
من ذاكرة مثقوبة
تتساقط الخيبات
وتبيت في عرين الروح آهات..!
وبصحوة الوقت
وبــ غياهب الرحيل
تركننا الجراح بزوايا الألم.. كفانوس بربع إضاءة،
ويتساقط حفيف القنوط في نفوسنا الهشة
كأوراق خريفية ملونة بالإصفرار..!
فلم تعد مساءات الأمل تسكننا
ولم تعد أرواحنا تنتظر انبثاق الفجر الآتي..!
فـــ تنغمس قلوبنا في بحر التيَّه
وتلتهب أحداقنا بـــ حرقة الدموع..!
وهاهي رحى الأيام تدور
وتدور معها عقارب الساعة
فتتزاحمها الأشياء آملة في إستعادة نبضها.. ربيع ألوانها
وإشراقةُ ملامحها، وفتنة مظهرها..
ونحن مازلنا في مدارات اليأس ما بين تنهيدة ودمعة
تتقاذفنا تيارات الحياة على مسرح الأحلام
دونما أن تترك لنا خيار في أن نترك خلفنا " ابتسامة عابرة " في ركن ما
فلا الخيبات أطفأت شموعها
ولا الخذلان ألبسنا القوة..!
فإلى متى
ومشاعرنا تحتضر على مشجب الفقد
وبأيدينا صولجان الفرح؟!
إلى متى
ولغة قلوبنا تعتنق الصمت
ونحن نُجيد تحطيم زجاج الانزواء؟!
أختي الحبيبة:
الحياة حكاية قصيرة
ولابدّ أن نعيشها بكل فصولها وتفاصيلها..
أن نتأقلم مع ملامح سكونها تارةً،
ومع صرير إضطراباتها تارة أُخرى..
فــ كثيراً ما تطبع الأحزان قبلاتها على جبين أيامنا
فنكون بحاجة لكبسولاتِ صبر تخفف علينا وطأة تقلباتها..!
فلا تغلقي ستار وعيكِ عند نقطة حزن،
ولا تُخدري عروق فكركِ عند منعطف سلبي فاقد التضاريس..
وحاولي أن تخرجي من قوقعة الحزن؛ لتستمتعي بضوء الشمس
واعلمي أن غيمة الأمل مهما طال اغترابها فإنها ستعود لكِ يوماٌ
وهي حبلى بكل أمانيكِ البيضاء،
وسترويكِ بغيث هطولها على أرض الواقع..!
ولتعلمي أنه ليس عيباً أن نسير بالاتجاه المعاكس فالعيب ألا نحاول
ولو لمرة واحدة أن نفعل مانحبه نحن، ومانؤمن به نحن
لا مايؤمن به الآخرين..!
واعلمي أن قلب الطاولة بكل معطياتها ليس بالشيء المستحيل
عندما يكون من منطلق التغيير للأفضل وصقل الذات..
والورقة الرابحة بين يديكِ اليوم.. قد لا تكون كذلك بالغد
فلا شيء ثابت..
وكل الأشياء متغيرة.. فاستغلي الفرص،
وكوني ذات شخصية لا تأبه بالصعاب،
ولا تجزع من تراشق النبال..!
عزيزتي:
مهما عظمت أمانيكِ لاتهتمي بعدد العثرات
بل اجعليها سلاحاٌ مؤثراٌ بأعماقكِ اليائسة
لكي لا تفقدي رغبتكِ العارمة في البحث عن بزوغ فجر جديد
يُنذر بوابل من الارتواء الذي تحتاجه روحكِ الحالمة !
وأن وجدتِ نفسكِ يوماٌ مقيمة على أضرحة النكران،
ومتلحفة بــ غطاء ممشوق بأنين الاحتضار فحاولي بقدر المستطاع
أن لاتُظهري مواطن الضعف في ذاتكِ فلربما يعبر جسرها أحد الحاقدين
فيشعر بالفرح لكونه ساهم في إظهارعجزكِ لكل العابرين..!
فماذا سيكون..
لو إننا كسرنا عجزنا باستشعار السعادة للحظات قصيرة جداً لا تتجاوز رحلة شهيق وزفير؟!
وماذا لو كان بإستطاعتنا استعارة ذاكرة جديدة وخزننا فيها ما نشاء من الذكريات
التي لا يحمل رحمها تفاصيل سيئة كــ موت عزيز أو خذلان صديق؟!
فــ حتماً ستصبح الحياة في أعيننا أجمل وأبهى حين نُلونها بضبابية حلم لا ننتظر حتى تحقيقه..!
فأن انكسرتِ يوماٌ أو حملتكِ رياح غربتكِ إلى مضجع تمقتينه
انظري إلى المرآة وخاطبي صورتكِ فلربما ناجتكِ
لـــ تخبركِ بأنكِ عظيمة حتى بانكساركِ وشحوب ملامح استقراركِ..
فالمرايا فضاءات شاسعة تحمل بين كنفها أسرارٍ وحكايات،
ومعتقل خاص للنرجسية الهدامة والمكبلة بــ قيود الأنا
فلتكن مرآتكِ ناطقة بــــ قراءات روحكِ الشفافة التي لا تُجيد ارتداء أقنعة الزيف الملتوية..!
ترنيمة:
الغروب..في كبد السماء غيوم ضبابية
وفي قلب الأرض رعشة أشواق وذكريات
تتزاحم أطيافاً وأخيلةً
وتعود بالذاكرة للوراء ألف خريفاً..!
ترتسم بالأفق لوحة مدهشة
كأجمل ستار يفصل الليل عن النهار
ومكتظة بالأمنيات الغافية
وعلى ثغر صباحها " بسمة أمل "
تشق بأرواحنا القاحلة أخاديد سعادة ورضا!!
كلماتك تصب بداخل الحنايا الامل
والاستعداد للخروج من جديد من دائرة الاحزان
في دواخلنا ذكريات واحزان ظروف ابتلاءات متعددة
ولنعلم بكل حزن والم وفقد نؤجر عليها
والمنغصات ماهي الا سحابة صيف ستمطر علينا بالفرح والسعادة وراحة البال بإذن الله
دمتِ بتألق ..