قصص الهداية الى هذا الدين العظيم، من أروع القصص، لأن كلا منها مشروع احتجاج على الكفر والتمرد على الخالق الذي تروج له العلمانية المعاصرة الملحدة، ومن اعجب تلك القصص قصة هداية خالد كيلي، واسمه قبل الاسلام «تيرنسي إدوارد» الذي يتحدث عن رحلته من الكفر الى الايمان، او كما يسميها من الظلمات الى النور، في حديث نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ 10/10، وأنقل منه الفقرات المهمة بالنص، يقول خالد للصحيفة: ان رحلة الكفر والضلال بدأت مع صناعة الخمور «السرية في السعودية» في الفترة التي عمل فيها كممرض في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، الى اعتناقه الدين الحنيف في سجن الحائر بالسعودية عام 2000، اثناء قضائه مدة العقوبة بعد ضبطه وهو يصنع في منزله نوعا رخيصا من الخمور يعرف باسم «صديقي»، يقول: انه كان يكره الاسلام، وبصفة خاصة صوت الاذان عند حلول موعد صلاة الفجر في الرياض، لكن الله كان قد أعد له رحلة اخرى غيرت مجرى حياته.
يقول خالد: ان السلطات السعودية صادرت ثروته من المال الحرام وهو في الوقت ذاته غير آسف على ذلك ايضا، يقول ان فترة السجن كانت «رحمة من الله ونقطة تحول» في تاريخ حياته، لأنه عرف معنى الإسلام الحقيقي داخل عنبر سجن «الحائر» من خلال كتيبات صغيرة تشرح الفقه والدين الحنيف كان يمده بها شاب أفغاني سجين يجيد الانجليزية اسمه أيوب.
ويوضح: «قبل الإسلام لم أكن أعرف في حياتي معنى للحب، ولكنني عندما قرأت القرآن شعرت بفيض واسع من الرحمة والعطف يغمرني، وأحسن الان ان الذي قادني الى الاسلام في سجن الحائر بالرياض هو محبة الله التي لا تقاوم، هو شيء أكبر مني لا استطيع تفسيره او اختزاله في كلمات قليلة».
يقول خالد: اليوم يتملكني الخوف والرهبة بعد كل صلاة، عندما انظر الى السنوات التي تركتها خلفي، وكلها كفر وضلال، فبالرغم من انني كنت موجودا في الرياض، لكني قبل اشهار اسلامي، كنت لا انقطع عن شرب الخمر، وكنت أذهب الى الملحقيات الدبلوماسية الأجنبية لأنال حظي من المنكر، قبل معرفتي بصناعة الخمور السرية في منزلي، وكنت احقق أرباحا هائلة تقدر بعدة الاف من الجنيهات اسبوعيا من صناعة زجاجات «صديقي» المعبأة بالخمور رخيصة الثمن»، ويقول خالد: «اما بعد خروجي من السجن ووصولي الى بريطانيا فان الاسلام علمني هجر المعاصي وأماكنها مثل الخمارات والبارات التي كنت اتردد عليها في ضاحية ووليتش والابتعاد عن رفقاء السوء».
وخالد كيلي يعبر عن سعادته البالغة بالإسلام، وهو يعبر عن ذلك ببساطة بقوله بالعربية: «أنا بخير.. أنا في قلب الاسلام»، ويقول عن ماضيه «على الأرجح كنت ملحدا، لا اعتقد بوجود الله، وذلك على الرغم من تحدري من عائلة تؤمن بالله، ولكنها ليست ممارسة للشعائر الدينية، وقد اكتشفت حبي لله في الاسلام». ويضيف: «اختار لي أيوب الأفغاني اسم خالد، تيمنا بالقائد الشهير خالد بن الوليد.
يقول خالد: «من الله بواسع علمه ورحمته عليّ، وأنا استمع الى عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» في مسجد ووليتش بغرب لندن في حلقة الدرس الاسبوعية لـ «المهاجرون» عام 2001 شعرت انني استمع الى نوع جديد من الاسلام يتحدث عن «الجهاد» ذروة سنام الاسلام، دون خوف او وجل، ويتحدث عن عودة «الخلافة» التي أشعر انها قادمة لا محالة، وضرورة الانتقال الى الشباب الظامي الذي يبحث عن اصول الدعوة الاسلامية في الشارع البريطاني بلندن وبرمنغهام ومانشستر وبقية المدن الداخلية». ويتطرق الشاب ذو العيون الخضراء الى المعاملة التي تلقاها في مستشفى سانت ماري بلندن بعد عودته من السعودية أثناء الحرب على أفغانستان، عندما عرفوا انه يؤيد حركة طالبان التي سقطت بفعل الضربات الأمريكية، ويوضح «لم استطع ان اخفي اعجابي بابن لادن عقب اندلاع الغارات الأمريكية على أفغانستان في 7 اكتوبر 2001». ويضيف ان مديري المستشفى لم يكونوا سعداء على الاطلاق، وأنا أقول لهم ان ابن لادن يحارب الهيمنة والغطرسة الأمريكية من داخل كهف في جبال تورا بورا، وقبل ان ينتهي الاسبوع كنت قد فقدت وظيفتي في المستشفى البريطاني». يقول خالد كيلي: وهناك استجابة واسعة من الشباب الإيرلندي للدين الحنيف عبر ادبيات جماعة المهاجرون»، ويقول: «ان الهداية ليست حكرا على بشر حتى لو كان نبيا مرسلا». واستشهد بالآية القرآنية: (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء).
وقال ان شباب الحركة في تجمعاتهم كل يوم سبت في شوارع دبلن يتلقون الكثير من الأسئلة عن الاسلام والجهاد، وأشار الى «ان استجابة الإيرلنديين للاسلام اسرع بكثير من الانجليز، رغم انهم يسألون الكثير من الأسئلة قبل مرحلة الاقتناع».
أوضح قائلا: الاسلام مادة فطرية سهلة، ليس بها تعقيدات، ولذلك يجد الانسان نفسه في الاسلام، لأنه ليس به كهنوت وألغاز، ويضيف استشعرت بعد افتتاح مكاتب حركة «المهاجرون» في دبلن ان الاسلام يلامس شغاف قلوب الكثير من صغار السن، وبدأوا في الاستجابة، وهي مرحلة مررت بها في سجن الحائر بالرياض.
ويقول انه يركز اليوم في حديثه «مع الإيرلنديين الباحثين عن واحة السلام والهدوء في شوارع دبلن، على قضايا ان الاسلام يحرر العباد من عبودية الانسان لنفسه الى فكر أرحب وأوسع وقضايا كونية شاملة».
منقول :
الشيخ حامد العلي..
جريدة الوطن..
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
مشكورة أختي على الموضوع القيّم