من النافذة (مشارك بحملة الخيانه ندامة وحسرة )
كنت طفله صغيرة اتعلق بوالدي كلما اراد الخروج
ويسمع الجيران صوت صراخي حين يرفض والدي اخذي معه
وكم تحاليوا علي بلالعاب والحلويات لاسكاتي
لكن لاجدوا
كنت ابكي عند باب البيت من الداخل حتى يغلبني النوم
واحيانا اسكت
لاني اكون رأيت اقدام احد يسير
او عجلات سيارة مارة
او دراجة ابن الجيران
وقد يكون صوت الاطفال في الشارع يسكتني
لانهم يتبادلون الحديث معي
وفي يوم من الايام شعرت امي بحاجتي
وهي استكشاف العالم الخارجي
كل ماهو خارج البيت
فخطر على بالها فكره
ان تضعني في نافذة تطل على الشارع
حتى تنهي ازمتها مني
فكان حدث عظيم في حياتي
علقتني امي بالنافذة
وانتهت ازمتها معي
فكنت اجد سلوتي من خلالها
نعم اني اطلع على العالم الخارجي بكل سهله
اراقب الناس في الشارع
اراقب الاطفال والاهم اخواني الاولاد (كانت مهمتي )
اسمع الاذان واراقب اجمل منظر
وفود الرجال على المسجد
وخروجهم بعد الصلاة
كانت امي توصيني ان لااتكلم مع احد
ولاحتى اخواني
الا بنات الجيران اذا اقتربن مني
كنت استمتع بوقتي معهن واسعد بوجودهن
وفي يوم من الايام
عاد والدي من الصلاة
ومعه جارنا وانا في النافذة
اقتربوا مني ولاعبني الجار
ثم قال لوالدي كلام لم افهمه
بعدها دخل والدي وانزلني وامر امي بعدم تعليقي في النافذة مرة اخرى
:44:حزنت لما حدث
وبكيت كثير
وعدت الى عادتي القديمه
اتمدد عن باب البيت احادث رفيقاتي ودموعي تسبق حديثي
اثرت شفقة امي
فكانت تسرق لحظات غيبة والدي واخواني الذكور
وتفتح لي النافذة دقائق
استرق فيها نظرات الى العالم العجيب والذي تعلقت نفسي به
علم والدي بالخبر
وشدد في المنع
ففكرت امي في نقلي من تلك النافذة الى نافذة اخرى
تطل على بيوت الجيران من الجهة الخلفية
وكل النوافذ اما مطابخ
او غرف استقبال نسائية
اوغرف البنات
لم تعجبني ابدا
لكنها كانت منفذي الاخير
والدتي اخبرتني اني كبرت
وعيب ان يراني الرجال
وبشرتني بخبر انضماي الى بنات الجيران في المدرسة
لاكون طالبه معهن على مقاعد الدراسة
رضيت بالنافذة الجديدة مع تلصص من النافذة القديمه على الشارع والعالم المفتوح
تعلقت بمكاني الجديد لسبب
وهو ان امي اشارت لي على نافذه بها طالبه في مدرستي
الا انها كانت اكبر مني
وقالت هذه رفيقتك في المدرسه وسوف تكون مسؤوله عنك
بمثابة اختك الكبرى
سارت الامور على اجمل حال
فكانت خير اخت عرفتها
في المدرسه ترعاني
ومن النافذه تبادليني اجمل الاحاديث
وتلاعبني العاب جميله
اصبحت النافذة تشكل لي بوابة اخرى
فهي مدخل الانوثة وسحرها
كنت اراقبها وهي ترتب غرفتها
وهي تمشط شعرها
وهي تتزين
كانت تريني ثوبها الذي سوف تلبسه
ثم تغلق النافذة حتى تلبس
وتعود لفتحها
تعجبني حين تشرب الشاي وهي غارقة بين الكتب والدفاتر
تسحرني حين تجعل الاضاءة خافته
وتتمدد على سريرها
كنت اعرف مواعيد فتح نافذتها
فأترقبها
وفي يوم من الايام
سمعت ضجيج في بيتنا
ابي وامي
خرجت فسحبتني امي اليها وضمتني بقوة وقالت اللهم استرها اللهم استرها اللهم استرها
والخوف والحزن في صوتها
ابي كان منفعل ويصرخ
حافظي على بنتك
لاتوقف في النوافذ
الوضع اثار خوفي وبكيت
اسكتتني امي
ثم ذهبت عني
عدت ارقب نافذة بنت الجيران
لم تفتحها
حزنت لكن التمست لها اعذار
اليوم التالي في الصباح
ذهبت الى المدرسه دخلت ابحث عن بنت الجيران فلم اجدها
قلت في نفسي انها غائبة
اكيد مريضة لذا لم تفتح النافذة
عدت البيت اراقب النافذة لكنها لم تفتح
احساس مؤلم حين تغلق النوافذ ----نوافذ المحبة
خرجت الى امي استفسر عن الامر
حزنت واطلقت زفره وقالت
فلانه لن تعود الى المدرسه
ولن تفتح النافذة
صدمتني امي
صرخت بوجهها وانا ابكي ليه ليه ليه انا احبها
اسكتتني امي وحذرتني من فتح النافذه
ولم تعطني جواب
كان اخي الاكبر مني هو ملجأي
عاد فسألته عن مايجري
قال لي فلانه كانت تكلم ابن الجيران من النافذة
نعم كنت اراه احيانا يطرق النافذة ويهرب
قال كان يضع لها رسائل في النافذة
وكشفها اخوها
وقرر اهلها منعها من كل شيئ حتى المدرسة
لم اعي ما قاله اخي
ولااعلم ماهي الرسائل
وما محتواها
الا اني شعرت بخوف شديد
وكانت ردة الفعل علي قويه
وزاد الحزن في نفسي
اصبحت اقف في النافذة اشتاق لرفيقتي اود سؤالها عن ماجرى
ولكن لااطيل
اصبح عندي رعب من الوقوف في النافذة
واشعر بشيء ما في نفسي تجاه الرفيقة
لم استطع تحديده
اهو حزن عليها وعلى فراقها
او ام انه بغض لفعلها
رغم صغر سني الا اني عرفت معنى فعلتها
لقد خانت الامانه
وحطمت الثقة بينها وبين اهلها
وبينها وبين مجتمعها الذي اظطر والدها الى تغيييره
بهجر الحي والانتقال الى مكان لايعرفه احد فيه
هذا الحدث جعلني ابتعد عن النافذة
واحذر حين الحاجة للاقتراب
8
776
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وفتحت التكنولوجيا نوافذها على العالم القريب والبعيد
نافذة تفتحت منها نوافذ ونوافذ
وتفتحت ابواب النوافذ في بيتي
لكنني اعي واعلم خطورت تلك النوافذ
واعي مدى حاجتي منها
ومتى يجدربي فتحها
تربت الامانه في نفسي
وكبرت هيبة النافذة
لاني اعلم ان الخيانه تبدء من نافذة
تلاعب الشيطان بمن وقف خلفها
وزين له الخيانه
وجعلها تعارف وصداقة يستزل بها الاقلام
تتلوها الاقدام
ويهون بها عظمة الامانة
فكم من نادم ونادمة
على خيانات من نوافذ
مكسورة