من عجائب وغرائب الصوفية

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

خصصت هذا الموضوع، لنشر عجائب وغرائب الفكر الصوفي، وبيان خطر هذا المعتقد، الذي بني على باطل، وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أولاً: الهداية عند الصوفية بمجرد النظر:

يقول الشعراني في ترجمة الشيخ يوسف العجمي (تيسير العزيز الحميد ص298) : " وكان .. إذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهباً خالصاً.. وقع له أنه خرج من خلوة الأربعين فوقع بعصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، وصار الناس يهرعون إليه في قضاء حوائجهم، فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه، فلما مات أظهرت الكلاب البكاء والعويل. وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا ".

قال الشعراني معلقاً على هذا الحدث: " فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت، فكيف لو قعت على إنسان "

حقاً إنه لقياس وجيه، فإذا كان مجرد النظر إلى كلب يجعل منه قدوة وإماماً وشيخاً يتوافد إليه الكلاب - ولعلهم صوفية الكلاب - فلا شك أن ذلك النظر لو وقع على إنسان - ولو كافراً - لجعل منه إماماً وشيخاً وصوفياً يتوافد إليه المريدون تبركاً وطلباً للهداية التي لا تنال إلا عن طريقهم !

نقلاً من كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/162-163)

يتبع إن شاء الله
14
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام حميد الفلاسي
ثانياً: الهداية بإلباس الخرقة الصوفية:

الخرقة شعار الصوفي، قطعة ثوب ممزقة ترمز لفقره وخشونته، يُلبسها الشيخ مريده علامة التفويض والتسليم، ولا يمنحها إياه إلا بعد أن يقضي مرحلة رياضية خاصة، لم يكن لها في البدء لون ثابت، ثم شاءت كل طريقة أن تتخير لوناً (راجع الموسوعة العربية الميسرة ).

يبدو أن الغرض الذي دفع شيوخ التصوف إلى استخدام الخرقة لم يكن مجرد الرمز إلى الزهد والتقشف، ولا مجرد التمييز بين طريقة وأخرى، كما يشير هذا التعريف الذي ارتضاه أصحاب الموسوعة، لأننا وجدناهم يستخدمونها لهداية المريد وتطهيره من الذنوب والمعاصي والأخلاق المذمومة، ولجعله ينتقل من الحال الناقص إلى الكمال المطلوب.

تحدث ابن عربي عن لبس الخرقة وسبب قبوله لها ثم عرج على طريقة المحققين التي كان عليها قبل لقاء الخضر الذي زعم أنه ألبسه الخرقة فقال: " فجرت عادة أصحاب الأحوال إذا رأوا أحداً من أصحابهم عنده نقص في أمر ما، وأرادوا أن يكملوا له حاله يتحد به هذا الشيخ، فإذا اتحد به أخذ ذلك الثوب الذي عليه في ذلك الحال ونزع وأفرغه على الرجل الذي يريد تكملة حاله ويضمه فيسري فيه ذلك الحال فيكمل له ذلك الأمر. فلذلك هو اللباس المعروف عندنا والمنقول عن المحققين من شيوخنا " (راجع الفتوحات ).

واشترط كل من علي الخواص وأبو الفضل الأحمدي في الشيخ الذي يتأهل لإلباس الخرقة الشرط الآتي: قالا: "شرط لباسها أن يعطي الله ذلك الشيخ من القوة والعزم ما ينزع به عن المريد - حال قوله له اخلع قميصك أو قلنسوتك مثلاً - جميع الأخلاق المذمومة فيتعطل عن استعمال شيء منها، فلا يصير فيه خلق مذموم إلى أن يموت ذلك المريد، ثم يخلع على المريد مع إلباسه تلك الخرقة جميع الأخلاق المحمودة التي هي غاية درجة المريد " (راجع درر الغواص ص97-80)

نقلاً من كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/165-166)

يتبع إن شاء الله
ام حميد الفلاسي
ثالثاً: الهداية بالتربية والتعليم عند الصوفية:

لو كان المراد بالتربية والتعليم تعليم المتعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالوسائل الشرعية، وكانت الهداية بمعنى بيان طريق الحق لكان الأمر من الوضوح والجلاء بحيث لا يحتاج إلى أي تعليق أو مناقشة، لكنهم - كما أسلفنا - يقصدون بالهداية معنى آخر وهي تلك النفحات الروحية السرية التي يزعمون أن الشيخ ينفخ بها في روح المريد الذي لا يستحقها إلا بعد أنواع من الرياضات الشاقة والتمارين والمرهقة المبنية في الغالب الكثير على أنواع من البدع المحدثة.

في ترجمة إبراهيم ولد أم رابعة الذي وصفه ابن ضيف الله بأنه بلغ درجة القطبانية يذكر أن شيخه ابن جابر الجهني كتب له إجازة وجاء فيها: " ... أما بعد فإن الأخ الفقيه ... الشيخ إبراهيم ابن أم رابعة استحق السيادة والإمامة عندي فجعلته قطباً في مكانه، ولساناً في عصره، وترجماناً في أوانه " (طبقات ابن ضيف الله ص104).

وفي ترجمة يعقوب بن بان النقا يذكر أنه أخذ العلم من الشيخ عبد الرحمن بن جابر، وأنه أحد التلامذة الأربعين الذين أقامهم في بلادهم وجعلهم أقطاباً. (المصدر السابق ص372).

فأنت ترى أن طرق الهداية وسبل السعادة وأنماطها متعددة ومختلفة عند الأولياء وأن أعلى مقامات التصوف - وهو مقام القطبانية - بيد الأولياء وأن المريد لا يبلغها إلا إذا تفضل الشيخ بمنحه إياها. بل إننا نجد أن نفحات هؤلاء الأولياء لها سر عظيم كما يصوره الفكر الصوفي.

فهذا الشعراني يرى أن التوفيق والتسديد - حتى فيما يكتبه من المؤلفات - لا يكونان حليفه إلا إذا منَّ عليه بهما شيخه علي الخواص فيقول في آخر أحد كتبه: " فما فيه من صحة وصواب فمن نفحاته رضي الله عنه، وما كان من خطأ وتحريف فهو مني والتبعة علي في ذلك دنيا وأخرى " (راجع الجواهر والدرر ص105-106).

فلو لم يعتقد أن شيخه أثر في هداية القلوب لم يكن ليقول مثل هذا الكلام في حق شخص أمي ليس له نصيب من علم الكتاب والسنة إلا ما يقوله برأيه ويتصوره بخياله، والله المستعان.

أما في مجال التعليم فقد انفردوا بوسائل تعليمية لا أظن أن أحداً سمع بها أو عثر على أثر لها خارج بطون كتب التراث الصوفي. فقد ذكر الشعراني في ترجمة الشيخ مدين الأشموني: " أن شخصاً طاعناً في السن جاءه وقال: يا سيدي مقصودي أن أحفظ القرآن في مدة يسيرة. فقال له: ادخل هذه الخلوة، فدخلها ليلاً فلما أصبح حفظ القرآن كله " (ط.ك ).

وكون هذا الأمر مختلقاً لقصد الإشادة بقدرات الأولياء من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى أي تعليق.

ونظيره ما ذكر الشعراني في ترجمة الشيخ عثمان مرزوق (أحد أكابر المشايخ الصوفيين) فقال: " وكان الرجل العربي إذا اشتهى أن يتكلم بالعجمية، أو العجمي يريد أن يتكلم بالعربية يتفل في فمه فيصير يعرف تلك اللغة كأنها لغته الأصلية " (ط.ك ).

أقول: أما المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فقد أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود وخطهم، حين هاجر إلى المدينة النبوية واشتدت حاجة المسلمين إلى معرفة هذه اللغة، فتعلمه زيد بالوسائل التعليمية المعروفة ولم يتفل عليه الصلاة والسلام في فمه، كما يزعم هؤلاء لأوليائهم.

نقلاً بتصرف يسير من كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/166-168).

يتبع إن شاء الله
ام حميد الفلاسي
رابعاً: القدرة على سلب الإيمان

وينبغي أن ندلل هنا لما أشرنا سابقاً من أن هؤلاء يعتقدون أن الأولياء كما يقدرون على هداية الناس هداية التوفيق، كذلك يقدرون على سلبهم الإيمان إذا أرادوا ذلك.

سأل أحمد بن المبارك شيخه الدباغ: " إذا حضر الغوث فهل يقدر أحد على مخالفته؟ فقال: لا يقدر أحد أن يحرك شفته السفلى بالمخالفة فضلاً عن النطق بها، فإنه لو فعل ذلك لخاف على نفسه سلب الإيمان " (راجع الإبريز ص189). ويرى التجاني أنه: " لا أمن لأحد من السلب إلا قطب الأقطاب وحده، أو لمن عند الاسم الأعظم فقط، أو لمن ضمنه شيخ كامل " (جواهر المعاني ).

هذه بعض نظرياتهم في قدرة الأولياء على إضلال من شاءوا أو سلبه الإيمان كما حلا لهم أن يطلقوا عليه.

وإليك بعضاً من الصور التطبيقية التي تنص على وقوع سلب الأولياء الهداية من قلوب بعض العباد: بعد أن ذكر الدباغ أن أهل التصرف لهم القدرة على إهلاك الكفار، وأنه يحرم عليهم أن يقاتلوهم إلا بما جرت به العادة من ضرب بسيف وطعن برمح ونحو ذلك، حكى أن سفينة للمسلمين وكان فيها وليان من أولياء الله التقت مع سفينة للكفار فلما حمي القتال بينهم قام أحد الوليين - وكان صغيراً - فتصرف في السفينة فانطلقت النار في سفينة الكفرة ... فلما فعل ذلك الولي ما فعل سلبه الولي الآخر الذي كان معه - وكان أكبر منه - عقوبة على ما فعل " (راجع الإبريز ص193).

ويسهم الشعراني بنصيب وافر من القصص في هذا الصدد، فذكر أولاً أن أبا إسماعيل يوسف الأنباري استهزأ برجل اسمه أبو طرطور، فشكاه الأخير إلى السيد عبد العال - خليفة البدوي - وكلهم من أصحابه فقال له عبد العال: " لا تتشوش يا أبا طرطور نزعنا ما كان معه وأطفأنا اسمه وجعلنا الاسم لولده إسماعيل. فمن ذلك اليوم أنطفأ اسم السيد يوسف إلى يومنا هذا " (راجع ط . ك )؟

ويقول الشعراني أيضاً: " وكان في طنطا سيدي حسن الصائغ الأخنائي وسيدي سالم المغرب، فلما قرب سيدي أحمد البدوي من مصر أول مجئيه من العراق قال سيدي حسن .. ما بقي لنا إقامة صاحب البلاد قد جاء، فخرج إلى ناحية أخنا وضريحه بها مشهور إلى الآن، ومكث سيدي سالم فسلم لسيدي أحمد ... ولم يتعرض له ... وقبره في طنطا مشهور . وأنكر عليه ... صاحب الإيوان العظيم بطنطا المسمى بوجه القمر وكان ولياً عظيماً فثار عنده الحسد ولم يسلم الأمر لقدرة الله تعالى فسلب، وموضعه للآن بطنطا مأوى للكلاب ليس فيه رائحة صلاح ولا مدد " (راجع ط . ك ).

ويحكي أيضاً أن ابن اللبان وقع في حق البدوي فسلب القرآن والعلم فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره، فدلوه على السيد ياقوت العرشي، فمضى إلى السيد أحمد وكلمه في قبره، وأجابه. وقال له - العرشي - أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رأس ماله. فقال - البدوي -: بشرط التوبة، فتاب ورد عليه رأس ماله " (المصدر السابق ).

ولم تنته قصص البدوي مع الشعراني فيقول: " وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي ... أن شخصاً أنكر حضور مولده - يعني البدوي - فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام فاستغاث بالسيد أحمد .. فقال بشرط أن لا تعود، فقال: نعم، فرد عليه ثوب إيمانه، ثم قال له: وماذا تنكر عليه؟ قال: اختلاط الرجال والنساء، فقال له السيد البدوي: ذلك واقع في الطواف ولم يمنع أحد منه، ثم قال وعزة ربي ما عصي أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته، وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحر وأحميهم من بعضهم بعضاً أفيعجزني الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي " (راجع ط . ك ).

إذا تأملنا هذه الحكايات نسجل الآتي:

1- إذا كان أولياء الصوفية يدافعون عن الكفار الذين يقاتلون المسلمين دفاعاً يؤدي إلى سلب ولي من الأولياء إيمانه، فهل يتصور أن يقوموا بالجهاد في سبيل الله؟

2- إذا كان أحد أتباع البدوي استهزأ بزميله البدوي فأدى ذلك إلى سلبه، فأين الأخوة والتناصح والتراحم بين أصحاب هذه المدرسة البدوية؟

3- اعتبر الشعراني شهرة القبر وكثرة زواره دليلاً على صلاح المقبور وعدمها دليلاً على عدمه، وهذا قسطاس غير مستقيم، لأن كون القبر مشهوراً منوط بوجود قبوريين يوجهون عنايتهم إلى بنائها وزخرفتها وسدانتها، وإلا فكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعرف قبورهم اليوم وليس ذلك دليلاً على نقص الدرجة أو قلة الصلاح.

4- يتضح من قراءة قصة البدوي الأخيرة أن ناسج حبكتها يهدف إلى أمور:

الأمر الأول: جعل الهداية والإضلال بأيدي الأولياء، وإن من ينكر عليهم يسلب الإيمان ولا يرد عليه إلا بالاستغاثة بالمقدس المنكر عليه.

الأمر الثاني: يحاول أن يعقد مقارنة بين الطواف حول البيت العتيق وبين الاختلاط عند الطواف حول القبور والاستغاثة بأصحابها، والفرق بينهما شاسع:

أما الأول: فلأن الحج يشترط فيه أن يكون مع المرأة محرم يذود عنها ويحميها من الزحام ونحوه، وهذا الشرط غير واقع فيمن يحضرون المواليد.

وأما الثاني: فلأن الحج يبطل لو حصل ارتكاب الفواحش، ويبعد جداً أن يخرج مسلم من بيته قاصداً الحج منفقاً ماله ووقته ثم يقدم على ارتكاب شئ يعتقد أنه يبطل حجه، وهذا يختلف تماماً عن هذا الفكر الذي يدعو صراحة إلى ارتكاب الفواحش في مولد البدوي مع تشجيعه على ذلك بهذه البشارة: " ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته " فإن هذه العبارة تساوي: افعلوا ما شئتم فالمغفرة مضمونة.

الأمر الثالث: أن هذا الشخص يهدف إلى إفساد عقائد الناس في ربهم وخالقهم. وذلك بدعوتهم إلى اعتقاد أن الذي يرعى الوحوش في البر والسمك في البحر ويحمي العالم إنما هو السيد البدوي المقبور، وإلى اعتقاد أن البدوي ما زال حياً في قبره حياة مستقرة كحياتنا، يجيب المستغيثين، ويكلم الزوار، ويبشر العصاة، ويدعي الألوهية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

نقلاً من كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/168-172).

يتبع إن شاء الله
شهد 2
شهد 2
جزاك الله عنّا كل خير وبارك فيك انا منذ زمن اردت ان اعرف الكثير عن هؤلاء الصوفيين تابعي جزاك الله الجنه على جهدك المبذول ....

عندي سؤال يا اختي لك ولكل من يقرأ الموضوع ان كان يعلم جوابه .......
احيانا نرى في التلفاز بعض الشيوخ الذي يعجبنا قولهم وحديثهم ولكن فيهم اشياء تختلف عن شيوخنا _ اللي هم شيوخ السعوديه _ فبعضهم يرى كشف المرأة وجهها وان غطاء الوجه فضل لا فرض والبعض حالق اللحيه والاخر
لبس العمامه والثياب البيضاء _ عادة _ وتستغربين ان شيخه مثل لبسه تماما فهل هؤلاء صوفيين .. ؟؟؟؟
وكيف نعرف ان شخصا من الشيوخ صوفي ؟؟؟؟؟؟
ولكي اوضح كلامي اعطي امثله لشيوخ صراحة ماكنت اشك انهم صوفيين وقيل عنهم ذلك امثال...
الاستاذ عمروخالد _ علي الجفري ....واظن ثلاثه غيرهم نسيت اسماءهم...

آآسف على الاطاله وجزاكن الله خير ...
اسراء بنت حواء ***---
جزاك الله كل الخير اختى ام حميد الفلاسى