
حتى إذا حفِظتَ القرآن ووعيتَ ما فيه،
فلا تنظر لنفسك بعين الاكتمال،
بل انظر بعينِ الخشية:
هل رضِي اللهُ عن هذا الحفظ؟
وهل سكنت الآياتُ في الجوارح
كما سكنت في اللسان؟
القرآن ليس مجرّد حروفٍ تُرتَّل،
هو ميثاقٌ بينك وبين الله،
كلُّ آيةٍ فيه عَهْد، وكلُّ سورةٍ باب،
وأنت السائر إليه بكلماته،
فهل كنت أمينًا على الطريق؟
فطُوبى لمن جعل الحفظَ سُلّمًا للتقوى،
والتلاوةَ وسيلةً للأنس،
وطوبى لمن بكى عند آيةٍ فغسلت قلبه،
وقرأ وعدَ الله فاشتعل شوقًا،
ووعى الوعيد فخاف وأناب.
ذاك هو الحافظُ حقًا:
من حفِظ القرآن، فحفِظه القرآن.