مبحث في الأمور المحرمة التي ابتدعها بعض القراء في قراءة القرءان
ابتدع بعض قراء هذا الزمان أشياء كثيرة لا تحل ولا تجوز في القراءة وذلك بواسطة الأنغام لأجل صرف الناس إلى سماعهم والإصغاء إلى نغماتهم وبيانها كالآتي :-
1- النهي عن التطريب.
من ذلك القراءة بالألحان المطربة المرجعة كترجيع الغناء فإن ذلك ممنوع لما فيه من إخراج التلاوة عن أوضاعها وتشبيه كلام رب العزة بالأغاني التي يقصد بها الطرب . روي أن رجلاً قرأ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم; فطرّب فأنكر ذلك عليه القاسم بن محمد وقال : يقول الله تعالى (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) وقال مالك : لا تعجبني القراءة بالألحان ولا أحبها لا في رمضان ولا في غيره لأنه يشبه الغناء . وقال الحافظ السيوطي في الإتقان : وأما القراءة بالألحان فنص الشافعي رحمه الله تعالى في المختصر أنه لا بأس بها ما لم تخرج القراءة عن حد القرءان وإلا فتكون القراءة بالألحان حرام . وللعلم أن القائلين بجواز قراءة القرءان بالألحان يشترطون عدم الإفراط والزيادة وإشباع الحركات حتى يتولد من الفاتحة ألف ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء لأن ذلك يؤدي إلى الزيادة في القرءان وهو ممنوع وإلى هذا المعنى أشار الجعبري في بقوله :
( إقرأ بألحان الأعارب طبعها وأجيزت الأنغام بالميزان )
2- الترقيص.
ومعناه أن الشخص يرقص صوته بالقرءان فيزيد في حروف المد حركات بحيث يصير كالمتكسر الذي يفعل الرقص وقال بعضهم : هو أن يروم السكت على الساكن ثم ينفر عنه مع الحركة في عدوِ وهرولة .
3- التحزين.
وهو أن يترك القارئ طباعه وعادته في التلاوة ويأتي بها على وجه آخر كأنه حزين يكاد أن يبكي من خشوع وخضوع وإنما نهي عنه لما فيه من الرياء .
4- الترعيد.
ومعناه أن الشخص يرعد صوته بالقرءان كأنه يرعد من شدة برد أو ألم أصابه .
5- التحريف.
والتحريف أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون ويقرأون بصوت واحد فيُقَطِّعون القراءة ويأتي بعضهم ببعض الكلمة والآخر ببعضها الآخر ويحافظون على مراعاة الأصوات ولا ينظرون إلى ما يترتب على ذلك من الإخلال بالثواب فضلاً عن الإخلال بتعظيم كلام الجبار فكل ذلك حرام يمتنع قبوله ويجب رده وإنكاره على مرتكبه ولذلك أشار بعضهم فقال :
حدود حرف الذكر في لفظ قارئ بحدر وتحقيق ودور مرتلا
فإني رأيت البعض يتلو القرءان لا يراعي حدود الحرف وزناً ومنزلا
فمنهم بترقيص ولحن وضجة ومنهم بترعيد ونوحٍ تبدلا
فما كل من يتلو القرءان يقيمه ولا كل من يقرأفيقرأ مجملا
فذر نطق أعجام وما اخترعوا به وخذ نطق عرب بالفصاحة سوِّلا
فيا قارئ القرءان أجمل أداءه يضاعف لك الرحمن أجراً فأجزلا
وقد بقي من الأمور المبتدعة في قراءة القرءان أشياء كثيرة أيضاً..
ـ ومنها القراءة باللين والرخاوة في الحروف وكونها غير صلبة بحيث تشبه قراءة الكسلان .
ـ ومنها النفر بالحروف عند النطق بها بحيث يشبه المتشاجر .
ـ ومنها تقطيع الحروف بعضها من بعض بما يشبه السكت خصوصاً الحروف المظهرة قصداً في زيادة بيانها إذ الإظهار له حد معلوم .
ـ ومنها عدم بيان الحرف المبدوء به والموقوف عليه وكثير من الناس يتساهلون فيهما حتى لا يكاد يسمع لهما صوت .
ـ ومنها إشباع الحركات بحيث يتولد منها حروف مد وربما يفسد المعنى بذلك .
ـ ومنها أن يبلغ القارئ بالقلقلة في حروفها رتبة الحركة .
ـ ومنها إعطاء الحرف صفة مجاورة قوية كانت أو ضعيفة .
ـ ومنها تفخيم الراء الساكنة إذا كان قبلها سبب ترقيقها .
ـ ومنها إشراب الحرف بغيره .
ـ ومنها إشباع حركة الحرف الذي قبل الحرف الموقوف عليه بحيث يتولد منه حرف مد .
ـ ومنها إبدال الحرف بغيره .
ـ ومنها تخفيف الحرف المثقل وعكسه وخصوصاً الحرف الموقوف عليه .
ـ ومنها تحريك الحروف السواكن كعكسه .
ـ ومنها زيادة المد في حروفه على المد الطبيعي بلا سبب .
ـ ومنها النقص عن المد الطبيعي في حروفه لكن هذا النقص أفحش من تلك الزيادة لأن الزيادة قد عهدت في حال وجود السبب أما النقص فإنه لم يعهد في حالة أصلاً .
ـ ومنها المبالغة في إخفاء الحروف بحيث يشبه المد .
ـ ومنها ضم الشفتين عند النطق بالحروف المفخمة المفتوحة لأجل المبالغة في التفخيم .
ـ ومنها شوب الحروف المرققة شيئاً من الإمالة ظناً من القارئ أن ذلك مبالغة في الترقيق .
ـ ومنها الإفراط في المد زيادة عن مقداره لأن المد له حد يوقف عنده ومقدار لا يجوز تجاوزه ومراتب القراءة فيه مختلفة بحسب تفاوتهم في الترتيل والحدر والتوسط والتحقيق .
ـ ومنها مد ما لا مد فيه كمد واو مالك يوم الدين وصلاً ومد ياء غير المغضوب عليهم كذلك لأن الواو والياء إذا انفتح ما قبلهما كانا حرفي لين لا مد فيهما ولكنهما قابلان للمد عند ملاقاة سببه وهو الهمز أو السكون .
ـ ومنها تشديد الهمزة إذا وقعت بعد حرف المد ظناً منه أنه مبالغة في تحقيقها وبيانها نحو ( أولئك – يا أيها ) .
ـ ومنها لوك الحرف ككلام السكران فإنه لاسترخاء لسانه وأعضائه بسبب السكر تذهب فصاحة كلامه .
ـ ومنها المبالغة في نبر الهمزة وضغط صوتها حتى تشبه صوت المتهوع وهو المتقيئ .
وقد أشار إلى بعض ذلك الإمام السخاوي في منظومته بقوله :-
لا تحسب التجويد مداً مفرطاً ** أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة ** أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعاً ** فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان فلا تك طاغياً ** فيه ولا تك مخسر الميزان
فإذا همزت فجيئ به متلطفاً ** من غير ما نبر وغير توان
وامدد حروف المد عند مسكن ** أو همزة حسناً أخا إحسان
قال شارحها :- فكل حرف له ميزان يعرف به مقدار حقيقته وذلك الميزان هو مخرجه وصفته فإذا خرج من مخرجه معطى ما له من الصفات على وجه العدل في ذلك من غير إفراط ولا تفريط فقد وزن بميزانه .
وهذا هو حقيقة التجويد وإليه أشار الخاقاني رحمه الله تعالى بقوله :-
( زن الحرف لا تخرجه عن حد وزنه فوزن حروف الذكر من أفضل البر )
ومن الأمور المنهي عنها أيضاً عدم ضم الشفتين عند النطق بالحرف المضموم لأن كل حرف مضموم لا يتم ضمه إلا بضم الشفتين وإلا كان ضمه ناقصاً ولا يتم الحرف إلا بتمام حركته فإن لم تتم الحركة لا يتم الحرف . وكذلك الحرف المكسور لا يتم إلا بخفض الفم وإلا كان ناقصاً وهو حركته . وكذلك الحرف المفتوح لا يتم إلا بفتح الفم وإلا كان ناقصاً وهو حركته .
وإلى ذلك أشار العلامة الطيبي في منظومته فقال :-
وكل مضموم فلن يتمّا إلا بضم الشفتين ضمّا
وذو انخفاض بانخفاض للفم يتم والمفتوح بالفتح افهم
إذ الحروف إن تكن محرّكة يشركها مخرج أصل الحركة
أي مخرج الواو ومخرج الألف والياء في مخرجها الذى عرف
فإن تر القارئ لن تنطبقا شفاهه بالضم كن محققا
بأن منتقص ما ضمّا والواجب النطق به متمّا
كذلك ذو فتح وذو كسر يجب إتمام كل منهما فافهم تصب
فالنقص في هذا لدى التأمل أقبح في المعنى من اللحن الجلي
إذ هو تغيير لذات الحرف واللحن تغيير له فى الوصف
ويعني ذلك أن الحروف تنقص بنقص الحركات فيكون حينئذ أقبح من اللحن الجلي لأن النقص في الذوات أقبح من ترك الصفات .
**************************************************
نداء :- ياأخى المسلم تفطن رحمك الله واجتهد في ضبط هذه القواعد المقررة وأحكامها المحررة لتفوز بالسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة فإن تعلمك تجويد كتاب الله في الدنيا أيسر من عقوبتك على تركه يوم القيامة .
فحافظ على تلاوة القرءان على الوجه المتلقّى من حضرة خير الأنام عسى الله إذا قبل منك اليسير أن يتجاوز عنك الكثير
هذا وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أتمنى أن يظل هذا الموضوع مثبتا ً......
لأن حاجتنا له لا تنتهي .......
واحس انه ما يصلح يروح مع باقي المواضيع ويضيع ......
أخواتي ثبتو الموضوع واجعلوه دائم في القسم لأنه فيه اامور مهمه جداً......
لأن حاجتنا له لا تنتهي .......
واحس انه ما يصلح يروح مع باقي المواضيع ويضيع ......
أخواتي ثبتو الموضوع واجعلوه دائم في القسم لأنه فيه اامور مهمه جداً......
الصفحة الأخيرة
هي ملخص الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم ..
إذا كان عندك محاضرة أو درس في مراكز التحفيظ ، يمكنك أن تشرح لهم طريقة التاءات الخمس :
1) التهيئة النفسية : عليك أن تهيئ نفسك من الليل إذا أردت أن تحفظ القرآن الكريم وقبل أن تنام هيئ نفسك .. برمج نفسك وقل غداً أريد أن استيقظ الساعة الثالثة فجراً واحفظ كذا وكذا ..
- من التهيئة النفسية أن تختار المصحف المحبب لديك الأنيق المميز الذي ترتاح نفسك له ، وأنصح إخواني المؤمنين أن يهدوا بعضهم بعضا المصاحف المميزة وأن يكتبوا إهداء عليها ... وقد أهديت مصحفاً لأحد الأخوة فيقول لي ..كلما فتحت المصحف .. رأيت الإهداء فكان حافزاً لي أن استمر في الحفظ ... وقد حفظ القرآن الكريم كاملاًً .. ويقول لا يمكن أن أغيره أبدا
2) التسخين : أنت في الصباح حين تسخن السيارة قبل أن تذهب إلى عملك قد تحتاج إلى دقائق ليصل الزيت في مجاري الموتور بشكل جيد .. فنحن في دماغنا نحتاج إلى عملية تسخين من 6- 8 دقائق .. اقرأ شيئا من الحفظ الماضي .. أو على الحاضر كرره بصوت مرتفع هذا العمل يعطيك تشويقاً أكثر لتحفظه ...
تحضرني الآن قصة بهذا الخصوص : قصة الحكيم الهندي والكأس وكذلك قطعة الحلوى عندما تضعها في فم الطفل مباشرة دون تشويق .. شوّق دماغك على الحفظ .. راجع من الماضي 6 دقائق سخّن .. ثم سخّن .. كالعضلات .. مرّنها ثم ابدأ بالحفظ فإذا حفظت مباشرة قد يكون الدماغ غير مرتاح .. متعب...لا تحفظ وأنت متعب أبدا ...
3) التركيز : بعد التسخين وكما قلنا التركيز نوعان ..
أ - أفقي
ب – بؤري
4) التكرار وقد سبق ذكره
5 ) الترابط ..
قصة الهندي الحكيم مع الكأس
نرجع إلى قصة الهندي الحكيم مع الكأس
يروى أن شخصاً أراد أن يحصل على فائدة واحدة تفيده في حياته كلها .. فذكروا له حكيماً هندياً ينفعه بذلك .. فسافر من بلد إلى بلد .. ومن قرية إلى قرية يسال عنه .. إلى أن وصل إلى الحكيم .. دقّ باب بيته استقبلته عجوز قالت له تفضل .. دخل الرجل إلى غرفة الاستقبال .. وانتظر ساعة .. ساعتين .. ثلاثة . .. ما هذا ؟؟؟؟؟!!!! إلى العصر .. !! دخل الهندي وسلم عليه ببرود وجلس وسكت .. وسكت !!!! والضيف يفكر كيف يبدأ ،
والهندي ساكت ! ثم بدأ الرجل فقال : جئت من بلاد بعيدة لأحصل منك على حكمة تنفعني في الحياة .. قال الهندي طيب .. وسكت ... ثم سكت .. !!!! ثم قال الهندي : تشرب شاي ؟؟؟! قال الرجل على الفور نعم أشرب .. المسكين منذ ثلاث ساعات لم يضع في فمه شيء .. بعد قليل جاء الهندي بصينية فيها إبريق شاي وكأس وبدأ يصب في الكأس ويصبّ .. امتلأ الكأس والهندي يصبّ ويصبّ .. امتلأت الصينية .. والهندي يصب !!! فاض الشاي على المنضدة .. واستمر بالصبّ!! حتى نزل إلى الأرض .. فجأة قال الضيف .. بس ...... يكفي ايش هذا .. حكيم ولا مجنون ؟؟؟؟!!!! قال الهندي متسائل : يكفي ؟ .. قال الضيف نعم . وهنا قال الهندي ؟
انظر يا بنيّ .. إذا أردت أن تستفيد من هذه الحياة ينبغي أن تكون كأسك فارغة ، أرأيت الكأس كيف امتلأت وفاضت .. فأنا حين تأخرت عليك امتلأت كأسك .. ولم تستطيع أن تستقبل مني أي شيء .. فإذا أردت أن تستفد من أي شيء فرغ قلبك من الشواغل .. لتضع محله الفائدة .. فرغ قلبك من حقد النفس .. من الأفكار السلبية..
فإذا حضرت محاضرة .. وأنت فيها .. امتلأت نفسك بالمعلومات والأفكار التي أتتك منها .. ويجب أن تفرغ كأسك لتستوعب .. وإلا سيفيض الكلام إلى الأطراف كما فاض الشاي من الكأس .. فلا تستفيد منه .. وإذا أحس المحاضر أن الكؤوس بدأت تمتلئ .. فليتوقف عن إعطاء المعلومات .. وليحاول أن يفرغها بطريقة معينة .. نكتة مثلاً .. طرفة ..قصة .. تنفس عميق ..
قصة أم طه الأردنية مع حفظ القرآن الكريم وعمرها سبعون سنة
امرأة أردنية تعيش في مدينة الزرقاء وتعمل خياطة وهي أمية ولا تقرأ ولا تكتب كلمتني في الهاتف عن قصتها مع القرآن الكريم أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب ..
وذات يوم طلبت من إحدى الفتيات اللواتي يترددن عليها أن تعلمها كيفية كتابة لفظ الجلالة قالت لي أريد أن أتعلم اسم ربي كيف يكتب وبالفعل تعلمت وأصبحت أتتبع لفظ الجلالة في القرآن من أوله إلى أخره وأعجبتني الفكرة وأحسست بمشاعر عالية جدا ..
فطلبت من الأخت أن تعلمني الحروف وتعلمت التهجي والتحقت بمركز لتحفيظ القرآن وبدأت أقرأ بالتهجي من المصحف واستمريت إلى أن ختمت القرآن كاملا ..
لم اصدق نفسي بعد كل هذا العمر أنني أصبحت قارئة ثم أقمت حفلة كبيرة لجميع الأخوات بمناسبة انتهائي من قراءة القرآن واهدوني كتابك كيف تحفظ القرآن وهذا الكتاب فجر عندي الرغبة في الحفظ حيث علمت منكم أن من لديه الهمة يمكن له أن يحفظ ولو كان فوق الأربعين .. فبدأت حفظ القرآن الكريم وأحسست بسعادة عجيبة جدا ..
وأنا الآن أحفظ 15 خمسة عشر جزءً وأخذت تدعو لي دعوات مباركات جزاها الله خيراً ووفقها كان هذا في صيف عام 2001 م ..
ودعوت الله لها وقلت بإذن الله ستكونين من الحفاظ .. فقالت : الله يسمع منك يا رب وقد وصلني خبر منذ مدة قريبة أن أم طه قد حفظت كامل القرآن الكريم والحمد لله ..
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ونسأل الله تعالى أن يرزق الجميع هذه الهمة العالية بالمناسبة لقد حكيت قصة أم طه في أكثر من دورة
فكان لها صدى كبير عن الأخوات وقالوا : ما دام أم طه وهي في السبعين من عمرها حفظت القرآن وحنا وش ورانا .