بشخصية فارغة يُشكِّل لطَرَفي العلاقة عِبئاً نفسيّاً وعاطفيّاً مع مرور الوقت، فهو إضافة للرتابة المُمِلّة التي قد يتّسِم بها التواصل بينهما، إلا أن الأخطر من ذلك هو أن يصبح جزءاً من دور أحد طرفيها ملء وقت فراغ الآخر له، لا الاستمتاع بوقت الفراغ معه.
*يا أيّتُها الفتاة النقيّة التي جرحوكِ طويلاً..
أخبري أولئك الذين تجرّعتيهم دواءً فكانوا هم الدّاء..
أخبري أولئك الذين دنّسوا براءتك وجعلوا منكِ امرأةً باتت تخشى نفسها..
أخبري أولئك الذين أحبّوا قُوّتك وباتوا هم ضعفك..
أخبري أولئك الذين أيقظوا أُمومتك سِرّاً واشتهوكِ جَهراً..
أخبري أولئك الذين أهداهم قلبُكِ سلاماً يوم أَتَوْه لاجئين.فخانوه وهجروه..
أخبري معشر "الصادقين كَذِباً"..ألا يعودوا..
لا تتركيهم يخدعوكِ ثانيةً ويخبروكِ أنّهم اشتاقوا لمعرفة تفاصيلك...فما عُدتِ أنتِ أنتِ..وما عاد لهم مُتّسعٌ فى قلبِكِ النقيّ الطاهر.



*القسوة المتكررة سواء بإرادتك أو كما تقول (غصب عنّك) تقتل بذور الحب فى تربة قلب من حولك مع الأيام..فلا تلبث أزهارُهُ أن تَجِفَّ وتتساقط..فلا تستطيع استرجاعها إلا بمعجزة.

*الإخلاص الحقيقي صعب..ويحتاج تربة نفس صافية خالية من الشوائب.
وهذه الأخيرة لها ارتباط كبير بظروف نشأة كل منا وما استقر في نفسه منذ سنوات الصغر والشباب.
عموما...فلنجتهد جميعا في الوصول لدرجة منه...فهو مريح للنفس..لطيف للروح..محفز للهمة...شاحذ للعقل والاستمرار

*يشكر أُناسٌ أُناساً أنّهُم (قبلوهم كما هُم) بكل حجم أذيِّتهم لهم...وهم بسبب أنانيّتهم وتمحورهم حول ذواتهم لا يُبصِرون كم الأشواك التي يمشي عليها كل يومٍ من يقولون أنّهم قبلوهُم ! ولا كم الحسرة التي تملأ قلوبَهم المطعونة بالخناجر !
الأمر وما فيه أن من تقول أنهم قبلوك لا يملِكون خياراً آخر...أفَهِمت؟
لابد أن تفهم..لأنّك إن لم تفهم سوف تُمعِن في أذيّتهم حتى تُحوِّلهم لأشلاء.


*أعلم أنهم خذلوك.
ولكن جاهد ألا تظهر الصورة الأسوأ منك.
حتى لا تخذل أنت نفسك.

*حذار أن تتخذ قرارك أو خيارك بناء على الانبهار الأول.
الانبهار الأول يضخ كل ما في القلب من دماء للعقل فيتعطل أغلبه.
جاهد هذا الأمر لأنه معركة..خاصة إن كنت جوعانا للقرار من فترة.
اسمع كلامي..لن تندم بإذن الله.

*ليس كل شيء يحدث في البيوت يمكن أن يسرد على منشور في الفيسبوك أو غيره...قد يؤذي ذلك أحد أطراف البيت دون أن تحتسب.
فلنرشد في ذلك حتى لو ملأتنا الرغبة في التعبير...لا ضرر ولا ضرار.



*يقولون أن من عانى إهمالًا عاطفيًا في طفولته، يلازمه شعور انعدام أهليّته للحب. فكل محبّة يحصّلها هي مهددة بالزوال عنده، إذ كيف يطمئن لاستحقاقه الحب في حين أنه لم يفهم إلى الآن لِمَ لَمْ ينجح في تحصيل محبة أسرته في المقام الأول!

*تأثيرُك الإيجابي على إنسان..ليس تأثيراً عليه وحده فحسب..بل هو تأثيرٌ مُمتَدٌّ يصل لأسرته ومجتمعه ومحيطه وكل من يتواصل معه..سُرورٌ تُدخِلَه عليه أو همٌ تُفرجه عنه أو خدمةٌ تُسديها إليه..صلاحٌ يعمُرُ قلبَه..أو سكينةٌ تعُمُّ نفسه، أو وعيٌ يُغيِّر فكره..أو نُصحٌ يُصحِّح مسارَه..وكلما كان التأثير أعمق كان صداه أبعد.


*الاجتهاد في إظهار الطرف الآخر إن الغلط راكبه...لن يفيد علاقة إنسانية يرغب أطرافها في الاستكمال والتقدم.
وإنما ما سوف يفيد حقا...هو (توحيد توقعات كل طرف من الآخر مستقبليا) مع (الاجتهاد في مسح ما حدث في الماضي من الذاكرة بالتدريج...وعدم ذكره) بعد رد الحقوق المعلومة.
كل هذا يتطلب (شجاعة نفسية وثقة بالنفس) من الأطراف.

*وقد تغرق في بئرٍ عميقةٍ من المشاعر السلبية عصيّة الفهم عليك أنت شخصيّاً...
ما بالُك بغيرِك؟!

اسمح لها بزيارتك وأحسن ضيافتها بالاعتراف بها..
هي تفاصيل وأرواح أيّامٍ سابقة اشتاقت لك وودّت أن تزورُك بكل قسوة الاشتياق والأحضان والالتصاق.
لا تثريب عليك...ستذهب كما ذهب غيرُها...لا تيأس.*
0
440

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️