من أسباب العلم تقوى الله جلا وعلا، واستدللت بقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ ..
وذكر شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة:
قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ فليس من هذا الباب،
بل هما جملتان مستقلتان .. طلبية وهي الأمر بالتقوى، وخبرية وهي قوله تعالى: ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ..
وهناك أدلة كثيرة، فربنا عزوجل يقول: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾
وأعظم مأزق عليك الجهل، فهو من أعظم المآزق والمضايق،
فإذا اتقى العبد ربه جعل الله له مخرجًا من الجهل، ومخرجًا من الهم، ومخرجًا من الفتن، مخرجًا من سائر ما يتضرر منه العبد أو يتضايق به،
ويقول الله عزوجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾
والفرقان معناه التفريق بين الحق والباطل، وما يكون ذلك إلا بالعلم،
ويقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾
وهذا شأن أهل الورع وأهل الدين ذوي العلم والتقى،
ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
فقد سمى الله العلم نورًا، ويقول تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
ومن هذا الباب ما يعزى إلى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
وما يعزى إلى الإمام مالك رحمه الله أنه قال لبعض تلاميذه: يا بني إني أرى عليك نورًا، فلا تطفئه بمعصية الله. أي: لازم التقوى، حتى يستمر نورك الذي أعطاك الله إياه،
قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾
فلا شك أن هذا المعنى صحيح من حيث أن تقوى الله فيها السعادة في الدنيا والآخرة،
ونلاحظ أن الإنسان المتمسك بالكتاب والسنة المتقي لله عزوجل يّمن الله عليه ببركة في علمه حتى إنك لتلمس من علمه الخير،
وهذه بركه إلهيه
فإذا تقرب الإنسان إلى الله عزوجل بتقوى الله تقرب الله إليه بالفتح عليه بالعلم وسائر الخيرات،
قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أخذ منكم ..

^مهلبيه^ @mhlbyh_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

السلطانه كولكشن
•
جزاك الله خيرا


الصفحة الأخيرة