
ترافق قط وثعلب في رحلة وكانت الطريق شاقة مملة
تبادلا اطراف الحديث طويلا وأسرى كلاهما للآخر
لم يملا الكلام فقد بدى لهما الطريق أقصر.........
غير أن حوار الصحبة والرفقة لم يتواصل
وما لبثا أن تقاذفا السباب وقبيح الشتائم
سكت القط وتراجع ورأى من الحكمة أن يقطع رأس هته النقمة وحذا الثعلب حذوه وانشغل بروعة المكان حوله.....
فجأة استدار القط ناحية مرافقه وقال وهو يلوح بطرف ذيله:
- انك تدعي الذكاء والمكر وتزعم أن رأسك ماهي إلا جعبة
ملأى بالأفكار وأنا أسلم بذلك ولا أنكر، ولكنني أعلمك انني
لا أختزن في رأسي غير حيلة وحيدة وأقسم أنها بألف من حيلك العديدة....
واشتد العراك من جديد وحمي وطيس التهديد والوعيد ، وصعدا كلاهما من وتيرة الجدال والعتاب إلى أن سمعا وقع حوافر ونباح كلاب ....
تمكن منهما الخوف والارتياب ونسيا امر العداوة والسباب...
جذب القط الثعلب اليه وقال :
- عندي حلا واحدا ينجيني من الهلاك فإبحث جيدا في
جعبتك ربما عثرت على ما ينقذك وأنا واثق من أنك
تملك من الخدع ما يغنيك عن مساعدتي
وقفز القط إلى أعلى شجرة وقال : هي ذي حيلتي
لم يبق للثعلب غير الهرب واسرع راكضا ناحية الأحراش والشعب ...
غير أنه لم يصب هته المرة فقد لحقت به الكلاب وقتلته شر قتلة...
تحية للصدق والصادقين
وخسر المدعون الذين يقولون ما لا يفعلون
رحيق وندى
اسلوبك ماشاء الله بسيط وسهل وجميل وجيد السرد والترجمة و
قصتك جميلة اعادتنى لقصص الطفولة التى كنت اقرؤها في صغري
وعمل جيد ان تنقلي لنا قصصك المفضلة والتى ترجمتها منذ فترة من الزمن
سوف احكي القصة لبناتى فهن من هواة سماع الحكايات وفي انتظار بقية قصصك الجميلة يا رحيق الغالية