من اجرؤكم على النار ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اولا وقبل ان ابدا كلامي .. احب اعتذر واستأذن الاخوه المشرفين بطرح هذا الموضوع .. فأنا اعلم انه موضوع ديني .. وان الخوض في امور الدين غير مسموح به في الساحه .. وهذا لعله من حرص اصحاب الساحه على حفظ هذا الدين من خوض الخائضين .. ومن تلويث احكامه بعبث العابثين ,, لكني والله اضطررت لذلك من هول ما رأيت !!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " ...

ما بال اقوامٌ يخوضون في امر الدين .. يفتون بأهوائهم .. يقولون من وجهة نظري و في اعتقادي .. ونقول لهم .. قال الله وقال رسوله .. وافتى الشيخ فلان ,, والعلامة فلان .. ويقولون نعم ولكن .. اظن و أرى ....

وصلت الجرأة بالبعض .. إلى ان أحلّوا اختلاط الطبيبة بالرجال في مجال عملها ,, بحجة ان الضرورات تبيح المحرمات !!
وتجرأ البعض الآخر .. على ان يحلّوا عباءة الكتف ,, بحجة إنما الأعمال بالنيات !!
وهذه مجرد امثله ,, ومن يكرر قراءة الردود .. سيجد العجب العجاب ,,, اناس لا يفقهون في الدين إلا صوم الثلاثين من رمضان .. وان الصلاة فرضت خمسا في اليوم والليله .. وربما لم تفرض على البعض إلا يوم الجمعة .. ثم جاءونا ينصبون انفسهم للفتوى ...

هل وصل الإستهتار بأمر الدين إلى هذه الدرجه ؟.. إن الله غفورٌ رحيم ,, ولكنه شديد العقاب ,, أفلا يدرك البعض انهم ينظرون الرحمة في مسأله .. وربما ينتظرهم العقاب الشديد فيها .. هل أمنوا مكر الله ؟ .. هل امِنوا عقوبته ؟ .. كيف تنصبون من انفسكم شيوخا ومفتون .. تضلون انفسكم وتضلون غيركم ؟ .. هل أجتهد البعض في تحري الفتيا الصحيحه ؟ .. هل استخدمنا وسائل التفقه في الدين ؟ فاتجهنا إلى اصحاب الإختصاص في ذلك ؟

اخواني .. هذا شيخ .. عالِم .. حفظ كتاب الله .. حفظ الأحاديث النبوية .. حفظ كتب الفقه والتفاسير .. درس وتعلم على ايدي العلماء منذ نشأته ... إن اجتهد واصاب فمن الله وله اجر اجتهاده واجر إصابته .. فإن اخطأ فمن نفسه والشيطان ,, وله اجر إجتهاده بإذن الله ... فمن منكم يجتهد قبل ان يفتي ؟ .. وهل يؤجر على خطئه ام يهلك بفتواه بغير علم ؟

الدين يسر .. ولكن هل يعني هذا ان نلغي الأحكام ونترك السنن والواجبات بحجة ان الدين يسر ؟ .. هل يعني هذا ان يتصور احدنا ان يأتي بما يناسبه هو في مسألة مّا ؟ .. هل نبيح الأشياء التي نريدها .. ونبحث عن دليل من الكتاب او السنه ,, فنلصقه بهذا الأمر .. هل نبحث عن المخارج والرخص ونستدل بما نشاء ؟ .. الا نبحث اولا عن معنى الآية ولماذا نزلت .. قبل ان نستدل بها .. الا نبحث في معنى الحديث وصحته .. قبل ان نستدل به ؟

الا نجد من يدافع عن هذا الدين .. ويدافع عن كلام الله وكلام رسوله ؟ .. كيف نحلل ونبيح المحرمات .. بدليل لا يمت بصلة لهذا الأمر ؟؟


اخواني .. اخواتي .. والله .. ترددت كثيرا .. ولعدة ايام ,, قبل ان اكتب هذه الكلمات التي اسأل الله ان يجعلها حجة لنا لا علينا .. ولكن إلى متى نسكت ,, ونحن نرى الفساد في كل مكان .. وما هو إلا من الإستهانة بعمل الحرام ,, وإباحته حتى لا بنكره احد ...

لا ننسى يا إخوة الإسلام .. ان الجنة قد حفت بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات .. فمن اشتهى محرما وسعى لإباحته ,, فكأنما اشتهى الوقوع في النار ,, نسأل الله لنا ولكم السلامة ...

ولا ننسى انما الأجر على قدر المشقه .. فمن شق عليه شيء في امر دينه .. فليحتسب الأجر عند الله .. فإن التذمر لايزيد القلب إلا هما وحزنا وغفله ,, واعتراضا على قضاء الله وقدره ,, واما القبول واحتساب الأجر .. فيزيد القلب فرحا ونورا .. وسعادة ....

‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: " ‏من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار "

وقال عليه الصلاة والسلام : " ‏الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات ‏ ‏استبرأ ‏ ‏لدينه وعرضه ومن وقع في ‏ ‏الشبهات ‏ ‏كراع يرعى حول ‏ ‏الحمى ‏ ‏يوشك أن ‏ ‏يواقعه ‏ ‏ألا وإن لكل ملك ‏ ‏حمى ‏ ‏ألا إن ‏ ‏حمى ‏ ‏الله في أرضه ‏ ‏محارمه ‏ ‏ألا وإن في الجسد ‏ ‏مضغة ‏ ‏إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "

فهل بعد هذا نستجرئ على الوقوع في الشبهات والخوض فيها ؟ .. الا نتقي الشبهات فنستبرئ لديننا