فهل التزين مجرد أصباغ توضع كيفما اتفق بلا ذوق ولا ضابط؟
ألا يضرب غياب النظافة التي هي الأصل عمق الزينة التي هي الفرع؟
هل تحقيق نظافة الجسم وزينته يغنيان عن نظافة المسكن؟
وهل الزينة أمر خاص بالنساء لا يتقاسمه معهن الرجال؟
إن تحقيق النظافة هو الخطوة الأساس التي ينبغي أن تبنى عليها الزينة فنظافة الجسد والثوب وجماله من أقوى ما يشد الزوج لأنها مدعاة لابتهاج النفس وارتياحها. بعكس ما يخلفه القذر من الكآبة والانطواء. وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: "النظافة من الإيمان".
كما أن السكن الذي هو من سمات العلاقة الناجحة لا يمكن أن يتم في جو من الفوضى واللانظام التي قد تعم البيت ثم نتساءل بعدها لماذا يقضي أزواجنا معظم أوقات فراغهم خارج المنزل؟
ولنا في أقواله- صلى الله عليه وسلم- وأفعاله الحجة البالغة. أو ليس هو- صلى الله عيه وسلم- من علم الصحابة الكرام ومعهم الصحابيات دقائق النظافة! فغير عادات الجاهلية وطهر المجتمع من تقاليدها؟
أوليس هو- صلى الله عليه وسلم- من لازم سواكه ومشطه وكانت له تكة يتطيب منها حتى قال عليه السلام: "إني أراكم قلحا، استاكوا فلولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". (قلحا جمع أقلح وهو الذي اصفرت أسنانه).
وقال أيضا لما رأى رجلا شعتا: "...أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره؟....".
واسمع معي أيها الزوج الرجل وأيتها الزوجة المرأة إلى رسول الله"صلى الله عليه وسلم" وهو يعلمنا في أدب جم وذوق رفيع وإشارة لطيفة حين قال لأصحابه عند مرجعهم من سفر:"أمهلوا حتى تدخلوا ليلا لكي تمتشط الشعتة وتستعد المغيبة" يعلمك عدم تلمس العثرات... ويعلمك حسن التبعل والاستعداد لملاقاة الزوج... قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعليل كراهة الظروف المنهي عنها في حديث رسول الله: "أن يجد أهله على غير أهبة من التنظيف والتزيين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفور بينهما".
ثم إن التجمل أمر فطري لدى الإنسان، و قد كثرت النصوص التي تحض على أخذ نصيب من الزينة للذكر و الأنثى معا : يقول الله عز و جل : "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون".
و إذا كانت الكثير من الأحاديث تنص على وجوب تزين المرأة لزوجها فإن الله عز وجل أقر حقها في تجمل زوجها لها في عموم قوله سبحانه: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". و وردت نصوص قوية من السنة تحض الرجال على ذلك بثبوت فعل المصطفى صلى الله عليه و سلم. فقد روى النسائي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "حبب إلي من الدنيا النساء و الطيب، و جعلت قرة عيني في الصلاة". و روى البخاري و مسلم عن عائشة قالت : "كنت أطيب النبي صلى الله عليه و سلم عند إحرامه بأطيب ما أجد" قال أسود حتى إني لأرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته. و عن عبد الله بن مسعود قال : ... قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال. و روى البخاري و مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : "كان النبي صلى الله عليه و سلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لو أر شيئا قط أحسن منه".
و كثيرا ما تترك المرأة الطيب و الزينة خوفا من أن تخرج و يرى عليها أثره لسوء فهم العديد من النصوص منها قول الله عز و جل في سورة النور: "و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها..." و لحديث أبي هريرة الذي قال للمرأة التي تطيبت للمسجد ارجعي فاغتسلي. مع أن نصوصا كثيرة ثبت فيها إنكار صريح على المرأة المتزوجة التي لا يظهر عليها حد أدنى من الزينة بصفة دائمة. عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : آخى النبي صلى الله عليه و سلم بين سلمان و أبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها ما شأنك؟ قالت أخوك ليس له حاجة في الدنيا.
و روى الإمام أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخلت عليَّ خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها فقال لي: يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة قالت: فقلت يا رسول الله امرأة لا زوج لها يصوم النهار ويقوم الليل فهي كمن لا زوج لها فتركت نفسها وأضاعتها قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال: "يا عثمان أرغبة عن سنتي قال فقال: لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال: فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وافطر وصل ونم. و عند الطبراني ...فأتتهم المرأة بعد ذلك كأنها عروس فقلن مه قالت : أصابنا ما أصاب الناس. و تحدثنا عائشة عن تطيب النساء فتقول : كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة، فنضمد جباهنا بالسك (وهو نوع من الطيب) المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها، فيراه النبي صلى الله عليه و سلم (لأن له لون) فلا ينهاها".
و الزينة الظاهرة المشروعة للمرأة تتلخص في زينة الوجه المتمثلة في الكحل، و زينة اليدين و تشمل الخضاب و الخاتم و السوار و زينة الثياب التي لم يحدد الشارع لونا معينا لها فترك قدر الزينة المعتدلة في الثياب خاضعة لعرف المسلمين في كل بلد. قال الطبري رحمه الله: "إن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثما، وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة".
و قد تترك المرأة المسلمة بعضا من وسائل التجميل الحديثة حذرا من التشبه بالكافرات فهذا أيضا فهم قاصر لمعنى هذا النهي إذ المقصود أن يكون التمايز في الهيئة العامة بحيث إذا شوهدت المرأة المسلمة لا تشتبه مع الكافرة و تجنب ما يمكن أن تؤدي له المشابهة الظاهرة من امتصاص لبعض العقائد و الأخلاق الفاسدة لدى المتشبه بهم. و لكل عصر طريقته و أدواته في التجمل، و ما ورد في النصوص من أساليب له على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم، لم ينزل بها وحي و إنما كانت مما تعارف عليه الناس و أقرها الشرع. و الشرع يقر كل طريقة للتجمل ما دامت تبعد عما ورد فيه نهي صريح.
وقد نذهب أبعد من هذا فنعتبر أن تجميل الصوت وتعسيله وتحلية منطقه ولفظه يدخل في باب التزيين والتجميل المطلوب.
ليكن لدى الزوجين اليقين الحق أن العشرة الزوجية بالمعروف من أعظم القرب إذا ما دامت بالمعروف فحركاتها وسكناتها عبادة من أدق أمر وأصغره إلى عظيمه وأكبره.
وأخيرا أرجوا أن تكون هاته الأسطر محاولة تستهدف الأخذ بيد بيوتنا نحو السكن والمودة والرحمة في جو إيماني تمتزج فيه الحقوق بالواجبات في تناسق جميل فلا تعسف في ممارسة الحق ولا تفريط في أداء الواجب. الحادي في ذلك والموجه قوله عز وجل "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".
ذة. أمان جرعود منقول للفائدة

ألف معنى @alf_maan
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

yasmin20
•
thank you

تسلمين على هالنقل الرائع........
فيه معلومات بالفعل جديده عليه............
بس ودنا نقف على درجات الاحاديث :)
ولك تحياتي
فيه معلومات بالفعل جديده عليه............
بس ودنا نقف على درجات الاحاديث :)
ولك تحياتي

ألف معنى
•
هلا حبيبتي ياسمين
حياك الباري
وجزاك ربي خيرا
*******************
حبيبتي ...عجيبة غريبة
مرحبا بمرورك الغالي
وسلمك كذلك المولى من كل سوء يارب العالمين
وبالفعل اخية ........فاتني ان أتأكد من صحة الاحاديث جزاك ربي جنة وغفرانا
لكن كيف نتأكد؟
حياك الباري
وجزاك ربي خيرا
*******************
حبيبتي ...عجيبة غريبة
مرحبا بمرورك الغالي
وسلمك كذلك المولى من كل سوء يارب العالمين
وبالفعل اخية ........فاتني ان أتأكد من صحة الاحاديث جزاك ربي جنة وغفرانا
لكن كيف نتأكد؟
الصفحة الأخيرة