الدين النصيحه

الدين النصيحه @aldyn_alnsyhh

عضوة شرف عالم حواء

من أمجادنا... فتح أنطاكيا...

الملتقى العام

الظاهر بيبرس يفتح مدينة أنطاكية بعد 175سنة من الأسر الصليبي .
(أنطاكيا- الشام)
الأحداث /
هناك في صفحات التاريخ الإسلامي الكثير من المواقف الخالدة التي تثبت حقيقة هامة يغفل عنها كثير من المسلمين خاصة في أيامنا هذه لانقطاعهم عن تاريخ أمتهم هذه الحقيقة أنه مهما طالت فترة احتلال العدو لبلاد المسلمين فإن هنا لا يعطيهم صك ملكية لهذه الأرض فالإسلام يعلم أتباعه ومن يدينون به أل يستسلموا للظلم الواقع عليهم بل يسعون لتغييره ولو بعد حين ومهما طالت سنوات الاحتلال فإن المسلمين لابد أن يحرروا أرضهم ويعيدوا شعائر الإسلام على ربوعها مرة أخرى وصفحتنا هذه صورة من صور سعي المسلمين لتحرير أرضهم وطرد عدوهم ولو بعد حين .

في سنة 491هـ اندفع الصليبيون بأعداد كبيرة بعد مباركة المجمع الكنسي في روما بقيادة البابا أوربان الثاني للحملات الصليبية في بلاد المسلمين وكانت أول مدينة وقعت تحت نير الاحتلال الصليبي هي مدينة أنطاكية التي كانت تمثل عندهم مكانة خاصة لأنها كانت كرسي مملكة هرقل أيام الفتح الإسلامي للشام وكان سقوط هذه المدينة في جمادى الآخرة كما سبق وذكرناه في أحداث هذا الشهر وقد جاء نتيجة خيانة أحد مستحفظي الأبراج في المدينة ومن هذا التاريخ صارت هذه المدينة بيد الصليبيين الذين أزالوا عنها معالم الإسلام تماماً وحولوا جوامعها كنائس وحصنوها بقوة لتكون نقطة انطلاق صليبي على بلاد المسلمين وبالغوا في تحصينها فبنوا عليها سوراً طوله اثنا عشر ميلاً ومائة وستة وثلاثين برجاً ووسعوا دورها وبيوتها لتكون دار هجرة لكل صليبي حاقد يريد الإغارة على بلاد المسلمين حتى أن عدد شرفاتها قد بلغ أربعة وعشرون ألف شرفة .

عندما ظهرت أسرة أل زنكي العظيمة وقاومت الحملات الصليبية وردت كيدها وتعاقب عماد الدين زنكي وولده نور الدين محمود ومن بعدهم صلاح الدين الأيوبي لم يستطع أحد منهم أن يفتح هذه المدينة أو حتى يقترب منها لحصانتها الشديدة وكثرة عساكرها واستمر الحال على ما هو عليه حتى ظهرت القوة الكاسحة الغاشمة الجديدة ألا وهي قوة التتار الذي انساحوا في المعمورة يمنة ويسرة كالوحوش وشعر كل من المسلمين والصليبيين بخطورة هذه القوة الغاشمة ودب الخلاف بين الصليبيين وفشلت حملاتهم على دمياط مرتين وآلت دولتهم في الشام إلى الاضمحلال والزوال في حين علا شأن المسلمين بعد أن ظهرت دولة المماليك الفتية القوية التي استطاعت أن تنقذ البشرية كلها عندما استطاعوا أن ينتصروا على التتار في عين جالوت وبعدها ظهرت شخصية قوية في تاريخ المسلمين وهو الظاهر بيبرس الذي تولى سلطنة المماليك سنة 658هـ فأخذ على عاتقه إعادة بناء الخلافة الإسلامية مرة أخرى واسترجاع بلاد المسلمين من يد الصليبيين في سواحل الشام وطرد التتار من أرض الشام والجزيرة وكلها مهام شاقة تحتاج لعزيمة حادقة وهمة عالية علو الجبال .

بدأ بيبرس رحلته لتحرير الأرض الأسيرة بطرد التتار من الشام حتى العراق ليتفرغ للعدو الأصلي الصليبيين حتى لا يقع بين نارين وبدأ يأخذ البلاد واحدة تلو الأخرى ففتح قيسارية وأرسوف وصفد وأعدم المقاتلين في هذه البلدة لكثرة أذيتهم للمسلمين ثم أخذ الكرك ويافا وضرب قلعة عكا وأخذ حصن الشقيف ومهد السبيل للنزول على مدينة أنطاكية الضخمة .

قام بيبرس بإظهار أنه يريد بلداً أخر غير أنطاكية فنزل على حمص ومنها إلى حماة ثم إلى فامية ومنها إلى منزلة أخرى وكان يسير بالليل وينزل على البلاد بالنهار حتى لا تظهر وجهته الحقيقية حتى نزل منزلة معينة وأمر جنوده بالراحة ومكث فيها فترة ثم أمر جنوده بأخذ عدة الحرب ليلاً وسار مسرعاً بجنوده حتى نزل على أنطاكية وأحاط بها كالسوار بالمعصم من كل مكان فأصبح أهل أنطاكية وفوجئوا بحصار بيبرس لهم فأسقط في أيديهم ولكنهم امتنعوا بمدينتهم ظانين أن حصانتها ستمنعهم من أمر الله ولكن شدة الحصار وكثرة الجند وقوة العزم على الفتح جعلت أهلها يفكرون في طلب الأمان من بيبرس فخرج وفد منهم لبيبرس للتفاوض معه فاشترط أهل أنطاكية شروطاً لهم لم يقبلها بيبرس ورفضها بشدة وردهم خائبين وصمم على فتحها بالقوة وبالغ في حصارها وقطع عنهم الإمدادات وللخطة البارعة في الهجوم على المدينة لم يكن لديهم مؤن تكفي للصمود أمام الحصار الطويل وبالفعل تم بحول الله وقوته فتح المدينة في 14 رمضان 666هـ وحرر بيبرس أسر كثير من أسارى المسلمين كانوا لديهم بالسجون خاصة الحلبيين .
نقلا عن
http://www.islammemo.com/history/history_9/history_9_14_2.htm
0
508

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️