&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&



إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
اسمعها رددها، تأملها، أعدها، كررها: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). سبحان الله! لا قيمة للعمل بدون نية، وليس لك إلا ما نويت، فلنتعلم إذاً النية فإنها أبلغ من العمل، لنتعلم النية فإنها تحول العادة إلى عبادة، ولما غابت النية أصبحت العبادة عادةً، جسداً بلا روح، فمن منا إذا أدى العبادة حمل هم قبولها من عدمه؟ قال مالك بن دينار : الخوف على العمل أن لا يقبل أشد من العمل. فراجع حالك، واسأل نفسك أخي! كم هي الأعمال التي مضت؟ كم منها خلصت وصفت من أعمالنا، وأقوالنا، ووظائفنا؟ هل هي لله؟ أم للناس؟ أم للدنيا؟ كم هي الساعات التي نقضيها كل يوم في وظائفنا؟! كم هي الأعمال التي ننجزها كل يوم؟ كم هي الكلمات التي نتلفظ بها كل يوم؟ ليس لك منها إلا ما نويت شئت أم أبيت. إنك تستطيع يا عبد الله! أن تجعل حياتك كلها لله، نعم. تستطيع أن تجعل ساعات العمل والوظيفة عبادةً تؤجر عليها، تستطيع أن تجعل ابتسامتك وبيعك وشراءك وإطعامك لزوجك وأولادك صدقة تكتب لك، ونهر حسنات يصب في سجلاتك. الله أكبر! ما أحلاها وما أعظمها من نعمة، قال زبيد بن الحارث : أحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في طعامي وشرابي. إنها السعادة الحقة، جنة الدنيا، فلله ما أروع الإخلاص لله في كل شيء، وفي كل صغيرة وكبيرة، ودقيقة وجليلة قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ
الأنعام:162-163

رجلان بجوار بعضهما، يصليان صلاة واحدة، وخلف إمام واحد، وبينهما كما بين الأرض والسماء. فلا إله إلا الله! كم من عمل صغير تكبره النية، وكم تبلغ مجرد النية بأصحابها ولو لم يعملوا


قال معاذ رضي الله عنه: (يا رسول الله! أوصني، قال صلى الله عليه وسلم: أخلص دينك يكفك القليل من العمل). نعم. فلم يسبق من سبق بكثرة صلاة ولا صيام، وإنما بشيء وقر في قلوبهم، فلنفتش عنه في قلوبنا لنذوق طعم السعادة، جنة الدنيا، فإن في الدنيا جنةً من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة -نسأل الله الكريم من فضله



إذا أردت أن يحبك الله ، وأن تنال رضاه فما عليك إلا بصدقات مخفية لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك فضلاً أن يعلمه الناس .

وما عليك إلا بركعات إمامُها الخشوع ، وقائدها الإخلاص تركعها في ظلمات الليل بحيث لا يراك إلا الله ، ولا يعلم بك أحد ..
فلما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الأجر ما الله به عليم { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِنْ قُرَةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربّه لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه ، ولا شيطانٌ فيفسده .


اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك ثواباً على سنّة رسولك

آمين يار بَّ العالمين

اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت
&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&
يقول ابن القيم : ليس العجب من قوله يحبونه؛ فإنهم يحبونه لأنه منعم، لكن العجب من قوله يحبهم، خلقهم ورزقهم وأحياهم وأعطاهم ثم قال: يحبهم. فنسأل الله أن نكون وإياكم من أحبابه، ومن أقرب الناس إليه، فإنه -والله- الفوز في الدنيا والآخرة، لكل من أراد أن يكون من الصالحين الأخيار
نسايم2010
نسايم2010
بارك الله فيك.
&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&



رمضان شهر الصالحات



الحمد لله فى بدء كل أمر ، وفى وسطه ، وعند منتهاه . فإن العبد إذا عرف نعم الله عليه لم يزل له حامداً شاكراً مسبحاً . ومن ذنوبه تائباً مستغفراً . والكيس فى الدنيا يتحرى أوقات عمله ، فيتحرى موسم المطر لبذره وغرسه ، وموسم الإثمار لجنيه وحصاده . ويتحرى شروق الشمس لما يحتاج فيه إلى الضوء ، ودخول الليل لما يحتاج السكون . وهكذا .
وهذا رمضان أقبل ، وهو موسم الخيرات المجتمعة ، فمن اغتنم فاز ، ومن ضيعه فقد ضيع خيراً كثيراً . والله رب العالمين جمع الخير فى قوله : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " ( البقرة : 185 ) .
وفى الحديث : " بَعُد من أدرك رمضان ولم يُغفر له " .
وفى الحديث : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت مردة الشياطين "
ومرور هذه الأيام والشهور إنما هي من عمر العبد ، الذي يلقى ربه فيسأله عما عمل فيها ، فمن لم يغتنم العمل فى رمضان وضيعه فقد ضيع خيراً كثيراً ، ولذا ، فإننا ندعو أنفسنا والناس جميعاً إلى الانشغال فى رمضان بالصالحات من الأعمال ، والمكفرات من الذنوب ، طمعاً فى مغفرة الله وعفوه ، وأملاً فى رضوانه وجنته ، وحذراً من عقوبته ونقمته .
وإن الذنوب التى تقع من العباد هى سبب بوار الدنيا ، وسبب عذاب الله يوم القيامة . وإن دفع هذه الذنوب له أسباب ، من قام بها ، كان الرجاء أن يحميه الله من بوار الدنيا وعذاب الآخرة ، ومن هذه الأسباب التى ننصح أنفسنا وإخواننا بها فى كل وقت خاصة فى شهر رمضان :

أولاً : التوبة النصوح :

فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له . والله يقبل التوبة من جميع الذنوب ( الكفر - والشرك - والقتل فما دونه ) .
فيقول سبحانه : " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ " ( الأنفال : 38 ) .


ثانياً : الاستغفار :

وهو قد يكون مع التوبة أو بدونها ، فإن كان معها فالتوبة تمحو جميع الذنوب والسيئات ، وإن كان بدونها ، فهو من جنس الدعاء والسؤال . فهو من أسباب دفع العذاب ، وقد ساق الله فى كتابه استغفار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فقال سبحانه : " فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " وتحقيق ذلك فى قوله تعالى : " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( الأعراف : 23 ) .
ويقول إبراهيم وإسماعيل : " رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ( البقرة : 127،128 ) .
وقول موسى : " أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ " ( الأعراف : 155 ، 156 ) .

ثالثاً : الأعمال الصالحة :

لحديث : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر " ، وحديث : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وحديث : " الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " ، وحديث : " صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " ، وإن فضل الأعمال وثوابها ليس لمجرد صورها الظاهرة ، بل حقائقها التى فى القلوب . والناس يتفاضلون فى ذلك تفاضلاً عظيماً بالإيمان والتقوى .
والله عز وجل يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ( الصف : 10-12 ) .
وليحذر المسلم فى رمضان وغيره من محبطات الأعمال ، ففى الحديث : " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عُشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، ، نصفها " ، وفى ذلك أحاديث عن الصوم والحج كذلك .
وقد يكون العمل الصالح إحساناً إلى عبدٍ أو حيوان ، ففى الحديث : " بينما كلب يطيف بركيه . كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل ، فنزعت موقعها فسقته فغفر لها " .
وفى مقابل ذلك يحذر العبد الذنوب ، وإن استصغرها ، ففى الحديث : " دخلت امرأة النار فى هرة ربطتها لا هى أطعمتها ، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض ، حتى ماتت " .

رابعاً : المصائب الدنيوية والصبر عليها :
ففى الحديث : " ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا غم ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أسى ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " ، والله عز وجل يقول : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " .

خامساً : الدعاء :
وهو وإن كان من جملة الأعمال الصالحة ، والاستغفار قسم منه ، إلا أن إفراده بالذكر لجلاله وعظم قدره ، ولأن الله سبحانه جعل بين آيات الصيام قوله سبحانه : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ( البقرة : 186 ) ، وللدعاء المستجاب شرائط منها :
أن يدعو الله بأحسن الأسماء ، قال تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " ( الأعراف : 180 ) .

وأن يخلص النية ، ويظهر الافتقار ، وألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، ولا بما يعينه على معاداته . وأن يعلم أن نعمة الله فيما يمنعه من دنياه كنعمته فيما خوله وأعطاه
شيهانه®
شيهانه®
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد