من ضرب رانيا الباز... وحول لون عينها من خضراء دافئه إلى عسليه باهته

على إحدى المقاهي الباريسية .. وفى جادة الشانزلزيه تحديدا .. وبجانب إحدى المكتبات تجلس امراءة حزينة شاحبة سافره مع مجموعة من النساء والرجال يرتشفون القهوة ويتجاذبون أطراف الحديث .. عن حقوق المراءه ..وانتهاكات حقوق المراءه في بلاد سعودستان .. وفى بعض الأحيان ..تنشغل تلك المراءه عنهم لتوقع كتابها لقارئ فرنسي .. وهى تبتسم كذلك ابتسامة باهته حزينة... فإذا نظر القارئ في غلاف الكتاب ( المأساة ) الذي يحمل صورة وجهها كاملا .. ثم نظر في وجه المراءه التي أمامه لهاله حجم الجريمة التي تعرضت لها تلك المراءه البريئة المظلومة ..على يدي هذا الزوج المتوحش ولأدرك حتما أن هؤلاء الأعراب غلاظ جفاة قساة القلوب .....فهذا الزوج لم يكتفي بكسر عظام وجه زوجته المسكينة .. إنما امتدت قسوته ووحشيته إلى عيني تلك الفتاة الحسناء .. فحول لون عينيها بسبب الضرب الشديد من خضراء تسر الناظرين إلى عسلية باهته لامعنى فيها ولا إحساس .. وإذا لم تصدق دونك صورتها على الغلاف .. قبل الضرب .. و وانظر إليها هاهي أمامك بعد الضرب ....!!
إنها الساديه والوحشية والهمجية بأبشع صورها ..؟ فمن ينقذ المراءه ألسعوديه من هذا الواقع الاستبدادي المؤلم ...؟ مؤسسة لامومســــات ولا مضطهدات .. لايعقل أن تقدم رانيا ألباز في باريس وهى تسوق كتابها ومأساتها الرهيبة وهي تضع الماكياج ..وتبتسم بسعادة .. ولكن لزوم وأصول الحبكة ( الدرامية ) يجب أن تقدم رانيا وكما رأيناها على شاشة التلفاز هكذا بشعرها المنكوش والبؤس والحزن يملا عينيها .. ( لتصنع منها لامومسات ولامضطهدات عنوانا تقدمه للرآى العام العالمي .. على أن المراءه ألسعوديه تعانى من الاضطهاد والاستعباد الذكورى والأبوي بأبشع صورة .. فعقلية وثقافة (الجواري والحريم ) لازالت متمكنة في ثقافة هذا المجتمع ...ولازالت تلك الثقافة تطبع تصرفات أفراده الذين يمارسون أنواع وأشكال الاضطهاد والحرمان وبصورة بشعة ضد المراءه هناك إلى يومنا هذا .

.. فالعالم شغله الشاغل في بلاد سعودستان كيف يحرر المراءه من قيود العفة وأغلال الستر .. ولم ولن تجد هذه المنظمات فرصة ذهبيه ..كالتي منحتها لها رانيا ألباز .. عبر تحويل قضيتها ألشخصيه ..إلى قضية رأى عام .. لتنفث تلك المنظمات المشبوهة من خلال تلك القضية ألشخصيه سمومها وأحقادها .. في جسد الفضيلة والعفة الذي يكلل ويتوج ( شخصية المراءه في بلادنا ) ويميزها عن سائر نساء العالمين ..

لامومسات ولامضطهدات .. والعشرات من الجمعيات ألحقوقيه ألنسائيه في أوربا وفى بانكوك وجنوب شرق أسيا . تحتضن رانيا ألباز وتتبنى قضيتها .. خصوصا منظمة لاموووومسات ولامضطهدات .. التي تبنتها منذ البداية .. وأخذت تقدمها إلى وسائل الإعلام ألأوربية .. والى الحد الذي تفرض فيه علي رانيا ألباز وضع ( ماكياج العزاء الحزين الباهت ) وهى تقابل عدسات وسائل الإعلام لتصبح الصورة في المخيال الأوربي الشفاف المرهف أكثر حزنا ومأساوية .. ..فالجميع يود أن ينظر إلى تلك الزوجة العربية ألسعوديه المضطهدة ( مكسورة الجناح ) القادمة من ارض الأساطير وقصص ألف ليلية وليلة من ارض شهريار ..من ارض الجواري والحر ملك والمخصيين والإماء والتي تناقلت مأساتها الرهيبة وكالات الأنباء والصحف.. تلك المراءه التي تسكن خيمة في الصحراء والتي ضربها زوجها البدوي بوحشيه بالغه .. ومع ذلك الظلم المبين الذي وقع عليها . لم ينصفها مجتمعها ولا القضاء في بلادها بل أن السلطات في بلادها وإمعانا في قهرها والحجر عليها منعتها من السفر .. ولكن تلك ( المراءه الشجاعة ).. ( على وزن الرجل الشجاع ) .. آبت أن تقبل أو تستسلم لهذا الحجر والعسف المفروض عليها .. وغامرت بكل شجاعة وإقدام بأن ركبت في ليل مظلم كالح بهيم على ( حمار أعرج ) وهربت من مضارب أهلها وعشيرتها في أحدى أحياء جده لاتلوي على شيء .. وتبعها بحثا عنها إخوانها وزوجها ( والحكومة ) وبقية القوم وفى نيتهم قتلها وصلبها في ميدان عام ومحو العار والشنار .. ولكي تكون عبرة لمن تعتبر من نساء بلاد سعودستان ولكن بحثهم بلا طائل .. وقبل أن تقطع تلك المرآة الشجاعة الحدود السعودية بصحرائها القاحلة وشمسها اللاهبه باتجاه دولة البحرين ( نفق الحمار الأعرج في نصف الطريق تعبا ) ..فأكملت رانيا الطريق مشيا على الأقدام .. ومشت ومشت حتى أدميت قدميها ... ولم يكن معها في رحلتها نحو الحرية ...سوي زجاجة كوكا كولا حجم عائلي .. وساندويتش همبرقر بدون كاتشب .. وتعرضت رانيا في رحلة هروبها لأهوال الصحراء .. فكادت الوحوش الضارية والذئاب العاوية والأفاعي والعقارب ألقاتله أن تفتك بها .. ومع ذلك وبكل جراءة وشجاعة تغلبت رانيا على تلك المصاعب والأهوال وأصرت على إكمال مسيرتها نحو الحرية لتوصل صرختها إلى العالم مهما كانت الصعاب ومهما كان الثمن .. فكادت قبل نهاية الطريق أن تموت ظمئا في صحراء السعودية القاحلة الممتدة بلا نهاية .. لولا أن تداركها ( أعرابي ) عابر سبيل على ناقته فسقاها ( من قربته .. رشفة من الماء .. ) فاستعادت وعيها و شيئا من قواها .. ثم أكملت المسير إلى البحرين .. فخاضت مياه البحر سباحة وكادت أن تنهشها ( اسماك القرش ) ولكن الله سلم .. وأوشكت أن تغرق عدة مرات .وفى المرة الأخيرة استسلمت رانيا لقدرها المحتوم وأيقنت أن نهايتها هي الموت غرقا .. وفجاءة لم تشعر إلا وهي محمولة على ظهر دولفين الذي رمى بها على شاطئ البحر..و من البحرين سافرت بالطائرة إلى باريس .. وهاهي المراءه الشجاعة الجريئة التي رفضت كل أنواع الاستبداد والقهر والاضطهاد الذي يمارس بحق المراءه في ألسعوديه ..هاهي أمامكم .. تحكي ملامحها الحزينة قصة مأساتها وعذاباتها .. فلما رائينها نساء باريس وهى على هذه الحال من البؤس والحرمان .. شققن جيوبهن .. وحثين التراب على وجوههن . وأجهشن بالبكاء والعويل .. وابكين معهن .. نساء فلورنسا .. ونساء روما ...وفينا .... فطالبت نساء أوربا ومنظماتها العالم بآسره كي يهب إلى نجدة المراءه ألسعوديه قبل فوات الأوان ..) ..

كل ما أخشاه أن تتحول قضية رانيا ألباز .. إلى قضية عالمية ( تشبه قضية ... من قتل رفيق الحريري ) ..؟ بعنوان ( من ضرب رانيا ألباز ..؟ ) ويصدر مجلس الآمن بطلب من المنظمات النسائية والحقوقية في كافة أنحاء العالم .. قرارا يدين حادثة الضرب... ويعتبره اعتداء صارخ على حقوق المراءه التي كفلها ميثاق هيئة الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان .. ويصدر قرارا يعين بمقتضاه مفتشين ومحققين دوليين للتحقيق بحادثة ضرب رانيا ألباز ..

وبعد التحقيق والتدقيق والاستجوابات .. تقدم اللجنة تقريرها الذي تؤكد وتكشف فيه لجنه التحقيق ألدوليه أن المعتدى بالضرب ليس الزوج وحسب .. إنما هناك أطراف فاعله وضاربه وعلى أعلى المستويات سهلت وشرعت و ساهمت بحادثة الاعتداء .. منها طبيعة نظام الحكم ومنها العادات والتقاليد ألمحافظه .. وأكثرها إسهاما هو الموروث الديني والعقائدي .. والفكر الوهابي المتزمت المتجذر في ثقافة هذا المجتمع الذكورى الاستبدادي والموجه خصوصا ضد المراءه وحقوقها .. وان حادثة الاعتداء هذه ليست الأولى ولا الأخيرة التي تتعرض لها المراءه في ألسعوديه .. بل أن هناك أكثر من ثمانية ملايين امراءة سعوديه تتعرض للاضطهاد الانتهاكات يوميا .. وان اللجنة الدولية اكتشفت في صحراء ألسعوديه ..وفى بطحاء مكة تحديدا مقابر نسائيه جماعية...!!.تؤكد الشائعات التي راجت بان ممارسة (وآد البنات وقتلهن أحياء ) كانت شائعة ومنذ زمن في الجزيرة العربية . وتلك المقابر الجماعية تدل على مدى ماوصلت إليه بشاعة هذه الانتهاكات .. لذا توصي لجنة التحقيق ألدوليه ..بعرض نتائج التحقيق على مجلس الأمن .. فيصدر مجلس الأمن قرارات حاسمة ..يدعو فيه ألسعوديه إلى تحرير المراءه من قيود الاستعباد والاستبداد .. ويطالب بإعطائها كامل حقوقها المنصوص عليها في مؤتمر بكين والقاهرة .. وإلا تعرضت السعودية لعقوبات دوليه

فيخرج علينا في اليوم التالي ..عمنا سماحة المفتى ( بوش ..) في خطابة الإذاعي الأسبوعي .. ليعلمنا ويعطينا مرة أخرى درسا في ..( حقوق المراءه في الإسلام .. ) . كما علمنا في درس سابق معنى ( الاستسلام وسماحة الإسلام .. وان من قتل نفسا .. كالذي يقتل الناس جميعا ..) فيؤكد بوش على أن المجتمع الدولي يجب أن يضع حدا لانتهاكات حقوق المراءه في السعودية .. وانه عار على الأسرة ألدوليه وعلى البشرية جمعاء أن تظل صامته أمام ماتتعرض له النساء في ألسعوديه من اضطهاد وتعذيب . لذلك يجب أن تكافح أمريكا وأوربا والعالم الحر ولو عسكريا من اجل أن تنال السعوديات حريتهن وحقوقهن كاملة غير منقوصة ..أسوة بما تحقق للمراءة العراقية والافغانيه .. وربما ..يأمر بوش ..حاملة الطائرات (انتربرايز وكيتى هوك) بالتوجه إلى البحر الأحمر والتمركز هناك بانتظار قرار من مجلس الأمن يخول المجتمع الدولي استعمال القوة .. من اجل تحرير المراءة السعودية .. وربما توجه طائرات الشبح الأمريكية لمراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل من جده والرياض والدمام والقصيم .. ضربات جوية مركزة .. لشل قدرتها على انتهاك حقوق وحرية المراءه .. ( وكله عشان عيون رانيا ألباز اللي تحولت من عيون خضراء تحمل الدفء والإحساس الأوربي ...إلى عيون عسلية باهته تشبه لون جبال الصحراء الجرداء القاحلة ) .. لذلك ( هنـــــــــــــــــو ) رانيا البااااز على هذا الانجاااز .. وسلامتكم..

تحياتي لكم :
:27:
صيام مقبول ان شاء الله