من أكون ؟؟! ~

الأدب النبطي والفصيح


دقيقة .. دقيقتان .. ثلاث دقائق

تتاقطر الدقائق ببطء شديد
تثير أفكارا غريبة ، تنوي إرسائي على بر الجنون
ببن جدران أربعة متهالكة
وبجوف السكون ..
أطلقت تنهيدة عميقة مع عبارة " من أكون "
"من أكون"

" من أكون " ؟؟؟

سؤالا وجهته إلى نفسي ..

ولكن جوابها ؟؟ عينين فارغتين
تحمل معالم الجمود ..
بأي نظرة أُرى من قِبَلِ غيري
نسيم عليل أم وحش مسعور


بل ماذا أريد أن أكون ؟؟
حائرة .. عاجزة
عن فهم ذاتي ..
عن مقاصدها وماذا تريد ..
أشعر بأنها أحيانا ترتقي ..
من ثم تنخفض إنخفاضا شديد
تارة تكون جبلا شامخا ، وعند إختلائي بها
تختفي كل معالم ذلك الشموخ ..


بعد كل هذه الصراعات ..
سألت ثانية ..
كيف لي أن أفهمك و أعلم ماذا تريدين ؟
ماهي البذور التي لابد أن أزرعها اليوم وأنساها
من ثم أرى ثمارها يانعة لتذكرني بها ..؟؟


والآن ..
أأكل ما أفعله صحيح ..
أمبادئي تحتاج إلى تغيير ؟ ..
أمن طريق آخر أأمن لي؟ ..
أقل وعورة ، دون منعطفات كثيرة ، والأهم غير مخيف !
أعود وأسئلك ..
أأكل ما أفعله صحيح ؟؟
وإن كان خطئا ، فما هي توجهاتي المستقبلية إذا
من جميع هذه التساؤلات .. إنطلقت رحلتي الإستكشافية ..
قد يتعجب أحدهم منها .. ولكن أعلم بأنها تفيدني ..
بدأت أتشرب معاني الذات ..
وأخضع عقلي لفهم ما يريد قلبي ذاتا ..
وأن أوجه كل حواسي في تحديد المصير
كفى عبثا .. كفى عشوائية .. إهمالا وتسويف
كل هذا ظهر إنعكاسا لنتائج كثيرة متراكمة ..
ليرن بعدها جرس الإنذار محذرا من عواقب وخيمة ..
تبيتني في أسفل وأعمق القاع ..


دقيقة صمت .. إراحة عقلي المنهك .. وقلبي الضعيف
سألت سؤالا ثالثا مغايرا تماما .. قد حان الوقت لأوجه لنفسي
بنظرهم من تكونين ؟؟
بقواميسهم .. بفكرهم .. أمن أولياتهم ..
أم مركونة في الرف ..
وملئك الغبار دون أن تعلمين ؟!
ولكن قبل هذا ..
أعلم بأنني أراهم كل شئ ..
بمعنى لونا للحياة وكعطر الزهر
لكن .. فلتبتعدي ..
فالتتركيهم .. لأن حتما وجودهم سوى جمادا
تهدرين به وقتك فقط بمجرد مروره مرور الكرام على دماغك
وكيف ستكونين أفضل ؟؟
أنتي تحتاجين إلى خليل يعاونك ، يوجهك عندما تخطأين .. يسندك عندما تكاد تعقين
لا تحتاجين إلى جمادا يتحول بشرا عند غيرك ..
لن يفيدك ، وبذلك لن ترتقين ..
يا نفسي ..
إن أرهقت .. إن تعبت من قبل أحداث فظيعة
إن كنت قد ترين أن ما تبقى من دربك الكثير
فلتنظري إلى الخلف ..
لا عليك أنجزتي ما كنت تريدين
أتنظري إلى تلك الحديقة ..
لتعودي بضع سنوات قليلة إلى الخلف ..
كانت مليئة بالأشواك .. واليوم يفوح منها عطر الياسمين
إذا لا وجود للمستحيل .. وأنت قادرة على أن تكوني ماذا تريدين
أنظري يا نفسي إلى الجهة الثانية ..
قد يكون هناك أفراد منذ زمن طويل ..
يقعدون على مقاعد الإنتظار
ينتظرون قطارك أن يمر بسكتهم .. رغم أن واقعهم قد يصنفه إلى المستحيل
أولئك من تستحقينهم ويستحقونك ..
أولئك معهم ستكونين قادرة على الإنجاز
معطاءة وتتبادلين الكثير من الخبرات والمعارف
إذا كم هذه الحياة جميلة ..
فقط لابد ببعض الأوقات أن تجرعي الصبر .. وأحيانا أخرى
تتسلحي بالصمود أمام العقبات ..
وقبل هذا أن تكوني فاهمة لذاتك ماذا تريد
وماذا تكون ..


"حديث طويل جدا .. وجهته إلى نفسي عندما إختليت بها بغرفة مطبق عليها السكون ، فارغة من الماديات لكن تزدحم بأفكاري ، قد نحتاج من حين إلى آخر إلى هذه التساؤلات
الكثيرة ، ولتجديد أهدافنا ومطالبنا ، وكل ذلك يصب في مصلحتنا وللإرتقاء دوما بأنفسنا "



10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
الغالية ذوق احساسك هنا متميز وحروفك واضحة وجريئة في مواجهة النفس ... نحتاج لمثل هذه اللحظات من فترة لأخرى لتجديد الأمل ولمواجهة العيوب ومحاولة إصلاحها ولترتيب دفاترنا واولوياتنا كل حسب كل مرحلة ... لنتعلم من الماضي وننعم بالحاضر واستعد للمستقبل ... سلمت يداك حبيبتي ودمت بود
رحيق وندى
رحيق وندى
وقفة مصارحة مع الذات ..... المواجهة المؤلمة مع صراع القلب والعقل
فعلا ذوق نحتاج لكم كبير من الشجاعة والجرأة للوقوف هذه الوقفة ووضع النقاط على حروف تحمل الكثير من الاستفهامات
جميل بوحك وجريء والاجمل انك حسمت امرك وعرفت موضع قدمك
صمت الحب**
صمت الحب**
جميلة أحاديث النفس ياذوق
والأجمل أن تصل بنا ونصل بها لبر الأمان

وليكن كتاب الله هو الخليل الذي تحتاجينه ليعينك ويوجهك ويدلك على الصواب ...

عندها لن تجدي وقتاً لتفكري بأي واحد من البشر قد خذلك .




استمري حفظك الله
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ذوق الغالية : كوني أنت دائماً .
. إياك أن تخذلي نفسك ..
كوني صادقة معها ..
انصريها حيث تبصر ..
وبصريها حين تعمى ولكن لاتتركيها لرياح الأيام الهوجاء ..
تعصف بها كيف تشاء ... ( لنفسك عليك حقاً ) ... فلا تظلميها..
فنحن محاسبون على أنفسنا ...
( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي .. ...)
كلّ منا مسؤول أن يهذب نفسه .. يصقلها بالألم تارة .. ثم حين تطيعه بالحق ..
يكافئها بقطعة من حلوى الفرح ..
لنكن متوازنين عادلين بيننا وبين الناس ..
وبيننا وبين أنفسنا ..!
حديثك مع النفس حوار رائع ووقفة جادة ويقظة صريحة ..
فلنطلب رضا الله في تعاملنا مع الناس ومع أنفسنا.. ونوكل أمورنا إليه ، ونتحرى العدل والصواب
أسلوبك ارتقى فكرة وتعبيراً وتجمل وتعمق ..
مزيداً من إحساس نطمع أن نقرأ .. بوركتِ !
ملاحظة بسيطة لاتنوش المعنى الجميل :
بعض الهفوات الإملائية البسيطة تداركيها .. نحن أخوات نساند بعضنا ونرشد بعضنا
فخذيها بهذا المعنى وجل من لايخطئ .،
بارك الله بك واستمري في غرس ورودك اليانعة هنا في واحة الذوق ..!
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
الغالية ذوق احساسك هنا متميز وحروفك واضحة وجريئة في مواجهة النفس ... نحتاج لمثل هذه اللحظات من فترة لأخرى لتجديد الأمل ولمواجهة العيوب ومحاولة إصلاحها ولترتيب دفاترنا واولوياتنا كل حسب كل مرحلة ... لنتعلم من الماضي وننعم بالحاضر واستعد للمستقبل ... سلمت يداك حبيبتي ودمت بود
الغالية ذوق احساسك هنا متميز وحروفك واضحة وجريئة في مواجهة النفس ... نحتاج لمثل هذه اللحظات...
وسلمت غاليتي على هذا التعليق ..
إن كنا لا نواجه أنفسنا ..
فمسير حياتنا سيبقى على نفس الوتيرة
روتين ممل ، نتعايش معه رغما عنا
ولكن هذا ما لا نحتاجه
فبما أن لكل يوم صباح جديد
أيضا حياتنا ، أنفسنا تحتاج إلى هذا التجديد
حتى تكون قادرة على العطاء أكثر
شكرا لك غاليتي ثانية ، ووفقك الله يا حنين