( من عجائب التربية الناحجة ) قصة رائعة جدا ( لا تفوتكم )

الملتقى العام

ايها الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد فإني اشكر الزملاء والزميلات الذين قبلوني عضوا في هذا المنتدى الطيب ، ويسرني أن أطرح أو موضوع بعنوان ( من عجائب التربية الناحجة )

من عجيب النماذج الناجحة في زراعة الهمة العالية في الأطفال ما يقال من أن الشيخ آقشمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني رحمه الله ، كان يأخذ بيديه ، ويمر به على الساحل ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح له من بعد شاهقة حصينة ، ثم يقول له :

أترى إلى هذه المدينة التي تلوح في الأفق إنها القسطنطينية ، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ، ويضمها إلى أمة التوحيد ، فقال فيما روي عنه : ( لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) ، وما زال يكرر هذه الإشارة على مسمع الأمير الصبي إلى أن نمت شجرة الهمة في نفسه العبقرية ، وترعرعت في قلبه ، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشّر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد كان ،

فقد كان والده السلطان مراد الثاني ـ منذ صغره ـ يستصحبه معه بين حين وآخر إلى بعض المعارك ، ليعتاد مشاهدة الحرب والطعان ، ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعدادهم ونزالهم ، وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً ، حتى إذا ما ولي السلطنة ، وخاض غمار المعارك خاضها عن دراية وخبرة .
ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد ( الفاتح )في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين ليسلمه القسطنطينية ، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة ، قال رحمه الله : ( حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر )
.
وحاصر السلطان ( محمد الفاتح ) ـ أنعم به من فاتح ـ القسطنطينية واحداً وخمسين يوماً ، تعددت خلالها المعارك العنيفة ، وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله ، على يد بطل شاب ، له من العمر ثلاث وعشرون سنة ، وحقق هذا الفاتح البطل للمسلمين أملاً غالياً ظل يراودهم ثمانية قرون ، حاولوا تحقيقه مراراً فلم يفلحوا ، وكأن القدر كان قد ادخر هذا الشرف لهذا البطل المغوار.

مع تحيات المحيط الهادي .
0
374

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️