يمر على الإنسان ساعات يحس أنه بعيد عن الله بعدما كان قريب ما الخلل وما العلاج ؟
باسم الله ، والحمد لله ..هذه حالة أحسب أنه _ ما عدا الأنبياء عليهم السلام _ لا ينجو منها إنسان ، ولكن الناس يتفاوتون فيها تفاوتاً كبيراً
وكلما كان الإنسان على صلة وثيقة بربه سبحانه ، شديد الالتحام بتعاليمه ، فإن هذه المسألة تخف معه ، ولا تمر به إلا مرورا سريعا ، لا تصيبه في مقتل ، بل هي تعينه على مزيد من اليقظة ..!! على عكس غيره ، فإن هذه الحالة قد تجعله ينتكس والعياذ بالله ...!
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )
فالمتقون أيضا يمسهم طائف من الشيطان ، غير أنهم سرعان ما يتذكروا ، فيلهب ذلك حماسمهم ونشاطهم مع الله جل جلاله ، فيشمروا إلى طاعات جديدة ..
هذه الحالة سئل عنها أحد أئمة السلف ، كيف أن الإنسان يكون في حالة صفاء وشفافية ، ثم ينقلب حاله ، فإذا هو غير هو الذي كان قبل قليل ، يرفرف عاليا ، ويحلق بعيدا ..
فقال رحمه الله : دوام الحال من المُحال .. وهي كلمة سديدة دقيقة موفقة ، تختصر القصة كلها ، من ألفها إلى يائها ..
ولا شك أن هناك حِكم كثيرة لهذه الحالة ، وقد تناولنا هذه القضية في الموقع أكثر من مرة ، وخلاصة هذه المسألة :
قد يكون سبب هذه الحالة معصية وقع فيها هذا الإنسان ، وقد يكون الأمر مجرد ابتلاء محض من الله ، لينظر الله ماذا يصنع هذا العبد ، وكيف سيتصرف ، ثم يعوضه خيرا مما حرمه منه ..
وسواء هذا أو هذا فلله حِكمٌ كثيرة في الدائرتين .. فعلى الإنسان أن يراقب قلبه ، ويفتش فيه ، لاسيما إذا ألمت به مثل هذه الحالة ، فإن وجد أن سببها معصية وقعت ، فعليه أن يبادر سريعا إلى باب الندم بين يدي الله ، ويغتسل في نهر التوبة والاستغفار ، وهو يرجو ويأمل ..
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) ..
وإذا لم يتذكر ذنبا وقع منه _ رغم أنه لا يخلو إنسان من مثل هذا ظاهرا أو باطناً _ فعليه حينها أن يستكين ، وليعلم أن لله حكمة جليلة فيما وقع له ، وليحسن الظن بربه ، وليتذكر قول الله سبحانه : ( وعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) فالخيرة كل الخيرة فيما اختاره الله .. ويبقى عليه أن يحافظ على الحد الأدنى من الطاعات والأعمال ، ليشدها شيئا فشيئا نحو الأعلى ، حتى إذا انفرجت الأزمة ، وجد نفسه طائراً محلقاً ، همته والنجوم ...!!
موقع أفنان التابع لجمعية الإرشاد الإماراتية للداعية فضيلة الأستاذ بوعبدالرحمن
منقووووووووول
فراشه ورديه @frashh_ordyh
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
honey_lipes
•
جزاكم الله خير
الصفحة الأخيرة