من حقوق الزوجين على بعضهما

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

هناك حقوق على الزوجة نحو زوجها وعلى الزوج نحو زوجته وكل ذلك مبين في الكتاب والسنة ولذا قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ".

ففي هذه الآية دلالة على أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا وحاصله :

أن على الزوج نحو زوجته ما يأتي :

1. المعاشرة بالمعروف سواء مما عرفه الشرع أو عرفه العرف ما لم يخالف نصاً شرعياً لقوله تعالى : " وعاشروهن بالمعروف ".

وقوله تعالى : " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ".

2. النفقة من كسوة وسكن ومصروف .

لقوله تعالى : " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ".

وقال تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .

وكانت هذه النفقة من حقوقها عليه .

3. المهر وتمامه .

لقوله تعالى : " وآتوا ا لنساء صدقاتهن نحلة ".

فجعل من حقها عليه أن يوفيها صداقها.

وقال تعالى : " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ".

فجعل من حقها عليه أن لا يأخذ مما أعطاها شيئا إذا أراد فراقها وكان النشوز من قبله لأن ذكر الاستبدال يدل على ذلك .

4. العدل بين الزوجات إن تعددت.

لقوله تعالى : " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة .

فجعل من حقها عليه ترك إظهار الميل إلى غيرها وقد دل ذلك على أن من حقها القسم بينها وبين سائر نسائه لأن فيه ترك إظهار الميل إلى غيرها .

5. حق الزواج إن رغب عنها.

لقوله تعالى : " فتذروها كالمعلقة - يعني لا فارغة فتتزوج ولا ذات زوج إذ لم يوفها حقها من الوطء ، ومن حقها أن لا يمسكها ضراراً على ما تقدم من بيانه ولقوله تعالى : " ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ".

إذا كان خطاباً للزوج فهو يدل على أن من حقها إذا لم يمل إليها أن لا يعضلها عن غيره بترك طلاقها فهذه كلها من حقوق المرأة على الزوج وقد انتظمت هذه الآيات إثباتها لها

ومما بين الله من حق الزوج على المرأة ما يأتي :

1- حفظ سر الزوج وأملاكه ولا تمنعه حق الفراش .

لقوله تعالى : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ".

قيل فيه حفظ مائه في رحمها ولا تحتال في إسقاطه ويحتمل حفظ فراشها عليه ويحتمل حافظات لما في بيوتهن من مال أزواجهن ولأنفسهن وجائز أن يكون المراد جميع ذلك لاحتمال اللفظ له .

2- لزوم طاعته .

لقوله تعالى : " الرجال قوامون على النساء ".

قد أفاد ذلك لزومها طاعته لأن وصفه بالقيام عليها يقتضي ذلك .

قال تعالى : " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ".

والآية تدل على أن عليها طاعته في نفسها وترك النشوز عليه .

3- عدم الخروج أو صوم النافلة أو النفقة إلا بإذنه .

لما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره.

هذه هي أهم الحقوق لكل واحد من الزوجين ، وننصح بكتاب أحكام القرآن للجصاص فقد ذكرها مطولة وما ذكرناه هو حاصل ما ذكره وغيره من أهل العلم.

وأما إذا تكلمت الزوجة على زوجها بكلام جارح (مثل الطعن في كرامته والسباب والقذف والتحقير) فماذا يفعل الزوج وما هي الطرق الكفيله بعدم عودتها لمثل هذة الحاله .

فيلزم الزوج نصيحتها بالرفق فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول : " ما كان الرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه ". أخرجه مسلم .

وعليه أن يتلطف معها في العبارة فالمرأة ضعيفة وكما يقال كلمة تشتريها وكلمة تبيعها وذلك لسرعة ميلانها لكونها خلقت من ضلع أعوج فالنصيحة النصيحة بالتي هي أحسن واحتساب الأجر عند الله ، والتحمل قدر الإستطاعة فإن الشدة مع المرأة يفضي إلى فساد ذات البين .

وقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت واستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج استوصوا بالنساء خيرا (1).

أسأل الله أن يصلح الحال وأن يرفع عنا وعنكم غضبه ومقته وبالله التوفيق


--------------------------------------------------------------------------------
1) منقول بتصرف يسيير .
0
819

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️