من أهم أسباب السعادة الزوجية أن لا ينظر الزوج إلى غير زوجته من النساء الأجنبيات مطلقًا ، ولو كانت هذه الغير خادمة سوداء أو كبيرة في الخمسين من عمرها أو صغيرة تدرس في الصف الرابع الابتدائي ؛ فليس عند الزوجة تفصيل في مسألة نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية ، ولا يقع هذا النظر بريئًا أو بدون شهوة كما يقول بعض فقهاء الظاهر ، ومن لا خبرة له بأحوال القلوب . بل لا ينظر حتى إلى غير الأجنبية ، وهي المحرم التي لا يحل نكاحها ؛ كالأخت أو بنتها أو ابنة الأخ إذا كانت متبرجة مبدية صدرها أو ظهرها أو جميع ساقها ... قال القرطبي في تفسير سورة النور : ولقد كره الشعبي أن يديم الرجل النظر إلى ابنته أو أمه أو أخته ، وزمانه خير من زماننا هذا !
لا تقل : لا أحد يسلم من نظرٍ ليس له ، محتجًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر ...) ؛ فهذا احتجاج بالقدر على العيب والمعصية ، بل يجب أن تأخذ بأسباب البعد والسلامة من هذا النظر ، وقد قال عنترة - وهو جاهلي - :
وأغض طرفي حين تبدو جارتي حتى يواري جارتي مأواها
- فلا تذهب إلى حيث توجد نساء متبرجات أو كاشفات لوجوههن ؛ كالأسواق ؛ إلا للحاجة ؛ فإن كان لك فيها حاجة فاذهب لقضائها في وسط الأسبوع لا في آخره ، وفي أول المساء لا في ذروته ، وكذلك مع الأسف المسجد الحرام في هذه السنين فمن نصح لنفسه فلا يذهب إليه إذا كثر فيه النساء السافرات عن وجوههن إلا للحج أو العمرة الواجبين ، ولا يجبان غير مرة واحدة في العمر ... وإن كان لا بد من الخروج إلى الحدائق أو البحر فابتعد أنت وزوجتك عن الأنظار .
- ولا تنظر إلى التلفزيون ولا تقرأ الجرائد والمجلات ولا تتصفح الانترنت .
- ولا تتحدث عن الجمال والمفاضلة بين صفاته ، ولو نقلاً عن غيرك ، ولا تثني على جمال محْرم لك أو جمال بعض جسدها كشعرها أو أنفها ؛ فإن ذلك مما يثير غيرة الزوجة .
- ولا تستمع إلى الأغاني والقصائد الغزلية ، ولا إلى من يتحدث عن النساء والجمال والحب .
فكن غافلاً عن كل ذلك ، و تذكر قول الله تعالى في سورة النور : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) .
واقنع بزوجتك ، ولا تمدن عينيك إلى غيرها ؛ فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى ، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ، ومن قنع استغنى ، فليس الغنى بكثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس ، والقناعة غنى وعز بالله ، وضدها فقر وذل للغير ، ومن لم يقنع لم يشبع أبدًا ، ففي القناعة العز والغنى والحرية ، وفي فقدها الذل والتعبد للغير ، وقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ؛ فإذا أبصر أحدكم امرأة ؛ فليأت أهله ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه ) ، وروى الترمذي نحوه وزاد : ( فإن معها مثل الذي معها ) .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ) ، قال العلماء : معناه : الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء ، والالتذاذ بنظرهن ، وما يتعلق بهن ، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له . ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها ألا تخرج بين الرجال إلا لضرورة ، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها ، والإعراض عنها مطلقًا .
ومعنى الحديث : أنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته أو جاريته إن كانت له ، فليواقعها ليدفع شهوته ، وتسكن نفسه ، ويجمع قلبه على ما هو بصدده .

الأهدلية @alahdly
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

* زهرة الأوركيد *
•
جزاك الله خير ونفع بكِ

الصفحة الأخيرة