بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
من يخسر جهازه المناعي فقد خسر حياته، فالجسم بلا جهاز مناعي كالشاة الشاردة في الليلة الشاتية ويعيث بها الذئاب الجائعة. والجهاز المناعي في الجسم مكون من ملايين الخلايا الدفاعية المتخصصة في حماية البيئة الداخلية للجسم من الأعداء السرطانية والميكروبية والمادية الأخرى.
ـ فإذا أدخلنا في الجسم، مثلاً قطعة من العظام الصلبة والقوية، وأحسَّ الجَسَدُ البشري بالخطر، فإنه يحرّك قوى دفاعاته الاستطلاعية لتفحص قطعه العظم جيداً، وتتعرف تركيبها الكيماوي وهندستها البنائية، وخطورتها الصحية، ثم تنقل تلك الخلايا الاستطلاعية معلوماتها إلى مركز قيادة دفاعات الجسم، الذي يسلم التقرير إلى عشرات الخلايا المتخصصة في تحليل المعلومات الحيوية، والتي ترفع بدورها هذا التحليل إلى خلايا الجسم الهجومية، والتي تبدأ في المهاجمة الكيماوية والحيوية والفيزيائية لقطعة العظم، حتى تحولها إلى هباءات صغيرة. تحملها الخلايا اللمفاوية البلعمية، وتوصلها إلى المقابر (العقد) اللمفاوية، ومخازن السموم في الكبد، وأماكن الإخراج في الجسم، ثم تأتي الخلايا اللمفاوية الكانسة، فتنظف المكان من بقايا المعركة السابقة، ثم تأتي الخلايا اللمفاوية التي ترفع تقريراً إلى مراكز تصنيع الدفاعات الحيوية في الجسم فتصنع مضادات لهذا النوع من الغزاة.
ـ ونفس القصة تبدأ مع أي خلية سرطانية من الجسم، أو أي غازي فيروسي أو بكتيري أو فطري أو بروتوزوي أو أي جسم غريب يدخل إلى الجسم البشري.
ـ وتحمل الخلية اللمفاوية الدفاعية أكثر من ثلاثين ألف شفرة حيوية، كل شفرة منها تختص بخلايا نوع معين من الأنسجة الجسمية، وهذه الخلايا اللمفاوية المبرمجة تقوم بفحص كل خلية من بلايين الخلايا الجسدية من إخمص القدم إلى منبت شعر الرأس في اليوم الواحد عشرة مرات.
ـ وإذا صادفت خلية قد غيرت أو تغيرت صفاتها الحيوية، بادرت بالانقضاض عليها بنفس طريقة مقاومة قطعة العظم السابقة، ولو توقفت عملية الفحص الدوري اليومي لخلايا الجسم لانتشرت فيه الخلايا السرطانية والعلل الميكروبية.
ـ ولأهمية تلك الخلايا اللمفاوية فقد حمى الله مَنْشَأها داخل نخاع العظام في الجسم حتى تكون في مأمن من المؤثرات البدئية الخارجية.
ـ وبمجرد تكوين تلك الخلايا اللمفاوية ونضجها تذهب إلى الغدة الزعترية (thymus gland) في الجسم، حيث يتم تدريبها على تعرف خلايا الجسم الأصلية، وبرمجتها بخصائص تلك الخلايا.
ـ وهذه الخلايا اللمفاوية تعمل بالقرارات الذاتية لسرعة إنجاز مهماتها الحيوية، ويعاونها في عملها ملايين الخلايا الطلائية والعصبية والغدية والعضلية وعشرات الأجهزة من كبد وطحال ومئات الأجهزة من أنف ورئة وقلب وغيرها، وكذلك أجهزة إمداد الجسم بالطاقة وتحرير الكامن منها وخلايا الإنتاج الحيوي.
ـ وحتى لا تكسل تلك الخلايا فهي في دفاع مستمر وشغل لا ينقطع ضد مهاجمة جيوش الميكروبات الانتهازية التي تترقب لحظة ضعفها لتنتهز الفرصة للانقضاض على الجسم البشري لتدميره والقضاء عليه.
ـ وعندما يدخل فيروس الأيدز (Aids) إلى الجسم بالممارسات الجنسية الشاذة وغير الشرعية، أو بنقل الدم أو استعمال أدوات المدمنين والشّاذين المختلطة بدمائهم الملوثة، فإن هذا الفيروس يخرب مركز قيادة الجهاز المناعي في الجسم، ويخرب برمجة تلك الخلايا الدفاعية، ويقضي على ملايين الخلايا الدفاعية في الجسم، فتنقض جيوش الميكروبات الانتهازية والخلايا السرطانية على الجسم ويمتلىء الفم والأنف والبلعوم والحلق والمريء والمعدة والأمعاء والرئتين والجلد بالنموات الميكروبية والخلايا السرطانية، ويتحول الإنسان إلى وسط غذائي محبب لتلك الجيوش المهلكة، وينتشر السل والإسهال والزكام والالتهابات في جميع الأعضاء القابلة لذلك ويصبح هذا المريض مصدر وباء لكل من اختلط دمه بدمه، أو عاشره جنسياً.
وهكذا يردع الله الكافرين بنعمه، والشاذين والمستهترين بشرعه وقوانين الكون، والحل والوقاية ببساطة هي: أن تعمل ما أمرك الله به، وتتجنب ما نهاك عنه وتحافظ على نعمه عليك.«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
منقول

*ميان* @myan_1
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

نور البرق
•
جزاك الله خيرا.....


zOOna
•
سبحان الله .... حتى الوحده لما تحمل، الجسم يبتدي يفرز نوع معين من الهرمون عشان يمنع المناعه من ان تقاوم الجسم الغريب الجديد (الجنين)
يعني بدون هالهرمون، الجسم ما راح يتقبل الجنين بسبب نظام المناعه
يعني بدون هالهرمون، الجسم ما راح يتقبل الجنين بسبب نظام المناعه

*ميان*
•
zOOna :
سبحان الله .... حتى الوحده لما تحمل، الجسم يبتدي يفرز نوع معين من الهرمون عشان يمنع المناعه من ان تقاوم الجسم الغريب الجديد (الجنين) يعني بدون هالهرمون، الجسم ما راح يتقبل الجنين بسبب نظام المناعهسبحان الله .... حتى الوحده لما تحمل، الجسم يبتدي يفرز نوع معين من الهرمون عشان يمنع المناعه من ان...
نور البرق
الفجر البعيد%
zOOna
شكرا لمروركن العاطر :)
الفجر البعيد%
zOOna
شكرا لمروركن العاطر :)

الصفحة الأخيرة