فرحة طفل

فرحة طفل @frh_tfl

عضوة جديدة

من ثقب الحزن سأكتب هذه المرة لأتنفس قليلاً..!

الأدب النبطي والفصيح

من ثقب الحزن سأكتب هذه المرة لأتنفس قليلاً..!
الحزن يصقلنا دائماً لنكون بلون الطهر ..!
نحزن ..ونبكي .. ونتألم لمن غابوا عن الدنيا ...!
ونبقى نعاني وجع المغادرة والموت ...! نصارع إحساس بداخلنا حتى أقصى وجعنا...!
مثلُكم يعلم أننا حين نسمعُ الموتَ وقد طرق باب أحدهم فذلك أمرٌ قد يحدث ..
لكن أن يزورنا نحنُ فذلك أمرٌ يختلف كل الاختلاف ..
فهنا تختفي معالمُ الفهم ِ والإدراك
مات يعني ذهب إلى ربّه ِ هناك َ ليسكن َ الجنة إن شاء الله ..
( مات ) يعني أننا لن نتمكن من رؤيته ثانيةً لأنه سيُدفنُ في قبر ..
( مات ) يعني أنّ علينا الدعاءَ له بالرحمة ِوالغفران
لأننا سنودّعهُ دون رجعة
على أطراف هذه الجملة الأخيرة
بدأتُ وضع يدي على أول ِ خيوط ِ المعنى الحقيقيّ لتلك الكلمة ..
معنىً مُرهق جثمَ على صدري
وكأنّ اللهَ بدأ يُـلقي في قلبي شيئاً من ذلك الحزن ِ والهلع
الذي كنتُ أراهما على وجه ِ الجميع ..
وبدأتُ أضيقُ ذرعاً بما عرفتُ وصوت ٌ قوي ٌ يدوّي بداخلي
يقول: إنّ يحيى قد مات
( مات ) كلمةٌ اختصارُها أن لا عودة َ له ُ إلى المنزل مرةً أخرى ..
وأدركتُ في الحال أننا في مُصاب ..
وأن الأمرَ عظيم
أصواتٌ تعالت بالتكبير وذكر الله وتوحيده
حين جيء بجثمان أخي لتجهيزه للغسل والدفن ..
مشاعر مختلطة انتابتني ..!!
أودّ الاختباء من شيء ٍ ما لا أعلمه
فليس أمرٌ أقسى على النفس ِ من فقدِ حبيب ..
كنتُ أجلسُ لا أعلمُ شيئاً
سوى أنني أريد ُ البكاء
قدّمتني أمي نحو الجنازة
وقد كتب الحزنُ على وجهها ما يكتبُ الذبول على وجه ِالزهرة ..
وكأنها تودّ إخباري أنّ هذه الساعات
هي آخرُ ما تبقى لك ِ من أخيك ِ فاملئي عينيك ِ بمرآه ..
ولتنعمي بما تبقى لك ِ من هذه اللوحة النادرة
بكيتُ بكاءً اختلطتْ فيه مشاعرُ شتّى
أوّاااااه ُ كم بكيتُ تلك الليلة !! ..
بكيتُ بأحاسيسَ مختلفة ٍ ومتعدّدة كان أقلّها الألم ..
وعرفتُ من معنى الحزن ما لم أعرف
وأدركتُ أن تلك اللوحة النابضة بالحياة
قد كُتب َ لها عمرٌ محددٌ قاربَ الانتهاء
وأن ذلك النور الروحيّ أوشك أن يغادرنا ..
لا أحسبني قطّ سأرى حزناً كالذي رأيته تلك الليلة
فلا أعظمَ من هولِ المماتِ مصيبة

لم أتخيّل يوماً أنني قد أرى ميتاً ..ومن ؟!

ذهبت لأسلم عليه ... واودعه وداع اللاعودة ...!!!
كانت قدماي لا تستطيع وقوفًا ونبضات قلبي سريعة والدمع ساكن فى عيني
فتحنا الباب وإذا بجثته موضوعةً على سرير ...

هناك .. علمت ُ أنه قد كان بانتظاري
مشهدٌ حمدتُ الله كثيراً أن منّ عليّ برؤيته حقاً

فقد رأيتُ أخي وقد أضاء وجهه ُ بنور ٍعظيم ٍ لم أر َ مثله ُ من قبل ..
وكأنّ النورَ قد فاضَ واجتمعَ ليسكن ذلك الوجه َ الأسمرَ الصافي
حتى بدتْ حوله هالة ٌ من طهرٍ وبياض ٍ لا مثيلَ لهما
نظرات ٍ ثاقبة ألقيتـُها على تلك اللوحة ِ التي رُسمتْ أمامي ..
لوحة ٌ رسمها الخالق سبحانه وتعالى
فقد ارتسمت على ثغره ابتسامة يعجز أسعد الخلق حياة أن يرسمها بهذا النقاء حتى خُيّل لي
بأن أخي لم يمت فكيف لميّت ٍ أن تبدو أسنانه البيضاء
من بين شفتيه من شدّة التّبسّم ؟؟
شعوراً من الراحة ِ تملّكني وكأن ناراً بداخلي
انطفأت ْ من حسن ِ ذلك المنظر ..
قبلت رأسه ... قمت بالدعاء له :
(اللهم اغفر له وارحمه , وعافِه واعف عنه , وأكرم نزله , ووسع مدخله , واغسِله بالماء والثلج والبرد , ونقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله, , وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ..
آمين

غطينا وجهه
وسؤالي حائـر
.. هل هي المرة الأخيرة التي أراك فيها ؟؟!!!
وأنا الآن ..
في انتظار أمل العودة
في كل لحظه أترقب التي تليها
لكنني في النهاية أكتشف أنها لن تعود
أخـي ..
صباحنا بدونك...
شمسه زائفة وهواؤه خانق
نعم!!
ذلك هو صباحنا
سأستنشق ذكرياتك .. فهي هوائي الذي سأعيش عليه
مضى الذين شغاف القلب يعشقهم من الأحبة حولي فوالهفي
2
686

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عيـــ الكوون ـــون
جبر الله مصابك في فقد اخيك

اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله


هكذا هي الدنيا رحيل ليس ينقطع

ودمتِ,,,
عيـــ الكوون ـــون
جبر الله مصابك في فقد اخيك

اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله


هكذا الدنيا رحيل ليس ينقطع

ودمتِ,,,