
الزجر والطير والكهان كلهم
مضللون ودون الغيب أقفال
سأقص قصتي مع قشور الثوم
كان عمري ثمانية عشر عاما حدث معي موقف لن أنساه ما حييت
كان له نتائجه السيئة على حياتي و الخطيرة على عقيدتي
كنت أنا وعمتي (تكبرني بثلاث سنوات فقط) على سطح منزل جدي
وقمنا بتقشير الثوم دون ان نهتم بتلك القشور فتطايرت وتناثرت
ولم نرع لها أي اهتمام وما أن جاء المساء
إلا أن حدثت مشكلة كبيرة جدا بين عمي وزوجته
وهم يسكنون في قسم من السطح ( في الرووف )
وأدت المشكلة إلى طلاق زوجة عمي طلقة واحدة
هنا لمنا أنفسنا أنا وعمتي ووضعنا سبب هذه المشكلة تناثر تلك القشور
وأصبح لدي مفهوم انغرس في عقلي
أو بالأصح غرسه الشيطان في عقلي ان تناثر قشور الثوم يأتي بالشياطين
وأصبحت أتشاءم منها من حيث لا ادري
وكبرت و تلك الفكرة تكبر معي وصادف أكثر من مرة
أن أرى أمامي من لا يهتم بتلك القشور
وتحدث مشكلة في البيت وكان الشيطان على قولتهم شاطر
ليثبت لي ويجعل الفكرة تستحوذ على عقلي
وحتى وان حدثت نفسي انه من عمل الشيطان كان عقلي
آو بالأصح شيطاني يبرر لي أن الثوم ذو الرائحة الكريهة
يطرد الملائكة ويأتي بالشياطين
الى ان جاء يوم وقرأت حديث هز كل اركان جسدي
واقشعر جلد رأسي عند قراءته
من ردَّتهُ الطِّيَرةُ مِن حاجةٍ فقد أشرَكَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما كفَّارةُ ذلِكَ
قالَ أن يَقولَ أحدُهُم اللَّهمَّ لا خَيرَ إلَّا خيرُكَ ولا طيرَ إلَّا طيرُكَ ولا إلَهَ غَيرُكَ
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 12/10
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
كلمة (فقد اشرك) ادمت قلبي
وقمت بالبحث والقراءة وما قرأته جعلني الوم نفسي كثيرا
كيف اني لم الجأ للقراءة من قبل في السنة النبوية عن هذا الموضوع الخطير
ولي اكثر من سنتين وانا اهم بالكتابة بصدد هذا الموضوع وانشغل واؤجل
التطير في اللغة: التشاؤم وهو توقع حصول الشر.
وسمي التشاؤم تطيرًا، لأن العرب كانوا في الجاهلية
إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فيهيجه،
فإذا طار الطائر جهة اليمين، تيمن به ومضى في الأمر،
ويسمون الطائر في هذه الحالة: (السانح).
أما إذا طار جهة يسار الإنسان تشاءم به،
ورجع عما عزم عليه، وكانوا يسمون الطير
في هذه الحالة: (البارح).
فجاء الإسلام فأبطل هذا الأمر، ونهى عنه،
وشدد في النكير على فاعله، ورد الأمر إلى سنن الله الثابتة،
وإلى قدرته المطلقة.
التطير دليل ضعيف توكل الانسان على ربه،
ونقص عقله، وإلا فأي شأن للتطير أو غيره
بمستقبل الإنسان وقدره.
وللناس في التشاؤم من أيام معينة أو ساعات محددة
أو أعداد معروفة أخبار كثيرة ينقضي منها العجب.
فالرافضة (يكرهون التكلم بلفظ العشرة،
أو فعل شيء يكون عشرة،
حتى البناء لا يبنون على عشرة أعمدة،
ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك،
لكونهم يبغضون خيار الصحابة،
وهم العشرة المشهود لهم بالجنة)
وكثير من الناس في الغرب يتشاءمون برقم (13).
ولذا حذفته بعض شركات الطيران من ترقيم المقاعد،
كما حذفوه من ترقيم المصاعد والأدوار في العمائر الكبار.
وآخرون يتشاءمون بنعيق البوم والغراب،
ورؤية الأعور والأعرج والعليل والمعتوه.
قال ابن القيم
( وقالت طائفة أخرى : الشؤم في هذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها وتطير
بها فيكون شؤمها عليه ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير
لم تكن مشؤومة عليه.
قالوا ويدل عليه حديث أنس" الطيرة على من تطير"
وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببا لحلول المكروه به
كما يجعل الثقة والتوكل عليه وإفراده بالخوف والرجاء
من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به .
قال الشيخ ابن عثيمين :
والإنسان إذا فتح على نفسه باب التشاؤم،
فإنها تضيق عليه الدنيا، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم،
حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته ثم قابله
رجل ليس له إلا عين واحدة تشاءم،
وقال: اليوم يوم سوء وأغلق دكانه،
ولم يبع ولم يشتر –والعياذ بالله–
وكان بعضهم يتشاءم بيوم الأربعاء،
ويقول: إنه يوم نحس وشؤم، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال،
ولاسيما في النكاح.