سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

من أين يأتي المرض

الصحة واللياقة

يمرض جسم المجتمع وتنتشر فيه الجريمة والفساد عندما ينحرف شعبه عن النظم والقوانين الإجتماعية.



ويمرض جسم الإنسان وتنتشر فيه الأوبئة عندما ينحرف عن قوانين الطبيعة.

ينحرف الإنسان عن قوانين الطبيعة تحت مظلة التقدم والمدنية. مستبدلا الممارسات وأساليب الحياة الطبيعية والفطرية بأخرى إصطناعية التي يرجع وجودها إلى عوامل تجارية لا تمت للطبيعة أو لإحتياجات الإنسان بأي صلة.

ولا يمكن مقارنة الأساليب والأغذية الطبيعية من ناحية تكوينها الطبيعي الحي الذي وضعه الخالق وخصصه ليتلاءم مع طبيعة الإنسان مع البديل الإصطناعي مهما بلغ من تقدم وتطور.



وكما اخترع علماء التغذية في الغرب طعاما للبقر مبني على العلم وأصول التغذية أدى في النهاية إلى جنون البقر, فالإنسان يعيش نفس المأساة ويتباهى بجنونه ومرضه ظنا منه أنه يعيش نشوة المدنية في الوقت الذي يفتش فيه عن العلاج والعقاقير التي تلازمه طوال حياته.



يظن الذي يستعمل بوق السيارة للعشرات من السيارات المتراكمة أمامه لتفسح له الطريق أنه إنسان عادي, بل هو تخطى مرحلة جنون البقر لأنه يمارس البوق يوميا ولعشرات السنين دون أن يتعلم أنه لا يجدي نفعا ويسبب الإزعاج والإرهاق العصبي للآخرين.



يبعد الإنسان عن بيئته الطبيعية عندما يعيش في أجواء التلوث ويتنفس من دخان عوادم السيارات ودخان المصانع والمعسل.

وقد يكون دخان السيارات والمصانع من الصعب تجنبه, ولكن يبقى المعسل في تصرفنا ونستطيع التخلص منه. وإن فشلنا في التخلص منه فنحن لا نستحق أكثر من دخان السيارات والمصانع.

وعلينا توقع العديد من الأمراض الناتجة عن افتقار الجسم إلى الأوكسجين.



باستبدالنا الفاكهة الطازجة بحلويات صناعية نفقد أهم الأغذية التي تصون أجهزة المناعة الغنية بعناصر الحياة الحية.

باستبدالنا الطعام الطازج النيء بآخر معلب ومصنع وملون نفقد أهم المعادن وعناصر الحياة التي تصون كياننا الجسدي.



باستعمالنا النظارة السوداء فإننا نغير النور الأبيض الذي وضعه الخالق لنا, ونتعرض لمشاكل الأمراض العصبية.

وهناك الكثير من الإنحرافات التي لا تنتهي, وكلها يسبب المرض.



من منكم يخصص وقتا للإهتمام بصحته؟

ومن منكم يخصص ميزانية مالية (Budget) لصحته ؟



ولكن كيف يوظف الوقت أو المال للإهتمام بالصحة ؟


من يهتم بتطوير مستوى ونوعية حياته ؟ التي يظن الكثير أنها اقتناء الأدوات والالكترونيات المتطورة.



ومن منكم لم يجد نفسه يوما مضطرا رغما عنه لدفع مبالغ طائلة للعلاج. أو يجد نفسه مضطرا أيضا رغما عنه إلى التفرغ للعلاج في أحد المستشفيات.

كان بالأحرى أن تخصصوا وقتا بإرادتكم للتعلم والقراءة عن الصحة, أو للنزهة في الطبيعة, أو ممارسة الرياضة البدنية, كما كان عليكم أن تخصصوا ميزانية لتحيطوا علما بكيانكم الجسدي وما يلزمه من صيانة, بدلا من تخصيص المال والوقت وهدره وضياعه في أروقة المستشفيات رغما عنكم.



وفي هذا العصر أصبح أبناء الجيل الجديد موجهون نحو تيار الحياة الإصطناعية طعاما كانت أم أسلوب حياة.

ويجهل أبناء الجيل الجديد التاريخ جهلا كاملا.

ولا يعلمون كيف أكل وصمد أجدادهم وعاشوا طويلا بدون طبيب أسنان, وبدون مسكنات كالتي تستعمل يوميا في العالم المتحضر, وبدون المعقمات والمنظفات المتطورة.

التاريخ المهمل من الجميع هو الإثبات القاطع عن نوعية حياة الأجداد التي لن يحققها أبناء الجيل الجديد في المستقبل عندما يصلون إلى أعمارهم.

كم هي نسبة البدانة (السمنة) في جيل الأجداد مقارنة بالأحفاد.

كم هي نسبة الأسنان المسوسة في جيل الأجداد مقارنة بالأحفاد.

من من الأطفال أو أبناء الجيل الجديد لم يذهب مرارا إلى طبيب الأسنان.

كم من أبناء الثلاثين الآن مصابون بترقق العظام وارتفاع معدل الكوليسترول.

نادرا ما نرى الآن أطفالا يتمتعون بالوجه النضر والخدود الحمراء.

بل على العكس غالبيتهم الآن مصابون بالربو والإلتهابات المزمنة.

الأطفال الصغار والكبار هم أكثر الضحايا لأنظمة الطعام الإصطناعية إذ أنهم يتأسسون على أكل الشيبس والمشروبات الغازية منذ نعومة أظفارهم. ولم تسنح لهم الفرصة لإستهلاك الطعام الحقيقي كالفاكهة والخضار والحبوب والمكسرات النيئة وغيرها. وهم الأكثر تعرضا للأمراض في عصرنا اليوم.



لقد إختفت عوارض الصحة التي عرفناها في السابق. كانت مشاكل الأسنان والترقق والكوليسترول تصيب المسنين ولكنها اليوم أصبحت من سمات الشباب الذي تجاهل التاريخ وأصبحت البرتقالة تعني له بديلا عن الشوكولا ويتقبلها بصعوبة.



كيف سيصدق أجدادنا أن المشي والعمل الجسدي وأكل الفاكهة والخضار الطازجة سيصبح يوما من الأيام وصفة طبية.



هذا يدل على أننا نعيش نوعية حياة متخلفة ومتدنية.

الحيوان لا يحتاج إلى هذه الوصفات لأنه مطيع لقوانين الطبيعة.



المرض والعافية يصنعهما الإنسان.

من يوجهنا إلى الحياة الصحية ؟
ولماذا نلام لجهلنا الحياة الصحية ؟

لن يوجهنا أحد وسنلام إلى الأبد لأننا لا نستخدم المنطق, ولا نخصص وقتا ومالا للثقافة.

المنطق يقول أن أجداد أجدادنا عاشوا ملايين السنين في أصعب الظروف في ظل الحياة الطبيعية التي توفر كامل إحتياجات الإنسان.

وصمدوا حتى مطلع القرن العشرين حيث أصبح لكل عنصر طبيعي بديل صناعي يبرق ويلمع وهو في الواقع أقل من القمامة ذلك لأن القمامة يمكن لها أن تنفع كغذاء للنبات.

هذه القمامة قلبت المفاهيم وأصبحت منتجاتها في هذا القرن هي الأساس القوي الذي لا يمكن الإستغناء عنه رغم عمره القصير الذي لا يتجاوز الخمسون سنة.

فكيف نقارن أو نقيم هذه المنتجات الحديثة العهد والحقيرة النوعية بما تعطيه الطبيعة من خيرات ونعم برمجت عليها قوانين الكون وصانت الحياة على الأرض منذ الأزل.



غطفان صافي


http://www.ghatfan.com/Arabic/gadeed/article03.htm
0
567

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️