تسافر وعد في طائرة متجه من مطار دبي الدولي إلى مطار مسقط بالسلطنة العمانيه , لتصل إلى المطار في وقت متأخر من الليل ، وتستقل إحدى سيارات الأجرة الخاصة بالمطار لتقلها إلى أحد الفنادق الضخمة.
في صباح اليوم التالي خرجت وعد من الفندق وهي لم تفتح حقيبتها بعد ؛ لتبحث عن إحدى الشقق المطلة على ساحل خليج عمان ؛ حيث الجو الرائع والأصوات الجميلة والمنازل والشقق الحديثة في الطراز . وجدت وعد شقة بها غرفتين و مطبخ وحمامين و غرفة جلوس ومخزن .. فوقعت على العقد الخاص بتأجير الشقة لمدة سنة واحدة ، وعادت بعد ذلك إلى الفندق وقلبها مليء جداً بالسعادة والشوق للإقامة بتلك الشقة أو بالأحرى المنزل الجديد .
دخلت غرفتها و إرتمت على ذلك السرير المريح والذي يبعث في النفس الهدوء والسكينة والطمأنينة لتنظر إلى سقف الغرفة وتحدق به لوقت طويل . هل يا ترها كانت تحدق و تدقق بالسقف ؟!! كانت تتأمل و تتخيل و ترسم لنفسها بعض اللوحات التي تتوقع حدوثها في المستقبل القريب ، نهضت من على السرير و اتجهت ناحية الستائر لتفتحها ، وتدخل تلك الإشعاعات الجميلة إلى الغرفة و تفتح النافذة لتسمع أصوات زقزقة العصافير في هذا الصباح .. وتبدأ بفتح حقيبتها الصغيرة التي لا تحمل فيها سوى بعض البناطلين والقمصان و صندوق صغير ، تمد يدها إلى الصندوق و تفتحه وإذ برائحة زكية جداً تفوح منه ، لا تخرج منه عطراً وإنما صورة , إنها صورة ناصر الذي اعتادت أن تناديه ب " نصوري " و اعتادت على محادثته يومياً و باستمرار على برنامج الماسنجر ، تحدق و تحدق وعد بالصورة ، وتنزل دمعتها وتنزل الأخرى وتجهش بالبكاء في نهاية تلك العبرات ، تذكرت أنها أخلصت له ، وأنها أحبته بجنون ولا زالت ، وأنها رفضت كل من تقدم لخطبتها ليس لأنه وعدها بالزواج ؛ وإنما لأنها عرفت كيف يكون الوفاء والإخلاص لمن نحب ، لم يعدها ناصر بالزواج ، وهي لم تكن تنتظر ذلك منه ، كان يبادلها الحب بالمثل ، لا يصل مستوى حبه لها إلى دون مستوى حبها له ، كلاهما عشق الآخر بمعنى كلمه العشق ، كلاهما عاش اجمل و أروع اللحظات معاً مع أنها كانت فقط عبر المحادثات الصوتية بالهاتف والكتابية عبر الماسنجر ، لكن وعد لم تستمر بذلك ، أخبرته بأنها ستسافر إلى مكان ليش بالبعيد ، لكن تجد هي فيه منتحب و تعيش معه اجمل اللحظات التي عاشتها مع ناصر ، انقبض قبل ناصر .. فهي تعلم انه يحبها لدرجه الجنون ، لكنه بالمقابل يعلم أنها تعشقه لحد الموت ، لم يفهم ما كانت قد قصدت بذلك المكان و لم توضح هي اكثر.
تناولت وعد فوطتها لتأخذ حماماً سريعاً ، وكوب عصير برتقال ، وتلملم ما بعثرته بعد أن فتحت حقيبتها ، وخرجت من الغرفة إلى موظف الاستقبال لتأخذ جواز سفرها الذي أودعته عنده ، ولتدفع له قيمة الوقت الذي الوقت الذي أقامت فيه بالفندق ، و تتجه مباشرة إلى شقتها الجديدة ، التي تحتاج إلى أثاث وكل ما يحتاجه البيت الجديد ، تركت حقيبتها في الشقة وأخذت حقيبة يدها معها واستقلت سيارة أجرة واتجهت إلى أفخم محلات المفروشات في السلطنه .. لتفتح حقيبتها في السيارة وتخرج الصورة وتتأملها ، وتتنهد قليلاً وتسرح في خيالها ، ليقطع حبل أفكارها السائق :
آنستي لقد وصلنا إلى محل .... للمفروشات . نزلت ودخلت المحل و انتقت أجمل الاثاث ، وتركت عنوان شقتها لدى صاحب المحل ليوصل الاثاث إلى الشقة و اتجهت هي إلى المراكز التجارية لتبتاع لها ما تحتاج من ملابس وأحذية وغيرها من المستلزمات . وهاهي شقتها قد أصبحت جاهزة و مرتبة وخزانة ملابسها مليئة بجميع أنواع الألبسة وثلاجتها مليئة بالاطعمه ، لقد وفرت لها كل ما يمكن أن تحتاجه ، تقف لبرهة و تتذكر أين وضعت الكاميرا لتضع فيها فيلماً ، وتفتح نافذتها لتقابل نافذة الشقة المقابلة لها ، و ها هو يطل ناصر من نافذة تلك الشقة لتلتقط له صورة ويدخل مباشرة من غير أن يحس بأي شي غريب فقد حافظت على أن لا يراها أبداً أو يشعر بها .
تزايدت طلعاتها و أوقات خروجها من المنزل وفي أوقات متأخرة جداً ، لتعود منهكة ومتعبة وتنام لوقت قصير حتى تخرج في صباح اليوم التالي . في أحد الأيام وبينما تفتح هي باب سيارتها إذ به يمسك بيدها بقوة ، وتلتفت هي لترى انه ناصر ، انه قد كشف أمرها ، عرف أنها وعد التي يحب ، عرف أنها قد آثرت العيش بقربه على الاتصال معه والبكاء يوميا ً بسبب بعده عنها ؛ فأدمعت عيناها الجميلتان وأغمي عليها مباشرة ،ارتبك ناصر ولم يدري ما يفعل فقد توقع أن ترتسم الابتسامة على شفتيها ، توقع أن تقول له احبك للابد كما عودته ، أخذها إلى شقته ، واتصل بصديقته التي تعرف بعلاقة الحب القوية بينهما منى .
منى : الو
ناصر ( بكل خوف وارتباك) : منى إلحقيني ، وعد عندي بالشقة ، أغمى عليها ويبتها شقتي .
منى(وهي تضحك): بسم الله عليك ناصر، كنت راقد وإلا تحلم وإنت قاعد ؟
ناصر : منى مب وقته ، أنا ماعرف شو أسوي ؟ بآخذها المستشفى تعالي هناك .
منى : معقولة ! اوكي باي .. أشوفك هناك .
يستقل ناصر سيارته بأقصى سرعة ممكنة متجهاً إلى مستشفى ... في مسقط ، بدا وكأنه يقود سيارته بكل تهور ، ومن كثرة خوفه عليها بدأت دموعه تنزل ؛ حيث انه مضى على إغمائها اكثر من نصف ساعة ، كان يدعو ربه في وجدانه أن يحفظها و يحميها .
وصل إلى المستشفى ، ونزل من سيارته وهو يحملها بين ذراعيه ويسرع إلى الداخل ، " ساعدوني .. ساعدوني أرجوكم " ادخلوها إلى غرفة الفحوصات ، خرج الطبيب بعد ساعة تقريباً ، ليطمئن ناصر لكن لم يهدا له بال ، فهو يعلم أنها مريضة ، لكنها لا تخبره ما علتها . تحسنت حالتها وكان يمسك بيدها و يقبلها وينظر إلى تلك العينين التي لطالما احب ، ولطالما حلم بها ، و تبادلت عينيهما النظرات والشوق والوله واللهفة .
بدآ يتواعدان على الخروج وعلى السهر وتناول الفطور والغداء والعشاء معاً ، يبدوا وكأنهما زوجين رائعين لكنها في الواقع ليسا كذلك ، وهي لا تطلب منه ذلك ، لكن ما هو السبب الذي يمنعه من الزواج بمن يعشق و يهوا ؟ بمن كرست ما بقي من عمرها لتعطيه الحب الذي يتمنى الرجل الحصول عليه ؟ .. قرر ناصر البوح لها بما في نفسه فيبدأ ب.. " وعد عمري ، حياتي ، أغلى ما مر على حياتي ، تعرفين إني أحبج ولا اقدر استغني عنج ، إنتي علمتيني أكون صديق لج ، حبيب ، كل مهم في حياتج ، علمتيني احب الناس لأنه قلبج ابيض ودايماً تقولين : تصور انه شعوري غير الحب تجاهك ، شو بيكون موقفك ؟ عشان جذي أنا حبيت الناس ، أنا كنت مثل الطفل وإنتي اللي تعلمينه ، أنا احبج واحب انج تكونين عيوني .. وعد أنا مابي أصدمج لكن أبيج تعرفين إني والله أعشقج .. وعد أنا أنا متزوج " . صمتت شوق قليلاً لتستوعب ما يقول " متزوج " ، تبتسم ، تدمع عيناها " نصوري احبك " ، ويغمى عليها مباشرة .. يجن ناصر فهو يعلم انه سبب ما حدث لها .. أخذها من جديد إلى المستشفى ، ليُصدم هو الآخر ، وعد مصابة بسرطان الدم ولا يتوقع لها الأطباء العيش طويلاً ، إنهار ناصر ولم يصدق ما سمعته أذناه ، هذا ما اخفته هي عنه ، كانت تعلم بما سيكون مصيرها ، لهذا لم تطلب منه الزواج ، لك تكن تريد أن تربطه معها كل العمر ، اخفته عنه خوفاً عليه من فقدان الأمل ، من عودته إلى اليأس مجدداً ، من أن يقول لها أنها اجمل ما مر بحياته واجمل ما أضحكه في أوقات حزنه ، اجمل ما حُفِر في قلبه .
كانت حالها قد زادت سوءاً وهو يقف إلى جانب سريرها الذي ترقد عليه وعيناه مليئتان بالدموع والحزن ، وقلبه يفيض بالألم والندم مما فعل ، كان يمسك بيدها ويقول لها :
ناصر : وعد حبيبتي ، الحين بتصيرين بخير وبنطلع من المستشفى ، وبنروح نسولف أنا وإنتي عن حياتنا الياية .
وعد : حبيبي نصوري ، ليش تجذب علي ، أنا ادري إني بفارق هذي الدنيا ، خلك بجنبي ، أبيك تكون آخر إنسان أشوفه في حياتي لأنك كنت الأول في زرع الحياة فيني ، حبك خذني لعالم غير عن عالم الناس كلها ، عالم نعيشه أنا وإنت بروحنا .
ناصر : لا تتركني بروحي ( بدا يبكي كأنه طفل صغير) وعد لا تتركيني ، إنتي تحبيني صح ؟! يعني ما بتتركيني في دنيا ما فيها نور من دونج .
وعد : نصوري .. أهديك حبي وعشقي وحياتي .. كل ما كنت أعطيك من حنان .. حافظ عليهم .
ناصر : لا تودعيني وربي أني احبج ، وعد احبج ، احبج .
يضمها إلى صدره بكل قوه وهو يبكي وهي تبكي ، قبّلت خده وهي أول وآخر مرة قبله في تاريخ علاقتهما ، " احبك " آخر كلمه نطقت بها بعد أن هدأ نفسها ، فارقت روحها جسدها ؛حيث كأنها فارقت جسده هو الآخر فهما روح في جسدين .
موعد تسليم الشقة
يدخل ناصر شقتها حيث أن عليه تسليمها لصاحبها ، يفتح ذلك الباب المعلق عليه ورد جوري احمر اللون قد ذبل ومات ، وإذا بأشعة الشمس تنتشر في جميع أنحاء الشقة وتشوش عليه الرؤيا لدقائق ، يرى بعد ذلك صوراً تملأ المكان ، الجدران ، النوافذ ، المطبخ ، خزانه الملابس ، التلفاز ، السرير ، إنها صوره ، اخذ يجوب في شقتها وكأنه يسترجع مواقف وأحداث مضت كان هو فيها ، اندهش جداً من ذلك ، يجد صوره تملأ الشقة بما فيها ، كانت تلتقط صوره في مختلف الأماكن والمناسبات ، لم تفّوت أي موقف له إلا وقد التقطت له صورة . أثار شجونه ما يرى ، أثار ألمه الذي يعذبه ، آثار حبه الجامح لوعد ، بدا يبكي وهو يجوب المكان ويقرا ما كتبته خلف كل صورة ، التاريخ ، المكان ، الموقف الذي مر به ، سقط على سريرها ألماً وحزناً وندماً وهو يبكي لا بل يجهش ببكائه .. إن روحها كانت تسكن المكان وتسكن روح ناصر .. نام وكأنه طفل بريء كما اعتادت هي أن تقول ، واستيقظ بعد حين ليبحث عن أوراق الإيجار بين أوراقها ، وجد مع ما كان يبحث قصة عشقهما ... سجلت كل ما حدث في الدقيقة الواحدة من علاقتهما ، كل الحوارات القديمة التي دارت بينهما في الماسنجر . خلّدت بوفاتها حبها الكبير لناصر و أروع قصه حب عاشت في ذلك الزمن.
من ايميلي....

أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

LUBNA
•
بالفعل قصة اكثر من رائعة تسلم الايدين يا رب .

ألف معنى
•
يالله وش ذا القصة وينا فيه ؟؟؟؟؟؟ هذولي مسلمين ولا وشو
لا حول ولا قوة الا بالله
هذه القصة مالها داااااااااااااااااااعي مع احترامي لك ام شيماء
لا حول ولا قوة الا بالله
هذه القصة مالها داااااااااااااااااااعي مع احترامي لك ام شيماء

اكادونيا
•
اذا كانت القصه حقيقيه ارجو عدم نشرها
بلاد الاسلام وفي دوله خليجيه يصير مثل كذا ونفخر.....عجبي
بلاد الاسلام وفي دوله خليجيه يصير مثل كذا ونفخر.....عجبي

أم شماء
•
LUBNA
الله يسلمج.....
ألف معنى......اكادونيا
شكرا على مروركما الكريم.....وهاي مجرد قصة وصلتني بالايميل وأعتقد انها ما تستاهل هالهجوم منكم..
الله يسلمج.....
ألف معنى......اكادونيا
شكرا على مروركما الكريم.....وهاي مجرد قصة وصلتني بالايميل وأعتقد انها ما تستاهل هالهجوم منكم..

أم شماء ...........ارجو الانتباة هذة علاقة محرمة......أحتضان.....وتقبيل.....وشنو هذا !!!!!!!!!!! علاقة محرمة ياأختي بارك الله فيك....
مو كل ما جاءتنا رسالة على الايميل نشرناها .....لا ياأختي ...مو كل الموجودين في المنتدى متزوجات أو ملتزمات
فيه عوام وبنات صغار.........يقرؤون ما نكتب...
وبعدين يالحبيبة ترى الايميل تجينا فيه رسائل مشبوهة كان الواجب عليك الحذف أاو على الاقل عدم نشرها
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لم ير للمتحابين مثل النكاح ) هكذا فسرت السنة المحبة يعني الحب هو الزواج
مو مثل ما ينشرة أاهل البغي والفساد.......أ
أنا متأكدة من نيتك الطيبة ولكن............مو كل رمانسية تناسبنا
مو كل ما جاءتنا رسالة على الايميل نشرناها .....لا ياأختي ...مو كل الموجودين في المنتدى متزوجات أو ملتزمات
فيه عوام وبنات صغار.........يقرؤون ما نكتب...
وبعدين يالحبيبة ترى الايميل تجينا فيه رسائل مشبوهة كان الواجب عليك الحذف أاو على الاقل عدم نشرها
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لم ير للمتحابين مثل النكاح ) هكذا فسرت السنة المحبة يعني الحب هو الزواج
مو مثل ما ينشرة أاهل البغي والفساد.......أ
أنا متأكدة من نيتك الطيبة ولكن............مو كل رمانسية تناسبنا
الصفحة الأخيرة