أختي الحبيبة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته...
دعيني أيتها الأخت الحبيبه.. أحدثك حديثا...من القلب للقلب ...
فأنا أحبك في الله......
وللناسِ بدرٌ في السماءِ يرونَهُ ...وأنت لنا بدرٌ على الأرضِ مُقْمِرُ فجميل طبعك... وسمو همتك ....
ورفيع قدرك....وكرم خلقك...
ومتين دينك....وحسن ظنك...
دعيني للحديث معك :
فأرعي أذنك لي ... فأنا أريدها واعية ...
وافتحي لي قلبك .....فالقلوب أوعية...
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
عظمتْ عليك الهموم والكروب…؟ قد استولت عليك الأحزان ..وأحزنك كرب الأشجان...؟ ملكتك الغموم ...وتقسمتك الهموم....؟ نابتك نوبة.... وعرتك نكبة....؟ فنكأت قلبك... وضاق بها ذرعك...؟
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
لا أكتمك سراً...
فأنا شريكٌة لك... فيما نالك ومسك...
فقد أوجعَ قلبي... وقرَّحَ كبدي...
ولقد ساءني وآلمني همك..
وشجاني وأحزنني ما نزل بك...
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ترى المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى ) البخاري.
أيتها الأخت الحبيبة ...
فهذه الهموم والغموم لا بد أن تكون... ثم تزول بإذن الله وتهون...
فيا من طال حزنه...ودام غمه... واشتد كربه... واتصل قلقه...
اصبر على الرزية... واشكر العطية ....
ولا تعرض أجرك للإحباط...
ولا تتعرض من ربك بالغضبِ والإسخاط...
فو الله ما عظمة مصيبةٌ... إلا وأورث الصبر عليها ذخراً وأجراً...
يا صاحبَ الهمِ إنَّ الهمَ منفرجٌ ... أبشر بخيرٍ فإنَّ الفـارِجَ اللهُ اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِه ...
لا تيأسَنَّ فإنَّ الكـــافيَ اللهُ اللهُ يحدِثُ بعدَ العُسْرِ مَيسرةٌ ... لا تجزعـنَّ فإنَّ الصَّـانِعَ اللهُ وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ بهِ ... إنَّ الذي يَكْشِفُ البلوى هوَ اللهُ واللهِ ما لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحَدٍ ... فَحَسْبُكَ اللهُ .. في كلٍّ لكَ اللهُ
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
نحن جميعاً سواء ...في الهم
ولكن هل نحن سواء في تَقَبُلِهِ...والرضا به...؟ فالحظ الأوفر...والنصيب الأكثر...
لمن اتعظ...واعتبر وفكر...
ومن كان غيرَ هذا فالبكاءُ عليه...
فسيأكلُ كفيه...ويعضُّ على يديه...
...
وصدقَ الله : {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7
أيتها الأخت الحبيبة ...
هل تفكرتِ في حكمةِ ربك...؟ هل سألتِ نفسَكِ...لِمَ قدَّرَ اللهُ ذلكَ لك...؟ وهل علمتِ ما يجبُ عليك أن تفعليه...فيما قضاهُ اللهُ وقدَّرَهُ...؟ فإليكِ رشقةُ قلمٍ سَطَّرتُهَا...ونصيحةُ محبه لك وجهتها...
فاصبري عليها... واتقي الله فيها...
{إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف90
...
ارضي عن الله فيما قدرهُ لك فقدَرُهُ وقضاؤهُ للمؤمنِ كلُهُ خير : {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ }المرسلات23 قال صلى الله عليه وسلم : ( عجبًا لأمرِ المؤمنِ . إنَّ أمرَهُ كُلَهُ خيرٌ . وليس ذاكَ لأحدٍ إلا للمؤمن . إنْ أصابتْهُ سراءُ شكرَ . فكانَ خيرًا لهُ . وإنْ أصابتْهُ ضراءُ صبرً . فكانَ خيرًا له ) مسلم أتكرهُهُ ...وقد يكون خيراً عظيماً لك عندَ الله ؟ { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216 تجري أمورُ ولا تَـدْرِي: أوائلُــهـا...خَيْرٌ لنفسك أم مـا فـيهِ تـأخــيرُ فاستقدرِ اللـهَ خـيراً وارضَـيَنَّ بـه...فبينما العـسـرُ إذ دارتْ مـياسيِـرُ
أيها الأخت الحبيبة الغالية...
ارفع ما نزل بك إلى الله سبحانه وتعالى وحده ولا تتعلق بغيره فيكلك إليه ويعذِبك به {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }الإسراء 56 وافعل كما فعل أنبياءُ الله سبحانه وتعالى بشكوى الضرِ إلى الله تعالى : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83 وليكن منك على بالٍ قولُهُ صلى الله عليه وسلم : ( ما ابتلى الله عبدًا ببلاءٍ وهو على طريقةٍ يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارةً وطهورًا ما لم يُنْزِلْ ما أصابه من البلاءِ بغيرِ الله ، أو يدعو غيرَ اللهِ في كشفه ) صحيح الترغيب فالشكوى كلها لله لا للمخلوقين على الله : {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ}يوسف86 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : إذا ابتليتُ عبدي المؤمن ، فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه ، و دمًا خيرًا من دمه ، ثم يستأنفِ العمل ) صحيح الجامع
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
عليك بسلاح الدعاء...عند نزول البلاء... {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }الأنعام42 {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }الأعراف94 فإليه المفزع والملتجأ : { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }النحل53 } {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يونس107 وساريةٍ لم تسرِ في الأرضِ تبتغي ... محلا ولم يقطعْ بهــا البيدَ قاطعُ سرتْ حيثُ لم تسرِ الركابُ ولم... تُنِخْ لِوِرْدٍ ولم يُقصَر لها القيدُ مانعُ تظلُ وراءَ الليلِ والليلُ سـاقِطٌ... بأوراقِه فيهِ سميرٌ وهــــاجع ُ تُفَتَحُ أبوابُ السماءِ لـوفدِهـا...إذا قرعَ الأبوابَ منهنَّ قــارعُ إذا سـألتْ لم يَردُدِ اللهُ سـؤلهَا ... على أهلِها واللهُ راءٍ وسامــعُ وأني لأرجـو اللهَ حتى كأنمــا ... أرى بجميلِ الظنِ ما اللهُ صانـعُ فليعظم يقينُك في ربك... فهو يجب المضطر إذا دعاه قال سبحانه وتعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}النمل62 واستشعري قوله تعالى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
ثم إياك...!!!
أن تكون ممن يغفل عن الدعاءِ في الرخاء...ولا يعرفِ اللهَ إلا عندَ نزولِ البلاء..
{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }يونس12 وقال تعالى : {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ }فصلت51
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
أحسني ظنك في ربك.... فهو لطيفٌ ورحيمٌ بك...
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }يوسف100 {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}الشورى19
واعلمي أن الله عند ظنكِ به.... فلا تظني به فيما قضاه عليك إلا خيراً...
قال صلى الله عليه وسلم : ( قال الله جل وعلا : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله ) صحيح الترغيب
فظن به أنه بك رحيمًا... { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43 تأمل معي هذه القصة : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم :
( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال :
( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) البخاري
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
إنها فضائل جمةٌ ....ونعمة من الله أيما نعمة...
بل المقصود أن يرض بالبلاء إذا حلَّ... وأن يُسلِّمَ لقضاء اللهِ إذا نزل...
عُذ بالله يكفيك كُلَّ شــرٍّ ... فإن الله يفعل ُ مـا يشــاءُ
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
انظر إلى بلاء غيرك ...ممن هم حولك ...
ممن عظم بلاؤهم ....واشتد بهم داؤهم ..فعز الدواء ..واحتار فيه الأطباء...
فمصيبتُك أهونُ من مصيبةِ غيرك.... و هناكَ مَنْ هو أشدُّ ألماً وأكثرُ وجعاً منك...
في كل بيتٍ محنةٌ وبليةٌ ...ولعل بيتُكِ إنْ شكرتِ أقلُهَا فاشكر اللهَ فقد جعلَ اللهُ الشكرَ للنعمِ حارسًا... وللحقِ مؤديًا... وللمزيدِ سببًا...
واعلم أنَّ عند التراخي عن شكرِ المنعمِ... تحِلُ عظائمَ النقم...
فلو كان يستغني عن الشكرِ سيدٌ... لعِزةِ مُلكٍ أو علــوِ مكانِ لما أمــرَ اللهُ العبادَ بشكــرهِ.. . فقال: اشكروني أيها الثقلانِ
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
إن عظيم ما نزل بك من داء ...يجعلُك تلهج لله بالدعاء....
أن يجعلَك من الصالحين الذين يحبهم الله ويصطفيهم بالبلاء ...
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه ) صحيح الجامع فهم يرضون بما قدره الله ويفرحون به كفرحهم بالعطاء... لعلمهم ويقينهم بأنه طهور لهم ...
قال صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاءً الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ ، فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم ، فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ، و من ضعف دينه ضعف بلاؤه و إن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ) صحيح الجامع
وتذكري دوماً أيتها الأخت الحبيبة الغالية
أنَّ الشوكةَ يشاكها المؤمن يكفِّر الله بها الخطايا ...فكيف بما هو أعظم من شوكة...!!
قال صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المسلم ، من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه ) البخاري
أيها الأخت الحبيبة الغالية...
قابل الداء بالصبر على البلاء ...لا بالجزع وعدم الرضا عن الله...
واعلم قوله صلى الله عليه وسلم : (تنزل المعونة من السماء على قدر المؤنة ، و ينزل الصبر على قدر المصيبة ) صحيح الجامع فارض عن الله يرضَ عنك قال صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ) صحيح الترمذي
وإن زادَ ألمُك ...وغلبَك وجعُك...واشتدَّ مصابُك... فلا تتمنى الموتَ لضرٍ ألمَّ بك...
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) البخاري
هي المقاديرُ تجري في أعِنَّتِها...فاصبرْ فليسَ لها صبرٌ على حالِ واعلم أنَّ اللهَ قريبٌ
أيتها الأخت الحبيبة الغالية...
عليك بالصدقةِ وصنائعِ المعروفِ فإنها دواء...
وقال صلى الله عليه وسلم : (صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ و الهلكات ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة ) صحيح الجامع
أخيراً...
أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبته لك يسري بالسلامةِ في أعضائك...
وأن يوصلَ به بردَ العافيةِ إلى أحشائك...
وأن يبدِّل به شدةَ التألمِ...إلى رخاءِ التَّنعُمِ...
خفف الله عنك همومك وآلامك..وأطالَ في الصحةِ والعافيةِ أيامك...
ومتعكِ الله بالعافية...
وأذاقَك طعمِ السلامةِ... وحباك بفضلِهِ دارَ الكرامة....
وأصلَحَ أمرَك...
وكتبَ لك فيما ابتلاك به الأجر....وصرفَ عنك كلَّ سوءٍ وشر اللهم لا تجعل للهم إليها مرجعًا...
وأدم السعادة في مهجتها...
اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب قوية عليه أبداننا بعافيتك...
ونالته أيدينا بفضل نعمتك ....وانبسطنا اليه بسعة رزقك...
واحتجبنا فيه عن الناس بسترك علينا...
واتكلنا فيه على حلمك ....وعولنا فيه على كريم عفوك برحمتك يا أرحم الراحمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
مما راق لي فنقلته
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️