مقال عجيب و غريب
للكاتب المتألق فهد الأحمدي
كما أن هناك حوادث أفضت للموت، هناك حوادث أفضت للشفاء.. والشفاء الذي نتحدث عنه هنا حالات نادرة مفهومة لدى الأطباء؛ فعلى سبيل المثال عانت السيدة ليزا باتريك من العمى طوال سبعة وعشرين عاماً من حياتها. وفي الشهر الماضي أقنعها ابنها الطيار بالقفز معه بالمظلة في عيد ميلادها. وفي البداية ظنته يمزح ولكن بسبب إصراره وافقت وقالت بتهكم: كما تريد؛ ولكن لن أضمن لك رؤية شيء!!
وفي اليوم الموعود ربطت نفسها مع ابنها في مظلة واحدة وقفزا بسلام.. غير أن ابنها فقد التحكم بالمظلة في الدقائق الأخيرة فأصيبت بضربة شديدة على رأسها واغمي عليها. وبعد أن فتحت عينيها رأت (.. هل قلنا رأت!!؟) رأت ابنها مايكل لأول مرة. وحين أدركت أنها استعادت بصرها أخذت تبكي وتضحك وتقول "لابد أنها معجزة"!!
وقد شاعت قصتها في صحف الولاية فطلب منها مركز العيون في فلوريدا الكشف عليها لإيجاد تفسير معقول لما حدث. وبمقارنة صور قديمة للعين مع صور أُخذت بعد الحادث لاحظ الأطباء أن كتلاً في السائل الزجاجي قد تحركت من مكانها مما أتاح لها الإبصار مجدداً.. وقال أحد الأطباء في معرض تفسيره للحادث: حتى اليوم لانملك الشجاعة ولا التقنية اللازمة للتعامل مع سائل العين الزجاجي وماحدث لليزا حالة نادرة لم يكن بالإمكان تنفيذها بتخطيط مسبق أو تقنية معروفة!!
@ وما حدث لليزا ذكرتني بقصة قديمة (نشرتها جريدة الرياض في 1997/4/3).. والقصة تتحدث عن مواطن يدعى فيرمن هارمان ظل يعاني من عمى في عينه اليسرى حتى اصطدم ذات يوم بعامود حديدي فاستعاد فجأة قدرته على الإبصار.. ويصف هارمان ماحدث بقوله:
في أحد المراكز التجارية أدرت رأسي لتوجيه سؤال لأحد الأشخاص فاصطدمت عرضاً بأحد العواميد الرئيسية في المركز فشعرت بألم شديد إلا أنني فوجئت باستعادة قدرتي على الإبصار. وللتأكد مماحدث أخذت أتجول لساعات داخل المعرض لاختبار قدرتي على رؤية محتوياته بشكل جيد..
وتعليقاً على هذه الحادثة الغريبة يقول طبيب العيون ديغو سفنز أن الارتطام أزاح سحابة "ماءزرقاء" كان يصعب إزالتها بعملية جراحية أو عقار معروف.. الغريب أن هيرمان أصيب بالعمى في عينه اليسرى منذ عام 1944بسبب (ارتطام مشابه) أثناء مباراة في البيسبول!!
@ أما القصة الثالثة فرأيتها في برنامج الإنقاذ (911).. فقبل أعوام مر الشمال الأمريكي بموجة برد قارسة ووصلت درجة الحرارة في مدينة مليواكي إلى ستين درجة تحت الصفر. وذات ليلة خرج الطفل مايكل تروش إلى الشارع بدون علم والديه ولم يكن يرتدي سوى بيجامة خفيفة. وحين وجده والده بعد ست ساعات كان توقف عن التنفس وأصبح لونه أزرق وتحولت مناطق في جلده إلى بلورات من الكريستال الأحمر. وبسرعة أخذه إلى المستشفى وفور وصوله كشف عليه رئيس الأطباء وأعلنه ميتاً (ولم يكن حينها قد تجاوز الثانية من عمره)؛ فقد كان بلا نبض وصلباً مثل قالب الثلج وكان يمكن سماع تكسر الدم المتجمد في عروقه. وحين بدأ الفريق الطبي بتدفئته (أو بتعبير أدق: إذابته) استعداداً لتشريحه قالت إحدى الممرضات أنها شاهدت "نبضه" مرت سريعاً في جهاز العرض. وبسرعة أجرى الأطباء تنشيطاً للقلب والرئتين فبدأ الطفل يستجيب ببطء. وبعد أربعة أيام قضاها في غيبوبة تامة فتح عينية وعاد بسرعة إلى نشاطه السابق!!
ــ غرابة هذه القصة تكمن في ثلاثة اشياء:
أنها المرة الأولى التي يعيش فيها إنسان قضى كل هذه المدة في هذه الدرجة. والثانية أن دماغة وقدراته العقلية لم تتأثر جراء توقفه عن التنفس.. والثالثة أن (الحافظ ابن أبي الدنيا) لو علم بقصته لأضافه إلى كتابه الشيّق "من عاش بعد الموت"!!
تحياتي
:31:
الرجاء الرد من الأخوات فقط
كلمة سر @klm_sr
عضوة فعالة
هذا الموضوع مغلق.
كلمة سر
•
الأخوات الفاضلات أثير و وردة جورية
أشكركن على مروركن الذي أسعدني و كما قلت يا أثير ..
قدرة الله فوق كل شيء ..
أشكركن على مروركن الذي أسعدني و كما قلت يا أثير ..
قدرة الله فوق كل شيء ..
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا اخيتي كلمة سر