السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي ..............
هذه البلاد المباركة استمرت على منهج واضح ..وتميزت عن غيرها من بلاد العالم الإٍسلامي ..بحفاظها على الثوابت والقيم ..وسلمت من الاستعمار الغربي ردحاً من الزمان ..لكن بدأنا في الآونة الأخيرة نلحظ تغيرا كثيرا في مسيرتها وانحرافاً عن الجادة التي سارت عليها سنين عددا ..فيا ترى ما سر هذا التغير ؟ من الذي يفتح باب الاختلاط على مصراعيه ؟
من الذي يقحم المرأة في ميادين الرجال بلا ضوابط شرعية ولا حدود مرعية ؟!!
من الذي يسعى لاقحام المرأة في كل عمل لا يناسب طبيعتها الأنثوية ؟!!
لقد زرت مع مجموعة من أهل العلم ولاة الأمر في هذه البلاد ووصلنا إلى أعلى هرم فيه ـ خادم الحرمين الشريفين ـ فكان ينكر الفساد ولا يرضاه وكان مما قاله لنا ( اطمئنوا ..اطمئنوا ..لن يكون هناك اختلاط وأنا قائد الخيل ..) وكان يقول لنا أيضا لما ذكرنا تخوفنا من بعض القرارات التي تصدر : ( رقبتي تقطع أمامي ولا يحصل أي اختلاط ..إن كان عندكم غيرة فعندنا سبعين ألف غيرة !! )
ولما حصل ما حصل في معرض الكتاب الدولي من اختلاط وفساد وجه النائب الثاني ووزير الداخلية أمره بمنع الاختلاط مما يدل على أنه لا يريد الاختلاط ولا يأمر به بل ينهى عنه !!
إذن من الذي يصدر القرارات باختلاط الرجال بالنساء ؟!! من الذي يسعى لتغريب البلد وولاة الأمر نسمع كلامهم صباح مساء بأنهم لا يريدون ذلك ..وأن الكتاب والسنة هو الحاكم والفيصل لهم ؟!!
إنهم أيها السادة من أبناء جلدتنا ..تولوا زمام بعض الأمور ..واستغلوا أماكنهم الحساسة للقضاء على عفاف وطهر ونقاء هذا البلد المبارك ..استغلوا ثقة ولاة الأمر بهم فقلبوا لهم ظهر المجن ..فعبثوا بمقدارت البلد واستغلوا ثروات البلد لإفساده والقضاء على أهله بحجة التطوير والمدنية ؟!!
فهؤلاء يصدرون القرارات وينفذون ..وأهل الصحافة يصفقون ويهللون ..فترى من الغد ..
بالصفحة الرئيسة ..وبالبنط العريض ..فرحة وبهجة أهل البلد بذاك القرار ..ومقابلات ولقاءات ترحب وتهلل بذاك القرار ..وكله كذب في كذب ..وهراء في هراء ..
أهل البلد لو كان لهم من الأمر شيء لصرخوا بأعلى صوتهم ..لا وألف لا للتغريب والفساد ..لا لدعاة الاختلاط بين الرجال والنساء !! لا لاقحام المرأة في كل الميادين !! لكن صوتهم قد حجب !! وآراءهم قد صودرت ؟!! ولا عجب في ذلك ..فإذا كان العلماء وطلاب العلم تحجب عنهم الصفحات للرد والحوار فكيف بمن يريد أن يوصل صوته من عامة المسلمين ؟!!
وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة لتغريب المجتمع فإنني أوصي بما يلي :
أولاً : التضرع بين يدي الله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وإيمانها وأن يرد كيد المنافقين بما يشاء والإلحاح على الله تعالى بذلك
ثانياً : توصية من يظن بأنه مستجاب الدعوة أن يدعو الله تعالى وأن يلح على الله تعالى بالدعاء في ذلك .
ثالثاً : مقاومة هذا التغريب ورفضه من قبل الإنسان نفسه وأهله وأقاربه فيجتهد كل واحد منا أن يمنع هذا التغريب من أهل بيته ويبين لهم خطره ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))
رابعاً : كشف وفضح المفسدين الذين يحاولون العبث بهذه البلاد في أي دائرة حكومية أو مؤسسة أهلية أو غيرها من الأماكن ..
ويقول شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحو الإسلام بما يناسبه ، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم عليه بالأدلة النظرية العقلية ، إضافة إلى الأدلة الشرعية ، حتى يتبين بطلان ما هم عليه .
خامساً : المشاركة في الردود العلمية والنقاشات الفكرية لمن كان أهلا لذلك ولا يقل قائل في الساحة فلان وفلان فالمكاثرة في الحق مطلوبة والإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه .
سادساً : المشاركة في نقل الردود العلمية في المنتديات والمواقع كي تصل إلى أكبر قدر ممكن من القراء .
سابعاً : المشاركة الهاتفية في الإذاعات والقنوات الفضائية ـ خاصة الرسمية ـ في البرامج المباشرة والحديث عما يحصل في البلد من التغريب وطلب إيقاف هؤلاء عند حدهم .
ثامناً : مناصحة من تعرف من هؤلاء المفسدين وتخوفيه بالله تعالى فربما يكون للإنسان علاقة بشخص له أثر في اتخاذ القرار في أي دائرة ما فلابد من متابعة النصح والتذكير سواء كان ذلك من قبل الإنسان نفسه أو إيصال الموضوع للأهل العلم ليتولوا النصح والتذكير .
تاسعاً : زيارة العلماء وطلاب العلم وحثهم على القيام بدورهم وتشجيعهم وبيان أثرهم في الأمة وشكرهم على جهودهم في صد الباطل ورده عن هذه البلاد .
عاشراً : تقدم الشكاوى النظامية إلى الجهات الرقابية أو الإشرافية أو الإدارية العليا، وعادة ما يتخذ على الشكوى إجراء نظامي ومحاسبة الجهة المخالف ، وهذه طريقة مفيدة ومهمة في هذا الوقت بالذات
الحادي عشر: من المهم نشر ثقافة المقاضاة الشرعية لأهل الفساد والإفساد في الأمة ..وهي وسيلة مهمة غفل عنها المحتسبون ، مع أنها من أسباب دفع الباطل وتراجعه ، وقبل أن يقدم الإنسان الدعوى عليه أن يستشير أهل الاختصاص وهم المحامون ...
الثالث عشر : الاتصال الهاتفي على صاحب الشأن ومناصحته وتذكيره بالله تعالى فإن لم يحصل الاتصال فلا أقل من إرسال رسالة له ليعلم أن الناس يستنكرون هذه التصرفات وتلك الأفعال وهاتيك القرارات التي تخالف الشرع ثم تخالف أنظمة البلد التي قامت على الشرع .
هذه بعض الوسائل التي يمكن أن يقوم بها كل واحد منا في مقاومة دعاة التغريب ولعلك أخي القارئ تثري الموضوع بذكر الوسائل التي يمكن لنا جميعاً أن نقوم بها لعل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كانت هذه مقالة للدكتور محمد الهبدان حفظه الله بعد اختصارها
أعاننا الله وإياكم على نشر الخير وجعلنا سهاماً في نحور أعداء هذا الدين
اللهم من أراد بهذا الدين وأهله سوءاً فأشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميراً له
رحيل الندى @rhyl_alnd
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
@شمس حلوه@
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة